دعا الشيخ حسن الصفار، أمس الجمعة، إلى الاعتماد على الذات وتلافي الحاجة للآخرين.
وقال الشيخ الصفار، في خطبة الجمعة بمسجد الرسالة بمدينة القطيف شرقي السعودية بعنوان: الثراء النفسي والثراء المادي، وتابعتها “النعيم نيوز”، “في النصوص الدينية رسالة شديدة لمن يحترفون الطلب من الآخرين لحاجاتهم ولقضاء شؤون حياتهم، وبعضهم يتقاعس عن العمل والحركة، أو يطلب ويسأل لكماليات في معيشته، مع إمكانية الصبر والتحمل”.
وتابع، “حتى في مجال تسيير بعض الأمور، يبحث عن الوجاهات والوساطات لأمور يمكن تحصيلها بشيء من الجهد لكنه يتكاسل عن بذل الجهد”. موضحاً، أن “النصوص الدينية تؤكد على الإنسان أن يعزز في نفسه مشاعر الكرامة والعزة، فلا يضع شخصيته في مواقف الهوان والذل من أجل الحصول على شيء من الإمكانات المادية”.
وأضاف، أن “كسب المال والثراء بالعمل والكدح، وعبر الطرق المشروعة، ينسجم مع كرامة الإنسان وعزته، أما إذا كان باستجداء الآخرين، وتحمّل مهانتهم وامتنانهم، فهذا يسبب فقر المشاعر الإيجابية في نفس الإنسان”. مبيناً، أن “الله تعالى يشيد بالفقراء الذين يعيشون ثراءً في مشاعر الكرامة والعزة في نفوسهم، فيتعففون عن إظهار حاجتهم، حتى يتصور الناس أنهم أغنياء”.
واستشهد الشيخ الصفار، بقوله تعالى: ﴿لِلْفُقَرَاءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا يَسْتَطِيعُونَ ضَرْبًا فِي الْأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُم بِسِيمَاهُمْ لَا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا﴾.
وذكر، أن “بعض كتب الحديث خصصت أبوابًا لنصوص دينية تحت عنوان: (الاستغناء عن الناس) كما في كتاب (الكافي)، وكتاب (كنز العمال)، وكتاب (بحار الأنوار). مضيفاً، “يندفع الإنسان غريزيًا لتحصيل الإمكانات المادية، والثراء المالي، وذلك من النزعات المتجذرة في نفس الإنسان، والمنبثقة من حب الذات، إنها نزعة التملك والحرص على حيازة الأشياء، والاختصاص بها، وهي تظهر باكرًا في حياة الإنسان من عهد طفولته الأولى”.
وأشار، إلى أن “سعي الإنسان لتحصيل الثراء المادي بالطرق المشروعة أمرٌ إيجابي، لأنه بذلك يمارس الفاعلية والنشاط في وجوده، ويسهم في إعمار الأرض، وحركة الحياة”. منوهاً، إلى أنه “يفترض أن يستهدف الإنسان من تحصيل الثراء المالي، تلبية احتياجاته، وتعزيز قيمته، وتحقيق الراحة والسعادة في حياته”.
وأردف، “لكن الإنسان ليس وجودًا ماديًا فقط، بل هو كيان متعدد الأبعاد، له بُعدٌ عقلي وروحي ونفسي، وكما يحتاج إلى الثراء المادي، فإنه يحتاج الثراء في الأبعاد الذاتية الأخرى من شخصيته”. مضيفاً، “لو توفر له الثراء المادي، وكان فقيرًا في داخل نفسه وذاته، فإنه لا يحقق إنسانيته، ولا يضمن راحته وسعادته”.
وبين الشيخ الصفار، أن “الدين يوجه الإنسان للاهتمام بالثراء النفسي والروحي، والذي غالبًا ما يغفل عنه الإنسان ويتجاهله، مع أنه الأجدر والأولى بالاهتمام”. مشيراً، إلى أن “الغنى المادي ليس سببًا كافيًا للسعادة، فإن نسبة كبيرة من الأغنياء ليسوا سعداء، وذكر عددًا من الأغنياء والمشاهير الذين أنهو حياتهم بالانتحار لما يعيشونه من تعاسة وقلق واكتئاب”.
وعن معنى غنى النفس، قال الشيخ الصفار، “إذا كان الغنى المالي يعني وفرة الإمكانات المالية المادية، فإن غنى النفس هو قوة المشاعر والنزعات والميول الإيجابية في أعماق ذات الإنسان، وانعكاسها على سلوكه”.
لتصلك آخر الأخبار تابعنا على قناتنا في موقع التلغرام: النعيم نيوز
ولمتابعتنا على موقع فيسبوك يرجى الضغط أيضا على الرابط التالي: النعيم نيوز
كما يمكنك الاشتراك أيضا على قناتنا في منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا على: قناة النعيم الفضائية
ولا تنسى أيضا الاشتراك في قناتنا على موقع الانستغرام: النعيم نيوز