اقتصادالواجهة الرئيسية
أخر الأخبار

‘ما بين تحليلات وأسباب‘.. ارتفاع ملحوظ بسعر صرف الدولار في العراق

سجل سعر صرف الدولار الأمريكي أمام الدينار العراقي في الأسواق المحلية ارتفاعاً ملحوظاً منذ ما يتجاوز الأسبوعين، متخطياً حاجز الـ1500 دينار، على الرغم من أن البنك المركزي حدد سعر الصرف بـ1460 ديناراً للدولار الواحد.

 

المستويات القياسية التي وصل إليها سعر صرف الدولار، لم يبلغها منذ عام 2003، وجاء ذلك بالتزامن مع تراجع حاد في مزاد بيع العملة الصعبة، الذي يسيطر من خلاله البنك المركزي العراقي على أسعار الصرف.

إضافة إلى الانعكاسات المباشرة لارتفاع سعر صرف الدولار وتذبذبه، على أسعار السلع والمواد الأساسية منها والكمالية، ما شكل حالة من الخوف بين المستهلكين من تواصل ارتفاع الأسعار، وخاصة لدى ذوي الدخل المتوسط والمحدود والفقراء.

ما المشكلة؟

أوضح البنك المركزي العراقي، أسباب ارتفاع سعر الدولار، حيث قال مستشار البنك المركزي، إحسان الياسري، في تصريح للوكالة الرسمية، إن “مشكلة سعر الصرف تتعلق بعرض النقد”، مبيناً أن” البنك المركزي أنشأ منصة لتقديم المصارف طلباتها، في الحصول على الدولار”.

وأشار، إلى أن “هذه المنصة فيها إجراءات، لأن العراق لا يزال يمتثل إلى المتطلبات الدولية، في موضوع الدولار ومكافحة غسيل الأموال وتمويل الإرهاب”، موضحاً أن “بعض المصارف أخذ وقتاً، من أجل تطبيق هذه الطلبات”.

قيود دولية

وأكد الياسري، أن “المصارف كانت سابقاً تقدم طلباتها وتأتي إلى البنك المركزي وتحصل على الدولار، ولكنه الآن المصارف ترفع طلباتها على المنصة، وعندما تصل إلى البنك المركزي تدقق من قبل البنك، وهذه العملية قد تأخذ بعض الوقت”، لافتاً إلى أن “بعض المصارف عليها قيود دولية، ولم يعد هناك أي تعامل معها من قبل البنك المركزي”.

وأضاف، أن “البنك المركزي عالج ذلك من خلال رفع مستوى عرض الطلب للبيع النقدي، وزاد من حصص المصارف والشركات من الصنف ( أ – ب – ج) من الدولار”، منوهاً إلى أن “إجراءات التدقيق سوف تأخذ مدياتها الاعتيادية، وسعر الصرف سيرجع إلى التوازن الطبيعية”.

حول موعد عودته إلى وضعه الطبيعي، شدد مستشار البنك المركزي، على أن “سعر الصرف لا يزال منضبطاً ‏وسيعاد إلى وضعه الطبيعي، خلال أسبوعين ليس أكثر”.

أسباب التراجع

تحدث عضو اللجنة المالية البرلمانية جمال كوجر، عن أسباب تراجع مبيعات مزاد العملة وارتفاع سعر الصرف محلياً، مشيراً إلى أنها “تعزى للإجراءات الجديدة”.

وأوضح، أن “هناك إجراءات أمريكية وأوروبية تجاه حركة الأموال داخل وخارج العراق، للحد من تهريب وتبييض الأموال، والحد من وصولها للجماعات الإرهابية والمليشيات، وبالتالي هناك حاجة متزايدة للأموال بما أدى لارتفاع الطلب على الدولار بالسوق السوداء”.

وفي حديثه لـ”الجزيرة نت”، أضاف كوجر سبباً آخر يتعلق بحركة الإعمار الكبيرة داخل البلاد، منوهاً إلى أن “الأموال (الفاسدة) بعد أن بات من الصعوبة تهريبها إلى الخارج، باتت تستثمر في الداخل من خلال مشاريع استثمارية كالمجمعات السكنية والمستشفيات والمراكز التجارية”.

عقوبات

ارتفاع سعر صرف الدولار، تحدث عنه العديد من الخبراء بالشأن الاقتصادي وأرجعوه إلى عدة أسباب، فبحسب مستشار رابطة المصارف الخاصة العراقية، شيروان أنور مصطفى، فإن “ارتفاع أسعار الصرف ترافق مع عقوبات أميركية بحق أربعة مصارف عراقية، ومع نهاية السنة واحتفالات العراقيين وسفر الكثيرين منهم إلى خارج البلاد، مما تسبب بزيادة الطلب على الدولار”.

وفي حديث لموقع “الحرة”، أشار مصطفى، إلى أن “البنك المركزي أكد أن الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي (البنك المركزي الأمريكي)، أبلغه أن هناك متابعة لبعض التحويلات الصادرة من هذه المصارف، وفيها مخالفات لإجراءات مكافحة غسيل الأموال”.

