الواجهة الرئيسيةمحلي
أخر الأخبار

عراقيون يستذكرون تفجير قبة الإمامين العسكريين.. محطات لا تنسى من الذاكرة

النعيم نيوز- خاص

يستذكر العراقيون، الذكرى السابعة عشر، لتفجير القبة الذهبية للإمامين العسكريين (عليهما السلام)، في سامراء، في هجومٍ يرجح ان الهدف منه هو أثارة الفتنة الطائفية.

 

ففي يوم الثالث والعشرين من شهر محرم 1427 للهجرة، استيقظ العراقيون في ساعة مبكرة من صباح الأربعاء على أنباء تفجير مرقد الإمامين علي الهادي وابنه الحسن العسكري (عليهما السلام) في سامراء على بعد 120 كلم شمال العاصمة بغداد، في هجوم إرهابي.

 

ملابسات التفجير 

فقد أعلنت وزارة الداخلية العراقية في ذلك الوقت عن انفجر عبوتان ناسفتان داخل الضريح زرعها إرهابيون. ما أدى إلى أحدث أضرارا بالغة في القبة من دون وقوع خسائر بشرية.

وبينت الوزارة إن “مجموعة مسلحة اقتحمت الضريح “أحدهم يرتدي ملابس عسكرية مرقطة وثلاثة يرتدون بدلات سوداء وزرعوا عبوتين ناسفتين داخل الضريح ما أدى إلى هدم القبة بشكل كامل وجزء من الجدار الشمالي للضريح”.

وأكدت في بيانها إن المجموعة المسلحة هي من “جماعة التكفير والإرهاب” اقتحمت الحرم بعدما قيدت شرطة حماية المرقد المكونة من خمسة أفراد، وزرعت المتفجرات تحت القبة ثم تفجيرها عن بعد صباح أمس”.

وأشار البيان إلى أن “عدد أفراد قوة حماية المنشآت المسؤولة عن حماية الضريح 35 عنصرا. ولم يشر إلى أسباب عدم وجودهم جميعا وقت حدوث الاقتحام وزرع العبوتين”.

في حين أظهرت صورة نشرها الجيش الأميركي التقطت للمرقد من الجو، تعرض القبة خاصة الجزء العلوي إلى دمار كبير.

وأعلنت الحكومة العراقية المؤقتة في ذلك الوقت أن أجهزتها الأمنية اعتقلت 10 من المشتبه فيهم بعد معلومات أدلى بها أحد الذين ضبطوا بمكان الحادث وقت الانفجار، من دون الإشارة إلى هوية المسلحين.

 

نار الطائفية

وخوفاً من حدوث المزيد من أراقة الدماء فقد فرضت الحكومة حظر التجول في بغداد لمدة ثلاثة أيام بينما دعا زعماء سياسيون ودينيون من الشيعة والسنة اتباعهم الى الهدوء..

وخيم جو كئيب على العاصمة العراقية وسارع السكان بالعودة الى منازلهم قبل بداية حظر التجول. وخلت الشوارع الى حد كبير باستثناء دوريات الشرطة والجيش العراقيين.

موقف المرجع اليعقوبي من التفجير الإرهابي

بعد التفجير الأول الذي طال القبة الشريفة اكتفى جميع القادة السياسيين وغيرهم بالإدانة والاستنكار إلا ان سماحة المرجع اليعقوبي إذ أصدر وفي نفس يوم التفجير أمرا للامه اجمع في أن تقام صلاة الجمعة القادمة (في حينها) في سامراء إلا أن الحكومة طلبت تأجيل الزيارة محتجة بعدم تمكنها من توفير الأمن للزائرين.

وبعد فترة ليست طويلة دعا المرجع اليعقوبي الى تجمع ايماني في محافظة البصرة وطالب من خلال منبر الجمعة واصدر بيانا تحت عنوان ( ماذا بعد تفجير العسكريين (ع) ) ومما جاء فيه من مطالب هو مطالبة الحكومة بتشكيل لواء العسكريين لتأمين طريق سامراء وكان نص كلام:

(( تشكيل لواء الامامين العسكريين ع من الموالين والمخلصين الغيورين على مقدساتهم يتولى تامين الطريق من بغداد الى سامراء لحماية الزائرين وتمكينهم من زيارة الإمامين المظلومين علي الهادي والحسن العسكري ع وان يكون مرتبطا بجهة مؤتمنة على ارواح الناس وممتلكاتهم وان يكون ذلك باسرع وقت فقد ضاقت الصدور لهفة لزيارة الإمامين الهمامين ورفع التقصير عنهما وبحق ولدهما المهدي المنتظر الموعود – عج — )).

 

وطالب المرجع اليعقوبي بتشكيل وزارة لتنظيم الزيارات والشعائر الدينية ومما جاء في نص كلامه (( إن أي عمل إذا لم يتفرغ له صاحبه فانه لا يبدع فيه وتبقى الجهود مشتتة ومبعثرة وعبارة عن أفعال ارتجالية كالذي يحصل الآن في المناسبات الدينية فان اللجان الآنية تتشكل قرب المناسبة من الأطراف المعنية تقوم بالتنظيم دون تخطيط مسبق ولا تنسيق ولا إمكانيات كافية ولا وضع برامج عمل ثم تنحل تلك اللجنة لتتشكل غيرها في المناسبة الأخرى فلا خبرة مكتسبة ولا استفادة من الأخطاء والتجارب السابقة لذا نقع في نفس الأخطاء ونمر بنفس الكوارث ولا نتقدم خطوة بينما حينما يتخصص كيان بمستوى وزارة لهذا الأمر فانه سيضم هيئات وأقساما تخطط للمناسبة وتسجل ملاحظاتها وتستعد لها وتنسق مع الوزارات المعنية كالدفاع والداخلية والصحة والنفط ومع اللجان غير الرسمية وتعمل على توفير الإمكانيات الضرورية لمستلزمات المناسبة كالأمن والخدمات والتوعية والحاجات الأساسية كالطعام والماء والمسكن )).

تحشيد لمظاهرات

وسادت العاصمة العراقية في مدن جنوب ووسط العراق، حالة من الاحتقان والتوتر الشديدين، فيما تجمع المواطنون حول المساجد والحسينيات، بانتظار ما سيصدر عن مقر المرجعية الشيعية في النجف التي اتجهت إليها الأنظار العالم لتطوق هذه المحنة الجديدة التي عصفت بالبلاد خوفاً من اندلاع نار الفتنة.

كما خرجت قوات جيش المهدي في مدينة الصدر والسماوة إلى الشوارع وهم يرتدون الملابس السوداء ويحملون الأعلام والرايات ويرددون هتافات منددة بمن وصفوهم بالبعثيين والوهابية والنواصب وكذلك بالاحتلال الأمريكي

فيما قامت جماعات مسلحة مجهولة بأحراق مساجد سنية وهدمها وحدثت أعمال قتل عشوائي في العاصمة بغداد والمناطق المجاورة لها حيث تم العثور على رفات 47 مدنياً في حفرة بالقرب من بغداد وأفاد ديوان الوقف السني في العراق ان ما يقرب من 168 مسجداً سنياً تعرض للهجوم وتم قتل 10 أئمة في المساجد وخطف 15 آخرين في بغداد وافادت جهات أمنية ان حصيلة أعمال العنف بعد التفجير قد تتجاوز 100 قتيل

في حين رفض المسؤولون الأمنيون التعليق على الحادث الذي ما زالت ملابساته غامضة، لاسيما وان اهالي سامراء يقولون ان قوات مغاوير الداخلية والالوية العسكرية تقوم بحماية المرقد منذ نيسان الماضي، وقال العميد عبد الكريم خلف مدير العمليات في وزارة الداخلية إن وزارته “تحقق في هذه التقارير”.

العنف الطائفي والهجرة

عبر العديد من المحللين أن ذلك كان الهجوم نقطة تحول في العراق حيث فجر التوتر بين الشيعة والسنة العرب وأوقع الطائفتين في دائرة من العنف قتل فيها عشرات الآلاف واضطر أكثر من مليوني عراقي إلى الفرار من البلاد.

ووفقا لوزارة الهجرة والمهجرين هجر نحو 33 ألف شخص منازله بسبب هذا العنف. وكثيرون من هؤلاء جاؤوا من مناطق مختلطة حيث كانوا يشكلون أقلية.

لكن المنظمة الدولية للهجرة ومقرها سويسرا والتي تقدر أن نحو 30 ألف شخص قد نزحوا من ديارهم تقول لبي بي سي إن الرقم الفعلي أكبر بكثير، لأن معظم الناس قد انتقلوا للعيش مع أقربائهم أو أصدقائهم.

المتهمون بالتفجير.. أعدم أحدهم وقتل الثاني واعتقل الثالث

 

في يونيو 2011، اعلن في بغداد عن المصادقة على تنفيذ حكم الاعدام بحق التونسي يسري فاضل الطريقي لقيادته عملية تفجير مرقد الامامين العسكريين لدى الشيعة المسلمين وذلك في عام 2006 والذي فجرا اقتتالا طائفيا داميا في البلاد.

وفي 4 اب 2007 اعلن مصدر امني عراقي، أن هيثم البدري المكنى بهيثم السبع، مسؤول تنظيم القاعدة في سامراء، قد قتل خلال عملية عسكرية في منطقة بنات الحسن شرق سامراء،

ويعتبر البدري المتهم الرئيسي بالوقوف وراء تفجير مرقدي الإمامين العسكريين في سامراء ووراء اغتيال مراسلة قناة العربية اطوار بهجت، وفق اتهامات الحكومة العراقية الموجهة له.

 

وفي مطلع العام الجاري 2022،  ألقت قوة أمنية القبض على المدعو في تنظيم القاعدة الارهابي (محمد حسين) والملقب (أبو عبد الرحمن) عراقي الجنسية والمسؤول عن تخطيط عملية تفجير المرقدين العسكريين عليهما السلام خلال عملية نفذتها القوة في قضاء بلد جنوب محافظة صلاح الدين.

و المتهم متورط بعدة جرائم قتل وصادرة ضده مذكرات قبض قضائية، واشار مصدر امني الى ان عملية الاعتقال تمت بناءً على معلومات استخبارية دلت على مكان تواجده في القضاء المذكور.

تفاعل رواد مواقع التواصل الاجتماعي

ففي الثالث والعشرين من شهر محرم من كل عام تمر فاجعة الانفجار على العراقيين بكثير من الحزن والغضب مما حدث. لتبدأ مواقع التواصل الاجتماعي باستذكار ما حدث بنشر العديد من الصور للمرقدين، وتفعيل العديد من العبارات المرتبطة بالموضع، ولهذا العام انتشر على توتير هاشتاغ  #تفجير_الإمامين_العسكريين.

فقد استذكر الأمين العام لحركة عصائب أهل الحق الشيخ قيس الخزعلي تفجير قبة مرقدي الإمامين العسكريين (ع) في سامراء بمحافظة صلاح الدين. وغرد قائلاً “تمر علينا اليوم الذكرى الـ17 لواقعة تهديم قبة الإمامين العسكريين عليهما السلام”.

واضاف انه “هذه الحادثة التي تجرأ على فعلها زبانية الإرهاب وأذناب الاحتلال والتي كانت بلا شك أقسى الحوادث على قلوب اتباع ومحبي آل البيت عليهم السلام”.

 

ومن جهته  أكد معد ومقدم برامج سياسية في قناة الاتجاه الفضائية إبراهيم المالكي أنه قبل الح ش د ، هكذا أرادوا مصير مقدساتنا بعد ان يستبيحوا دمائنا وأعراضنا واموالنا لأنها بعقيدتهم حلال

 

في حين غردت رسل الأسدي لكي نعي هويتنا التي يحاربنا عليها اعدائنا. ولكي نعرف اعدائنا الذين يريدون ابادتنا. علينا ان لا ننسى فاجعة تهديم قبور ابناء الرسول (ص) العسكريين عليهما السلام.

الجدير بالذكر فأن مرقد الامامين العسكريين عليهما السلام واحد من أهم اربعة مزارات للشيعية في العراق. وتقع سامراء شمالي بغداد وتقطنها اغلبية سنية. وتقع المزارات المهمة الاخرى في مدينتي النجف وكربلاء وتقطنهما غالبية شيعية وفي الكاظمية ببغداد وتقطنه اغلبية شيعية ايضا.

 

لتصلك آخر الأخبار تابعنا على قناتنا في موقع التلغرامالنعيم نيوز

ولمتابعتنا على موقع فيسبوك يرجى الضغط أيضا على الرابط التاليالنعيم نيوز

كما يمكنك الاشتراك أيضا على قناتنا في منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا علىقناة النعيم الفضائية

ولا تنسى أيضا الاشتراك في قناتنا على موقع الانستغرامالنعيم نيوز

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى