خاص_النعيم نيوز
بعد سنوات الجفاف التي شهدتها الأراضي العراقية أنعشت موجة الأمطار الأخيرة الآمال بموسم زراعي وفير وزيادة رصيد البلاد المائي في معظم السدود والخزانات، ومناطق الأهوار الجنوبية التي أوشكت مساحات واسعة منها على الجفاف، نتيجة قلّة الأمطار والتجاوزات التركية والإيرانية على حصّة العراق المائية من الأنهار المشتركة بين الدول الثلاث، رغم كل التوقّعات المتشائمة التي كانت تشير إلى استمرار مواسم الجفاف.
ارتفاع المناسيب
أعلنت وزارة الموارد المائية ارتفاع مناسيب نهري دجلة والفرات بعد موجة الأمطار الاخيرة. وقال المتحدث باسم الوزارة، حاتم حميد، في تصريح للوكالة الرسمية إن “نسبة الأمطار اختلفت بين محافظة وأخرى”، لافتاً إلى أنه “بحسب القراءة المسجلة في المحطة المطرية بمشروع سدة الكوت فقد وصلت النسبة إلى 67 ملم”.
وأضاف حميد، أن “هناك ارتفاعاً بسيطاً في مناسيب نهري دجلة والفرات نتيجة لهطول الأمطار”، مشيراً إلى أن “جميع المياه التي تجمعت في المدن يتم تصريفها إلى الأنهار والمبازل من قبل وزارة الإعمار والإسكان والبلديات والاشغال العامة”.
ولفت إلى “ورود سيول من الجانب الإيراني باتجاه نهر الطيب وهو أحد الأنهر التي تغذي هور الحويزة”.
كما أكد توجيه جميع الدوائر التابعة لوزارة الموارد المائية للتعاون مع الدوائر التابعة للبلديات في المحافظات لفك الاختناقات الحاصلة في الشوارع نتيجة الأمطار.
ومن جهته قال مسؤول منظمة طبيعة العراق جاسم الأسدي في تصريح للوكالة الرسمية ان “موجة الامطار الأخيرة التي شهدها العراق مؤخرا اسهم في زيادة مناسيب الانهر وبالتالي ارتفاع المنسوب في أهوار الجبايش”. واضاف، ان “منسوب الفرات الواصل الى الاهوار بلغ 98 سم بعد ان كان 65 سم قبل ما يقارب الأسبوع”.
وبحسب الموارد المائية، فإنّ موجة الأمطار والسيول أدّت إلى تخفيف الضغط على الاستهلاكات والمياه السطحية ما أعطى المرونة للوزارة بتطبيق خططها للإطلاقات المائية للمحافظة على الخزين المائي لتأمين جميع الاحتياجات ولجميع المحافظات.
وبينت الوزارة في بيان “بأنّ سيولا تشكّلت في وديان المنطقة الغربية من البلاد، قسم منها عزّز تصاريف نهر الفرات والقسم الآخر توجّه نحو بحيرتي الحبانية والرزازة.”
وكشفت “عن الاستفادة من مياه الأمطار التي هطلت في محافظات الأنبار. وبابل والنجف الأشرف والمثنى لغرض تعزيز الإطلاقات المائية في نهر الفرات باتّجاه أهوار الحمار والأهوار الوسطى التي عانت من الشحة خلال الفترة الماضية.”
الأعلى منذ 3 سنوات
وقال مدير إعلام زراعة ديالى، محمد جبار المندلاوي، في تصريح صحفي، إن “الأمطار الغزيرة التي شهدتها المحافظة هي الأعلى منذ 3 سنوات وأسهمت بإنقاذ أكثر من 100 ألف دونم من الزراعة الديمية (الاعتماد على الأمطار) وإرواء أكثر من 100 ألف دونم من الخطة الشتوية المقننة، إلى جانب تعزيز الخزين المائي للآبار والسدود والأنهار والجداول”.
وأوضح المندلاوي، أن “الأمطار أنجزت الري الأول للخطة الشتوية لجميع الأراضي الزراعية التي تروى سيحا (الأنهر والجداول) أو عن طريق الآبار”، مؤكداً “زيادة مساحات الخطة الشتوية في حال زيادة خزين وايرادات الامطار خلال الفترات القادمة الى جانب دعم اسعار بذور الحنطة بنسبة 70% والاسمدة بنسبة 40% مقارنة بأسعار الاسواق التجارية”.
وفي نفس السياق قال مدير ناحية العظيم 60 كم شمال بعقوبة عبد الجبار احمد العبيدي لوكالة شفق نيوز، ان الامطار أسهمت بإرواء جميع مساحات الخطة الزراعية في الناحية والبالغة 20 ألف دونم ما دفع ادارة سد العظيم الى خفض وتقنين الاطلاقات المائية من 9 الى 6م3 نحو نهر العظيم لانتفاء الحاجة للمياه حاليا ومنع هدر المياه وخزنها لتأمين الاحتياجات المستقبلية.
واكد العبيدي ان المخزون الحالي لسد العظيم ارتفع بمقدار 7مليونا م3 ليصل الى أكثر من 340 مليونا م3 فيما تبلغ الطاقة التخزينية الكاملة للسد مليارا و500 مليون م3.
واشار الى ان الامطار الاخيرة لم تسهم بزيادة مخزون سد العظيم الذي يستقبل موجات الامطار والسيول القادمة من محافظات كركوك والسليمانية والتي شهدت مؤخرا امطارا قليلة ومتوسطة.
الأنهار والأهوار
أفاد قائممقام مدينة الرمادي، مركز محافظة الانبار، ابراهيم العوسج، بارتفاع منسوب نهر الفرات في المحافظة بنحو 25 سنتيمتراً. قال لشبكة رووداو الإعلامية، إن “مدينة الرمادي استقبلت أمطاراً بارتفاع 58 ملم، وتهطل لأول مرة في المدينة مثل هكذا شدة مطرية”، مبيناً أنهم اعتادوا “سابقاً على 24 ملم، واليوم وصلنا الى 58 ملم”. وأضاف: “الاشكالية الكبيرة أن وضعنا المائي كان في خطر كبير جداً، للأسف الشديد انخفضت مستويات المياه في السنتين الماضيتين إلى معدلات مخيفة جداً، واليوم الاستفادة كانت مزدوجة”.
واوضح أن غالبية المياه في مناطق القائم والرطبة وغيرها “ذهبت من خلال الوديان إلى سد حديثة والذي ارتفع مستوى المياه فيه بشكل جيد جداً”.
من جهتها أعلنت منظمة الجبايش للسياحة والبيئة في محافظة ذي قار جنوبي العراق عن زيادة كبيرة بنسبة الاغمار المائي في الأهوار بعد موجة الأمطار الأخيرة التي هطلت في محافظات البلاد كافة.
قال المدير الإقليمي لمنظمة طبيعة العراق، جاسم الأسدي، إن “الموقف المائي في الأهوار من الناحية الهيدرولوجية (توزيع وحركة المياه) جيد في الوقت الحالي، فقد أخذت تستعيد جانباً من حياتها”، مبيناً في تصريح صحافي للعربي الجديد، أن “ارتفاع المياه في عمود نهر الفرات المغذي لأهوار الجبايش من 64 سنتيمتراً إلى 99 سنتيمتراً عن مستوى سطح البحر، أي بزيادة 35 سم خلال أقل من شهر”.
وأكد أن “هذا الارتفاع في مناسيب المياه أنعش مغذيات مناطق الأهوار الوسطى وهور الحمار الغربي، وأسهم في زيادة تدفق المياه في الأهوار، وهو ما رفع مناسيبها في مناطق كانت جافة”، مشيراً إلى أن “منسوب المياه بلغ في منطقة البركة البغدادية 15 – 20 سنتمتراً، بعد أن كانت جافة تماماً، وأن القصب والبردي بدأا ينموان بصورة تدريجية بعد أن أنعشتهما مياه الأمطار”
وكما بين مسؤول المنظمة رعد الأسدي في تصريح صحفي، إن “الغالبية من فلاحي المحافظات العليا قاموا بالاعتماد على مياه الامطار الاخيرة في عملية سقي مزروعاتهم، دون اللجوء إلى مياه نهري دجلة والفرات والتجاوز على الحصص المائية، مما ساهم بوصول المياه من هذين النهرين بشكل طبيعي للأهوار”.
واضاف، ان “مياه السيول التي قدمت للأهوار بسبب الأمطار الاخيرة على الحدود العراقية الإيرانية، ساهمت برفع منسوب مياه الأهوار”، لافتا إلى أن “نسبة الاغمار في الأهوار بلغت أكثر من واحد متر، بعدما كانت 50 سم أيام الجفاف”.
من جهته، دعا الناشط في المجال البيئي، عدنان الركابي في تصريح لموقع العربي الجديد، الحكومة إلى وضع خطة متكاملة لإنعاش الأهوار، وقال الركابي إن “الأهوار كادت تخرج أخيراً من لائحة التراث العالمي، بعد أن فقدت جزءاً كبيراً من طبيعتها بسبب الجفاف”.
كركوك وإقليم كوردستان
أفادت مديرية الموارد المائية في محافظة كركوك، بارتفاع منسوب نهر الزاب، جراء الامطار والسيول الاخيرة القادمة من محافظتي أربيل والسليمانية.
وقال مدير الموارد المائية في محافظة كركوك زكي كريم لشبكة رووداو الاعلامية إنه “وبعد انتهاء موجة الامطار الأخيرة ارتفع منسوب نهر الزاب الاسفل من 10 أمتار الى 1300 متر، وبالتالي فإن الزاب الاسفل يصب هذه المياه في نهر دجلة”.
وأضاف زكي كريم ان “هذه السيول التي جاءت من وديان اربيل والسليمانية الى كركوك تسببت بزيادة في التصريف بشكل مفاجئ، حيث بقي على مستوى 1300 متر لمدة اربع ساعات، ومن ثم بدأ بالنزول الى مستواه الطبيعي”، مبينا أن “هذه العملية استغرقت من 5 الى 6 أيام لحد وصول الموجة الى نهر دجلة لنحو ثلاثة ايام”.
هذا وشهدت معظم مدن ومناطق إقليم كوردستان والعراق، هطولاتٍ مطرية غزيرة، حيث سُجلت أعلاها بـ 107 ملم، وأدناها بـ 10 ملمترات. وأظهر بيانٌ لوزارة النقل والمواصلات في حكومة إقليم كوردستان، معدلات هطول الأمطار في مختلف مناطق الإقليم فقد سجلت مدينة أربيل 25.9 ملم، والسليمانية 28 ملم، ودهوك 15.7، وكركوك 50.8، بينما سجلت محافظة حلبجة 40.3 ملم، وزاخو 41.8 ملم.
في حين قالت وزارة النقل إن أعلى معدلٍ للأمطار سُجِّل في بلدة هيران التابعة لأربيل بـ 107 ملم، تلتها بلدة ياخسمر بالسليمانية بـ 92 ملم، ثم ميرگسوور وجومان بـ 92 ملم، و80 ملم.
تشهد بغداد والمحافظات منذ دخول فصل الشتاء، تساقط أمطار مختلفة الشدة، تساهم في ري الأراضي الزراعية إضافة الى زيادة مستوى نهري دجلة والفرات بعد أن انخفضت خلال السنوات الثلاثة الماضية بسبب قلة الإطلاقات المائية من دول المنبع (تركيا وإيران) بقطع وتقليل حصته من المياه، إلى جانب التغير المناخي.
وتبقى المطالبات بإنشاء سدود لخزن المياه والاستفادة منها في مواسم أخرى وإيقاف هدر المياه بصورة عاجلة قبل فوات الأوان.
لك آخر الأخبار تابعنا على قناتنا في موقع التلغرام: النعيم نيوز
ولمتابعتنا على موقع فيسبوك يرجى الضغط أيضا على الرابط التالي: النعيم نيوز
كما يمكنك الاشتراك أيضا على قناتنا في منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا على: قناة النعيم الفضائية
ولا تنسى أيضا الاشتراك في قناتنا على موقع الانستغرام: النعيم نيوز