مقالات

المرجعية الرشيدة: إذا لم تنصرونا على إصلاح الفساد فستسقط عنا الحجة في التصدي

بقلم: محمد النجفي

أوضحت المرجعية الرشيدة في عدد من خطاباتها وكلماتها هذه الحقيقة وذكرت نماذج من حياة المعصومين (عليهم السلام) لأجل تحذير الأمة من التقاعس والتخاذل عن أداء مسؤولياتها في نصرة القيادة الحقة في الإصلاح.

وقد ذكرت المرجعية الرشيدة المتمثلة بالمرجع اليعقوبي بعض هذه النتائج الوخيمة في خطاب له حيث أوضح أن “تخاذل الأمة وتقاعسها واستسلامها للشكوك والظنون جعل أمير المؤمنين يتمنى الموت ويرى ضرب رأسه بالسيف فوزاً، ودفع تخاذل الأمة الإمام الحسن (عليه السلام) إلى اتخاذ ذلك الموقف الذي لم يستطع تحمله الكثير من أصحابه المقربين”.

وأوضح سماحته في خطاب آخر بعض النتائج الأخرى التي ترتبت على تقاعس الأمة وعدم نصرتها القيادة الحقة حيث قال: “ولو أطاعت الأمة ربّها وما أنزله على رسوله الكريم (صلى الله عليه وآله وسلم) في ما بلَّغ في اليوم الاول (يوم الغدير) لما احتاجت إلى اليوم الثاني وهو يوم القيام الفاطمي الذي دفعت فيه الزهراء (عليها السلام) حياتها ثمناً له وهي في عمر الزهور حيث لم تتجاوز ثمانية عشر ربيعاً.

ولو استُمعت نصيحة الزهراء (عليها السلام) في قيامها المبارك وأعادت الأمة الحق إلى نصابه ودفعته إلى أهله وأذعنت لحق أمير المؤمنين (عليه السلام)، لما حصل الانحراف والانحدار بالأمة حتى تطلَّب تقويمُ المسار سفكَ دم سبط رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وسيد شباب أهل الجنة وسبي عقائل النبوة من بلدٍ إلى بلدٍ يتصفح وجوههن الأعداء”.

نلاحظ كيف أن الأمة دفعا ثمنا كبيرا نتيجة لتخاذلها وتقاعسها وأكيد كل مؤمن غيور ذو قلب سليم لا يريد أن يكون كهؤلاء المتقاعسين المتخاذلين الذين تسببوا بهذه النتائج الوخيمة …

وهكذا هم الفقهاء والعلماء الابرار نواب الإمام (عليه السلام) في زمن الغيبة الكبرى إذا وجدوا أنصارا تحركوا وأما إذا تخاذلت وتقاعست الأمة عن أداء مسؤولياتها فإن القيادة سيكون موقفها كموقف المعصومين (عليهم السلام) لهذا قالتها المرجعية الرشيدة بكل صراحة للمؤمنين حينما لاحت في الأفق حالة من التقاعس والتخاذل في صفوف المؤمنين: إذا لم تنصرونا على اصلاح الفساد فستسقط عنا الحجة في التصدي.

وجاءت هذه الكلمة بعد أن أوجبت المرجعية المشاركة في الانتخابات واختيار العناصر الكفوءة والنزيهة والمخلصة ومما قالته في هذه الكلمة لبيان حالة التقاعس والتخاذل: وجوب الانتخابات يحمل معنيين وجوب المشاركة في الانتخابات والتصويت للكفوئين النزيهين ووجوب تصدي الكفوئين والنزيهين للترشيح والمواقع …

وأوضح سماحته أن “هذا زمان نبي الله يوسف … النبي يوسف يعرف ان من مدح نفسه فقد ذمها ولكن المرحلة حتمت عليه ان يتصدى”..

وكشف سماحته أن “الفقه الاجتماعي الذي أسماه غائب قليلا عن اذهان المؤمنين وأنهم يعرفون الفقه الفردي يعني يعرف الصوم واجب والصلاة واجبة”.

وأكد سماحته في هذه الكلمة أن “الذي لديه الكفاءة والنزاهة والاخلاص ولا يتصدى يكون قد ارتكب معصية لأنه قصر في حق الأمة”

وفي نفس الفترة الزمنية التي تكلم فيها بكلماتها السابقة تكلم سماحته بنفس هذا الكلام مع وفد من أساتذة جامعة كربلاء وكانت كلماته كلها ألم وحسرة ومما جاء فيها:

هذه السلبيات من مظالم ومفاسد إنما هي نتيجة الانسحاب والانزواء وترك ساحة العمل … لو تواجد المخلصون المحروقة قلوبهم على البلد بقوة لما فرض الآخر كلمته علينا بهذا الشكل .

وتساءل سماحته: “لماذا ندفع الاخوة دفعا للمشاركة في العملية السياسية هل لا زالوا غير مصدقين ان صدام زال … نريد الشعور الثقة بالنفس”..

وقال سماحته مستغربا: أن “الذين عاشوا المحنة في الداخل غاية مطلبه وطموحه ان يتم توظيفه ويحصل راتب … هذا طموح ضعيف ليكون طموحه أكبر من هذا ليكن طموحه ان يقود الامة ويتواجد في مواقع المسؤولية ويساهم في بناء العراق …
أما أن يكون جل همه أنه قد حصل على وظيفة فجلس وسكت ولا يبالي من قيام الآخرين بسرقة اموال الشعب ورسم مستقبل العراق كما يريدون!”.

وذكر سماحته كيف أن أجدادنا ضيعوا الفرصة بعد ثورة العشرين رغم أنها قامت بجهودهم وجهادهم وتضحياتهم ولكن سلموا الحكم إلى الآخرين وجعلوا رسم مستقبل البلاد بأيديهم فدفعنا أثمانا باهضة من قتل وسجن وتشريد نتيجة ضياع هذه الفرصة …

وحذر سماحته من “تكرار ضياع الفرصة وترك رسم مستقبل العراق بيد أصحاب الأجندات الخارجية الذين ليس لهم هم إلا مصالحهم”.

فلنتأمل لما قاله سماحته: محل الشاهد حينما نُسئل ما هو مستقبل العراق وكيف يكون مستقبل العراق …؟
انت الذي تحدده انت كيف تريد ان يكون مستقبل العراق اعمل لكي تحقق ذلك المستقبل أما أن نترك الاخرون يرسمون مستقبل العراق فكل سيرسمه حسب مصلحته الخاصة …

وأضاف سماحته: “اذا نظرنا الى ما تريده الاطراف الاقليمية الموجودة تريد عراقا مدمرا مفككا ضعيفا … لا يروق لهم أن يروا عراقا متحررا عراقا يمتلك ارادته عراقا ينال الجميع حقوقهم بالتساوي”.

هذه أجواء صدور كلمة المرجع اليعقوبي (إذا لم تنصرونا على اصلاح الفساد فستسقط عنا الحجة في التصدي) … وهذا التحذير من قبل القيادة الدينية قائم سواء في وقتنا الحاضر أو في المستقبل فمتى ما وصل تخاذل الأمة وتقاعسها إلى نقطة محددة ستسقط فيها حجة التصدي عن القيادة الدينية.

لتصلك آخر الأخبار تابعنا على قناتنا على تلغرام: النعيم نيوز

كما يمكنك الاشتراك على قناتنا على منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا على: قناة النعيم الفضائية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى