الواجهة الرئيسيةسياسية
أخر الأخبار

في زيارته لواشنطن..الكاظمي يفتح الملفات العراقية العالقة

يتضاعف القلق في الشارع العراقي من استمرار الأزمة السياسية الأطول في البلاد منذ الغزو الأميركي للعراق عام 2003، في ظل مخاوف سياسية وشعبية من تكرار الصدام المسلح او التوجه إلى واقع مجهول سياسيا واقتصاديا وأمنياً.

 

وصل رئيس مجلس الوزراء مصطفى الكاظمي، أمس الثلاثاء، إلى نيويورك للمشاركة في أعمال واجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، التي ستنطلق اليوم.

وذكر بيان أن الكاظمي سيلقي كلمة العراق في اجتماع الجمعية العامة، وسيجتمع على هامش أعمال الجمعية بعدد من ملوك ورؤساء الدول الشقيقة والصديقة المشاركين في الاجتماعات، فضلاً عن اللقاء بالأمين العام للأمم المتحدة”.

وأضاف أن “رئيس الورزاء وعلى هامش المشاركة سيجتمع بعدد من مسؤولي المنظمات الدولية والإقليمية للبحث في أهم الملفات للتعاون على مختلف المستويات. من أجل معالجة التحديات الاقتصادية، والسياسية التي تواجه العراق والمنطقة”.

وأكد وزير الخارجية فؤاد حسين “إن كلمة العراق بأعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة التي سيلقيها رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي ستتناول قضايا داخلية ومن بينها نتائج الانتخابات وملف تشكيل الحكومة المقبلة”.

 

زيارة على وقع التوتر السياسي العراقي

وتأتي زيارة الكاظمي إلى أميركا هذه المرة، في ظل مخاوف سياسية وشعبية من تكرار الصدام المسلح، بعد انتهاء زيارة الأربعين الدينية، في ظلّ تواصل التوتر السياسي بين “التيار الصدري” و”الإطار التنسيقي”

 

من جهته، قال القيادي في “الإطار التنسيقي” فاضل موات، إن تحالفه “يرفض بشدة أي تدخل خارجي من قبل واشنطن أو الغرب في الشأن الداخلي العراقي وفي الأزمة السياسية الحالية، خصوصاً أن أي تدخل من هذا النوع سيعمّق الصراع والخلافات بدل حلها”.

وأوضح موات أن الكاظمي “مُطالب بمناقشة الملفات التي تهم العراق، وهي الاقتصادية والأمنية، وعدم التطرق إلى الشأن السياسي، فهذا أمر يخص القوى السياسية العراقية، وهي الكفيلة بحل هذا الخلاف وفق الحوار والتفاوض وبالأطر الدستورية والقانونية”.

 

وأكد موات أن الكاظمي “سيُطلع قادة القوى السياسية بعد عودته، وعلى رأسهم الإطار التنسيقي، على جدول زيارته للولايات المتحدة، لمعرفة الملفات التي ناقشها هناك، وما إذا كان هناك توجه لعقد أي اتفاقية جديدة، فهو لا يملك أي صلاحية لعقد أي اتفاقات دولية كونه رئيس حكومة تصريف أعمال، وهي حكومة منقوصة الصلاحيات”.

 

في المقابل، قال المحلل السياسي ماهر جودة. إن الكاظمي “سيناقش الوضع السياسي العراقي والخلاف والصراع ما بين الكتل والأحزاب. مع المجتمع الدولي خلال زيارته المرتقبة إلى الولايات المتحدة، خصوصاً أن هناك رسائل تحذير وقلق دولية وصلت خلال الفترة الماضية إلى الكثير من الأطراف السياسية العراقية وحتى الحكومية”.

وبيّن جودة أن “الأزمة السياسية ستتصدر الملفات التي سيناقشها رئيس الوزراء مع قادة الدول الذين سيتجمع معهم. وعلى رأسهم بايدن، كما أننا نتوقع أن الكاظمي سيسمع رسائل تحذيرية شديدة اللهجة بشأن تطور الصراع السياسي في العراق إلى استخدام العنف والسلاح”.

 

وحذر المحلل السياسي من أن “تدويل الأزمة العراقية أمر وارد إذا ما استمر الخلاف وتطور إلى استخدام السلاح مجدداً، كما حصل سابقاً في المنطقة الخضراء ومحافظة البصرة، وقضية التدويل أبرز ما سيطرحه قادة دول العالم على الكاظمي، فالمجتمع الدولي لن يبقى مكتوف الأيدي تجاه ما يجري في العراق”.

 

وتتلخص محاور الأزمة العراقية حالياً في إصرار قوى “الإطار التنسيقي” على استئناف جلسات البرلمان ومعاودة عمله بشكل كامل. كما تتمسك بانتخاب رئيس جمهورية ورئيس حكومة كاملة الصلاحيات بدلاً عن حكومة تصريف الأعمال الحالية برئاسة الكاظمي، ثم الذهاب نحو تعديل قانون الانتخابات الحالي.

أبرز الملفات

في المقابل، يرفض “التيار الصدري” ذلك، ويصر على حل البرلمان وإجراء انتخابات مبكرة خلال 9 أشهر. كما يطرح تعديل الفقرة 76 من الدستور المتعلقة بالكتلة الكبرى التي يحق لها تشكيل الحكومة.

كذلك يرفع مطلباً آخر هو تعديل قانون المحكمة الاتحادية لتكون أكثر استقلالية عن الأحزاب السياسية التي تولت فعلياً منذ عام 2005 اختيار أعضاء هذه المحكمة، وعددهم 11 عضواً، بطريقة المحاصصة الطائفية والحزبية. إلى جانب ذلك، يرفض “التيار الصدري” تعديل قانون الانتخابات.

 لقاءاته على هامش المشاركة في اجتماعات الجمعية العمومية للأمم المتحدة

والتقى الكاظمي في نيويورك، عاهل المملكة الأردنية الهاشمية الملك عبدالله الثاني بن الحسين. وذلك على هامش المشاركة في اجتماعات الجمعية العمومية للأمم المتحدة”.

وذكر مكتبه الإعلامي وجرى خلال اللقاء بحث العلاقات الثنائية بين البلدين، وسبل تعزيزها. وكذلك التداول في مستجدات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية”.

وأشار إلى أن “اللقاء بحث التحضير لعقد مؤتمر بغداد 2 للتعاون والشراكة في الأردن. فضلاً عن مناقشة التعاون الاقتصادي في مختلف المجالات وعلى المستويات كافة. وكذلك استعرض مراحل التقدم في مشروع الربط الكهربائي الذي حرص البلدان على المضي به، لما يعود من فائدة ومصلحة على البلدين الشقيقين”.

وتابع البيان أن “الجانبين أكدا أهمية إدامة التنسيق المشترك والتعاون المستمر في مختلف المجالات، وفي ضوء مخرجات اجتماعات القمة الثلاثية التي تمخضت عنها عدة اتفاقات. يمكن أن تسهم في تحقيق مصالح شعبي البلدين الشقيقين، وبقية شعوب المنطقة”.

تعاون ثنائي

وبحث الكاظمي، مع الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي التعاون الثنائي، فيما أكدا أهمية تسريع العمل بالاتفاق المبرم بين البلدين بشأن معالجة تحديات المناخ.

وذكر بيان عن مكتبه الإعلامي أن “اللقاء تطرق إلى دور العراق البارز في تحقيق أمن المنطقة واستقرارها، عبر حل الخلافات بين الدول بالاعتماد على سياسة الحوار والتهدئة، وتقريب وجهات النظر. وصولاً إلى تحقيق الحلول السلمية في المنطقة”، لافتا الى ان “الجانبين اكدا على أهمية استمرار التعاون الثنائي بين البلدين الجارين، في مختلف المجالات ولاسيما الاقتصادية، والأمنية، والثقافية، والطاقة، والتنسيق العالي لمواجهة التغيرات المناخية، وتسريع العمل بالاتفاق المبرم بين البلدين بشأن معالجة تحديات المناخ التي يشهدها العالم أجمع”.

 

التعاون الاقتصادي

كما التقى برئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز وأكد الجانبين على أهمية تعزيز التعاون المشترك في المجال الاقتصادي.

وأوضح بيان، أن “الجانبين استعرضا جهود العراق في مكافحة الإرهاب وملاحقة فلوله، وأهمية توطيد التعاون الأمني مع دول حلف شمال الأطلسي (الناتو) التي تقدم المساعدة للقوات الأمنية العراقية في مجال المشورة والتدريب، وشهد اللقاء كذلك التأكيد على التعاون في المجال الاقتصادي ولاسيما في مجال الطاقة البديلة”.

واختتم البيان بأن “الاجتماع شهد التأكيد على أهمية البرامج الإصلاحية التي تنتهجها الحكومة العراقية، وسعيها الإيجابي لتأمين التنمية المستدامة. وبما يساهم في تعزيز الاستقرار والأمن في العراق والمنطقة”.

 

وعبر المستشار النمساوي عن شكره للكاظمي. وتثمينه عالياً جهود العراق وقواته الأمنية في ملاحقة بقايا الإرهاب وتجفيف منابعه”.

وأشار إلى أن “اللقاء بحث معالجة ملف الهجرة، وتهيئة العودة الطوعية للمهاجرين العراقيين. وكذلك البحث في آفاق الربط الجوي المباشر بين العراق والنمسا. وإمكانات التعاون في مجال الطاقة النظيفة والمتجددة، وتطوير الاستثمار في مجال الطاقة الشمسية”.

وأعرب الجانبان عن “دعمهما لجهود التهدئة، وتعزيز الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، ودعم جهود العراق في إحداث التنمية المستدامة، والإصلاح الاقتصادي، وتفعيل التعاون الإقليمي”.

 

 

 

وكان الكاظمي قد زار واشنطن في يوليو/ تموز 2021، حيث عقد مع الرئيس الأميركي جو بايدن جولة الحوار الاستراتيجي الرابعة والأخيرة. والتي انتهت بإعلان انسحاب القوات الأميركية القتالية من العراق مع نهاية العام الماضي، وفق إعلان الحكومة العراقية وقتها.

 

وتأتي الزيارة على وقع أزمة سياسية خانقة تعيشيها البلاد، وصفت بأنها الأسوء في تاريخ العراق ما بعد 2003، جاءت عقب اجراء الانتخابات التشريعية المبكرة في أكتوبر، تشرين الأول الماضي.

 

 

لتصلك آخر الأخبار تابعنا على قناتنا في موقع التلغرام: النعيم نيوز

و لمتابعتنا على موقع فيسبوك يرجى الضغط أيضا على الرابط التالي: النعيم نيوز

كما يمكنك الاشتراك أيضا على قناتنا في منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا على: قناة النعيم الفضائية

و لا تنسى أيضا الاشتراك في قناتنا على موقع الانستغرام: النعيم نيوز 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى