
كتب هاني عاشور.. ماذا ننتظر منها، ثلاثة اسابيع تفصلنا عن القمة العربية التي ستعقد في بغداد يوم 17 من ايار – مايو المقبل، ووصلت رسائل الدعوة إلى كثير من الزعماء العرب وما زال يصل بعضها الآخر مع كتابة هذا المقال.
لكن السؤال الابرز الذي يتداوله كل من ينتظر هذه القمة وهو.. هل ستخرج هذه القمة بموقف عربي موحد ازاء القضايا العربية المصيرية؟، فالعرب جميعا يرون بعيونهم شبه الغافية ما يحدث في غزة منذ أكثر من عام ونصف وطغيان الصهاينة في القتل والتدمير ومنع الغذاء والدواء عن شعب عربي يموت قتلا وجوعا.
وفيما ينتظر العرب لم ينفك زعماء الصهاينة عن التلويح بضم اجزاء من الضفة الغربية إلى الكيان، ولم يتوقفوا عن التصريح بالتهجير والوعيد بمزيد من القتل وسفك الدماء، ويبدو ان نظرات العرب تصوغ الاسئلة يوميا بانتظار موقف عربي من قمة بغداد، وبينما تزداد الخلافات والشقاق بين العرب يزداد الامل بـ (عسى ولعلّ وليت) ان تخرج القمة في بغداد الحضارة وعاصمة العروبة والاسلام لقرون بقرارات اقل ما فيها وقف نزيف العرب في فلسطين ولبنان الذي يتعرض يوميا لقصف صهيوني همجي يقتل المزيد من الابرياء.
وغير ذلك من الاسئلة.. هل سيرى العرب مستقبلهم وماذا يفعلون ازاء حروب اقتصادية وتجارية تسحق العالم، اكثر ما يصيبهم منها شظايا الفقر والحرمان التي قد تطولهم، وهم لا يدركون ماذا يعني ان نكون اقل الامم عطاء وصناعة، واكثرها استيرادا لبضائع الاخرين، وهم اهل الثروات بكل ما تحمل كلمة الثروة من معنى. واين سيكون العرب في مستقبل يتسابق في صناعة الاسلحة، بينما نحن نتسابق في شرائها من اسواق الغرب ومصانعه، ليهدد بعضنا بعضا بها، حتى اُتخمت مخازن السلاح في بعض دولنا العربية من عقود من الزمن وتحولت تلك الاسلحة إلى خردة لا تُباع ولا تُشترى، هل سنرى بصيص أمل يعيد لنا بعض الامنيات والاحلام في أن نرى امتنا قد قالت كلمة يسجلها التاريخ، أو توافقت على موقف أو رأي يجعل العالم ينظر الينا باحترام ولا نقول خشية، لأننا لم نبلغ ذلك قريبا.
اسئلة تتسابق في عقول العرب وهم ينظرون إلى قادتهم يجتمعون في بغداد، ويستمعون إلى خطابات بليغة كانوا قد سمعوها من قبل.
كل القمم العربية كانت عبارة عن سؤال لـ400 مليون انسان تقول (اين الفعل من القول؟)، ونكرر ذلك نحن مرة اخرى، هل سيكون ثمة قول وفعل يسيران في طريق واحد نحو المستقبل.
الزمن لا ينتظر الامم متى تأتي ومتى تكون ؟، بل الامم هي التي تصنع أزمانها، وتقود احلامها إلى التحقيق، نحن ننتظر ما يمكن أن نسمّيه انعطافة أو خرقا للمألوف العربي، بأن نرى قمة بغداد تعيد صوتا دوّى في التاريخ، وسيعود مدويا في عالم جديد، ليكون عصر العرب الجديد، لا عصر الشرق الاوسط الجديد الذي يتحدانا به الحالمون بتفريقنا وتمزيقنا.
ننتظر قمة بغداد العربية لتكون مجدا مضافا إلى بغداد والعرب والاصالة ورؤية المستقبل العربي.
لتصلك آخر الأخبار تابعنا على قناتنا على تلغرام: النعيم نيوز
لمتابعتنا على فيسبوك يرجى الضغط على الرابط التالي: النعيم نيوز
كما يمكنك الاشتراك على قناتنا على منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا على: قناة النعيم الفضائية
كما يمكنك أيضا الاشتراك بقناتنا على الانستغرام: النعيم نيوز