اخبار اسلامية
أخر الأخبار

مكتب المرجعية في الكرخ يقيم حفلاً دينياً لإحياء ذكرى الولادات الشعبانية المباركة (الصور)

أعلن مكتب سماحة المرجع الديني الشيخ محمد اليعقوبي في الكرخ، اليوم الأربعاء، عن إقامة حفل ديني لإحياء ذكرى الولادات الشعبانية المباركة.

 

وذكر بيان لمكتب المرجعية، تلقت “النعيم نيوز” نسخة منه، أنه “امتثالاً لتوجيهات سماحة المرجع الديني الشيخ محمد اليعقوبي (دام ظله)، بإحياء ذكرى الولادات الشعبانية المباركة للأئمة الأطهار (ع)، أقام مكتب المرجعية في الكرخ، احتفال ديني في مدينة الكاظمية المقدسة، بحضور جمع من الفضلاء والشخصيات الاجتماعية وعدد من قادة الحشد الشعبي والمؤمنين”.

وأضاف، أن “الحفل تضمن مجموعة من الفقرات والفعاليات أهمها: تلاوة آيات من القرآن الكريم، تلى ذلك كلمة لمدير مكتب المرجعية في الكرخ الشيخ عادل الساعدي، بعدها صدحت حناجر عدد من الشعراء والرواديد بقصائد الحب والولاء لأهل البيت (ع)”، مشيراً إلى أن “الحفل اختتم بقراءة دعاء الفرج لحفظ وتعجيل فرج صاحب العصر والزمان الإمام المهدي (عج)”.

نص كلمة مدير مكتبُ سماحة المرجع الديني الشيخ محمد اليعقوبي في بغداد، الشيخ عادل الساعدي، الذي تحدث فيها:

{وَعَدَ اللَّـهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضی‌ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذلِكَ فَأُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ} النور ـ ٥٥.

تتضمن هذه الآيةُ وعداً مستقبلياً للأمة الصالحة بوراثة الأرض، وقد اختلف المفسرون في مَنْ هم الموعودون بالاستخلاف ووراثة الأرض، كما اختلفوا بمَنْ هم الذين استُخْلِفوا من قبل، حتى بين المفسرون أن الذين استُخلِفوا من قبل إن كان المقصود بالاستخلاف الخلافة الإلهية فهم آدم الذي قال فيه تبارك وتعالى (إني جاعلٌ في الأرضِ خليفة) وفي داود قوله تبارك وتعالى (يا داوُدُ إِنَّا جَعَلْناكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ) وسليمان الذي قال عنه عزّ من قال (وَوَرِثَ سُلَيْمانُ داوُدَ) أو المقصود بها استخلاف أمةٍ ارتضاها الله لعملها الصالح المراد به إيراث الأرض وتسليط قوم عليها بعد قوم، كما قال‌ (إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّـهِ يُورِثُها مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَ الْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ‌): الأعراف- ١٢٨.

وقال‌ (أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُها عِبادِيَ الصَّالِحُونَ‌): الأنبياء- ١٠٥، فالمراد بالذين من قبلهم المؤمنون من أمم الأنبياء الماضين الذين أهلك الله الكافرين والفاسقين منهم ونجَّی الخُلَّصِ من مؤمنيهم كقوم نوح وهود وصالح وشعيب كما أخبر عن جمعهم في قوله تعالی‌ (وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِرُسُلِهِمْ لَنُخْرِجَنَّكُمْ مِنْ أَرْضِنا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنا فَأَوْحی‌ إِلَيْهِمْ رَبُّهُمْ لَنُهْلِكَنَّ الظَّالِمِينَ وَلَنُسْكِنَنَّكُمُ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِهِمْ ذلِكَ لِمَنْ خافَ مَقامِي وَخافَ وَعِيدِ): إبراهيم- ١٤، فهؤلاء الذين أخلصوا لله فنجاهم فعقدوا مجتمعاً صالحاً وعاشوا فيه حتی طال عليهم الأمد فقست قلوبهم.

كما قيل أن المقصود في الآية أن المجتمع الإسرائيلي المنعقد بعد نجاتهم من فرعون وجنوده لم يَصْفُ من الكفر والنفاق والفسق ولم يخلص للذين آمنوا وعملوا الصالحات ولا حينا على ما ينص عليه القرآن الكريم في آيات كثيرة ولا وجه لتشبيه استخلاف الذين آمنوا وعملوا الصالحات باستخلافهم وفيهم الكافر والمنافق والطالح والصالح.

وأما اختلافهم بمن المخاطب في قوله تبارك وتعالى (وَعَدَ اللَّـهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ) قيل هي عامة لأمة محمد (ص) والمراد باستخلافهم وتمكين دينهم وتبديل‌ خوفهم أمناً إيراثهم الأرض كما أورثها الله الأمم الذين كانوا قبلهم أو استخلاف الخلفاء بعد النبي (ص) علی اختلاف التقرير وتمكين الإسلام وانهزام أعداء الدين وقد أنجز الله وعده بما نصر الإسلام والمسلمين بعد الرحلة ففتحوا الأمصار وسخروا الأقطار.

وقيل أنها في الخلفاء أربع أو الثلاث الأول على اختلاف وجهات التفسير والمفسرين، كما قيل أنه وعدٌ مستقبليٌ لم يتحقق بعد، وهو زمن حاكمية الإمام وظهوره على الأمم جميعاً (ليظهره على الدين وكلِه ولو كره المشركون)، الذي تواترت الأخبار على أنه سيظهره فيملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً وأن المراد بالذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات النبي صلى الله عليه وآله والأئمة من أهل بيته (عليهم السلام). وقد وردت روايات بهذا الخصوص عن أهل بيت الهدى، فعن أبي بصير قال سألت الامام الصادق (عليه السلام): عن قوله تبارك وتعالى (وَعَدَ اللَّـهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ) قال القائم وأصحابه.

وقد فصّل ابن سنان في بيان الآية الكريمة، فعن الوشاء عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ، قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ: وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ، قَالَ: «نَزَلَتْ فِي عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، وَ الْأَئِمَّةِ مِنْ وُلْدِهِ (عَلَيْهِمُ السَّلَامُ)». وَ لَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضى لَهُمْ وَ لَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً، قَالَ: «عَنَى بِهِ ظُهُورَ الْقَائِمِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ)» .

ومما لا شك فيه أن الله وعد ووعده الصدق الذي لا يختلف ولا يتخلف، وهو أصدق القائلين إن الله لا يخلف الميعاد، فإن وعد بالتمكين وخلافة الأرض، إلا أنه حدد شروطاً للمستخلفين والتي ذكرها مجملاً في سورة العصر، قال تبارك وتعالى {بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ وَ الْعَصْرِ (١) إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ (٢) إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَ تَواصَوْا بِالْحَقِّ وَ تَواصَوْا بِالصَّبْرِ (٣) } العصر [١-٣]، فحددت أركان ثلاث للذين فازوا في الدنيا وربحوا الآخرة:

الركن الأول: البعد الاعتقاديّ والفكري وهو الإيمان بالله والإيمان بأنه المبدأ وإليه المنتهى.

الركن الثاني: البعد العملي (وعمل الصالحات) فالعمل الصالح والحسن كفيل بتغيير الواقع الذي تعيشه الأمة وتغيير ظروفها نحو الأفضل، وهذا العمل هو المعتمد على الركن الأول بمعنى العمل الصالح المستند إلى الإيمان بالله تعالى.

الركن الثالث: الجانب الأخلاقي، إن الحياة الاجتماعي لا تستقدمها مهما تقدمت بها المدنية والتقدم التكنولوجي مالم يؤطّر بالجانب الأخلاقي فمن دونه تصبح الحياة غابةً يأكل فيها القوي الضعيف وهذا البعد ـ أي البعد الأخلاقي ـ ركز عليه القرآن والرسول الأكرم وأهل البيت (صلوات الله عليهم وسلامه) كثيراً، وبهذه المحددات يتبين معنى التقوى التي وعد عليه الباري عز وجل عبادَه الاستخلاف، قال تبارك وتعالى (والعاقبة للمتقين) وفي سورة الأعراف {إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّـهِ يُورِثُها مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَ الْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ‌} (الآية – )، وفي الآية ـ ١٢٨من سورة الأنبياء قال تبارك وتعالى ‌{أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُها عِبادِيَ الصَّالِحُونَ‌}.

كما أن التمكين والاستخلاف الإلهيين بينهما عموم وخصوص مطلق، فكل استخلافٍ إلهي هو تمكين، وليس في التمكين شرط الاستخلاف، فالحاكمية والسلطة، كما يراها ـ سماحة المرجع الديني الشيخ محمد اليعقوبي (دام ظله) ـ وإن كانت من أهم أدواتها فيقوله (مُدَّ ظله): “إن هذا الاستخلاف والتمكين ليس من الضروري أن يكون مقترناً بالوصول إلى السلطة والحكم، وإن كانت السلطة والحكم من العناصر المساعدة على الوصول إلى الهدف الأسمى أي تكون وسيلة وليست غاية وهي من مصاديق القوة التي أمر الله تعالى بإعدادها [وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ] (الأنفال:60). فالملحوظ في تحقق الوعد الإلهي هو حصول النتائج التي ذكرتها الآية الكريمة.

ومن خلال هذا البيان يمكن أن نستشفَّ من كلامه أن التمكين والاستخلاف لهما أطواراً متعددة، وإن كان طورهما الأكمل ومصداقهما الأمثل في زمن ظهور الإمام (عليه السلام) وأصحابه الذي بعدهم تمتلئ الأرض قسطاً وعدلاً كما مُلئت ظلماً وجوراً، فيمكن أن نعيش هذا الطور من الاستخلاف والتمكين ببسط الشريعة وإعمار الأرض بالايمان، والعمل الصالح الذي فيه رضا اللهِ ورسولِهِ والأئمةِ المعصومين صلوات الله عليهم وسلامه، ويمكن أن يكون لا أقل التمكين مقدمةً لطور الاستخلاف المهدوي، وما علينا إلا رفع الهمم، ونفض غبار الكسل وترك الضجر والملل، وكما أن التمكين غير مقرون بالسلطة والحاكمية، فكذا هو غير مقرونٍ بكثرة العدد، بل بالتوفيق الإلهي، وقد ورد في نهج البلاغة حين استشار الخليفةُ الثاني أميرَ المؤمنين لانطلاقه بنفسه لقتال أهل فارس حين تجمعوا للحرب قال (ع): “إن هذا الأمر لم يكن نصره ولا خذلانه بكثرة ولا بقلة، وهو دين الله الذي أظهره، وجنده الذي أعزه و أيده- حتی بلغ ما بلغ وطلع حيث طلع، ونحن علی موعود من الله تعالی حيث قال عز اسمه: وعد الله الذين آمنوا منكم و عملوا الصالحات- ليستخلفنهم في الأرض- وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضی لهم- وليبدلنهم من بعد خوفهم أمناً. والله تعالی منجزٌ وعدَه و ناصرٌ جندَه، … فأما ما ذكرت من عددهم- فإنا لم نقاتل فيما مضی بالكثرة- وإنما كنا نقاتل بالنصر والمعونة”.

وبفضل الله نجد اليوم تحقق الكثير من النتائج الطيبة التي ما كانت ترجى، إلا بفضل الله وبركة أهل البيت ورعاية صاحب العصر والزمن وهمة العاملين من المؤمنين والمخلصين، قال تعالى {إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنا وَ الَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَ يَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهادُ} غافر ـ 51.

ومن أهم النتائج والتي ذكرها سماحة المرجع قبل سبع سنين وأخذت اليوم بالاتساع والتزايد، منها:

1- وصول صوت أهل البيت (عليهم السلام) إلى جميع الشعوب حتى تتعرف على المبادئ الإنسانية السامية التي يريدون إقامتها، مما ولّد مقبولية واسعة لهذه المدرسة المباركة لدى الشعوب وإقبالاً متزايداً على الانتماء لها.

2- تصاعد مستوى الشجاعة والتضحية في سبيل الله وحماية المقدسات وامتلاك المبادرة والإقدام والشعور بالمسؤولية لدى المستضعفين، وقد تجلّى كل ذلك في العمليات التي تخوضها قواتنا المسلّحة بكل صنوفها وأبطال الحشد الشعبي وقوافل الدعم اللوجستي خصوصاً في معارك الموصل الأخيرة، حيث اعترف قادة جيش أقوى دولة في العصر الحديث بأن هذه المعركة تصعب على أي جيش في العالم مع ما رافقها من النبل وسمو الأخلاق والتضحية من أجل الإنسان، أي إنسان بغضّ النظر عن دينه وطائفته وقوميته.

وما صمود الحشد في العراق وحزب الله في لبنان وأنصار الله في اليمن والمقاومة الإسلامية في غزة، إلا خير مصداقٍ لهذه التضحية.

3- تنامي حالة الوعي واليقظة لدى الأمة وإدراك تحديات المرحلة ومتطلباتها، وهذه الحالة وإن كانت في بداياتها إلا أنها تبشّر بخير بإذن الله تعالى.

4- ظهور علامات الضعف والضمور والتفكك عند الدول المستكبرة وازدياد مشاكلها التي تعجز عن حلّها فتحاول التخلص منها بتصديرها إلى الخارج.

فقد بدا واضحاً تصدع النظام العالمي الجديد، إذ أنصار الله في اليمن شلت قوى أمريكا وإسرائيل وبريطانيا.

فما علينا إلا أن نرفع من هممنا ونقوي عزمنا حتى يوفقنا الله برحمته ويمدنا بنصره لنصل إلى يوم الظهور الموعود لتسعد البشريةُ ببركات المخلص من الظلم.

 

لتصلك آخر الأخبار تابعنا على قناتنا على تلغرامالنعيم نيوز

لمتابعتنا على فيسبوك يرجى الضغط على الرابط التاليالنعيم نيوز

كما يمكنك الاشتراك على قناتنا على منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا علىقناة النعيم الفضائية

كما يمكنك أيضا الاشتراك بقناتنا على الانستغرامالنعيم نيوز

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى