مقالات
أخر الأخبار

دلالات الصمود الفلسطيني بغزة في خطاب المرجعية الدينية

لقد سجل الفلسطينيون نصراً معنويا كبيراً بصمود وصبر ابنائهم المقاومين امام الالة العسكرية الغاشمة والمتطورة ، والمدعومة من الدولة الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة ورئيسها المخرف ، المرجعية الرشيدة في النجف الاشرف عبرت في خطاب لها عن أهمية هذا النصر الفلسطيني المعنوي رغم كل ما رافقه من تضحيات كبيرة.

 

 

كتب أحمد البديري: أقدم كيان الاحتلال الصهيوني اللقيط وفي أطار استمرار جرائمه الوحشية بحق الشعب الفلسطيني على مجزرة جديدة في مخيم جباليا في مدينة غزة ، هذه الجريمة النكراء أسفرت عن سقوط أكثر من (200) شهيداً من السكان المدنيين النازحين في مدرسة الفاخورة التابعة لوكالة الامم المتحدة للنازحين (الأونروا) .

التصعيد الصهيوني المتواصل جاء بعد فشل الكيان اللقيط ومنظومته الامنية والالة العسكرية الارهابية له في اقتحامها وتدميرها مستشفى الشفاء ، بعد التذرع وزعمها بوجود عسكري لمقاتلي حماس في المستشفى ، والذي لم تستطيع اثباته بعد سيطرتها عليه ، بالإضافة الى فشل الكيان المحتل في إطلاق سراح الرهائن ، بعد أن لم تعثر قواته المجرمة فقط على جثة ضحية يهودية قتلتها قاذفات الطيران الاسرائيلي في قصفها المستمر لمستشفى الشفاء والبنايات الملحقة به .

لقد سجل الفلسطينيون نصراً معنويا كبيراً بصمود وصبر ابنائهم المقاومين امام الالة العسكرية الغاشمة والمتطورة ، والمدعومة من الدولة الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة ورئيسها المخرف ، المرجعية الرشيدة في النجف الاشرف عبرت في خطاب لها عن أهمية هذا النصر الفلسطيني المعنوي رغم كل ما رافقه من تضحيات كبيرة ، وفي كلمة للمرجع الديني الشيخ محمد اليعقوبي (دام ظله) بعنوان (صبر أهل غزة أحيا القضية الفلسطينية وهزم حضارة الغرب) والتي ألقاها في الوقفة التضامنية مع حشد كبير من اساتذة وفضلاء الحوزة العلمية في النجف الأشرف ، والتي عبر خلالها سماحته عن تضامن المرجعية الدينية في النجف الاشرف مع الشعب الفلسطيني الذي وصفهم سماحته بـ (أهلنا المظلومين في قطاع غزة المنكوب) .

المرجع اليعقوبي وفي سياق هذه الوقفة التضامنية عبر عن ( الألم العميق الذي يعتصر قلبه وهو يشاهد الجرائم المروعة التي يرتكبها الكيان الصهيوني ) ، والتي زاد من بشاعتها وهمجيتها ( إن أغلب الضحايا من النساء والأطفال الذين التجأوا إلى أماكن أعلن الصهاينة أنها آمنة كالمستشفيات والمدارس  ، لكنهم لم يسلموا واختطفوا حياتهم البريئة وأستهدفهم المجرمون فيها ).

وهذا الإرهاب الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني والذي بين سماحته أحد مظاهره الاجرامية في هذا الغدر الصهيوني بالمدنيين  ، دفع سماحته الى التعبير عن وصف دقيق لما يجري على مدينة غزة وشعبها من أبادة جماعية بقوله (  أن ما يدور في غزة ليست حرباً وإنما عدوان وحشي من طرف واحد وهم الصهاينة الذين يلقون بنيران حقدهم من الجو والبر والبحر على أبرياء عُزَّل) ، ثم ينوه سماحة المرجع اليعقوبي الى حجم الاجرام الذي يرتكبه الصهاينة بحق الفلسطينين والذي تجسد بكميات العتاد الرهيبة التي استهدفت شعب غزة .

ويوضح سماحته وبناءً على التقارير العسكرية الموثوقة اليها ما تعرض له ذلك الشعب المظلوم من جحيم القنابل الصهيونية والتي وصلت الى مستويات غير مسبوقة في تلك القوة الغاشمة التي وصف حجم فداحتها وكمياتها المفرطة بالقول ( قد فاقت قوتها التدميرية القنبلة الذرية التي ألقتها أمريكا على اليابان مع حصار شامل لكل متطلبات الحياة الأساسية ).