وتابع، أن “هناك تحذيرات صدرت من قبل البنك المركزي العراقي لباقي المصارف بضرورة الالتزام”، لافتاً إلى أنه “لم تصدر أي عقوبات جديدة، بحق مصارف عراقية أخرى”.

آليات جديدة

“المصارف العراقية بدأت باتخاذ آليات جديدة في التعامل مع الدولار”، هذا ما أكده الخبير الاقتصادي، نبيل جبار.

وقال جبار، في حديث صحفي، إن “البنك المركزي أوقف تعامل نافذة بيع العملة مع أربعة مصارف تابعة لعلي غلام، وعلى إثر هذا الإيقاف شهدت مبيعات البنك المركزي انخفاضاً عالياً”، مضيفاً “وهذا الانخفاض لم تتم تغطيته خلال الشهر الماضي، وهذا كان أبرز أسباب ارتفاع سعر الدولار، خلال الأيام الماضية”.

وخلال الأسابيع الماضية، استبعد البنك المركزي العراقي، 4 مصارف عراقية أهلية من مزاد بيع العملة (وهي: الأنصاري، والشرق الأوسط، والقابض، وآسيا)، إثر توجيهات وتحذيرات من وزارة الخزانة الأمريكية، من هذه المصارف المتهمة بتهريب العملة.

تقليل شراء الدولار

وبيّن الخبير الاقتصادي، أن “الخزانة الأمريكية بدأت بخوض نقاشات مع البنك المركزي والبنوك الأهلية، وأوصلت نوعاً من التهديد لهذه المصارف بفرض العقوبات، وهذا ما دفع المصارف إلى اتخاذ آليات جديدة في التعامل مع الدولار، من أجل حماية أنفسهم، وضمن هذه الإجراءات تقليل شراء الدولار، خشية من العقوبات”.

وأوضح، أن ”الدولار المنتشر في السوق العراقية مصدره البنك المركزي، والأخير يبيع الدولار عبر نافدة بيع العملة، وهذه النافذة هي من تغذي السوق بالحوالات أو السوق المباشر، وهذا التعامل يتم عبر المصارف ومكاتب الصيرفات، وهي الموزع الرئيسي للدولار بالسوق وتعامل المواطنين”.

فجوة بالطلب

وأشار جبار، إلى أن “هذين العاملين كانا سببا في انخفاض مبيعات البنك المركزي، وهذا الانخفاض وصل لأكثر من 60%، وهذا ما أدى إلى فجوة بالطلب، واتضح هذا النقص في الأيام الأخيرة، وأدى لرفع سعر الصرف في السوق المحلي”.

40%

أما الخبير الاقتصادي صفوان قصي، رأى أنه “من الواضح أن هناك طلباً كبيراً على الدولار في السوق الموازي بعيداً عن نافذة بيع العملة، وهو ما يؤكد دخول إجراءات جديدة لبيع العملة في البنك المركزي العراقي، بما حال دون دخول من يمتلك الأموال التي وصفها بـ”غير الشرعية” إلى نافذة بيع العملة”.

وبيّن قصي، في حديث لـ”الجزيرة نت”، أن “تراجع حجم الدولار المباع بمزاد بيع العملة يدل على أن هذه المصارف المحظورة، كانت تستحوذ على ما يقرب من 40% من مبيعات البنك المركزي من الدولار”.

وأكد، “ضرورة أن تتحرى المصارف الخاصة عن الأموال العراقية قبل شرائها الدولار، حتى تكون بمأمن من إجراءات البنك المركزي الجديدة”.

مكاتب الصيرفة

أواخر الشهر الفائت، بيّنت بعض مكاتب الصيرفة، أن حرمان بعض المصارف الدخول لمزاد العملة والتعليمات الجديدة للبنك المركزي، وراء ارتفاع الدولار أمام الدينار العراقي.

وقال صاحب مكتب الواحة حسين الموسوي، في حديث لوكالات محلية، إن “قيام البنك المركزي بإيقاف 14 مصرفاً من الدخول في مزاد العملة، وراء ارتفاع أسعار الدولار في الأسواق المحلية”.

ولفت، إلى أن “هذه التعليمات المعقدة التي ترفضها المصارف ومكاتب الصيرفة، من المتوقع أن ترفع الدولار فوق 1500 دينار خلال الفترة المقبلة”.

وكان البنك المركزي العراقي، قد قرر في ديسمبر/كانون الأول من العام 2020، تعديل سعر صرف الدولار الأمريكي أمام الدينار العراقي، إذ بلغ سعر شراء الدولار من وزارة المالية 1450 ديناراً، أما سعر بيعه للمصارف 1460 ديناراً لكل دولار، فيما يكون سعر البيع للمواطن 1470 ديناراً لكل دولار.

 

 

لتصلك آخر الأخبار تابعنا على قناتنا في موقع التلغرام: النعيم نيوز

و لمتابعتنا على موقع فيسبوك يرجى الضغط أيضا على الرابط التالي: النعيم نيوز

كما يمكنك الاشتراك أيضا على قناتنا في منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا على: قناة النعيم الفضائية

و لا تنسى أيضا الاشتراك في قناتنا على موقع الانستغرام: النعيم نيوز 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى