
في حين تشير بعض الدراسات إلى أن تناول الشوكولا يفيد صحة القلب، إلا أن نتائج هذه الأبحاث غير حاسمة إلى حد كبير.
وتفيد وجهات نظر بحثية أخرى بأن أي تعزيزات محتملة لصحة القلب لا تنطبق إلا على الشوكولا الداكنة أو مستخلص الكاكاو، وليس شوكولا الحليب أو البيضاء.
التركيز على الكاكاو
المكون الرئيسي في الشوكولا هو بذور أشجار الكاكاو. وهذه البذور – والتي يشار إليها غالباً باسم حبوب الكاكاو – غنية بمركبات نباتية تعرف باسم الفلافانول، وهو نوع من البوليفينول المرتبط بانخفاض خطر الإصابة بأمراض القلب والسكري.
ولهذا السبب ركزت أبحاث عديدة حول تأثير الشوكولا على صحة القلب على مستخلص الكاكاو أو الشوكولا الداكنة التي تحتوي على 70% على الأقل من الكاكاو، والتي تحتوي على المزيد من الفلافانول مقارنة بنظيراتها شوكولا الحليب والبيضاء.
في دراسة شائعة الاستشهاد بها، فحص الباحثون ما حدث عندما تناولت مجموعة تضم أكثر من 10 آلاف شخص 500 مليغرام من فلافانول الكاكاو لمدة 3.6 سنوات، وتناولت مجموعة أخرى بنفس الحجم دواءً وهمياً.
الشوكولا الداكنة
وبحسب “مجلة هيلث”، وجد الباحثون أن المجموعة التي تناولت المكملات الغذائية لمستخلص الشوكولا كان لديها عدد أقل بنسبة 27% من الوفيات الناجمة عن أمراض القلب والأوعية الدموية.
واقترحت دراسة أخرى حديثة أجريت العام الماضي، أن الشوكولا الداكنة قد تقلل من خطر ارتفاع ضغط الدم والانسداد الوريدي الخثاري، وهي حالة تحدث عندما تتشكل جلطات الدم في الأوردة.
وخلص تحليل بحثي حديث تم الصيف الماضي إلى أن تناول الشوكولاتة الداكنة جداً – أو تناول كبسولات الكاكاو – قد يخفض ضغط الدم (وكذلك الكوليسترول والغلوكوز في الدم أثناء الصيام) إذا تم ذلك لمدة شهر على الأقل.
ومع ذلك، يقول خبراء إنه لا يوجد خطأ في الاستمتاع بالشوكولا شرط الاعتدال، لأن شوكولا الحليب تحتوي على كثير من السكر والدهون.
غير أن الإفراط في تناول الشوكولاتة يمكن أن يؤدي إلى زيادة الوزن وتسوس الأسنان وزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والسكري من النوع 2 وارتفاع نسبة الكوليسترول، ولكن هل يمكن أن يكون قاتلاً؟.
ووفق “نيويورك بوست”، هذا أمر مؤكد، فإذا كنت تأكل ما يكفي، يمكن أن يؤدي الإفراط في تناول الشوكولاتة إلى الموت بسبب السم الثيوبرومين.
الجرعة السامة
وتُصنع هذه الحلوى من حبوب الكاكاو، التي تحتوي على المنشط الخفيف الثيوبرومين، غير أن كميات كبيرة منه تعد سامة.
وكتب الدكتور نافيد صالح في منشور على مدونة Psychology Today، أن الثيوبرومين يتداخل مع الجهاز العصبي والجهاز التنفسي والجهاز القلبي الوعائي، على سبيل المثال، توسع الأوعية الدموية، كما يؤدي إلى التبول المفرط.
ويمكن أن يسبب التسمم بالثيوبرومين صداعاً شديداً وتعرقاً ورعشة لدى البشر.
وأضاف صالح: “كميات كبيرة جداً، يمكن أن تسبب زيادة في معدل ضربات القلب والتعرق والارتعاش وفقدان الشهية والصداع الشديد وانخفاض ضغط الدم”.
ووفق العلماء فإن 1000 ملليغرام لكل كيلوغرام من وزن الجسم تعتبر جرعة سامة من الثيوبرومين لدى البشر، ويجب على الشخص الذي يزن 150 رطلاً (حوالي 68 كجم) أن يأكل حوالي 68000 ملليغرام من الثيوبرومين حتى يصاب بالتسمم.
أخطر على الحيوانات
وتختلف كميات الثيوبرومين حسب نوع الشوكولاتة، فمثلاُ لا يوجد تجد الكثير في الشوكولاتة البيضاء، ولكن هناك المزيد في شوكولاتة الحليب (2.4 ملغ من الثيوبرومين لكل غرام من الشوكولاتة) والشوكولاتة الداكنة (5.5 ملغ لكل غرام)، وشوكولاتة الخبز (16 ملغ لكل غرام).
ووفقاً لـ Popular Science قام الباحثون بتحليل الأرقام، وحددوا أن الشخص الذي يبلغ وزنه 165 رطلاً يمكن نظرياً أن يصاب بجرعة زائدة مميتة من تناول 711 قطعة شوكولاتة بالحليب بحجم عادي أو 7084 قطعة شوكولاتة أو 332 قطعة شوكولاتة داكنة بحجم قياسي.
وفي حين يمكن للبشر استقلاب الثيوبرومين بسرعة، لا تستطيع العديد من الحيوانات ذلك، فالثيوبرومين هو السبب الرئيسي لعدم إعطاء الشوكولاتة للكلاب أو القطط أو الطيور، وأخيراً لقي ببغاء بري حتفه بعد تناوله ما بدا أنه شوكولاتة داكنة.
لتصلك آخر الأخبار تابعنا على قناتنا على تلغرام: النعيم نيوز
لمتابعتنا على فيسبوك يرجى الضغط على الرابط التالي: النعيم نيوز
كما يمكنك الاشتراك على قناتنا على منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا على: قناة النعيم الفضائية
كما يمكنك أيضا الاشتراك بقناتنا على الانستغرام: النعيم نيوز