‘ما بين أسباب ونتائج‘.. قرار رسمي بحجب المواقع “الإباحية” في العراق
حجب المواقع “الإباحية” في العراق، أمر ليس بالجديد فقد تم تداول الموضوع أكثر من مرة على مر سنوات عدة، فإلى جانب مناقشة البرلمان، لهذا الموضوع، مرات ومرات، إلا أنه لم يتم اتخاذ عملية على أرض الواقع.
كما كانت هناك أيضاً مساعي نيابية سابقة بشأن منع ظهور تلك المواقع، لكن لم يتم تشريع القانون الخاص بذلك، رغم تصويت مجلس النواب، لصالح قرار يلزم وزارة الاتصالات بحجب المواقع “الإباحية” الموجودة على شبكة الإنترنت، منذ العام 2015.
توجيه بحجب المواقع “الإباحية”
وجهت وزيرة الاتصالات هيام الياسري، بحجب المواقع “الإباحية” في البلاد، وذلك حسب بيان مقتضب صادر عن الوزارة، جاء فيه أن “وزيرة الاتصالات هيام الياسري، وجهت بحجب المواقع الإباحية في العراق”.
حجب 400 موقع خلال يومين
تم حجب أكثر من 400 موقع “إباحي”، من خلال فريق فني شُكّل بتوجيه من وزير الاتصالات هيام الياسري، وفق ما أدلى به مصدر في وزارة الاتصالات.
وأكد المصدر، في تصريح للصحيفة الرسمية، أنَّ “وزيرة الاتصالات أمرت بتشكيل فريق فني، لحجب المواقع الإباحية في العراق “، مبيّناً أنَّ “اللجنة حذفت خلال اليومين الماضيين، أكثر من 400 موقع إلى الآن”.
قرار سابق
وتابع المصدر، أنَّ “قراراً سابقاً صدر بحذف المواقع “الإباحية”، لكنه لم ينفذ”، منوهاً إلى أنَّ” الأمر نفذ حالياً بتوجيه من وزيرة الاتصالات من خلال لجان فنية”.
وأشار، إلى أنَّ “الشبكة العنكبوتية تضم آلافاً من المواقع الإباحية، واللجنة تعمل على حجبها”، لافتاً إلى أنَّ “هناك مواقع ابتدأت الوزارة بحجبها، في حين أنَّ هناك مواقع أخرى تحت مسؤولية هيئة الإعلام والاتصالات من خلال الإشراف على شركات الاتصال، وسوف يتم توجيه كتاب من قبل الوزارة إلى الهيئة لحجبها”.
قرار شجاع
النائبة عالية نصيف، وصفت قرار حجب المواقع “الإباحية” في البلاد، بـ”الشجاع”، حيث قالت في تغريدة، إن “قرار وزارة الاتصالات بحجب المواقع الإباحية في البلاد، قرار شجاع من إمرأة شجاعة”.
وأشارت، إلى أن “تلك المواقع تسببت في زيادة حالات الطلاق في البلاد”، لافتة إلى أن “مجلس النواب في دورته السابقة سبق وأن أصدر الكثير من القرارات لإغلاق تلك المواقع، لكن لم يتخذ القرار”.
خطوة إيجابية
أما لجنة الاتصالات النيابية، فقد أعربت عن تأييدها لقرار وزارة الاتصالات، بحظر المواقع “الإباحية”.
وصرحت رئيس اللجنة، زهرة البجاري، لوكالات محلية، بأن “حظر المواقع الإباحية نعتبرها جزءاً من الثقافة، وتنضوي في محافظة الدول على ثقافتها وتنمية المجتمع بالصورة الصحيحة”، عادة إياها “خطوة إيجابية بالاتجاه الصحيح”.
أمور فنية
وبيّنت البجاري، أن “هذه المواقع استهتار وتعدي على حقوق الإنسان”، مؤكدة “حاجة وزارة الاتصالات إلى أمور فنية أكبر تمكن الوزيرة من حجب تلك المواقع”.
