اخبار اسلامية

الشيخ حسن العلي يقيم صلاة الجمعة في مصلى أنصار الإمام المهدي (ع)

أقيمت الخطبة الموحدة لصلاة الجمعة المباركة، اليوم، التي ألقاها فضيلة الشيخ حسن العلي (دام عزه) في مصلى أنصار الإمام المهدي (عجل الله فرجه الشریف) في مدينة الناصرية.

ووحضر مراسل “النعيم نيوز” صلاة الجمعة وفيما يلي نص الخطبتين:

 

قال تعالى: (وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى وَلْيَدْعُ رَبَّهُ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الأَرْضِ الْفَسَادَ) ١

تكلم القرآن الكريم عن المنهجية الفرعونية في قتل أولياء الله للحفاظ على مكانتهم الإجتماعية ومصالحهم الشخصية فاستعرض مصداقا من هذه المصاديق وهو فرعون الذي كان شديد البأس ، يقتل على الشبهة بحيث أنه قتل عشرات الأطفال بمجرد رؤية من السحرة الذين تنبأوا بولادة رجل

يكون معارضا لحكمه وقاتل له، وفعل على هذا الأساس قام فرعون بقتل كل من و لد في تلك السنة إلا موسى ، فقد أوحى الله إلى أم موسى أن ألقيه في البحر لإنقاذه من بطش فرعون، قال تعالى: (وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلا تَخَافِي وَلا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ) ٢

وفعل ألقته في اليم وأنقذه آل فرعون، وجعل الله من يسعى لقتله مربيا له في القصة المعروفة لديكم، وجرت أحداث كثيرة بين موسى وفرعون أجبرت موسى على الفرار من المدينة التي كان يعيش فيها متجها نحو مدين كما وصفها الباري بقوله:(فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفًا يَتَرَقَّبُ قَالَ رَبِّ نَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) ٣ ،

والقصة طويلة لانريد الخوض بها بقدر مانريد أن نسلط الضوء على المنهجية الفرعونية في قتل أولياء الله وهي لا تخص فرعون فقط بل هو منهج الطغاة في كل زمان ومكان فالمنهجية الفرعونية تبتني على عدة مقدمات:

المقدمة الأولى: يعمل أصحاب المنهجية الفرعونية على تسويق أنفسهم مصلحين وقادةللأمة وحريصين على حماية مصالحها العامة والخاصة، فنجدهم يعملون على إقناع الأمة بقيادتهم من خلل عدة أساليب شيطانية منها: إغراء الأمة بالدينار والدرهم أو استعطافهم من خلل استغلل المكانة الإجتماعية او العناوين الدينية التي يحملونها وهي الأكثر شيوعا في زماننا لاستعطاف الأمة و سوقها بالإتجاه الذي يحقق مصالحهم الشخصية ورغباتهم الدنيوية، وهذا ماحذ ر منه سماحة المرجع اليعقوبي بخطابه الموسوم: )فتنة توظيف العناوين الدينية لأهواء شخصية(٤) وما أكثرهم في زماننا فقد اتخذ كثير من هؤلاء اللباس الديني أو الإنتماء العائلي أوالمكانة شالإجتماعية وسيلة لتحقيق مصالحهم الشخصية، فنجدهم بين الحين والآخر تكون لهم إطللة يرومون من خللها إقناع الأمة بقيادتهم.

 

خطبة الجمعة الموحدة (2)

المقدمة الثانية: تعمل المنهجية الفرعونية على أخذ التأييد الجماهيري لقمع أي حركة إصلحية من خلل تسويقهم لمقدمتين وهي: (إبدال الدين أو إظهار الفساد) قال تعالى على لسان فرعون: (… نِّي أَخَافُ أَن يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَن يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ)، فتسوق المنهجية الفرعونية شعارات براقة لحماية المجتمع من خطر إنحراف العقيدة أو نشوب الحروب وسفك الدماء، وذلك لأخذ

التأييد في قمع أي حركة تنشأ قبالها بداعي حماية مصالح الأمة وجعلها تعيش الأمن والأمان، وللأسف الشديد فقد نجح فرعون في أخذ التأييد الواسع في قتل موسى (عليه السلام) ، وهذا ما حصل أيضا في إجهاض ثورة الإمام الحسين (عليه السلام)، فقد استطاع يزيد بن معاوية (لع) من خلل والي الكوفة عبيد الله ابن زياد في أخذ الضوء الأخضر من الكوفيين لإجهاض ثورة الامام الحسين (عليه السلام) وقتله في كربلاء،
بداعي أنه خارجي ويريد نشر الفوضى في الأمة الإسلمية، بل امتدت هذه المنهجية في قتل حركة العلماء الربانيين الذين يعملون لإنتشال الأمة من مستنقع الرذيلة إلى ب ر الأمان في كل زمان، وقد عشنا حركة الشهيدين الصدرين، وكيف أ جهضت من ق بل فرعون زمانهم، وهذه المنهجية مستمرة إلى يومنا هذا، فأي حركة إصلحية تنشأ وتريد التغيير نجد هناك من يعارضها ويحاول قتلها بدواعي كثيرة فتأمل.

المقدمة الثالثة: إن المنهجية الفرعونية تراهن على جهل الأمة في تطبيق المخططات

الشيطانية لإستعبادهم قال تعالى: (… فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْماً فَاسِقِينَ) ٥

يقول السيد الطباطبائي: إستخف بعقول قومه، فالمجتمع هو الذي أعطى المشروعية لظلم واستبداد هؤلاء في كل زمان، والأمثلة من الواقع الذي نعيشه كثيرة، فمثل : يأتي مسؤول ليعبد شارع ا أو ينصب محولة كهرباء، ونلحظ عدد من المواطنين يصفقون له ويستقبلونه بالأهازيج، وأدوات التواصل الإجتماعي

تمتلئ بالتمجيد له، فعل م هذا التمجيد؟ وهو يعبد الشارع وقد سرق مبالغ ١٠ شوارع مستغل المال العام، وثانيا فهذا هو واجبهم لخدمة المواطن، من أكبر مسؤول في الدولة إلى أصغر موظف فيها، لكن سذاجة المجتمع جعلت هؤلاء يزدادون طغيانا وكفر ا !

وهذا ما نلحظه في كل زمان في استغلل الطبقة الساذجة غير الواعية لتمرير المخططات الشيطانية، وأوضح مصاديقه في بلدنا حيث تعمل كثير من الجهات السياسية وغيرها في استغلل هذه الطبقة وتسييرها على هواها لتنفيذ مصالحها الشخصية، بل في بعض الأحيان تسخرها لتنفيذ

أجندات داخلية وخارجية، لذا كان من أهم أسباب خروج الإمام الحسين (عليه السلام)هو رفع مستوى الوعي الثقافي عند الأمة كي تستطيع أن ت ميز بين الحق والباطل، فالحسين (عليه السلام) حركة وعي وإصلاح كما 3

قال سماحة المرجع اليعقوبي (دام ظله)، وهذا ما أشار له الإمام الصادق (عليه السلام) في زيارة الأربعين بقوله: (وبذل مهجته فيك ليستنقذ عبادك من الجهالة وحيرة الضلالة) ٦

فبعد هذا البيان المختصر للمنهجية الفرعونية، نلحظ أن يزيد قد انتهج نفس المنهج الفرعوني في قتل الإمام الحسين (عليه السلام) ، وأن الإمام الحسين (عليه السلام) شبيها لنبينا موسى (عليه السلام) في حركته الإصلحية ضد طاغية زمانه، لذا نجد الحركة الفرعونية التي قادها يزيد بن معاوية (لع) ضد الحسين (عليه السلام) قد رفعت شعار البيعة أو القتل لإجهاض حركة الإمام الحسين (عليه السلام) التي ترمي إنقاذ المجتمع من الإنحراف، والتي ينظر لها أصحاب المنهج الفرعوني بأنها جهة ضلل تريد أن تغير ما ب نوه خلل سنين لأنفسهم، فلبد من قمعها، وهذا ما أشار له الإمام الحسين (عليه السلام) بقوله: (ألا وإن الدعي ابن الدعي قد ركز بين اثنتين بين السلة والذلة وهيهات منا الذلة يأبى الله ذلك لنا ورسوله والمؤمنين وحجور طابت وطهرت وأنوف حمية ونفوس أبية من أن تؤثر طاعة اللئام على مصارع الكرام) ٧

