اخبار اسلامية

ملخص خطبتي صلاة الجمعة في الكوت بإمامة السيد أحمد الزاملي

أقيمت صلاة الجمعة المباركة، بمسجد الأبرار، في الكوت/حي الشهداء، بإمامة السيد أحمد الزاملي.

 

وتطرق السيد الزاملي، خلال الخطبة الأولى، وتابعتها “النعيم نيوز”، إلى “جانب من حياة الإمام العسكري (سلام الله عليه)، وما مرت به الأمة من ظروف أثرت بالجانب العقائدي لديهم وكيف كان دور الإمام في مواجهة الانحرافات العقائدية”.

وفيما يلي ملخص للخطبتين:

“تزعزعت عقيدة كثيرين وارتد بعضٌ منهم في زمان المعتمد العباسي – الذي قتل الإمام (عليه السلام)- فقد ذكر المؤرخون أن الناس أصابهم قحط شديد، فأمر المعتمد العباسي بالخروج إلى الاستسقاء ثلاثة أيام فخرجوا ولم يغاثوا، وخرج النصارى ومعهم راهب كلما مدَّ يده إلى السماء هطلت، وفعل ذلك مكرراً، فشكّ بعض الجهلة في دينهم، وارتد البعض الآخر، وشقّ ذلك على المعتمد ففزع إلى الإمام أبي محمد (عليهم السلام)، وكان في سجنه وقال له: أدرك أمة جدك رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قبل أن يهلكوا، فقال له الإمام (عليه السلام) (يخرجون غداً، وأنا أزيل الشك عنهم إن شاء الله تعالى).

وأخرجه المعتمد من السجن، واشترط الإمام أن يطلق سراح أصحابه جميعاً فاستجاب له وأخرجهم، وفي اليوم التالي خرج الناس للاستسقاء، فرفع الراهب يده إلى السماء، فغيّمت ومطرت، فأمر الإمام بتفتيش يده وأخذ ما فيها، وإذا فيها عظم آدمي فأخذه منه وأمره بالاستسقاء فرفع يده إلى السماء فزال ما فيها من غيم، وطلعت الشمس، فعجب الناس من ذلك.

فسأله المعتمد عن سرِّ ذلك، فأجاب الإمام (عليه السلام) (هذا عظم نبيّ ظفر به هذا الراهب من بعض القبور، وما كُشِف عظم نبي تحت السماء إلا هطلت بالمطر)، وتفحّص المعتمد عن ذلك فكان كما أخبر الإمام (عليه السلام) فزالت الشبهات وانتفى الشك.

إن هذه الرواية وإن كانت تتضمن منقبة وفضيلة للإمام العسكري (عليه السلام) إلا أننا لا نكتفي بالسرد المناقبي لأهل البيت العصمة (عليه السلام)، لأنهم أعلى من أن نكتشف مقاماتهم عند الله تعالى بهذه المناقب، فإذا أردنا أن ندخل السرور على قلب الإمام (عليه السلام) ونقول له أن تضحياته وجهوده أثمرت عن معرفة عميقة بمسؤولياتنا أمام الله تعالى، وبرامج عمل نتقرب بها إلى الله تعالى وتصلح بها الأمة وتحيا بها البلاد. وتمهّد لدولة ولده المهدي (عليه السلام) المباركة، إذا أردنا ذلك فعلينا أن نتأمّل في هذه السيرة المباركة ونقتبس منها ما يوجّه بَوْصَلة حياتنا، وهذا هو الإحياء الواعي لشعائر أهل البيت (عليهم السلام) ومناسباتهم.

لقد تضمنت هذه الرواية عدة دروس وعبر ينبغي الالتفات إليها للتأسي بها:

1- ممارسة الإمام وظيفته في حفظ عقائد الإسلام ودفع الشبهات عنه.

وهنا لا بد معرفة دور القيادة المتصدية لشؤون الأمة وهو ما أشار اليه سماحة المرجع في الرسالة العملية (سبل السلام) في باب التقليد والاجتهاد.

2- فضح المضللين والماكرين الذين يضلّون الناس عن دينهم بأساليبهم الشيطانية، سواء من داخل الكيان الإسلامي أو من خارجه، ولا يجامل أحداً حتى لو كان من خواصه، كالذي صدر منه (عليه السلام) في عروة بن يحيى الدهقان الذي كان في أول أمره وكيلاً وثقة للإمام (عليه السلام) لكنه انحرف واختلس أموال الإمام (عليه السلام) فصدر من الإمام (عليه السلام) لعنه وأمر شيعته بلعنه والدعاء عليه.

3- نبل الإمام (عليه السلام) وسمو أخلاقه فلم يرضَ بالإفراج عنه حتى اشترط إخراج جميع أصحابه.

4- حرصه على هيبة الدولة الإسلامية رغم أن من يملك زمامها مجرمون فاسدون قتلوه وقتلوا آباءه الطاهرين وهو في معتقلهم حينما وقعت الحادثة. إلا أنه (عليه السلام) كان ينظر إلى المصلحة الإسلامية العليا و لهذا الحرص شواهد عديدة في حياة أجداده الطاهرين ذكرنا جملة منها في كتاب (دور الأئمة في الحياة الإسلامية).

5- الاهتمام بقضايا الناس وبذل الوسع لقضائها وإدخال السرور عليهم، وفي ذلك روى ابن شهراشوب في المناقب وكذا ورد في كتاب الخرائج والجرائح عن أبي هاشم الجعفري –من نسل الشهيد جعفر الطيار- انه سمع الإمام العسكري (عليه السلام) يقول (إن في الجنة لباباً يقال له المعروف، لا يدخله إلا أهل المعروف)، فقال أبو هاشم: فحمدت الله في نفسي وفرحت مما أتكلَّفه من حوائج الناس، فنظر إليّ أبو محمد (عليه السلام) وقال (نعم فدُمْ على ما أنت عليه، وان أهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة).

6- عدم أهلية المتصدين لولاية أمر الأمة وعجزهم عن مواجهة التحديات، وإقرارهم بذلك، بل واعترافهم بأن أصحاب الحق هم أئمة أهل البيت (عليهم السلام)، إلاّ أنهم غصبوهم حقهم بالحديد والنار، وتوجد في هذا المجال اعترافات للمتسلطين من لدن زمان أمير المؤمنين (عليه السلام)، كقول قائلهم (لا أبقاني الله لمعضلة ليس لها أبو الحسن).

7- حث الإمام (عليه السلام) الناس على اللجوء إلى الله تبارك وتعالى في جميع أمورهم والتوجه إليه بطلب حوائجهم للدنيا والآخرة مهما كانت ضئيلة أو كبيرة من دون إهمال الأسباب والوسائل الطبيعية التي هيأها الله تعالى للإنسان.
إلى هنا تنتهي النقاط التي أثارها سماحة المرجع (دام ظله) ويمكن ان نضيف نقاطاً أخرى.

8- ظاهر الرواية يشير الى سطحية تفكير الأمة وسهولة التغرير بها من خلال الادعاءات الباطلة والخرافات، مما يدل على انها لم تكن ذات وعي وبصيرة وقدرة على تمييز الدعاوي الباطلة.

9- الرجوع من قبل الامة لأهل البيت ما زال رجوعاً اضطرارياً يتعلق بمقدار الحاجة أو الأزمة وليس مستمراً على طول الخط وفي مختلف مجالات الحياة.

10- استثمار الفرص التي تتاح له في التصدي وتفعيل دوره في قيادة الأمة وعدم الاكتفاء بالتأسف ونقد الواقع الفاسد، بل علينا أن نصنع الفرص ولا نكتفي بجلد الذات وانتظار التغيير.

11- قساوة المتكبرين المتقمصين وعلمهم علم اليقين بمنزلة الأئمة وأهليتهم وأنهم القيمون على الدين (أدرك أمة جدك رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قبل أن يهلكوا)، وعلى الرغم من ذلك لا يعطون النصح من انفسهم بل ويقدمون على قتلهم.

12- إن الظالمين مهما حاولوا ان يحجبوا أهل الحق عن المجتمع ويحولوا بينهم وبين الناس لكنهم سيضطرون ان يفسحوا المجال ويخلقوا الفرصة وهو تطبيق لقوله تعالى يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ سورة الصف(8).

والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين”.

 

 

 

 

 

لتصلك آخر الأخبار تابعنا على قناتنا في موقع التلغرام: النعيم نيوز

ولمتابعتنا على موقع فيسبوك يرجى الضغط أيضا على الرابط التالي: النعيم نيوز

كما يمكنك الاشتراك أيضا على قناتنا في منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا على: قناة النعيم الفضائية

ولا تنسى أيضا الاشتراك في قناتنا على موقع الانستغرام: النعيم نيوز

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى