اخبار اسلامية
أخر الأخبار

ملخص خطبة صلاة الجمعة في مسجد جنات النعيم بكربلاء المقدسة

أقيمت صلاة الجمعة في مسجد جنات النعيم في كربلاء المقدسة بإمامة فضيلة الشيخ جعفر الربيعي بتاريخ9 ربيع الأول 1446ه، الموافق 13/9/2024.

 

وقال الشيخ جعفر الربيعي (أعزه الله تعالى) في خطبة صلاة الجمعة تابعتها “النعيم نيوز”. قال تعالى:﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾ من القواعد المهمة في علم الكلام والتي ترتب عليها نتائج مهمة في البناء العقدي للفرد المسلم. هي ان الحكيم منزه عن العبث والجزافية، و الانسان العاقل لا يمكن ان يبادر الى عمل معين الا وله غاية وهدف، ورد في حديث الكساء: (فقال الله عز وجل: يا ملائكتـي و يا سـكان سماواتي، إني ما خلقت سماء مبنية، ولا أرضا مدحية، ولا قمرا منيرا، ولا شمسا مضيئة ولا فلكا يـدور، ولا بحرا يجري، ولا فلكا يسـري إلا في محبة هؤلاء الخمسة، الذين هم تحـت الكساء، فقال الأمين جبرائيل يا رب ومن تحت الكساء، فقال عز وجل: هم أهل بيت النبوة ومعـدن الرسالـة، هم فاطمة و أبوها، وبعلهـا وبنـوها).

أثارت النص القرآني:

1-ان الخطاب ورد بصيغة العموم بناءا على الالف والام من أدوات العموم كما يذكر علماء الأصول ذلك، او موضوع التكليف الناس وليس المؤمنين وهذا معنى عام وفيه إشارة الى هدفية خلقية البشرية جميعاً.

2-العبادة هي عهد الله تبارك وتعالى الذي اخذه على بني ادم عليه السلام، قال تعالى (وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ ۖ قَالُوا بَلَىٰ ۛ شَهِدْنَا ۛ أَن تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَٰذَا غَافِلِينَ) ما فحوى هذه الشهادة وهذا العهد والميثاق الذي اخذه الله تبارك وتعالى من بني ادم, قال تعالى (﴿أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَن لَّا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ * وَأَنْ اعْبُدُونِي هَذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ ..)

3-وإذا تمعنا في الآية نجد أن هناك مقابلة بين كلمة الخلق وكلمة العبادة، فإذا عرفنا عمق معنى كلمة الخلق، نعرف عمق معنى كلمة العبادة، وذلك لأن العبادة جاءت كنتيجة طبيعية لخلق الإنسان، فمتى ما كان هناك خلق، كانت هناك عبادة، فكأنها لازم ذاتي لا تنفك عن الخلق.

آثار العبادة:

الأثر الاول: الانجذاب للمحبوب، وهذا الأثر الأول للعبادة، وهو الأثر العرفاني.

الأثر الثاني: التطهير. فالعبادة طريق إلى التوبة، ﴿ تُوبُوا إِلَى اللهِ تَوْبَةً نَصُوحًا ﴾،﴿ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ ﴾،وورد في الحديث القدسي:” أنين المذنبين أحب إليّ من تسبيح المسبّحين.

الأثر الثالث: الأثر الاجتماعي. فالعبادة ليست علاقة مع الله منفصلة عن العلاقة مع الناس، فقد روي عن الإمام الحسن الزكي: (ما رأيت أعبد من أمي فاطمة؛ كانت إذا قامت في محرابها لا تنفتل حتى تتورم قدماها من طول الوقوف بين يدي ربها، وما رأيتها دعت إلى نفسها قط، وإنما تدعو للمؤمنين والمؤمنات.

وكانت الشيخ جعفر الربيعي في الخطبة الثانية لصلاة الجمعة. تحت عنوان (من توجيهات الامام الحسن العسكري): جاء في وصية للإمام الحسن العسكري لشيعته قال فيها: «أوصيكم بتقوى الله والورع في دينكم والاجتهاد لله وصدق الحديث وأداء الأمانة إلى مَنِ ائتمنكم من بَرٍّ أو فاجر، وطول السجود وحسن الجوار، فبهذا جاء محمد (صلى الله عليه وآله). صلُّوا في عشائرهم واشهدوا جنائزهم وعودوا مرضاهم وأدوا حقوقهم، فإن الرجل منكم إذا ورع في دينه وصدق في حديثه وأدى الأمانة وحسَّن خلقه مع الناس قيل: هذا شيعي فيسرّني ذلك، اتقوا الله وكونوا زينًا ولا تكونوا شينًا، جرُّوا إلينا كل مودّة وادفعوا عنا كل قبيح» ورغم قصر مدة الإمامة الفعلية للإمام الحسن العسكري (ع) وهي ست سنوات من (254-260هـ)، والحصار الصارم والاعتقال الذي فرضه عليه ملوك عصره وتآمرهم المستمر على قتله لقطع نسله، حيث كانوا يعتقدون بأن الإمام المهدي الموعود الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً هو ابنه. ورغم احتجابه عن الناس إلا نادراً إما بسبب الرقابة الشديدة للسلطة، أو لتهيئة شيعته لقبول غيبة الإمام القادم وتدريبهم على كيفية التعاطي مع الواقع الجديد إلى درجة أن أقربائه لم يكونوا يرونه، روى الكليني بسنده عن محمد بن علي بن إبراهيم بن الإمام موسى بن جعفر (ع) قال: (ضاق بنا الأمر فقال لي أبي: امضِ بنا حتى نصير إلى هذا الرجل يعني أبا محمد (ع) فإنه قد وصف عنه سماحته، فقلت: تعرفه؟ قال: ما أعرفه ولا رأيته) فهذا من أولاد عمه، وهو لم يعرفه ولم يره، ورغم ابتلائه بالمشككين من شيعته والمقصرين في معرفة حقه حتى روي عنه قوله (ع) (ما مُني أحد من آبائي بمثل ما منيت به من تشكيك هذه العصابة بي)أقول: رغم ذلك كله فقد ترشح عنه الكثير من الأعمال المباركة في حياة الأمة، ونقف الآن عند واحدة من وصاياه المباركة :

المحور الأول:

الالتزام بالمبادئ والقيم: التشيّع ليس انتماءً قبليًّا، وإنما هو انتماء قيمي سلوكي، وبالتالي فإن مَنْ ينتمي إلى هذا الخط يجب أن يكون ملتزمًا بالقيم والمبادئ، ولا يكفي الانتماء العاطفي، من إعلان الحب لأهل البيت(عليهم السلام) والموالاة لهم، فقد روي عن الإمام الباقر (سلام الله عليه) يخاطب فيه جابر الجعفيّ قائلاً: “يا جابر! بلّغ شيعتي عنّي السلام، وأَعلِمهم أنّه لا قرابة بيننا وبين الله عزّ وجلّ، ولا يُتقرَّب إليه إلاّ بالطاعة له. يا جابر! مَن أطاع الله وأحبّنا فهو وليّنا، ومن عصى الله لم ينفعه حبّنا”. إنَّما شيعَةُ جَعفَرٍ مَن عَفَّ بَطنُهُ وفَرجُهُ ، وَاشتَدَّ جِهادُهُ ، وعَمِلَ لِخالِقِهِ ، ورَجا ثَوابَهُ ، وخَافَ عِقابَهُ . فَإِذا رَأَيتَ اُولئِكَ فَاُولئِكَ شيعَةُ جَعفَرٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ يَزِيدَ اَلْجُعْفِيِّ قَالَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ اَلْبَاقِرُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ : يَا جَابِرُ أَ يَكْتَفِي مَنِ اِنْتَحَلَ اَلتَّشَيُّعَ أَنْ يَقُولَ بِحُبِّنَا أَهْلَ اَلْبَيْتِ فَوَ اَللَّهِ مَا شِيعَتُنَا إِلاَّ مَنِ اِتَّقَى اَللَّهَ وَ أَطَاعَهُ وَ مَا كَانُوا يُعْرَفُونَ يَا جَابِرُ إِلاَّ بِالتَّوَاضُعِ وَ اَلتَّخَشُّعِ وَ كَثْرَةِ ذِكْرِ اَللَّهِ وَ اَلصَّوْمِ وَ اَلصَّلاَةِ وَ اَلتَّعَهُّدِ لِلْجِيرَانِ مِنَ اَلْفُقَرَاءِ وَ أَهْلِ اَلْمَسْكَنَةِ وَ اَلْغَارِمِينَ وَ اَلْأَيْتَامِ وَ صِدْقِ اَلْحَدِيثِ وَ تِلاَوَةِ اَلْقُرْآنِ وَ كَفِّ اَلْأَلْسُنِ عَنِ اَلنَّاسِ إِلاَّ مِنْ خَيْرٍ وَ كَانُوا أُمَنَاءَ عَشَائِرِهِمْ فِي اَلْأَشْيَاءِ فَقَالَ جَابِرٌ يَا اِبْنَ رَسُولِ اَللَّهِ لَسْتُ أَعْرِفُ أَحَداً بِهَذِهِ اَلصِّفَةِ فَقَالَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ يَا جَابِرُ لاَ يَذْهَبَنَّ بِكَ اَلْمَذَاهِبُ أَ حَسْبُ اَلرَّجُلِ أَنْ يَقُولَ أُحِبُّ عَلِيّاً وَ أَتَوَلاَّهُ فَلَوْ قَالَ إِنِّي أُحِبُّ رَسُولَ اَللَّهِ وَ رَسُولُ اَللَّهِ خَيْرٌ مِنْ عَلِيِّ ٍّ ثُمَّ لاَ يَعْمَلُ بِعَمَلِهِ وَ لاَ يَتَّبِعُ سُنَّتَهُ مَا نَفَعَهُ حُبُّهُ إِيَّاهُ شَيْئاً فَاتَّقُوا اَللَّهَ وَ اِعْمَلُوا لِمَا عِنْدَ اَللَّهِ لَيْسَ بَيْنَ اَللَّهِ وَ بَيْنَ أَحَدٍ قَرَابَةٌ أَحَبُّ اَلْعِبَادِ إِلَى اَللَّهِ وَأَكْرَمُهُمْ عَلَيْهِ أَتْقَاهُمْ لَهُ وَ أَعْمَلُهُمْ بِطَاعَتِهِ وَ اَللَّهِ مَا يُتَقَرَّبُ إِلَى اَللَّهِ جَلَّ ثَنَاؤُهُ إِلاَّ بِالطَّاعَةِ مَا مَعَنَا بَرَاءَةٌ مِنَ اَلنَّارِ وَ لاَ عَلَى اَللَّهِ لِأَحَدٍ مِنْ حُجَّةٍ مَنْ كَانَ لِلَّهِ مُطِيعاً فَهُوَ لَنَا وَلِيٌّ وَ مَنْ كَانَ لِلَّهِ عَاصِياً فَهُوَ لَنَا عَدُوٌّ وَ لاَ تُنَالُ وَلاَيَتُنَا إِلاَّ بِالْوَرَعِ وَ اَلْعَمَلِ .

المحور الثاني:

الاندماج في مجتمع الأمة: إن السلطات العباسية والأموية وجميع السلطات المعادية لأهل البيت (عليهم الصلاة والسلام) حاولت أن تحاصر هم وتبعدهم عن شيعتهم وعن الناس عمومًا، حتّى لا يتفاعلوا مع جمهور الأمة ويؤثروا فيهم. ولذلك يوجّه الإمام خطابًا عامًّا لشيعته بأن لا ينعزلوا عن الأمة، وأن يندمجوا مع جماهيرها وعامّة المسلمين، فالبعض من الناس يرى في الاندماج والتداخل مع الآخرين نوعاً من الذوبان فيهم على حساب المبادئ. وفي الواقع إن المؤمن الحقيقي الذي يحمل الوعي والبصيرة لا يخشى عليه من الذوبان والتأثّر، بل هو في موقع التأثير في الآخرين. وثالثًا: إن الابتعاد عن الناس لا يوصل إليهم الفكرة بشكل جيد، وتصبح أفكار ومعتقدات وآراء ذلك المجتمع المنعزل مشوشة وغير مفهومة لدى الآخرين، بينما لو كان هناك اندماج بين المجتمعات على اختلافها ستكون أفكار كل مجتمع معروفة بشكل أوضح.

المحور الثالث:

حسن السمعة: هناك على طول التاريخ من يحاول أن يشوّه ويرسم صورة خاطئة عن أتباع أهل البيت ، لأغراض سياسية أو لجهله بهم أو لقناعة خاطئة، وعلينا أن نعمل لتحسين هذه الصورة، وأن تكون صورة هذا المجتمع حسنة أمام الآخرين، فهذه مسؤوليتنا. يقول في ذلك الإمام العسكري : «اتقوا الله، وكونوا زينًا ولا تكونوا شينًا».

 

لتصلك آخر الأخبار تابعنا على قناتنا على تلغرامالنعيم نيوز

لمتابعتنا على فيسبوك يرجى الضغط على الرابط التاليالنعيم نيوز

كما يمكنك الاشتراك على قناتنا على منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا علىقناة النعيم الفضائية

كما يمكنك أيضا الاشتراك بقناتنا على الانستغرامالنعيم نيوز

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى