الواجهة الرئيسيةمحلي
أخر الأخبار

‘ما بين أسباب ومخاطر‘.. ارتفاع درجات الحرارة يزيد التلوث البيئي في العراق

بغداد_النعيم نيوز

التغيرات المناخية وآثارها ألقت بظلالها على العديد من دول العالم، ومن تلك الآثار الارتفاع غير المسبوق بدرجات الحرارة، والعراق واحد من بين الدول التي تعاني من هذا الارتفاع، حيث تجاوزت درجة الحرارة في بعض محافظات البلاد نصف درجة الغليان.

 

هذا الارتفاع بدرجات الحرارة صاحبه زيادة نسب التلوث في البلاد، وهو ما ينتج عنه مخاطر كبيرة على الإنسان والبيئة، فوفقاً لدراسة أعدتها شركة “أي كيو إير” السويسرية المعنية بقضايا تنقية الهواء، سجل العراق تلوثاً بمقدار 80.1 ميكروغراماً في المتر المكعب.

زيادة التلوث البيئي

 

ربط خبراء، بين ارتفاع درجات الحرارة وزيادة التلوث البيئي، مرجعين ذلك إلى أسباب عدة، فقد أشار الخبير البيئي، أحمد حسن، إلى أن مخاطر ارتفاع درجات الحرارة كبيرة، لا سيما على البيئة، إذ تزيد من حجم التلوث لأسباب عدة، من بينها زيادة استخدام الطاقة عبر التشغيل المستمر لمولدات الكهرباء الأهلية التي تعمل بالوقود، ما يزيد الملوثات في الأحياء السكنية.

وتابع حسن، حديثه، لموقع “العربي الجديد”، قائلاً: إن ارتفاع درجات الحرارة يتسبب بتفاقم الحرائق التي تسهم في زيادة تلوث الهواء والمياه، كما تؤدي الحرارة العالية إلى زيادة معدلات تبخر المياه من الأنهار والبحيرات والسدود، ما يؤدي إلى تركيز الملوثات الذي يؤثر على جودة المياه، والعراق يعاني أساساً من شح المياه.

وشاركه بنفس الرأي، الخبير المائي والبيئي، عادل المختار، حيث أكد أن ارتفاع درجات الحرارة، يساهم بزيادة التلوث البيئي في العراق، مبيّناً أن التلوث البيئي دائماً ما يرتفع في العراق، خلال فصل صيف وارتفاع درجات الحرارة، بسبب ما تمر به البلاد من أزمة مياه، والتي لها تداعيات خطيرة على الوضع البيئي، خاصة في نهر دجلة في العاصمة بغداد.

وأوضح، في تصريح لوكالة “بغداد اليوم”، أن زيادة نسبة التلوث البيئي، يساهم بزيادة الأمراض والأوبئة، ولهذا نحن دائماً ما نؤكد على ضرورة حل أزمة المياه، لما لها من تداعيات خطيرة على الوضع البيئي، وكذلك تداعيات اقتصادية لتأثيرها على الثروة الزراعية والحيوانية، كما لها تداعيات إنسانية، فقد دفعت بالكثير نحو الهجرة من القرى والأرياف نحو المدن.

وفي سياق متصل، لفت الخبير الجوي، حسين صالح، إلى أن العراق من بين أكثر المناطق حرارة في العالم، خلال الصيف الحالي، وتشهد مناطق الجنوب منذ يونيو/حزيران الماضي، طقساً شديد الحرارة، ويتوقع ارتفاع درجات الحرارة إلى أرقام قياسية، خلال شهري يوليو/تموز وأغسطس/آب.

“هواء ملوث”

 

التلوث البيئي لا يتعلق بأزمة المياه فقط، بل يمتد إلى الهواء والتربة، هذا ما أكدته وزارة البيئة، كما أشارت إلى أن تلوث الهواء، ينتج من عمليات استخراج النفط في محافظات عدة، والأعداد الكبيرة للسيارات وعدم التزام معامل ومصانع قريبة من المدن، بإجراءات الحفاظ على البيئة.

وقال وكيل وزارة البيئة، جاسم الفلاحي، في تصريح صحفي، إن تلوث الهواء يثير مخاوف حقيقية، في محافظات عدة بينها بغداد والبصرة.

وكانت العاصمة العراقية بغداد، قد احتلت مراتب متقدمة بـ”الهواء الملوث” ما بين مدن العالم.

أولويات حكومية

 

ولأن العراق من أكثر البلدان المتأثرة بتغيرات المناخ، عملت جهات حكومية، على إعداد عن خطة من محورين لمواجهة التغيرات المناخية.

ومن ضمن هذه الجهات وزارة البيئة، حيث أكدت مدير عام الدائر الفنية بالوزارة، نجلة الوائلي، في تصريح للوكالة الرسمية، أن خطة مواجهة التغيرات المناخية، تتضمن شقين، تكيف أضرار التغير المناخي بالنظم الطبيعية كشح المياه والتصحر والتلوث، وفقدان التنوع البايلوجي وفقدان المساحات الخضراء، والشق الثاني يتضمن التخفيف من آثار التغيرات.

كما تحدث وزير البيئة، نزار ئاميدي، عن وجود تنسيق مع الحكومات المحلية، لأجل تنفيذ برامج ومشاريع تسهم بالتحسين البيئي في المحافظات.

وفي بيان، قال ئاميدي، إن البنى التحتية الخاصة بالتحسين البيئي، تعتبر من أولويات الحكومة الاتحادية، وذلك لمواجهة التحديات الناجمة، عن التغير المناخي والتصحر والجفاف.

وشدد، على أن هذه الجهود تهدف إلى تحقيق تحسينات ملموسة، في جودة البيئة المحلية، وتقليل التأثيرات السلبية لهذه التحديات، مبيّناً أن تفعيل برامج التحسين البيئي، تأتي نظراً للحاجة الملحة لهذه المشاريع، في المرحلة الحالية.

وفي يونيو/حزيران الماضي، قررت الحكومة العراقية، تقليص ساعات العمل في المؤسسات الحكومية، بغرض التخفيف عن الموظفين، وترشيد استهلاك الطاقة الكهربائية، كما أنها خوّلت المحافظين، صلاحية تعطيل الدوام الرسمي بمحافظاتهم، في الأيام التي تبلغ فيها الحرارة 50 درجة مئوية.

هذا، وأدى التلوث الكربوني إلى تغير المناخ بشكل كبير، نتج عنه ارتفاع كبيرٌ في حرارة الأرض، إلى مستويات أكثر خطورة من أي وقت مضى.

ومن الجدير بالذكر أن مؤشر قياس الأداء البيئي، كشف عن تأثر العراق، بتغير المناخ وتدهور الصحة البيئية وحيوية النظام البيئي.

وأشار المؤشر الذي أنجز من قبل جامعتي “بيل” و”كولومبيا” الأمريكتين، وبتعاون مع المنتدى الاقتصادي العالمي، إلى أن العراق يحتل من حيث حيوية النظام البيئي، المرتبة 102 من أصل 180 دولة، ومن حيث الصحة البيئة المرتبة 105، ومن حيث سياسة المناخ المرتبة 180 أي الأخيرة.

 

لتصلك آخر الأخبار تابعنا على قناتنا على تلغرامالنعيم نيوز

لمتابعتنا على فيسبوك يرجى الضغط على الرابط التاليالنعيم نيوز

كما يمكنك الاشتراك على قناتنا على منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا علىقناة النعيم الفضائية

كما يمكنك أيضا الاشتراك بقناتنا على الانستغرامالنعيم نيوز

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى