مقالات
أخر الأخبار

قمة بغداد.. تحدٍ من نوع آخر

كتب علي الخفاجي: في ظل التغيرات الكثيرة التي طرأت على العالم بصورة عامة والمنطقة العربية بشكلٍ خاص، أمسى المشهد الحالي في كثير من جنباته مشهداً ضبابياً، يشوبه الغموض، حيث سرعة التقلبات الجيوسياسية والأمور التي رافقتها جعلتنا في دهشة، وإن كانت بداياتها واضحة لكن نهاياتها لم تكن متوقعة أو سريعة بمعنى أدق.

 

فأحداث سوريا بمقدمة تلك التوقعات على الرغم من أن قوات المعارضة بدأت تعد العدة، وتهيئ الأمور لتغيير نظام الحكم هناك منذ اثني عشر عاماً، لكن النهايات كانت غير متوقعة من خلال هروب سلطة النظام السابق وإعلان المعارضة السيطرة على دمشق وتنصيب أحمد الشرع رئيساً لها، مروراً بالقرار المشؤوم للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والخاص بنقل سكان قطاع غزة إلى كل من مصر والأردن، وما رافق ذلك التصريح من تشنج العلاقات بين الولايات المتحدة الأمريكية والسعودية، بعد أن كانت حسب تصريح ترامب الحليف الاستراتيجي بالمنطقة، وعلى هذه الشاكلة تسير الأمور.

اليوم أصبحت الدول تتبارى لتتصدر المشهد الدولي، من خلال قوة علاقاتها الخارجية ومدى فاعليتها لتهدئة الأمور الشائكة أو التي تحتاج إلى موقف حاسم، وبالتالي تكون مثل هذه الدول محط اعتبار للمجتمع الدولي، ما يميز النظام العراقي الحالي هو أن القرارات الرسمية التي تصدر عن العراق، هي قرارات تشاورية مبنية على التفاهمات السياسية غايتها خدمة البلد ومصالحه في ظل أجواء ديمقراطية، حيث عمل العراق ومنذ عقدين على استخدام مبدأ حسن النية في العلاقات الدولية والإقليمية، وهو دائماً ما يسعى إلى بث رسائل مفادها بأن البلد اليوم يختلف عن ذي قبل، الأمر الذي جعل من البلد ونتيجة السياسة الخارجية المبنية على التفاهم والمصالح المشتركة، أصبح يمثل بيضة القبان في المعادلة الدولية ومشروعاً للتصالح والتفاهم بين الدول المتخاصمة.

وسط ترحيب الدول الأعضاء خلال قمة الرياض الأخيرة، وبناء على طلب رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، قررت الجامعة العربية انعقاد القمة العربية في بغداد، وبالتحديد في أيار المقبل من هذا العام، ويأتي وقت انعقاد القمة في ظروف حساسة ومهمة من حيث التطورات التي شهدتها المنطقة.

قمة بغداد تمثل تحدياً مهماً لما نمر به اليوم، فهي بالإضافة إلى كونها ستناقش وتستعرض لما جرى خلال الفترة الماضية في البلاد العربية، وانعكاسات الأزمات الدولية عليها، أيضاً ستكون مناسبة مهمة للملمة شمل العرب وإنهاء الخلافات، فهي تعتبر فرصة كبيرة لحلحلة واستيعاب جميع التقاطعات العربية، خصوصاً إذا ما علمنا أن سوريا ستشارك لأول مرة برئيسها الجديد بعد تغيير النظام، اذا ما تمت دعوته، وهنا واستكمالاً للدور الكبير الذي انتهجته الحكومة على مدار السنوات، التي مضت وجعلها من العراق لاعباً رئيساً في المعادلة الإقليمية، عليها أن تدعو الرئيس الجديد لسوريا لهذه القمة، واستيعاب كل ما من شأنه تصفير الخلافات، وجعل هذه المناسبة مناسبة استثنائية بامتياز، وجعل بغداد منطلقاً للتفاهمات وعاصمة للقرار العربي.

 

لتصلك آخر الأخبار تابعنا على قناتنا على تلغرامالنعيم نيوز

لمتابعتنا على فيسبوك يرجى الضغط على الرابط التاليالنعيم نيوز

كما يمكنك الاشتراك على قناتنا على منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا علىقناة النعيم الفضائية

كما يمكنك أيضا الاشتراك بقناتنا على الانستغرامالنعيم نيوز

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى