اياد مهدي عباس
كتب اياد مهدي عباس: أيام قليلة تفصلنا عن موعد الانتخابات البرلمانية العراقية المقبلة والمقرر اجراؤها في العاشر من تشرين الأول المقبل 2021.
وإن أهم ما يميز هذه الانتخابات عن سابقاتها هو التغير الذي طرأ على قانونها واعتماد الدوائر المتعددة. بدلاً من جعل العراق دائرة انتخابية واحدة كما هو في انتخابات 2005 وبدلاً من جعل العراق 18 دائرة انتخابية بعدد محافظات العراق. كما هو في الانتخابات التي جاءت بعدها من الفترة ( 2005 – 2018) حيث كان القانون السابق سبباً في تكريس هيمنة الكتل والأحزاب السياسية الكبيرة المشاركة في السلطة واحتكارها للقرار السياسي في البلاد طيلة تلك الفترة الزمنية. وذلك لأن القانون تمت صياغته بشكل كلي حسب مقاسات هذه الأحزاب والكتل السياسية ومصالحها الضيقة. أما التعديل الجديد فانه جاء نتيجة ضغط الشارع العراقي. الذي شهد تظاهرات واسعة وإصرارا جماهيريا كبيرا على ضرورة إجراء تعديل على بعض فقرات قانون الانتخابات السابق. الذي كان السبب في إفراغ العملية الديمقراطية من محتواها الحقيقي واستبدالها بديمقراطية التوافق والمحاصصة. التي أنتجت نظاماً فاسداً يخدم مصالح الأحزاب والكتل الكبيرة مع السماح لها في الهيمنة لفترة أطول على مفاصل الدولة العراقية.
فالتعديلات التي أجريت على قانون الانتخابات هي جعل العراق 83 دائرة انتخابية. بدلاً من 18 دائرة لذا كان هذا التعديل بمثابة ومضة امل في عتمة الهيمنة والصراعات الحزبية والكتل المتحالفة وهستيرية السباق. للحصول على أكبر قدر ممكن من المغانم والمكاسب الحزبية والفئوية. ما خلق هذا التعديل فرصة للكيانات الصغيرة والمستقلة للوصول الى قبة البرلمان. وأخذ دورها في البناء والعمل الديمقراطي ضمن آلياته الصحيحة.
نعم قد يكون هذا التغيير بسيطا في نظر الكثيرين ولا يلبي طموح أغلبية الشعب العراقي في التغير المأمول. الا أنه تطور جيد وخطوة قصيرة باتجاه تعزيز النظام الديمقراطي في العراق.
وما تميز الانتخابات المقبلة أيضا عن سابقاتها هي الجدية والحزم من قبل الحكومة وأجهزتها المعنية. وبعض الكيانات السياسية والإصرار على إجرائها في أجواء نزيهة. بعيدة عن التلاعب والتزوير والخروج بنتائج دقيقة وإلغاء الاقتراع الخارجي، الذي كان عرضة للتلاعب والتزوير وفرض رقابة أممية ودولية علي عملية الاقتراع. حيث تمت دعوة الأمم المتحدة والمنظمات العالمية الأخرى للاطلاع على سير الانتخابات ومراقبتها عن كثب. فتضاعف عدد بعثة الأمم المتحدة في العراق الى خمسة أضعاف عما كان عليه في الانتخابات السابقة. وكذلك إدخال الحكومة أجهزة دقيقة جدا في عملية العد والفرز وغير قابلة للتلاعب والتزوير وسريعة في إعطاء النتائج .
كل هذه الإجراءات الهدف منها خلق أجواء انتخابية منة وكسب ثقة الشارع العراقي وطمأنة الناخبين. وحثهم على المشاركة الواسعة في هذه الانتخابات. من أجل التغير نحو الأفضل عبر صناديق الاقتراع والعمل الديمقراطي السليم.
لتصلك آخر الأخبار تابعنا على قناتنا على تلغرام: النعيم نيوز
كما يمكنك الاشتراك على قناتنا على منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا على: قناة النعيم الفضائية