الواجهة الرئيسيةمحلي
أخر الأخبار

“حريق أم عارض فني” ؟.. الظلام يُخيّم على المحافظات الجنوبية في العراق

لم تُفلِح الحكومة العراقية في حل مشكلة الكهرباء “الأزلية” التي أرهقت العراقيين على مدى سنوات طويلة، وخاصة في فصل الصيف ومع ارتفاع درجات الحرارة .. فعلى الرغم من حالة الاستنفار العامة التي أعلنتها وزارة الكهرباء في وقت سابق لمواجهة موجة الحر وتحسباً لحدوث زيادة في الطلب أو حدوث أعطال، فإن عدد من المحافظات الجنوبية شهد انقطاعاً تاماً يوم الجمعة.

حريق أم عطل فني !

تداولت بعض وسائل الإعلام أن أسباب انقطاع الكهرباء التي شهدته محافظات ذي قار والبصرة وميسان، تعود إلى وجود حريق في محطة غاز البصرة.
الأمر الذي نفته وزارة الكهرباء، مؤكدة في بيان لها بأن “الانطفاء التام للمنظومة الكهربائية بالجنوب بسبب انفصال خط امين/ واسط للضغط الفائق ٤٠٠kv بسبب الأحمال الزائدة وارتفاع درجات الحرارة غير المسبوق”.
بدوره، قال المتحدث باسم الوزارة أحمد موسى، إنه “تم اعادة المنظومة كاملةً بجميع خطوطها الناقلة ووحداتها التوليدية في البصرة وميسان وذي قار”. مضيفا أن “سبب الانقطاع هو عبارة عن عارض فني بسبب انفجار في أحد خزانات قواطع الدورة ومحول التيار، وليس كما أشيع في بعض وسائل الإعلام بأنه حريق”.
ولفت إلى أن “الكوادر تمكنت من إعادة جميع الخطوط والوحدات التوليدية التي انفصلت وبدأت بإعادة المنظومة تدريجياً في محافظات البصرة وميسان وأجزاء من ذي قار”.

وعود “لم تُنفّذ”

سبق وأن وعدت وزارة الكهرباء بتحسين الطاقة وزيادات ساعات التجهيز، خلال موسم الصيف، مؤكدة إدخال طاقات توليدية من 3.5 آلاف إلى 4.5 ميغاواط جديدة إلى المنظومة الوطنية، وخطوط نقل استراتيجية ناقلة بين المحافظات كانت في السابق معطلة.
فالعراق واجه خلال الصيف الماضي أزمات كبيرة بتوفير الطاقة الكهربائية، بسبب عدم التزام الجانب الإيراني بتصدير كميات الغاز المتعاقد عليها مع العراق، لتشغيل محطاته الكهربائية، إذ تم قطعها (الغاز) وتقليل كمياته المصدرة للعراق ولعدة مرات، ما أحرج الحكومة العراقية بتوفير الطاقة، وتسبب بموجة تظاهرات وغضب شعبي في عدد من المحافظات.

محطات جاهزة للإنتاج

من جانبه، أفاد وزير الكهرباء عادل كريم في تصريح لـ “العربي الجديد”. بأن “كوادر الوزارة تواصل العمل على متابعة تنفيذ خطط الاستعداد لفصل الصيف.. لدينا محطات جاهزة للإنتاج ومشاريع جاهزة جديدة تم إدخالها في مجال الخدمة حديثاً، كما أن الوزارة لديها خطة الآن لبناء محطات جديدة، سيتم عرضها على مجلس الطاقة الوزاري”.
وأضاف “هذا الصيف سيكون أفضل من الأعوام الماضية، لكن يبقى ذلك معتمداً على تصرف المستهلك في كيفية الاستخدام.. طاقتنا الإنتاجية جيدة، والآن لدينا طاقة أكثر من العام الماضي بـ 3500 ميغاواط، (كانت العام الماضي 21 ألف ميغاواط)، وسيشعر المواطنون هذا الصيف بتغيير وستكون ساعات التجهيز أفضل من 2021”.

حل أزمة الكهرباء

قال الخبير الدولي في شؤون الطاقة، الدكتور لؤي الخطيب، والذي استلم حقيبة وزارة الكهرباء في العراق عام 2018، خلال مشاركته في برنامج “أنسيات الطاقة” على موقع تويتر، إن “حلول أزمة الكهرباء في العراق تتضمن تعديل التعرفة بمنهاج حكومي تدريجي، من خلال تقليل هامش الدعم ببرنامج يستمر من 5 إلى 10 سنوات، بجانب إتاحة الفرصة للقطاع الخاص ليكون شريكًا فاعلًا وأساسيًا في تطوير شبكة الكهرباء الوطنية”.
ولفت إلى “ضرورة أن تتحول الحكومة إلى جابية ضرائب ومراقب وإداري لهذا القطاع أكثر مما هي مشغل ومحتكر”. مضيفا أنه “في حالة عدم البدء في هذا الإصلاح، فإن العراق سيظل رهنًا لأسعار النفط على أمل أن تبقى مرتفعة، ليتمكن من سداد الرواتب وأبواب الدعم لشركات هي خاسرة في الأصل بمجمل قطاعات الدولة، وبالتالي فإن احتمالات انخفاض أسعار النفط كما حدث في 2008 و2015 و2016، قد تقود الدولة إلى الإفلاس”.

أرقام هائلة

منذ عام 2003، يقول خبراء بأن العراق صرف مبالغ هائلة لإنتاج الطاقة الكهربائية لكن بدون فائدة كبيرة.. وفي عام 2021، قال رئيس الوزراء، مصطفى الكاظمي، إن العراق أنفق نحو 81 مليار دولار على قطاع الكهرباء، “لكن الفساد كان عقبة قوية أمام توفير الطاقة للناس بشكل مستقر، وهو إنفاق غير معقول دون أن يصل إلى حل المشكلة من جذورها”، وفقا لشبكة الإعلام العراقي.
ويقول الخبير الاقتصادي، أحمد التميمي، لموقع الحرة إن “المبالغ التي صرفت على الكهرباء قد تصل إلى أكثر من هذه الأرقام”، التي كانت تكفي “لتوليد كهرباء أكثر من ضعفي الكهرباء التي يولدها العراق حاليا وتصل إلى ضعف حاجته من الطاقة”.
ويشير تقرير لوكالة الطاقة الدولية، صدر في أبريل 2019، إلى أن قدرة العراق الإنتاجية من الطاقة الكهربائية تبلغ حوالي 32 ألف ميغاواط، ولكنه غير قادر على توليد سوى نصفها بسبب شبكة النقل غير الفعالة التي يمتلكها.

مشكلة أزلية

ويمثل ملف الطاقة الكهربائية إحدى أبرز المشكلات الخدمية التي يعاني منها العراقيون منذ الغزو الأميركي للبلاد عام 2003، رغم إنفاق الحكومات المتعاقبة أكثر من 41 مليار دولار على القطاع في السنوات الـ 18 الماضية، بينما تشهد البلاد انقطاعات طويلة في التيار خلال الصيف، إذ يصل معدل تجهيز الطاقة في بعض المناطق إلى ساعة واحدة خلال اليوم.

 

لتصلك آخر الأخبار تابعنا على قناتنا في موقع التلغرام: النعيم نيوز

و لمتابعتنا على موقع فيسبوك يرجى الضغط أيضا على الرابط التالي: النعيم نيوز

كما يمكنك الاشتراك أيضا على قناتنا في منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا على: قناة النعيم الفضائية

و لا تنسى أيضا الاشتراك في قناتنا على موقع الانستغرام: النعيم نيوز

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى