مقالات
أخر الأخبار

هجرة الكفاءات

كتب غيث الدباغ: إن للكفاءات والخبرات الوطنية تأثيراً كبيراً في التنمية المستدامة، لذا إن إطلاق وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، استمارة لجمع معلومات الكفاءات العراقية في الخارج للنظر في إمكانية الاستفادة من خبراتهم في خطط التنمية المستدامة، فما هي إلا تحصيل حاصل، فالكثير من حملة الشهادات العليا، الذين تتم الاستفادة من خبراتهم الآن في البلدان الأجنبية، قد صرحوا عبر قنوات رسمية بأن تم التواصل معهم عبر الوزارات، لتتم دراسة أبحاثهم في تطوير الشأن العراقي، ولكن لم يحصل أي تطبيق لهذه الأطروحات، وتم ركنها جانباً.

 

فمسألة هجرة الكفاءات ظاهرة ليست حديثة، بل صار يعاني منها العراق قرابة النصف قرن وهي ذات أبعاد واسعة ومتعددة الأوجه، كون الهجرة تحدث إلى البلدان الأكثر تطوراً واستقراراً، منها الوضع الأمني والسياسي، البطالة وغالبية الفقر، نقص الخدمات الأساسية التي تؤمن عيش حياة كريمة، جودة البيئة التعليمية والرصانة العلمية، الفساد المستشري وسوء الوضع الاقتصادي العام وتراجعه نحو الأدنى دائماً.

إن لهذه الهجرة ناحية إيجابية، من خلال دخول العملة الصعبة واستمرار العلاقات الدبلوماسية بين البلدان، وهذا ما شهدناه في الشكر والثناء الذي قدمه الرئيس (فولوديمير زيلينسكي)، خلال قمة جدة إلى الدول العربية، التي تبعث بطلبتها وأساتذتها لإكمال دراستهم في أوكرانيا، وهذا يجعل من إمكاناتهم معاصرة للدول الإقليمية والغربية، حيث إننا نرى الكثير منهم قد تبوؤا مناصب كبيرة في الدول العربية والأجنبية، ومنهم حتى قد دخل قبة البرلمان.

وكثرة الهجرة أدت إلى حصول فراغ واسع في السلم العلمي، أو التربوي وتراجع العراق في الكثير من النسب المعيارية العالمية، خاصة هجرة المؤسسين للمراكز والمعاهد والمؤسسات الفكرية والثقافية والعلمية، التي من المفترض أن تكون ذات اهتمام كبير من الدولة، حيث أضعفت الجوانب العلمية والاقتصادية والتكنولوجية ولها عوامل مؤثرة كثيرة منها، شح القطاع المؤسساتي الخاص، الذي يهتم بإمكاناتهم وكذلك عدم توفر مقاعد في الوزارات يمكن أن يدخلوها.

كما أن لهجرة الكفاءات إهداراً من الموارد لما أنفق على تأهيلهم علمياً وثقافياً، يتحتم ضرورة الاهتمام بهم، والعمل على تحسين أوضاعهم الاقتصادية والاجتماعية والأمنية، حتى نعمل على التقليل من هذه الظاهرة، فضلاً عن تطبيق دراساتهم وأبحاثهم بالطريقة التي توضح أهمية ما بذلوه في طريقهم إلى نجاح التنمية المستدامة، حيث لوحظ في الآونة الأخيرة أن الأمانة العامة للعتبة الحسينية المقدسة التابعة إلى ديوان الوقف الشيعي، حرصت بشكلٍ كبير على استقطاب هذه الكفاءات ودراسة أبحاثهم في مختلف المجالات العلمية، خاصة المجتمعية والأسرية للحل من أزمات الشباب والتفكك الأسري وارتفاع نسب الطلاق.

 

لتصلك آخر الأخبار تابعنا على قناتنا في موقع التلغرامالنعيم نيوز

ولمتابعتنا على موقع فيسبوك يرجى الضغط أيضا على الرابط التاليالنعيم نيوز

كما يمكنك الاشتراك أيضا على قناتنا في منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا علىقناة النعيم الفضائية

ولا تنسى أيضا الاشتراك في قناتنا على موقع الانستغرامالنعيم نيوز

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى