سلسلة من الحرائق شهدها العراق..ماهي أسبابها؟
يستمر مسلسل الحرائق في العراق منذ ثلاث سنوات بلا حلقة أخيرة أو تأكيدات بملامحها، وسط حالة من تخبط الإجراءات لضبط المخالفات الاستثمارية والوقائية في الأماكن لتكون استباقية لتلافي وقوع الكوارث.
وما بين حرائق المستشفيات والمشاريع الاستثمارية والأماكن الترفيهية، فضلاً عن المعامل والمصانع والدور السكنية، يبقى السؤال بلا إجابة ..ماذا يحتاج الدفاع المدني أو ماذا يتطلب الأمر من تشريعات وضبط للجهات التنفيذية كي يتوقف هذا المسلسل المشوق بمشاهده المروعة كلما مر الوقت؟
المدينة المائية
في الخامس من تشرين الثاني الجاري، اندلعت النيران في المدينة المائية بمحافظة النجف الأشرف وسط استنفار كبير لفرق الدفاع المدني أسفر عن إخماده بعد عدة ساعات. لكن الأمر بقي بموضوع الشك لما عليه من بلاغات سابقة بسبب المخالفات بمشروع المدينة الاستثماري وشبهات بفساد كان يفترض ضبطه لمنع حصول الحادثة التي وقعت.
وأشارت مديرية الدفاع المدني، في بيان، إلى أن “مشروع المدينة المائية تمت إحالته إلى القضاء لعدم تطبيق وتنفيذ شروط السلامة الصادرة من مديرية الدفاع المدني حسب قانون الدفاع المدني المرقم 44 لسنة 2013″، مبينة أن ” المحال التجارية متنوعة النشاط ومشيدة من السندويج بل سريع الاشتعال والمخالف لتعلميات السلامة”.
وتوجه مدير الدفاع المدني، اللواء كاظم بوهان، إلى المحافظة، وأرسلت تعزيزات من فرق الإطفاء من محافظات بابل وكربلاء والمثنى للسيطرة على امتداد الحريق (مساحة ثلاثة آلاف متر مربع).
وقالت المديرية، في بيان، إن “فرق الدفاع المدني تمكنت من إخماد الحريق بمشاركة 50 سيارة إطفاء تخصصية”، مبينة أن “الحريق اندلع داخل عدد من المحال التجارية متنوعة النشاط، مشيّدة من الساندوتش بانل (ألواح ألومنيوم مركبة) سريع الاشتعال، وهو بناء مخالف لتعليمات السلامة العامة”.
وأوضح بوهان، أن “فرق الدفاع المدني استنفدت جهد النجف بالكامل. وعززت فرقها التخصصية بفرق مساندة من محافظة بابل والديوانية وكربلاء، بلغت 50 فرقة إطفاء لتحكم سيطرتها على النيران وتحجم خسائرها المادية”. مبيّناً أن “أعمال الإخماد والتبريد جرت من دون تسجيل إصابات بشرية”.
وخلال السنوات الأخيرة، اعتمد العراق على تشييد الكثير من مؤسساته (المدارس، والمستشفيات. ودوائر المرور، ودوائر النفوس والأحوال المدنية. والمجمعات التجارية) بـ”الساندوتش بانل” أو ما يعرف بـ”الكرفان”، سريع الاشتعال، بحجة الأزمات المالية، والتخفيف من الزخم في تلك الدوائر والأسواق.
” السندويج بنل ”
من جهته، حمل النائب المستقل عن محافظة النجف. هادي السلامي هيئة الاستثمار في المحافظة مسؤولية الحريق الذي حصل في المدينة المائية.
وقال السلامي، في تصريح صحفي، “اليوم تم رفع شكوى على رئيس هيئة الاستثمار بسبب التقصير في معالجة مخالفات شروط الأمن والسلامة في المدينة المائية، وتم تقديم تقارير تؤكد ذلك”.
وأضاف، أنه ” لا نستطيع القول أن ما حدث من حريق كبير في المدينة المائية هو بفعل فاعل. فالتحقيقات مستمرة من قبل الجهات المختصة القضائية والأدلة الجنائية وأجهزة امنية أخرى، وهناك كاميرات يجري حالياً متابعة مقاطع الفيديو المسجلة فيها من أجل كشف الأسباب الحقيقية لحريق المدينة المائية”.
وتابع السلامي، أن “مديرية الدفاع المدني طلبت من هيئة الاستثمار لأكثر من ستة مرات بإلغاء ( السندويج بنل )، لما له من خطورة ويسبب كوارث في الحرائق، لكن الهيئة لم تتخذ أي اجراء ، ولهذا هيئة الاستثمار تتحمل مسؤولية ما حصل من كارثة في المدينة المائية “.
فيما لفت، إلى أن ” أصحاب المحلات المتضررين أيضا اقاموا دعوى قضائية ، اليوم ، ضد هيئة الاستثمار ومطالبتها بالتعويضات ، كون ما حصل هي تتحمله “.
وعلى خلفية هذا الحريق أصدر محافظ النجف الأشرف، أمراً إدارياً بتكليف معاونين جديدين لشؤون الاستثمار والخدمات والشؤون الفنية ورئيس لمهندسي هيئة اعمار المحافظة.
عشرة حرائق في جانب الكرخ
من جهتها، أعلنت مديرية الدفاع المدني، إصابة مديرها اللواء كاظم بوهان وعدد من رجال الإطفاء في انهيار المبنى، وأفادت في بيان، بأنّ “البناية التجارية التي تشهد حريقاً انهارت لدى قيام فرق الدفاع المدني بإخمادها”.
ووجّه وزير الداخلية عبد الأمير الشمري باستنفار جهود الوزارة كافة من أجل السيطرة على النيران التي نشبت في المجمّع التجاري بمنطقة الوزيرية. وجاء ذلك في خلال ترؤسه غرفة العمليات التي شكّلها في وزارة الداخلية، والتي شدّد في خلالها على “ضرورة تضافر جهود الجميع مع مديرية الدفاع المدني التي تأخذ على عاتقها مكافحة الحرائق في عموم البلاد”.
وأشاد الشمري بـ”جهود العاملين في مديرية الدفاع المدني”، وأوصى بـ”ضرورة تعميم إجراءات السلامة والوقاية على المباني التجارية لمنع تكرار حوادث الحرائق التي تسبب خسائر بالأرواح والأموال”.
ويسجل العراق حرائق متكررة في المباني الحكومية والمنشآت الخاصة خلال فصل الصيف، لكن ارتفاع عددها في غير موسم الصيف يثير القلق بشأن الإجراءات الوقائية، التي تعهدت وزارة الداخلية باتخاذها قبل نحو عامين عقب سلسلة حرائق طاولت أسواقاً ومستشفيات كبرى ودوائر مختلفة، وسببت عشرات القتلى والجرحى.
وأحصت مديرية الدفاع المدني في العراق 13600 حريق في البلاد خلال النصف الأول من العام الجاري 2022، مؤكدة سعيها للسيطرة على الحرائق ومنع تسجيلها.
وفي العام الماضي، سجل العراق نحو 26 ألف حريق أودت بحياة ما لا يقل عن 400 شخص، فضلاً عن إصابة المئات، وطاولت مستشفيات ومباني ومخازن تجارية ومجمعات سكنية، فضلاً عن مئات من الهكتارات الزراعية، وخصوصاً حقول القمح شماليَّ البلاد وجنوبيَّها.
لتصلك آخر الأخبار تابعنا على قناتنا في موقع التلغرام: النعيم نيوز
و لمتابعتنا على موقع فيسبوك يرجى الضغط أيضا على الرابط التالي: النعيم نيوز
كما يمكنك الاشتراك أيضا على قناتنا في منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا على: قناة النعيم الفضائية
و لا تنسى أيضا الاشتراك في قناتنا على موقع الانستغرام: النعيم نيوز