أقيمت صلاة الجمعة المباركة، في جامع الجوادين (عليهما السلام)، في حي الإسكان مركز محافظة الديوانية. بإمامة السيد حيدر العرداوي.
وذكر مراسل “النعيم نيوز” أن السيد العرداوي تطرق في الخطبة الأولى مع اقتراب راس السنة الميلادية من كل سنة تبدأ عادةً في دول العالم عامةً وفي دول الغرب أو لنقل الدول ذات الاكثرية المسيحية خاصة التحضيرات للاحتفال بهذه المناسبة والتهيئة لها هي مناسبة ذات جوانب عديدة مختلفة، فالبعض ينتهزها فرصة ليضع همومه وأشغاله جانباً ليتسنى له الوقت ليتفرغ الى عائلته ومحبيه فيحلو اللقاء وتطيب الأوقات، فهو وقت تجتمع فيه أفراد العائلة بعد أن فرقتهم الدنيا بملذاتها وهمومها، وقد يكون هذا من أهم الجوانب لهذه المناسبة لتقوية الروابط الأسرية، هذا بالإضافة الى مسألة تبادل الهدايا التي تدخل السرور على قلب الأحبة وهو أمر محبب جداً يزيد من المحبة في القلوب ويرفع الكثير من الحدود والعقبات، بل هو أمر أكدت عليه الديانات كافة حتى في ديانتنا نحن المسلمين فقد أكد عليه الرسول صلى الله عليه وآله فقال (تهادوا تحابوا).
وأضاف السيد العرداوي، انطلاقاً من هذا الأمر نجد كيف تزدهر الحركة التجارية في هذه الأشهر من السنة، حيث تقوم المحال التجارية على مختلف أنواعها بالترويج لسلعها والتنافس فيما بينها وتقوم بعروضات خاصة بل وحتى تخفيض في الأسعار من أجل جذب الزبائن لها.
ولكن هنا إشارة جداً مهمة يجب أن ننتبه إليها ألا وهي، هل هذا يعني انه من الصحيح ان يحتفل المسلمون بهذه المناسبة ويقومون بشراء شجرة الميلاد وتبادل الهدايا وما إلى ذلك من طقوس تقام في هذه الأيام؟ حيث كثرت هذه الظاهرة مؤخراً في بلاد المسلمين لتجد أن ما يقومون به من احتفالات مبالغ فيها تضاهي حتى ما يقوم به المسيحيون أنفسهم! بل حتى المسلمين في بلاد المسيح تجدهم يهتمون بهذه المناسبة أكثر من المسيحيين، وهذا حسب شهود عيان، وهنا يتبادر سؤال .. ترى ما هو السبب وراء ذلك وهل هذا السلوك هو سلوك صحي قويم للإجابة عن السؤال الأول (ما هو السبب وراء ذلك؟) نقول: إن مسألة الاحتفال في الحقيقة هي مسألة تقليد أعمى، فبمسح ميداني نقول: إن كل من يحتفل في هذا اليوم من شراء شجرة الميلاد وتعليق الزينة عليها لا يعلم البتة ماذا تعني هذه الشجرة؟ ولا يعرف أنها ترمز لأي ديانة في الحقيقة! وما يقوم به هو ليس لمشاركة المسيحيين كما يتوقع، فما هي حقيقة شجرة الميلاد (الكرسماس).
وتابع، في الحقيقة ان شجرة الميلاد لها تاريخ قديم سابق للديانة المسيحية فهي مرتبطة بالعبادات الوثنية، فهي خاصة بفئة كانت تعبد الشجرة وتقدسها وتقوم بتزيينها وبعد ان تحولت هذه الفئة الى الديانة المسيحية لم يستطيعوا التنازل عن رمز الشجرة فقاموا بتزيينها في ميلاد السيد المسيح سلام الله عليه، ومن الجدير بالذكر أن الكنائس في بادئ الأمر لم تقبل بدخول هذه الشجرة اليها وتزيينها.
فهل يعلم الذين يقومون بشراء هذه الشجرة وتزيينها هذه الحقيقة وانهم يضعون رمزاً لعبادة وثنية في بيوتهم!؟ إن أقل ما يمكن وصف من يقوم بهذا الاحتفال هو وصفهم بالجهل المطبق !
كذلك إذا أردتم أن تضعوا في بيوتكم شجرة ميلاد، فبإمكانكم أن تضعوا شجرة من النّخيل، والقرآن يقول إنّ السيّدة مريم(ع) كانت تسند نفسها إلى شجرة النّخيل، وتأكل من رطبها.
اضف الى ذلك يفهم ، أنّ عيسى(ع) لم يولد في كانون الأوّل، لأنّه لا رطب على النخيل في هذا الوقت، فيقال إنها كانت في شهر آخر فيه رطب أما بالنسبة للسؤال الثاني (هل هذا السلوك هو سلوك صحي قويم يجب أن نعلم أولاً : كيف نميز بين السلوك الصحيح والسلوك الخاطئ عادة أن العقل يستحسن الأمور الصحيحة ولكن قد يصيبه نوع من التهافت والاضطراب لذا يحتاج الى ما يقوّمه فيعرض الأمر عليه ليرى إذا كان على صواب أم لا وليس لدينا أفضل من الأئمة صلوات الله وسلامه عليهم مرآة لأفعالنا وغربالاً لتصفية السلوكيات الفاسدة أو غير الصحيحة من الصحيحة، فهل نجد هناك ولو رواية واحدة أو حديثاً يشير الى أن اهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم قد احتفلوا بهذا اليوم في الحقيقة لا توجد على الإطلاق اي رواية تشير الى هذا الأمر وان كان ولابد من الاحتفال ليكن ذلك باجتماع العائلة، وقراءة سورة مريم، وأن نعلّم بناتنا ونساءنا كيف كانت مريم الطاهرة العفيفة العابدة التي انطلقت من الله، والّتي تقبّلها الله، وهذا ما ينبغي أن ننفتح عليه إذا أردنا أن نعيش هذا التّقليد، فعلينا أن نعيشه إسلاميّاً، وألاّ نتّخذه كما يتّخذه البعض مناسبةً للّهو وللميوعة والخلاعة .
وان تكون رأس السنة مسألة لحساب للنّفس؛ أن نحاسب أنفسنا كيف كنّا في السنة الماضية، وكيف يجب أن نكون فيما نستقبل من السنة القادمة. إذا كنّا قد أخطأنا، فعلينا أن نستغفر الله من خطايانا، وإذا كنّا قد أحسنّا، فعلينا أن نستزيد من حسناتنا.
ونحن نعرف أنّ الإمام زين العابدين(ع)، علّمنا كيف ندعو في الصّباح والمساء، وكيف ندعو من خلال ذلك في بداية كلّ أسبوع وكلّ شهر وكلّ سنة: “اللّهمّ واجعله أيمن يومٍ عهدناه، وأفضل صاحب صحبناه، وخير وقت ظللنا فيه، واجعلنا من أرضى من مرّ عليه اللّيل والنّهار من جملة خلقك؛ أشكرهم لما أوليته من نعمك، وأقومهم بما شرعت من شرائعك، وأوقفهم عمّا حذرت من نهيك”. لتكن سنتنا القادمة سنةً نتقرّب فيها إلى الله، ونفجّر فيها طاقاتنا في سبيل الخير والعدل {وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ ).
ايضا نحن مقبلون على شهر عظيم القدر الا وهو شهر رجب الاصب لان الله سبحانه وتعالى يصب الخير فيه صبا وهو من الاشهر الحرم كما قال رسول الله صلى الله عليه واله : (أيها المسلمون قد أظلكم شهر عظيم مبارك، وهو شهر الأصب يصبّ فيه الرحمة على من عبده إلا عبداً مشركاً أو مظهر بدعة في الإسلام ) وهو بداية السنة المعنوية اي راس السنة المعنوية وهو شهر امير المؤمنين عليه السلام يستحب فيها الصيام وفيه مناسبات عظيمة ..
لتصلك آخر الأخبار تابعنا على قناتنا على تلغرام: النعيم نيوز
لمتابعتنا على فيسبوك يرجى الضغط على الرابط التالي: النعيم نيوز
كما يمكنك الاشتراك على قناتنا على منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا على: قناة النعيم الفضائية
كما يمكنك أيضا الاشتراك بقناتنا على الانستغرام: النعيم نيوز