في آخر روائعه الفنية جسد الفنان التشكيلي المعروف منير الحجي بريشته الذهبية ملحمة كربلاء التاريخية في لوحة فنية بعنوان ”من القطيف إلى كربلاء“.
واستلهم الحجي لوحته البانورامية التي تقدر مساحتها 6 × 2 مترا من والدته القارئة الحسينية الراحلة التي يقول إنها طالما طالبته برسم صورة الإمام الحسين عليه السلام.
وفي مشهد إنساني مؤثر لم يتمالك الفنان الحجي نفسه فهطلت الدموع من مآقيه مع ذكرى والدته الراحلة في أولى محطات الحوار مع فريق جهينة الإخبارية.
وقال الفنان الحجي الذي يعد في طليعة الفنانين التشكيلين في المملكة والخليج ”والدتي قارئة حسينية ومعلمة للقرآن الكريم كانت تقيم مجلسا حسينيا أسبوعيا في بيتا في حي القلعة بمدينة القطيف“.
ويضيف بأن الوالدة سخّرت حياتها لأهل البيت عليهم السلام وكانت تنتظر بفارغ الصبر موسم عاشوراء لإحياء مراسيم العزاء الحسيني ولذلك كانت توصيه بتسخير فنّه لأهل البيت.
وتابع في حواره مع جهينة الإخبارية إنه منذ بداياته الفنية كانت والدته الراحلة تطلب منه باستمرار رسم لوحات أو أعلام باعتبار ذلك ”دَيناً علينا للحسين“.
ويقول بأن وصايا الوالدة تلك ظلت ”ترن في راسي“ إلى أن جاء اليوم الذي أوفي فيه هذا الدَّين.
وحول التفاصيل الفنية للوحة قال الحجي ”المثلث الأيمن يشير إلى مخيم الإمام الحسين وأنصاره والمثلث الأيسر لجيش عمر بن سعد، بينما شكلت الدائرة في وسط اللوحة المعركة التاريخية حيث تكاد تسمع صهيل الخيل وصوت السيوف بمجرد النظر لها“.
ومضى يقول أنه وبعد كل هذه السنوات ورغم اللوحات الحسينية الستة التي رسمها سابقا إلا أنها لم ترتقي للطموح ومن هنا جاءت فكرة عمل لوحة تحمل كل هذه التفاصيل.
وقال الحجي الذي يعد أحد رواد الحركة التشكيلية السعودية أنه استغرق ثلاث سنوات منذ بدأ التحضير والتخطيط وجمع المصادر والصور إلى خرج العمل مع مطلع عاشوراء 1443 هـ.
وبريشة فرشاة صغيرة لا تتجاوز 2 ملم ولها مكانة خاصة عنده، رسم الحجي في لوحته 140 شخصا ما بين مقاتل وإمرأة وطفل و90 خيلا وجملا في عمل دأب عليه طيلة السنوات الثلاث.
وحول رد فعل الجمهور على عمله الجديد قال الحجي ”لم أتوقع ردة فعل المجتمع في القطيف ودول الخليج التي أثلجت صدري وجعلتني أتطلع إلى إنجاز عمل أكبر وأفضل“.
وشدد على أنه لم يكن ينوي تسجيل عمل باسمه وإنما باسم الإمام الحسين .
الحجي الذي بدأ أولى لوحاته الفنية في عمر الثانية عشر أكد على أهمية حفظ التراث المادي والمعنوي في المنطقة، مشددا على ضرورة وجود ”فزعة“ من التشكيلين لحفظ التراث المعنوي والثقافة الحسينية.