أعلن مركز دجلة للتخطيط الاستراتيجي، اليوم الثلاثاء، عن إقامة ندوة علمية، بعنوان: (النسب المرتفعة للطلاق الأسباب والمعالجات)، على قاعة العتبة العلوية المقدسة.
وذكر المركز، في بيان تلقت “النعيم نيوز” نسخة منه، أنه “ألقيت في الندوة ثلاث أوراق بحثية: شرعية، وقانونية، وإنسانية. وكانت ورقتي البحثية بعنوان (آثار الجهل بقيمة الحياة الزوجية)، ومن أبرز ما جاء فيها:
1ـ لقد اهتمت السماء بالزواج، حتى عدّه القرآن الكريم من آيات الله العظمى، قال تعالى: (ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة) الروم/21 وعنه (ص): (ما بُنى بناء في الإسلام أحب إلى الله من التزويج).
2ـ ولقد اتخذت الشريعة مختلف الإجراءات لدعم الأسرة وزيادة تماسكها، منها ما يدفع باتجاه تقوية أواصر الزوجين ببعضهما، ومنها ما يعرقل وقوع الطلاق.
أما ما يربط الزوجين ببعضهما فمن الإجراءات :
أـ ضرورة تقديم المهر كمقدمة للحصول على الزوجة، ليشعر الرجل بأهمية الزوجة وأنه لم يحصل عليها مجاناً، كي لا يستسهل مستقبلاً التفريط بها.
ب ـ جعل ربنا سبحانه المودة القلبية والرحمة النفسية بين الزوجين. الأمر الذي تفقده العلاقات المحرمة والمشبوهة.
ج ـ غرس الباري سبحانه في قلب الوالدين تجاه أبنائهم محبة وانجذاب كبيرين، فصار الآباء والأمهات يضحون من اجل أبنائهم ويتحملون مختلف الضغوط من أجل البقاء معهم.
د ـ حرمت الشريعة على الزوجة الخروج من بيت الزوج بلا إذنه، فضلاً عن هجر زوجها بلا عذر.
هـ ـ يُستحب للزوجة أن تتزين لزوجها لتأسر قلبه وحتى ينشد لبيته. ويجب عليها أن تلبي حاجته في المعاشرة، والأمر نفسه للزوج حيث يستحب له أن يرتدي الجميل والنظيف.
زـ يحرم على الزوج عدم معاشرة زوجته أكثر من أربعة أشهر.
ح ـ يحرم على الزوج أن يقصر في الإنفاق على زوجته، حتى ورد عنه (ص): (ملعون ملعون من ضيع من يعول).
3ـ في مقابل تشجيع الإسلام على الزواج، فإنه حذر من الطلاق ونفر منه الأفراد والمجتمعات، فعنه (ص): «تَزَوَّجُوا ولَا تُطَلِّقُوا، فَإِنَّ الطَّلَاقَ يَهْتَزُّ مِنْهُ الْعَرْشُ»، ومن التدابير التي اتخذها الشارع لمنع الطلاق أو تقليله، كثرة الشروط والقيود والحدود التي تبطل كثير من الطلاقات التي يوقعها الأزواج، ومن تلك الشروط:
أـ لا يصح إجراء الطلاق إلا بمحضر رجلين شاهدين عادلين.
فليس من المعقول أن هذين الرجلين العاقلين العادلين يسمحان لزوج أن يهدم بيته ويطلق زوجته، وأكيد سوف يتدخلان ويحاولان ثني الزوج عن عزمه.
ب ـ أن تكون الزوجة أثناء الطلاق في طهر لم يواقعها الزوج فيه. فلو كان قد واقعها، فيجب أن تنتظر حوالي شهر أو عشرين يوماً، ليأتيها العذر الشرعي، ثم تطهر، ثم يتم الطلاق، مع توفر الشروط الأخرى. وليس من المعقول أن يظل الزوج بنفس التوتر والعصبية والإصرار على قرار الطلاق طيلة تلك المدة. وهنالك شروط أخرى لا يسع المقام لذكرها.
4ـ ولأن الإسلام دين واقعي، فقد جعل للزوجين في الحالات التي يمتنع فيها وجود التفاهم والانسجام، ويكثر فيها الخصام وعدم الوئام، جعل نافذة الطلاق، كحل عقلائي لا مناص منه، فإن آخر الدواء الكي، ليرى كلُّ طرف طريقه ومستقبله، قال تعالى: (وَإِن يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللَّهُ كُلًّا مِّن سَعَتِهِ وَكَانَ اللَّهُ وَاسِعًا حَكِيمًا) النساء/ 130
أهم أسباب الطلاق في العراق
هنالك ثلاثة أسباب رئيسية للطلاق:
1ـ أسباب تخص الزوجين. 2ـ أسباب تتعلق بتدخل الأهل من كل طرف. 3ـ أسباب ترتبط بالمحيط.
1ـ أسباب تخص الزوجين:
أـ العجلة وسوء الاختيار. (ومن الملاحظ أن الزواج السريع سيؤدي عادة إلى طلاق سريع).
ب ـ عدم الاتفاق على أساسيات الحياة الزوجية: (وأهم ما ينبغي الاتفاق عليه: السكن. وطبيعة عمل الرجل والمرأة. والإنجاب).
ج ـ عدم معرفة قيمة ومنزلة الحياة الزوجية، فالزواج له فلسفة وحكمة والعقد المبرم بين الرجل والمرأة ليس اعتباطياً أبداً. قال تعالى: (وأخذن منكم ميثاقا غليظا). النساء/21
ومما ينبغي أن يعرفه الزوجان لإزالة الجهل بقيمة الحياة الزوجية ولغرض التمسك بشريك الحياة:
1ـ بالزواج يتم إحراز نصف الدين.
2ـ الثواب العظيم الذي يحصل عليه المتزوج. (فركعة المتزوج تحسب بسبعين ركعة). ومن ناولت زوجها قدح ماء كتب الله لها بيتاً في الجنة. ومن اغتسل من الجنابة الحلال خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه ..الخ.
3ـ الاستقرار النفسي الذي يحصل عليه المتزوج.
وما نزال في أسباب الطلاق الخاصة بالزوجين. ووصلنا إلى:
د . الجهل بالحقوق والواجبات: فما أكثر ما يطلب الرجل من زوجته أموراً لم تفرض عليها. والعكس أيضاً صحيح.
وحقوق الزوج ثلاثة (أن لا تخرج من بيته إلا بلذنه. وحق الفراش. والاحترام للرجل الذي جعل الله القوامة بيده).
وأما حقوق الزوجة فهي: (السكن . الطعام. الثياب . وحق الفراش . والاحترام للمرأة التي تركت من أجل زوجها بيتها وأباها وأمها وأحياناً مدرستها وأحياناً وظيفتها).
(ما هو الحل لإزالة الجهل بقيمة الحياة الزوجية وبالحقوق والواجبات؟
الجواب
وذلك بإقامة (دورات تأهيل العرسان)، لمعرفة قيمة الحياة الزوجية، وطبيعة الحقوق والواجبات.
ومعرفة أهم ((عناصر نجاح العش الأسري.. ومنها الحوار. وتجاوز الصغائر. والاعتراف بالخطأ. والقناعة. واحترام حدود شريك والحياة. والمفاكهة والملاطفة. وتغذية مشاعر الشريك. والأحاسيس).
وكذلك التعرف على أهم المعوقات والمطبات والمشاكل التي قد تنفجر هنا أو هناك في العش الزوجي وكيفية حلها، ومنها الحساسية بين العمة والكنة. واختلاف الأذواق ..الخ.
ولنا في دورات تأهيل العرسان أسوة بالخليج، وإيران، وماليزيا.
علماً أنه في ماليزيا في عام 1992م وجد رئيس الوزراء الماليزي السابق مهاتير محمد أن نسبة الطلاق وصلت إلى 32%، بمعنى أن كل 100 حالة زواج يفشل منها 32، ففرض الرئيس دورات تثقيف العرسان، فانخفضت نسبة الطلاق إلى 7%، وتعتبر ماليزيا اليوم من أقل دول العالم في نسبة الطلاق.
وعليه فنحن نطالب المحاكم أن لا تمنح عقد الزواج للعريسين إلا بعد خضوع الشاب وكذلك الفتاة للدورة التأهيلية. ويمكن التعاون مع الحوزة العلمية أو مع مركز البيت السعيد في النجف الاشرف والمحافظات.
ويمكن أن تتبنى وزارة الشباب موضوع الدورات التأهيلية.. بحيث تفتح دورات للتثقيف طيلة شهور السنة، أو في أوقات محددة، لمن أراد ان يحصل على الشهادة من الشبان والفتيات، ليأخذها العريسان فيما بعد للمحكمة عندما يريدا إجراء عقد الزواج.
السبب الثاني للطلاق: تدخل أهل الزوجين.
فبعض الآباء والامهات لا يدركون أن هذين الزوجين شخصان مستقلان يجب أن يبدأ الحياة بنفسيهما، ولهذا يكثر ـ مع الأسف ـ تدخل أم الزوجة وأخت الزوج وأبو الزوجة وأبو الزوج.. وفلان وعلان..
هذا وتشير بعض التقارير أن 65% من حالات الطلاق تكون في السنة الأولى من الزواج، ومن أهم أسبابها تدخل الأهل.
(ما هو الحل)؟؟
الجواب
أن تقام محاضرات عامة لتوعية الأهل.. فيحضر آباء وامهات لسماع محاضرات تثقيفية.
السبب الثالث : تأثير المحيط:
1ـ من أكثر أسباب الطلاق الحالية هو الاستخدام السيء للسوشيال ميديا ووسائل التواصل المختلفة. فتحصل الشكوك والعلاقات المشبوهة والخيانات الزوجية.
(الحل إنما يكون تقليل البرامج واتساب وفيس).
العالم كله يعاني من تأثير السوشال ميديا على الأسرة.
أـ ففي دراسة للموقع البريطاني “ديفورس أون لاين” تبين أن (الفيسبوك) تسبب في ثلث حالات الطلاق في بريطانيا عام 2011.
ب ـ ففي الولايات المتحدة الامريكية أصبح «الفيسبوك» من أبرز الأسباب التي تؤدي للطلاق، فهناك حالة طلاق من بين كل 5 حالات زواج، وسببها مواقع التواصل الاجتماعي.
ج ـ ففي إيطاليا ذكرت الصحف أن رسائل “الواتس آب” تسببت في 40% من حالات الطلاق وفق تقديرات جمعية محاميي الزواج الإيطاليين.
دـ وفي فرنسا أظهر استفتاء فرنسي أجراه موقع (طلاق أون لاين) أن شبكة (الفيس بوك) وراء طلب الطلاق لواحد من بين ثلاثة فرنسيين.
أما في الدول العربية والإسلامية
أـ في مصر (40) ألف حالة طلاق شهدتها مصر في سنة واحدة، سببها انشغال الزوج عن زوجته من خلال مواقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك وتويتر.
ب ـ في السعودية حوالي 24% من حالات الطلاق كانت بسبب استعمال أحد الشريكين للإنترنت “بالشكل السيء” من خلال الدخول إلى مواقع الدردشة والتعارف.
2ـ ومن أسباب الطلاق الراجعة للمحيط: انتشار الأفلام الإباحية، التي تصور للزوج أن حياته جحيم من دون الممارسات الحيوانية التي يراها في المقاطع، فصار البعض ينظر لزوجته وكأنها قالب ثلج، قبال ما يراه من تغنج ورقة وتجاوب بائعات الهوى في المقاطع، فتبدأ المشاكل بينه وبين زوجته.
والحل هنا يكمن في المطالبة بغلق المواقع الإباحية أو حجبها.
3ـ تأثير المنظمات العلمانية النسوية المشبوهة، المشجعة على الطلاق والانفصال لأدنى اختلال أو تقصير من الزوج أو أهله، بحجة الحرية والاستقلال والإباء والشموخ، حتى شهدنا مؤخرا الكثير من حالات قتل الزوجات للأزواج فضلاً عن كثرة حالات الطلاق لأدنى تقصير، فلا تجد الزوجة الصابرة والأم المضحية والمربية الفاضلة، وتحولت الزوجة إلى انثى مادية لا تفكر ببيتها وبمستقبل أبنائها وكلُّ همها الموضات والتسريحات والسفر والفرفشة.
وبسبب تشجيع المنظمات المشبوهة للنساء على التحرر والتحلل وصلت الاستهانة بالأسرة واستقرارها أن بعض الزوجات صارت تقيم عندنا حفلة لطلاقها وتصور ذلك وتنشره في وسائل التواصل.. وفي هذا إيحاءات نفسية وتأثيرات جانبية على ملايين النساء اللواتي يجدن بعض المعاناة من قبل الزوج أو أهله..
4ـ ومن أسباب كثرة الطلاق بعض المواد القانونية التي تعطي للمرأة حق الطلاق، على خلاف الشرع والمنطق، مثل المادة 43 والمسماة مادة (التفريق القضائي):
1ـ فمثلاً من حق الزوجة طلب التفريق اذا حُكم على زوجها بالسجن ثلاث سنوات، ولو كان له مال تستطيع هي الانفاق منه.
2- إذا لم يطلب الزوج زوجته للزفاف خلال سنتين من تاريخ العقد ولا يعتد بطلب الزوج زفاف زوجته، إذا لم يكن قد أوفى بحقوقها الزوجية.
3 ـ (للزوجة الحق في طلب التفريق قبل الدخول) وفي هذه الحالة على المحكمة أن تقضي بالتفريق بعد أن ترد الزوجة إلى الزوج ما قبضته من مهر وجميع ما تكبده من أموال ونفقات ثابتة صرفها لأغراض الزواج.
((ومن الحلول العملية لتقليل الطلاق))
1ـ المطالبة بإدخال مادة (الأسرة) لكل المراحل. فيتحدث الكتاب في المرحلة الابتدائية عن منزلة الاب والأم والأخوة والأخوات مع الآيات والروايات. وفي المرحلة الثانوية يجد الطالب والطالبة التعريف بالشاب الناجح والفتاة الناجحة، وأهمية الأسرة والحقوق والواجبات داخل المنزل، وفي المرحلة الجامعية يتحدث المنهج عن مواصفات الزوج والزوجة الناجحين، وعن أسس وقواعد الحياة الأسرية المستقرة ومخاطر الطلاق وكيفية حل المشاكل ..الخ).
2ـ ومن الحلول أيضاً فتح مكاتب للاستشارات الزوجية والأسرية. (في العتبات). (في الجامعات). (في المستشفيات)”.
لتصلك آخر الأخبار تابعنا على قناتنا في موقع التلغرام: النعيم نيوز
ولمتابعتنا على موقع فيسبوك يرجى الضغط أيضا على الرابط التالي: النعيم نيوز
كما يمكنك الاشتراك أيضا على قناتنا في منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا على: قناة النعيم الفضائية
ولا تنسى أيضا الاشتراك في قناتنا على موقع الانستغرام: النعيم نيوز
