الواجهة الرئيسيةمحلي
أخر الأخبار

مشروع بادية السماوة … نهضة زراعية وصناعية واستثمار لخيرات وكنوز خفية

لعل الجميع بات يعرف أهمية ما تمتلكه بادية السماوة من خيرات وثروات طبيعة وعلى العشرات من المواد الأولية في ميزة اقتصادية تفتقر لها باقي المحافظات العراقية والتي يمكن استثمارها والاستفادة منها ولا سيما أنها تقع جنوب محافظة المثنى التي تتميز بموقعها الجغرافي واحتوائها على الزراعة والصناعة والسياحة بشقيها الأثرية والطبيعية، إذ تعد عاصمة صناعة الأسمنت في العراق، ومن المتوقع أن تكون في المستقبل القريب سلّة العراق الغذائية. وبالرغم من كل تلك الخيرات لكنها وفي مفارقة عجيبة فإنها تتصدر المحافظات الأشد فقراً بنسبة 52 بالمئة..

مشروع “المهندس”.. نقلة نوعيَّة

لذلك يمثّل تطبيق مشروع (المهندس) في بادية السماوة “نقلة نوعيَّة” في استثمار المساحات الصحراوية زراعياً والاستفادة منها في دعم سلة العراق الغذائية عبر استصلاح التربة والتوسع بزراعة المحاصيل الستراتيجية، فضلاً عن توفير فرص العمل لأبناء المحافظة.

فقد افتتح رئيس هيئة الحشد الشعبي فالح الفياض مشروع (المهندس) في محافظة المثنى الذي يتضمن زراعة مليون نخلة وعدد من المحاصيل الستراتيجية الأخرى كالحنطة.

يمثل النخيل مورداً اقتصادياً مهماً، ويمتاز بتثبيته للتربة وبأنه غطاء للمحاصيل الزراعية كالخضراوات بنوعيات متعددة، ويمتاز كذلك بإنتاجه الغزير من التمور والسرعة بالنمو. بحسب قال معاون رئيس أركان هيئة الحشد الشعبي، ياسر العيساوي.

من جهته، قال صلاح مهدي، المدير التنفيذي للمشروع: أنَّ “المشروع يهدف لاستصلاح مليوني دونم في أرض متروكة وفيها مشكلات كثيرة من وعورة بالتضاريس ووجود مجموعة كبيرة من الألغام، ولكن من خلال عملنا في هيئة الحشد تم تنظيف كميات كبيرة من حقول الألغام المتروكة وتخطيط هذه المساحات بشكل دقيق بغية غرس النخيل وأشجار الجوجوبا التي تتحمل ظروفاً مناخية قاسية بعد استيرادها من جمهورية مصر العربية.

كما أشار إلى أنَّ هناك تحدياً كبيراً للزراعة في الصحراء، وتحاول التجربة العراقية الفتية بهذا الموضوع النهوض عبر الاستفادة من تجارب الآخرين والبدء من حيث انتهوا.

وبذات السياق، ذكر الوكيل الإداري لوزارة الموارد المائية رائد عبد زيد الجشعمي، أنَّ الوزارة اطلعت بشكل مفصل على مشروع الأمن الغذائي الذي ينفذ برعاية هيئة الحشد الشعبي في بادية السماوة، حيث يحتوي على طرق علمية واعدة في الزراعة واستخدام تقنيات الري الحديث التي من شأنها أن تؤدي إلى الاستخدام الأمثل للمياه الجوفية.

وتابع أنَّ المشروع يسهم بشكل كبير في تنوع المنتجات الستراتيجية للبلد، نتيجة لما يعانيه من شح المياه لثلاثة مواسم متتالية مبيناً أن المشروع لا يقتصر العمل فيه على النخيل، بل هناك زراعات أخرى، مثل أشجار غابات الجوجوبا وأشجار منتجة للأخشاب. وزراعة المحاصيل الستراتيجية كالحنطة والشعير وفول الصويا والذرة الصفراء والبطاطا والمحاصيل الغذائية الأخرى

هدف المشروع… “مليون شجرة نخيل

يهدف مشروع المهندس الذي ينفذ في بادية المثنى الجنوبية للاستفادة من المساحات الواسعة فيها من الأراضي الصالحة للزراعة وتحويل البادية إلى سلة العراق الغذائية إلى جانب توفير الكثير من فرص العمل لتشغيل العاطلين.

حيث بدأ هذا المشروع الذي تتبناه شركة المهندس العامة بالتزامن مع مؤتمر المناخ الدولي ومكافحة التصحر وضمن برنامج الأمن الغذائي الذي توليه الحكومة العراقية اهتماماً كبيراً”.

كما جاء انطلاق المشروع تزامناً مع احتفالات أبناء شعبنا بعيد الشجرة (نوروز) والتوجه الحكومي نحو مكافحة آثار التغير المناخي الذي يعتبر العراق أكثر البلدان تضرراً منه”.

وانطلق المشروع بمرحلته الأولى بزراعة 20 ألف نخلة على أن تكتمل زراعة مليون نخلة خلال العام المقبل بنفس التاريخ (21 آذار)، باعتماد طرق الري الحديثة واستخدام الطاقة النظيفة، والذي يحوي 36 حوضاً لتخزين المياه مع (120) بئراً أرتوازياً”.

فقد أكد المدير التنفيذي لمشروع المهندس أنَّ المشروع سيعمد إلى اختصار الوقت في استصلاح الأرض، إضافة إلى أهدافه الإنتاجية والتسويقية وفوائده من قبيل تثبيت منظومات الري الحديثة، مما يمهد لتغيير بيئة بادية السماوة إلى بيئة أجمل وتخفيف عبء الأتربة والرياح الحارة التي تقصد المحافظة والعمل على التغيير المناخي بشكل ملموس خلال المدة المقبلة.

ومن جهته، أوضح عبد الكريم حمد، المستشار الزراعي في شركة (المهندس) أنَّ هذا المشروع ضخم وريادي، ويعد من الخطوات الأولى لاستصلاح بادية السماوة وتحويلها إلى الحالة الزراعية الإيجابية المنتجة.

ومن جهته أكد النائب فالح الخزعلي أن “مشروع مليون نخلة ومليون شجرة في بادية السماوة استراتيجي بجهود الحشد وله مردود اقتصادي وبيئي مهم. الخزعلي: تحويل الأزمة الى فرصة للنجاح شعارنا والقادم أفضل

شجرة جوجوبا … مكافحة ‘التصحر’

يعتبر هذا المشروع من المشاريع البيئية المهمة لمكافحة التصحر ويتميز بإستهلاك كميات قليلة جداً من المياه والفوائد الإقتصادية. عمر هذه الشجرة يصل الى ٢٠٠ عام وتتحمل قلة المياه ودرجات الحرارة العالية ولها شبكة جذور قوية. زراعة الجوجوبا ستساهم باستصلاح المناطق الصحراوية وتثبيت التربة ومنع تعريتها.

فقد أعلنت هيئة استثمار المثنى عن المباشرة بزراعة مليون شجرة (جوجوبا) في بادية السماوة من قبل شركة الصلصال والفردوس المنفذة للمشرو

ويعد زراعة هذا النوع من الأشجار في بادية السماوة ستنعكس بشكل ايجابي على المحافظة بشكل خاص والعراق بشكل عام. بحسب ما قاله رئيس هيئة استثمار المثنى المهندس عادل داخل الياسري

واضاف المهندس عادل داخل الياسري أن هذا المشروع من المشاريع البيئية المهمة لمكافحة التصحر ويتميز بإستهلاك كميات قليلة جداً من المياه والفوائد الإقتصادية. مبيناً أيضا أن زراعة هذا النوع من الأشجار في بادية السماوة ستنعكس بشكل إيجابي على المحافظة بشكل خاص والعراق بشكل عام.

ويعتبر نبات الجوجوبا، نوعاً من المكسرات، يحمل فوائد عظيمة منها إنتاج الزيوت التي تدخل في العديد من مستحضرات سوائل الغسول والصابون والمراهم الطبية، وكذلك يدخل في صناعة مستحضرات التجميل، كما يستخدم في طلاء الأثاث والأرضيات، وصناعة الشموع عالية الجودة بطيئة الاحتراق.

250 مشروع … و22 عامل

وصلت عدد المشاريع التي تضمّها بادية السماوة، إلى 250 مشروعاً برأسمال يصل إلى أربعة مليارات دولار.

وذكر هيئة استثمار محافظة المثنى في بيان، أن “محور ناحية النجمي بالمحافظة، بات منطقة صناعية وانتاجية متكاملة بعد توطين العديد من المشاريع فيها، ونتطلع إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي للمثنى من منتجات البيض والالبان والدواجن واللحوم”.

وأضاف “لدينا حالياً ثلاثة مشاريع دواجن، الاول منها ينتج ستة ملايين بيضة يومياً، فضلا عن قرب المباشرة بمشروع البان ضخم”، مبينا أن “شهر أيلول المقبل سيشهد افتتاح معمل صناعة معجون الطماطم لمستثمر محلي، كما تم التشغيل التجريبي لمصنع تنقية البذور”. مبيناً أن “”اجمالي المشاريع التي تشرف عليها الهيئة، بلغ 250 مشروعاً، بينها 15 خاصة بالإسكان”، موضحا أن “تلك المشاريع اسهمت بتشغيل 22 ألف عامل وفني وموظف”.

مشروع جديد

إطلاق هيئة استثمار المثنى مشروعاً جديداً لزراعة 35 آلاف دونم من النخيل والحنطة. ضمن مشاريع بادية السماوة.

وقال رئيس الهيئة عادل داخل الياسري في بيان إن” شركة رافدي العراق باشرت بمشروعها الاستراتيجي لزراعة (25) ألف دونم من القمح و(10) آلاف دونم من النخيل في بادية السماوة، وذلك باستخدام تقنيات الري الحديثة وطرق حديثة في التسميد وبذور تستخدم لأول مرة تقاوم الجفاف والأملاح”.

وأكد الياسري أن “الشركة المنفذة للمشروع باشرت بزراعة مساحات كبيرة من المحاصيل الزراعية ( البطاطا والخيار والطماطم والباذنجان والرقي) إضافة الى زراعة مساحات واسعة من النخيل”، مؤكداً ان” هذا العام سيشهد زيادة في الإنتاج يفوق العام السابق بآلاف الأطنان”.

ويعد الهدف من المشروع الاستراتيجي المهم هو إعادة هوية العراق الخضراء عبر زراعة بادية السماوة بالحنطة والشعير والنخيل والمحاصيل الزراعية الأخرى”. بالإضافة إلى أنه هناك محاصيل أخرى سوف تدخل في التنفيذ منها (محصول الذرة الصفراء)، مؤكداً ان” جميع الأمور في المساحات المزروعة تحت السيطرة، ونطمح لزراعة مساحات أكبر خلال الأعوام المقبلة”.

نتائج المشروع… “حصاد مثالي”

بالرغم من قصر عم مشروع المهندس إلا أن العام الجاري كان مثالياً في بادية السماوة.

ومدير المشروع في البادية السماوة طلال عبد النبي، أكد استمرار عملية حصاد الحنطة في حقول بادية السماوة بانسيابية عالية وبغلة انتاجية قياسية، مشيراُ إلى ان الانتاج تجاوز الـ 20 الف طن من الحنطة خلال الموسم الجاري.

وقال عبد النبي في تصريح صحفي”. انه ” تم استخدام ثلاثة اصناف بضمنها قصيرة العمر لزيادة الغلة بضمنها الاباء 99 ونزار ووفية على مساحة 20 الف دونم وبمحصول مقدر اكثر من 20 الف طن خلال الموسم الجاري”.

بالإضافة إلى أنه “تم تركيب 150 مرشة محورية لإنتاج اصناف القمح فضلا عن اعتماد الاحواض العملاقة لخزن المياه ولسقي الفي دونم”.حسب قوله.

واشار، الى ان ” اغلب المنتج يسوق لصالح وزارة التجارة لتوفير الطحين في وقت يتم تحويل الرتب العليا لشركة مابين النهرين العامة لإنتاج البذور “ ..

ومن جهته أكد وزير الزراعة الدكتور عباس جبر المالكي خلال جولته الميدانية لمحافظة المثنى على مزارع وعمليات حصاد الحنطة في عمق صحراء بادية السماوة. “أهمية التعاون ما بين الوزارة والمحافظة للمضي بتوفير سبل نجاح وتطوير القطاع الزراعي وخدمة وتنمية العملية الزراعية في المحافظة. ”

مؤكداً “المضي في تحقيق كامل اهداف المشروع وفي مقدمتها الوصول إلى الأكتفاء الذاتي وتذليل المعوقات التي تواجه تقدم وتطوير القطاع الزراعي فضلاً عن تأمين الأمن الغذائي المستدام للبلد دعماً للاقتصاد الوطني” .

واجهة سياحية

وبالرغم من الطبيعة الصحراوية التي تتميز بها بادية السماوة إلا أنه وسط الكثبان الرملية، ينصب العديد من الشبّان خيمهم قبل أن يتجمعوا حول النيران للتدفئة في عمق الصحراء في جنوب العراق التي باتت تجذب مزيداً من العراقيين الملتجئين الى سكونها بعيداً من صخب المدن وتلوثها.

وبحسب تقرير للوكالة الفرنسية فقد عثر الشباب العراقيين على توجهاً جديداً نحو ارتياد الصحراء للتنزه والابتعاد عن صخب المدينة وضغوط العمل، حيث باتت بادية السماوة في السنوات الأخيرة مقصداً لهم خصوصاً بعد هطول الأمطار وفي فصل الربيع.

لذا طالب خبراء في الاقتصاد والاستثمار بتحويل بادية السماوة والأنبار إلى مناطق جذب سياحي لزيادة موارد الدولة، وبينما بيّنوا أن صحراء المحافظتين وامتداداتها عبر عدة محافظات تحوي عشرات المناطق والمواقع الأثرية والسياحية والتاريخية التي إن استثمرت بشكل صحيح يمكن أن تنعش الاقتصاد والحياة التجارية في المدن الممتدة فيها.

ومن جهته بين الخبير الاقتصادي، نبيل جعفر المرسومي، في حديث صحفي أن “أكثر من 52 % من سكان محافظة السماوة يعيشون تحت خط الفقر”، ونوّه بأن “بادية السماوة تشكّل 50 ألف كليومتر مربع بنسبة 90 % من مساحة المحافظة، وهذه البادية غنية بالموارد الاقتصادية الطبيعية النفطية والثروات المعدنية وكذلك حجر الكلس الذي يدخل في صناعة السيراميك ومواد معدنية كبيرة”

 

وبالرغم من أن العراق صنف ضمن العديد من التقارير الدوليّة، بأنه خامس الدول الأكثر تضرراً من التدهور المناخي، ناهيك بالجفاف الذي تعيشه البلاد، إلا أن الحكومة تعمل باستمرار على الاستفادة من الثروات التي تتمتع بها البادية إذ تتوفر في بادية المثنى المواد الأولية خاصة تلك التي تدخل في صناعة الأسمنت، إضافة الى توفر المياه الجوفية الصالحة للزراعة.

وتتميز المحافظة أيضاً بدخولها ضمن الرقع الاستكشافية للنفط والغاز، وانتاج النفط، فيما يشكل الوضع الأمني الجيد في المحافظة عنصراً مهماً لدعم المهام والبرامج بما فيها تشجيع الاستثمار

 

 

لتصلك آخر الأخبار تابعنا على قناتنا على تلغرامالنعيم نيوز

لمتابعتنا على فيسبوك يرجى الضغط على الرابط التاليالنعيم نيوز

كما يمكنك الاشتراك على قناتنا على منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا علىقناة النعيم الفضائية

كما يمكنك أيضا الاشتراك بقناتنا على الانستغرامالنعيم نيوز

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى