أقيمت صلاة الجمعة في مسجد جنات النعيم في كربلاء المقدسة بإمامة فضيلة الشيخ حسام البيجاوي (أعزه الله تعالى) بتاريخ7 ذ.ح 1445ه، الموافق 14/ 6/ 2024م.
واقيمت خطبة صلاة الجمعة بإمامة فضيلة الشيخ حسام البيجاوي تابعتها “النعيم نيوز”. إن “يوم عرفة من الايام المباركة ويوم عظيم ولذا دعا سماحة المرجع اليعقوبي (دام ظله) سنة ٢٠٠٧ ان يكون يوم عرفة يوم التوبة العالمي واستشهد سماحته بقول الامام الحسين (ع): (فإليك عجت الاصوات بصنوف اللغات).
وقد وردت في فضل زيارة الإمام الحسين (ع) يوم عرفة عدة روايات منها:
الحديث الأول: عَنْ الإمام الصادق (ع): إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وتَعَالَى يَبْدَأُ بِالنَّظَرِ إِلَى زُوَّارِ قَبْرِ الْحُسَيْنِ ع عَشِيَّةَ عَرَفَةَ، قَالَ قُلْتُ قَبْلَ نَظَرِهِ لِأَهْلِ الْمَوْقِف، قَالَ نعم. الخ.
الحديث الثاني: عَنْ الإمام الصادق (عليه السلام): إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى يَتَجَلَّى لِزُوَّارِ قَبْرِ الْحُسَيْنِ ع قَبْلَ أَهْلِ عَرَفَاتٍ وَ يَقْضِي حَوَائِجَهُمْ وَ يَغْفِرُ ذُنُوبَهُمْ وَ يُشَفِّعُهُمْ فِي مَسَائِلِهِمْ ثُمَّ يَأْتِي أَهْلَ عَرَفَةَ فَيَفْعَلُ ذَلِكَ بِهِمْ.
الحديث الثالث: عَنْ الإمام الصادق (ع): مَنْ فَاتَتْهُ عَرَفَةُ بِعَرَفَاتٍ فَأَدْرَكَهَا بِقَبْرِ الْحُسَيْنِ ع لَمْ يَفُتْهُ، وَ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى لَيَبْدَأُ بِأَهْلِ قَبْرِ الْحُسَيْنِ ع قَبْلَ أَهْلِ عَرَفَاتٍ … الخ .
الحديث الرابع: عَنْ الإمام الصادق (عليه السلام): إِذَا كَانَ يَوْمُ عَرَفَةَ اطَّلَعَ اللَّهُ تَعَالَى عَلَى زُوَّارِ قَبْرِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنِ ع فَقَالَ لَهُمُ اسْتَأْنِفُوا فَقَدْ غَفَرْتُ لَكُمْ ثُمَّ يَجْعَلُ إِقَامَتَهُ عَلَى أَهْلِ عَرَفَاتٍ.
السؤال المطروح: كيف ينظر الله سبحانه وتعالى الى زوار الحسين عليه السلام قبل ان ينظر الى اهل الموقف في عرفه والسؤال الثاني كيف يقارن زائر الحسين عليه السلام في الثواب والاجر من قبل الله تعالى على من ترك الاوطان والاهل والمال تلبيه لنداه الرحمن واداء احد الاركان الواجبة في الاسلام وهو الحج ويقارن هذا العمل بالثواب فيقال لمن زار الحسين عليه السلام يعادل حجه او عمره او اكثر من ذلك. ولجواب ذلك تقول جواب السؤال الثاني هو جواب نقضي توجد بعض الروايات التي تبين ان هناك بعض الاعمال اذا اداها المؤمن تعادل كأجر حجة وعمرة مثلاً توجد رواية تنقل في كتب العامة عن النبي (ص): (مَنْ صَلَّى الْغَدَاةَ فِي جَمَاعَةٍ ، ثُمَّ قَعَدَ يَذْكُرُ اللهَ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ ، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ ، كَانَتْ لَهُ كَأَجْرِ حَجَّةٍ وَعُمْرَةٍ). ولصلاةِ الفَجرِ وذِكرُ اللهِ في هذا الوقتِ فَضلٌ عظيمٌ، وفيه تُرفَعُ دَرَجاتُ الذَّاكِرينَ والمُسَبِّحينَ، ويُعطيهم اللهُ سُبحانَه الثوابَ الجزيلَ، كما في هذا الحَديثِ، حيثُ روي عن النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وآله سلَّمَ: “مَن صَلَّى الفَجرَ في جَماعةٍ” فصَلَّاها على وَقتِها، وكانَتْ في جَماعةٍ “ثم قَعَدَ يَذكُرُ اللهَ” بَعدَ الانتِهاءِ مِن صَلاةِ الصُّبحِ مُشتَغِلًا بالأذكارِ والتَّسبيحِ، وظَلَّ على حالِه هذه “حتى تَطلُعَ الشَّمسُ” حتى تُشرِقَ وتَرتَفِعَ ويَخرُجَ وَقتُ النَّهيِ عنِ الصَّلاةِ، “ثم صَلَّى رَكعَتَيْنِ” وهما رَكعَتا الإشراقِ، وهما أوَّلُ صَلاةِ الضُّحى، وأوَّلُ وَقتِها يَكونُ بَعدَ شُروقِ الشَّمسِ قَدرَ رُمحٍ -وتُقَدَّرُ بثُلُثِ ساعةٍ بَعدَ الشُّروقِ تَقريبًا- إلى قُبَيلِ الظُّهرِ، “كانَتْ له كأجْرِ حَجَّةٍ وعُمرةٍ تامَّةٍ تامَّةٍ تامَّةٍ”، وهذا تأكيدٌ لِمَا يَحصُلُ عليه مِنَ الأجْرِ والثَّوابِ لتلك الجِلسةِ، وهذا لا يُغني عن حَجَّةِ الإسلامِ، ولا عن عُمرةِ الإسلامِ، ولكِنَّ الأجْرَ يُساوي أجْرَ حَجَّةٍ، وأجْرَ عُمرةٍ. وفي الحَديثِ: تَرغيبٌ في القُعودِ والذِّكرِ بَعدَ صَلاةِ الفَجرِ حتى شُروقِ الشَّمسِ.
لذا اذا صحت هذه الروايات فإن الاشكال المطروح على ثواب اجر زيارة الإمام الحسين عليه السلام هو نفس الاشكال المطروح هنا فنقول كيف يكون لمن صلى ركعتين يقارن بثواب الذي ترك الاوطان والاهل والمال والولد ولمن ذهب لإحياء ركن من اركان الاسلام وهو الحج ومقتضى العدالة كما ان الله تعالى عادل ان يجعل اجرى هذا العمل يعادل حجه وعمره كذلك مقتضى عدالته ان يجعل اجر زيارة الحسين يوم عرفه تعادل العمرة والحجة المستحبة.
وثانياً إن مشكلة الانسان هي قياساته المادية ولذا هذا السؤال يتوافق مع هذه المقاييس المادية اما في المقاييس الإلهية فلا دخل في عظم الثواب فهذه شؤون الهيه خاصه بالله سبحانه وتعالى يجعلها لمن يشاء فالله سبحانه وتعالى قد يعطي ثواب كثيرا لعمل بسيط في نظر الانسان أو يعظم عمل بسيط في نظرنا وهو عنده عظيم، كما في حادثة ذبح البقرة من قبل بني إسرائيل أو سوره الدهر حيث أنزلها الله سبحانه وتعالى لأجل صدقة اعطاها أهل البيت (ع) إلى فقير ومسكين ويتيم ..والجواب على السؤال الاول المطروح لماذا ينظر الله تعالى سبحانه الى زوار الحسين ثم بعد ذلك ينظر الى اهل عرفات توجد في الروايات عدة قرائن منها إن هذا الاجر والنظر الإلهية جعلها الله سبحانه لمن لم يوفق الى الحج ولم يبق في البيت جالسا وانما اتى للحسين عليه السلام يدعو الله سبحانه وتعالى ويتوسل اليه ويلتمس الغرب والزلفة الى الله ان يتقبل اعماله وقضاء حوائجه ويجعله من حجاج بيته الحرام والله سبحانه وتعالى يقول كونوا مع الصادقين واتقوا الله وابتغوا اليه الوسيلة واتقوا الله وكونوا معا صادقين الرواية عن ابي عبد الله عليه السلام يقول من فاتته عرفه من عرفات فادركها بقبر الحسين لم يفته وهذا نعمه من الله سبحانه وتعالى ووجه من وجوه العدالة الإلهية فان المؤمن ان لم يوفق للذهاب الى حج بيته الحرام يستطيع ان يأتي الى قبر الحسين عليه السلام ويعبد الله ويدعو الله وعلى الله سبحانه وتعالى من باب لطفه وعنايته ان يجعل هذا السعي هو بمثابه السعي الى بيته تعالى من حيث الثواب.
وكانت الخطبة الثانية لصلاة الجمعة حول:
تعريف اللَّهْوُ: هو ما يشغل الإنسان عمّا يعنيه ويهمّه واللهو المستحب: ليس كل انشغال بأمر دنيوي من مصاديق اللهو، بل إن هنالك بعض الأمور قد ينشغل بها المؤمن، والله عزوجل يحب من المؤمن الانشغال بها، الإسلام قد أباح أنواعا من اللهو المباح كرمي السهام والقوس والفروسية، وكل ما كان فيه بناء للجسم وحفظ للصحة من أنواع الرياضة كالسباحة والمبارزة إذا لم يحتف به محرم، وأباح الإسلام للإنسان أن يروح عن نفسه ويدفع عنها آثار السآمة والملل بعد التعب والنصب، كما تصرح بذلك الروايات.. روي عن رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ : كُلُّ لَهْوٍ بَاطِلٌ إِلاَّ مَا كَانَ مِنْ ثَلاَثَةٍ رَمْيُكَ عَنْ قَوْسِكَ وَ تَأْدِيبُكَ فَرَسَكَ وَ مُلاَعَبَتُكَ أَهْلَكَ فَإِنَّهُ مِنَ اَلسُّنَّةِ اذا الخلاصة يمكن تقسيم اللهو إلى قسمين: اللهو الهادف واللهو غير الهادف. اللهو الهادف هو النشاطات التي تقوم بها بغرض الاسترخاء أو الترفيه، مثل ممارسة الرياضة أو قراءة كتاب ممتع. أما اللهو غير الهادف فهو الانشغال بأمور لا تفيد في تطوير الذات أو الاسترخاء، مثل إضاعة الوقت في الألعاب الإلكترونية بشكل مفرط. لماذا يحتاج الإنسان إلى اللهو الهادف:
اولاً) لأجل تحصيل التكامل
ثانياً) إصابته بالتعب الجسدي والنفسي والعقلي مما يؤدي ذلك الى الإرهاق هو شعور بالتعب الشديد والضعف العام في الجسم والعقل، ويمكن أن يكون ناتجًا عن العمل الشاق أو الضغوط النفسية، روي عن الإمام الباقر (ع): (لهوُ المؤمن في ثلاثة أشياء: التمتّع بالنساء، ومفاكهة الإخوان، والصلاة بالليل)..(ومن اللهو المطلوب إدخال السرور على الزوجة، بما أمكنه ذلك: جسدياً، أو فكرياً، أو كلاماً.. فالزوجة قد تكون متعبة ومرهقة من اعمال البيت وهي بحاجة الى اجواء مريحة ولطيفة تسرها ، فلابأس ان يقوم الزوج بإدخال السرور الى قلبها عبر ملاطفتها ومفاكهتها.
لتصلك آخر الأخبار تابعنا على قناتنا على تلغرام: النعيم نيوز
لمتابعتنا على فيسبوك يرجى الضغط على الرابط التالي: النعيم نيوز
كما يمكنك الاشتراك على قناتنا على منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا على: قناة النعيم الفضائية
كما يمكنك أيضا الاشتراك بقناتنا على الانستغرام: النعيم نيوز