فأشار (عليه السلام) إلى القتل أو البيعة له، لأن يزيد على يقين بأن بقاء الإمام الحسين (عليه السلام) يولد خطرا على
بقاء حكمه، خصو صا بعد ما أيقن (بأن هناك حركة علوية بدأت بالإتساع والتغلغل في أوساط المجتمع بدءًا من الكتب التي وصلت إلى الإمام الحسين (عليه السلام) من الكوفيين، وإنتهاءً بسيطرة مسلم
بن عقيل (عليه السلام) على الكوفة وأخذ البيعة من أهلها ) ٨
، كل هذا جعل يزيد يعجل في إنهاء الحركة العلوية خصوصا بعد رفض الإمام الحسين (عليه السلام) المبايعة ليزيد علنا بعدما طلب منه والي المدينة ذلك فأجابه: ( ويزيد رجل فاسق شارب الخمر، قاتل النفس المحرمة، معلن بالفسق ومثلي لا يبايع مثله) ٩
، فالحسين (عليه السلام) بكلمه لم يعط المشروعية لحكم يزيد مما زاد من حجم الضغط عليه أكثر، فاتجه من المدينة إلى حرم الله مكة الذي قال فيها عز من قال: ( أَوَلَمْْ يََرَوْإْ أََنَّ جََعَلْنَا حََرَمًا ءََإمِنًا ) ١٠
،
وقال (وهذا البلد الأمين) 11
ولكن الإمام الحسين (عليه السلام) حتى في حرم الله لم يأمن، حيث بعث يزيد ٤٠ رجل وقال لهم: (أقتلوا الحسين ولو كان متعلق ا بأستار الكعبة!( فآلى الحسين (عليه السلام) أن تنتهك حرمة بيت الله بقتله فيها ،فقرر الخروج منها يوم التروية متج ها نحو ق بلة الأحرار رافع ا شعار الإصلح ) وأني لم أخرج
أشراً ولا بطراً ولا مفسداً ولا ظالما وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي (عليه السلام) ، أريد أن آمربالمعروف وأنهى عن المنكر، وأسير بسيرة جدي وأبي علي) ١٣
، وبهذا الخروج أصبح شبيها بموسى (عليه السلام) الذي خرج خائفا يترقب، أي خائفا على الدين، لكن الفرق بينهما أن موسى (عليه السلام) بعد الصراع الذي دار بينه وبين فرعون انتصر بالمعجزة وأغرق فرعون ومن معه، أما الحسين (عليه السلام) فقد خسر المعركة ظاهرا و قتل وأصحابه و مثل بجسده الشريف و س بيت نساؤه، وقد أشار إلى ما يؤول إليه أمره بالمحادثة التي دارت بينه وبين أخيه محمد بن الحنفية فقال: ) شاء الله أن يراني قتيلا ويراهن سبايا ( فالحسين (عليه السلام) خسر المعركة آنيا ولكنه انتصر مستقبليا ، فبهذا التوضيح )انتصر الدم على السيف( فأحيا الدين الذي قتله يزيد بدمه الشريف، ولسان حاله – – (عليه السلام) أنه قال: ( إن كان دين محمد لم يستقم .. إلا بقتلي يا سيوف خذيني) لذا قالوا بأن: (الدين محمدي الوجود حسيني البقاء)

جعلنا الله وإياكم من السائرين على نهج الحسين (عليه السلام)

لتصلك آخر الأخبار تابعنا على قناتنا على تلغرام: النعيم نيوز

كما يمكنك الاشتراك على قناتنا على منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا على: قناة النعيم الفضائية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى