السيد محمد الايدامي:
كتب السيد محمد الايدامي: شمَّة باطنيَّة
في سِر تسبيحةِ الزهراء عليها الصلاة والسلام:
{ اللهُ أكبر، الحمد لله، سبحان الله }
وهي ثلاث مراحل يصل إليها السالك بالتدريج وقد تحصل دفعةً واحدة لمن لهُ قابليَّة خاصة.
اللهُ أكبر: حينما يُشاهد السالك بعينِ قلبهِ أنَّ هذا العاَلم فعلُ الله تعالى، وأنه لا يوجد تعدد بالإرادة فهي إرادة واحدة حاكمة وهي إرادة الحق تعالى، فيقول الله أكبر، ملتفتاً الى انعدام ذاتهِ وأنَّ كُل شيء قائم بالله لا بنفسهِ.
وهي حالة ذهول عجيبة لذا يقول بانكسار، الله أكبر لأنه سيرى حقيقة أنَّ الإنسان لا يملك لنفسهِ نَفعاً ولا ضراً ولا موتاً ولا حياةً ولا نشوراً، وهذا هو الرَمس أي الفناء الأفعالي.
ثم يقول: الحمد لله، حينما يعلم أنه قد فني بأفعال الله تعالى فيحمد الله الذي هداه لهذه المرتبة. فيفنى في حقيقة الحمد، بالصفات الإلهيَّة، صفةً بعد صفة، ويتحلى بها فيكون ممن فني بالصفات
الإلهية ونزع الصفات البشَريَّة والرسوم الخَلقيَّة. وهذه مرحلة الطَمس بصفات الحق، وهي محو صفات الخلق وصحو صفات الحق في باطن السالك.
فيقول بعدها بحالهِ قبل لسانهِ : سبحان الله
وهو تنزيه الحق عن السوى، ورؤية الحق تعالى وهو منفردٌ بذاتهِ.
لشهادةِ كل صفة أنها غير الموصوف، وأنه ليس في الوجود غير الله تعالى، وليس في الدار غيره دَيَّار، فيستهلك وجوده في وجود الحق، ويذوب ويفنى بذات الحق تعالى، كفناء السكَّر في الشاي مثلاً بمعنى لا يمكن فصله عنه، او كفناء ضوء النجوم إذا طلعت الشمس، فيرى السالك شمس الحقيقة كما هي، وهذه مرتبة الفناء بالذات او ما تسمى الفناء الذاتي، وسر هذا التعقيب أنه يكون بعد الصلاة أي بعد عودة السالك من سفرهِ الطويل الذي أسميه:
{ سفرٌ منه إليهِ به } طبعا هو اثنا عشرة سفراً.
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .
هذا سر تسبيحة الزهراء عليها السلام بحسب فهمي القاصر راعيت فيه الاختصار، لتعمَّ الفائدة.
والله أعلم بالصواب وإليه المرجع والمآب.
لتصلك آخر الأخبار تابعنا على قناتنا على تلغرام: النعيم نيوز
كما يمكنك الاشتراك على قناتنا على منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا على: قناة النعيم الفضائية
