كامل الباهلي يكتب: التوسع العمراني وبناء المجمعات السكنية أهم ركائز إعمار المدن
التوسع العمراني وبناء المجمعات السكنية الجديدة أهم ركائز إعمار المدن، إذ بدونه لن تنفع مشاريع الخدمات والبنى التحتية، خصوصا مع التضخم السكاني السريع، لأن خدمات الشوارع والمجاري والماء والكهرباء والنقل والصحة وغيرها. مبنية على قياسات محددة لعدد السكان وفقا للمساحة.
فإذا كانت المساحة لمدينة معينة تصلح لسكن مليون نسمة وفق القياسات العمرانية، ووضعنا فيها أربعة ملايين نسمة، فإننا سنواجه مشاكل كبيرة في الخدمات من الزحام الشديد إلى المجاري إلى ماء الإسالة…..
ومن هنا فإن أول خطوة لتقديم الخدمات هي التوسع العمراني وبناء المدن الجديدة .
وللأسف الشديد فإن حكومات البصرة المتعاقبة فشلت فشلا ذريعا في هذا المجال، حيث بقي سكان البصرة في نفس بيوتهم ومناطقهم بعد عشرين سنة من سقوط النظام، رغم تضاعف عددهم عدة أضعاف، إذ من الطبيعي أن تجد مجموعة عوائل يسكنون في بيت واحد مساحته ١٠٠ متر مربع.
بينما ركزت هذه الحكومات على مشاريع الخدمات التي سرعان ما تتهالك بسبب الكثافة السكانية.
وقد شاهدنا في السنوات الأخيرة توزيع الدولة لقطع الأراضي على الموظفين كحل لأزمة السكن في البصرة. ولكن عدم وجود الخدمات في هذه المناطق، وعدم قدرة الموظفين على البناء، جعل من هذه الخطوة مجرد ربح مادي للموظف المسكين، الذي يعتبر حصوله على بضعة أمتار من أرضه وأرض أجداده مكرمة عظيمة من الحكومة الموقرة. وهكذا فإن الأراضي بقيت جرداء يتداولها أصحاب العقارات بيعا وشراءا، من دون أن تبنى عليها المجمعات السكنية!
وقد قام الكثير من الموظفين ببيع قطعة الأرض هذه وشراء بيت في المناطق العشوائية الرخيصة، أو بناء بيت في المناطق الزراعية. وبذلك ساهمت خطوة توزيع الأراضي في زيادة أزمة السكن والتضخم المناطقي بدلا من حلها.
إن الحل الحقيقي لأزمة السكن والذي يعرفه الجميع، هو منح الأراضي لشركات استثمارية. لبناء مجمعات سكنية كاملة الخدمات وذات كلفة معقولة، وبيعها على المواطنين بالتقسيط، وفتح باب التنافس بين هذه الشركات. وبذلك يستطيع الموظف – وغير الموظف- الحصول على سكن مناسب في مدة زمنية معقولة. وهذا هو الحاصل في بعض المحافظات كالنجف وكربلاء، حيث توجد عشرات المجمعات السكنية وبكلف متوسطة واقساط مريحة للمواطن. بينما صارت المجمعات السكنية (القليلة) في البصرة مضرب الأمثال بأسعارها الخيالية، والتي لا يقدر عليها إلا نسبة قليلة جدا من المواطنين.