وأوضحت، أنه “في العراق لا توجد أي محددات، وأن كل خطوة مسموحة وتكاد تكون الدولة الوحيدة في العالم التي لا يوجد فيها أي محددات لاستخدام المواقع الإلكترونية، لذا نعتبر أن هذه الخطوة إيجابية”.
أسباب موجبة
وبالتطرق إلى الرأي القانوني حول حجب هذه المواقع، بيّن الخبير علي التميمي، أنه “يجب أن يكون حجب المواقع الإباحية بقرار من مجلس الوزراء أو لجنة عليا ممثلة بها هيئة الإعلام أو وزارة الاتصالات، أو بتشريع قانون من البرلمان”.
وتابع، أن “الأسباب الموجبة للتشريع هو طبيعة المجتمع العراقي الإسلامي، وأثر هذه المواقع في تدمير الشباب على المدى البعيد”.
المادة /38/
وأضاف الخبير القانوني، أن “من يعترض على هذا الحجب بحجة الحرية الشخصية الواردة في المادة /٣٨/ دستور، فإن ذلك مردود عليه لأن المادة /٣٨/ اشترطت ألا يتعارض ذلك أي الحرية الشخصية مع الآداب العامة والنظام العام والأخلاق وعدم التهتك هي من النظام العام، وكذلك مبادئ الإسلام من النظام العام بدليل قوله تعالى (والله يريد أن يتوب عليكم ويريد الذين يبتغون الشهوات أن تميلوا ميلاً عظيماً)”.
ولفت، إلى أن “من أسباب أو نتائج هذه المواقع، كثرة الطلاق والاعتداءات الجنسية والاغتصاب والانتحار والقتل الجماعي، ويحتاج هذا القانون إذا ما شرع إلى حملة تثقيف في الإعلام والمدارس ورجال الدين ومنظمات المجتمع المدني”.
طرق أفضل
فيما رأت الدكتورة والمهتمة في الأمن الرقمي، نور القيسي، أن “العراق من البلدان الضعيفة في الأمن السيبراني، وفي حال امتلك الأدوات التكنلوجية، فأنه سيحجم الوصول إلى المواقع الإباحية ولكن لن يمنعه بشكل تام”.
وفي تصريح لوكالات محلية، أشارت القيسي، إلى أن “هنالك بعض التطبيقات التي تنشر مواداً إباحية، يمكن الاشتراك بها، من خلال دفع بعض الرسوم، ولكن أغلب المهتمين بهذا الأمر سيلجأون إلى التطبيقات المجانية، التي تتيح لهم الوصول إلى المواقع الإباحية”، مضيفة أن “أغلب المصادر الإلكترونية متاحة في العراق دون ضرائب، وهذا عكس ما تعمل به دول الخارج”.
و”هناك بعض الدول تقوم بحجب تطبيقات محددة، وتتيحها مقابل دفع الرسوم، وهذه الطرق تعد الأفضل لتقنين المواقع والتطبيقات، بدلاً من حجبها واللجوء إلى برامج مضادة يمكنها كسر هذا الحصار الإلكتروني”، وفقاً لما ذكرته القيسي.
لا يخفى على أحد التأثيرات السلبية والنتائج الكارثية للمواقع “الإباحية”، سواءً على المجتمع العراقي أو أي مجتمع أخر، وهذا ما أكدته دراسات علمية فمن الممكن أن تدفع هذه المواقع، البعض إلى اللجوء للأساليب المحرمة شرعاً لإشباع نزواتهم، ومن هنا تظهر الحاجة لحجب تلك المواقع.
لتصلك آخر الأخبار تابعنا على قناتنا في موقع التلغرام: النعيم نيوز
ولمتابعتنا على موقع فيسبوك يرجى الضغط أيضا على الرابط التالي: النعيم نيوز
كما يمكنك الاشتراك أيضا على قناتنا في منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا على: قناة النعيم الفضائية
ولا تنسى أيضا الاشتراك في قناتنا على موقع الانستغرام: النعيم نيوز