في خانقين.. صلاة الجمعة المباركة بإمامة الشيخ حسين المندلاوي
أقيمت صلاة الجمعة المباركة في مسجد وحسينية الامام الحسن المجتبى ( ع ) في خانقين – منطقة علي مراد بإمامة سماحة الشيخ (حسين_المندلاوي) وحضور جمع مبارك من المؤمنين .
وكان عنوان الخطبة، تابعتها “النعيم نيوز” : إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ – الفتّوة زينة الانسان:
بسم الله الرحمن الرحيم
(إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ) صدق الله العلي العظيم (الكهف:13)
تعرف المعاجم اللغوية الفتوة بانها مرحلة عمرية للإنسان فالفتى هو الشاب الطري الحدث وتطلق على غير الانسان كالفتي من الابل، لكن المحققين في أصول المفردات يرون ان الشباب غير كافٍ وحده لإطلاق عنوان الفتوة مالم تجتمع فيه خصال الكمال لذا قيل ((ليس الفتى بمعنى الشاب والحدث إنما هو بمعنى الكامل الجزل من الرجال)) مع شيء من الطراوة والجدة لذا فإن الشاب اعم من الفتى.
وتوسع المعنى ــ وهو الأمر البالغ التّام ــ من الأشياء الخارجية كالفتى من الانسان والحيوان إلى المعنوية، فاشتقت الفتوى إذ ان الإفتاء هو النظر التام البالغ الذي يبيّن المشكل من الأمور ويقوّي الحق فيها لذا فالنظر أعم من الفتوى، ولا تختص بالأحكام الشرعية، قال تعالى (قُضِيَ الأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيَانِ) (يوسف:41) وقال تعالى (يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ أَفْتِنَا فِي سَبْعِ بَقَرَاتٍ) (يوسف:46) وقال تعالى (قَالَتْ يَا أَيُّهَا المَلَأُ أَفْتُونِي فِي أَمْرِي) (النمل:32).
وعلى هذا فليس كل شاب فتى ما لم يكن تاماً بالغاً ومدبراً عاقلاً، وقد توسّع هذا المعنى في القرآن الكريم وروايات المعصومين (عليهم السلام) لكل من اتصف بهذه الخصال الكريمة وان لم يكن في عمر الشباب قال تعالى (قَالُوا سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ) (الأنبياء:60) وقال تعالى (وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ) (الكهف:60)، ووصف النساء العفيفات ــ وإن كن مملوكات ــ بالفتيات للتبجيل والتوقير، قال تعالى (وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاء إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّناً) (النور:33) وقال تعالى (فَمِن مِّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُم مِّن فَتَيَاتِكُمُ الْمُؤْمِنَاتِ) (النساء:25).
وبهذا اللحاظ أطلق القرآن الكريم على أصحاب الكهف وصف الفتية وهم لم يكونوا شباباً، ففي رواية الكافي عن الامام الصادق (عليه السلام) انه قال (لرجل عنده: ما الفتى عندكم؟ فقال له: الشاب، فقال: لا، الفتى المؤمن، إن أصحاب الكهف كانوا شيوخاً فسماهم الله عز وجل فتية بإيمانهم) .
ورويت بطريق آخر عن سليمان بن جعفر الهمداني عنه (عليه السلام) قال فيها (أما علمت أن أصحاب الكهف كانوا كهولاً فسمّاهم الله فتية بإيمانهم، يا سليمان من آمن بالله واتقى فهو الفتى) .
وقد أظهر أصحاب الكهف من الفتوة ما أبهر العقول واستحق الثناء من الله تبارك وتعالى فقد آمنوا بالله تعالى ووحّدوه ونبذوا ما كان عليه قومهم من الشرك والوثنية وعبادة الطاغوت وهو امبراطور الرومان ولم ترعبهم قوته وبطشه وقسوته ولم يخلدوا إلى الدنيا التي تزيّنت لهم وكانوا فيها مترفين ومن علية القوم، لكنهم آثروا ما عند الله تعالى ووقفوا بشجاعة في وجه الطاغوت وعرّفوه بحقيقته التافهة واعانهم الله تعالى بالتأييد والثبات وقوة القلب ورسوخ الايمان (نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُم بِالْحَقِّ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى * وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَن نَّدْعُوَ مِن دُونِهِ إِلَهاً لَقَدْ قُلْنَا إِذاً شَطَطاً) (الكهف:13-14) وهؤلاء الفتية نعم الأسوة لنا، ولم يكونوا من الأنبياء ولا من المعصومين حتى يقال اننا لا نستطيع بلوغ درجتهم وتكرار نسختهم.
وقد اعطى المعصومون (عليهم السلام) قيمة كبيرة للفتوة، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال (ما تزيّن الانسان بزينةٍ أجمل من الفتوة) وبيّنوا (عليهم السلام) عدة خصال كريمة يتضمنها معنى الفتوة كبذل المعروف للناس وكف الأذى عنهم واجتناب القبائح ونحو ذلك فعن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال (بعد المرء عن الدنيّة فتّوة) وعنه (عليه السلام) قال (الفتوة نائل ــ أي عطاء ــ مبذول، وأذى مكفوف) وعنه (عليه السلام) قال (نظام الفتوة ــ أي تمامها وكمالها ــ احتمال عثرات الاخوان و حسن تعهد الجيران) .
وقد تجلّت الفتوة بأكمل خصالها في رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأمير المؤمنين (عليه السلام)، روى الشيخ الصدوق بسنده عن الامام الصادق (عليه السلام) عن أبيه عن جده (عليهم السلام) قال (ان اعرابياً أتى رسول الله (صلى الله عليه وآله) فخرج اليه في ثوب مزيًّن ، فقال: يا محمد لقد خرجت اليَّ كأنك فتى، فقال صلى الله عليه وآله: نعم يا اعرابي أنا الفتى ابن الفتى أخو الفتى، فقال: يا محمد أما الفتى فنعم، وكيف ابن الفتى وأخو الفتى، فقال: اما سمعت الله عز وجل يقول (قَالُوا سَمِعْنَا فَتًى
يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ) فانا ابن إبراهيم، واما أخو الفتى فان منادياً نادى في السماء يوم أحد: لا سيف الا ذوالفقار ولا فتى الا علي، فعلي أخي وأنا أخوه).
آخر الأخبار تابعنا على قناتنا في موقع التلغرام: النعيم نيوز
ولمتابعتنا على موقع فيسبوك يرجى الضغط أيضا على الرابط التالي:النعيم نيوز
كما يمكنك الاشتراك أيضا على قناتنا في منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا على: قناة النعيم الفضائية
ولا تنسى أيضا الاشتراك في قناتنا على موقع الانستغرام: النعيم نيوز