في خضم كل هذا الظلم والعدوان الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني ، يلفت سماحة المرجع اليعقوبي الانظار الى مستوى الخسة والدناءة والسقوط الانساني لقادة الغرب المستكبرين من خلال اعلان دعمهم وتعاطفهم مع للمحتل الجلاد على حساب المواطنين الفلسطينيين ، ويندد سماحته بهذه الخسة والنذالة الغربية والتي يصفها بإنها     (فضيحة عظمى وهزيمة كبرى للحضارة المادية التي يدّعيها الغرب) ، ويبين سماحته انهم بهذا الدعم للآلة الاجرامية الصهيونية أظهروا الوجه الحقيقي لحضارتهم اللا انسانية الهمجية ، بعد ان أظهرت حقيقة الغرب وأوضحت نفاقه وعدم تطبيقه للمبادئ والشعارات التي يتبجح بريادتها كذباً وزوراً . والتي يتاجر به على الصعيد الاعلامي والسياسي في المحافل الدولية ، وازدواجيته في تطبيق المعايير الانسانية بحسب ما تقتضيه مصلحة الغرب ، ولقد تجلى ذلك في أوضح صوره في مأساة غزة التي ( كشفت زيف ادعاءاته في حقوق الانسان وتمكين المرأة حماية الطفل ومكافحة العنف الأسري. ونحو ذلك من العناوين البرّاقة التي حاولوا أن يخدعوا بها الشعوب وإذ بهم يجعلون المرأة والطفل هدفاً لمجازرهم الدموية ويتركونهم في هذه الكارثة الإنسانية الفظيعة وأغلقوا عليهم كل أمل في الحياة) .

وينوه سماحته الى مكر وتدليس الماكنة الاعلامية للاستكبار الغربي ومرتزقها الاذلاء. والذين طالما تفاخروا وتشدقوا بمظاهر الانسانية والرقي للحضارة الغربية وأيقوناتها المخادعة. والتي تتخذ منها ذريعة للعدوان على الآخرين وانتهاك حقوقهم ، كالديمقراطية وحرية التعبير وحقوق الانسان ، ويبرز سماحته أن حجم الارهاب الذي يمارسه الصهاينة بمساندة. ودعم حكومات الغرب ( أخرس ألسن الفسقة والمنافقين و المأجورين الذين يعتاشون على فتاتهم ولم يستطع أحد منهم أن يتحدث بهذه المفاهيم البريئة من أفعالهم ).

المرجعية الرشيدة وفي معرض حديثها عن مأساة غزة وجرائم الإبادة الجماعية لأهلها الابرياء على يدي قوات الكيان اللقيط ، ذكرت الإنسانية جمعاء بما يكابده ويعانيه الفلسطينيين طوال عقود ، من حصار وقمع رهيب واهانة للإنسان. وللمقدسات والتهجير والتنكيل من قبل الكيان الغاصب.

وأكد سماحته ان فاجعة غزة ، أعادت مشهد الظلم الذي يتعرض له الفلسطينيين الى واجهة الاحداث والاهتمام العالمي ، بعد أصبحت قضية رأي عام عالمي ، وشهدت تضامنا انسانيا من كل الشعوب الحرة . وبين سماحته ذلك بالقول ( إن أهل غزة المضّحين الصابرين ذكرّوا العالم من جديد معاناة الفلسطينيين في السجن الرهيب الذي حصرهم فيه الكيان الصهيوني ومارس كل ألوان الإذلال والحرمان والإهانة لهم ولمقدساتهم، وقضم أراضيهم لبناء مستوطنات لقطعان المنبوذين، وحرمهم من فرص الحياة الكريمة وأعتقل الآلاف بلا ذنب وأهملهم سنين ).

وفي ادانة لمشاريع التطبيع العربي الصهيوني ، والتي تحاول طمس معالم مظلومية وقضية الشعب الفلسطيني ، أشار سماحة المرجع اليعقوبي الى الدور المهم للتضحية والصبر الفلسطيني في مواجهة الطغيان والاجرام الصهيوني في غزة بفضح خطط التطبيع الهدامة بالقول ( كما ذكّروا العالم بقضية فلسطين التي أريد لها أن تنسى وسط خطط تطبيع علاقات العرب المسلمين مع الكيان الصهيوني التي أنخدع بها جملة منهم، فأفشلها أهل غزة الغيارى الصابرون) .

المرجع اليعقوبي وجه دعوة في كلمته للعالم المتحضر بحسب تعبيره للوقوف مع الشعب الفلسطيني في مواجهة الهجمة البربرية الصهيوني. والمبادرة الى استنقاذه من محنته والمأساة التي يتعرض لها ، والعمل على تحقيق اقامة دولة فلسطينية يتمتع بها شعبها بالحرية والاستقلال والكرامة .

ووجه سماحته نداءه بالقول (على العالم المتحضر أن ينصر الشعب الفلسطيني ويقف معه بكل الوسائل المتاحة حتى ينال حقوقه في إقامة دولة كريمة حرة عزيزة ذات سيادة واستقلال ويعيش بأمن وسلام ) . وفي المقابل حذر سماحته من ان استمرار الظلم والعدوان الصهيوني المدعوم من المستكبرين والمتخاذلين سوف تكون عاقبته كبيرة ونتائجه الوخيمة على المنطقة بأكملها ، وأوضح سماحته ذلك بالقول (وبدون ذلك فإن معاناة المنطقة من القتل والتهجير والعنف وعدم الاستقرار ستكون مستمرة) .

وأن المرجعية الرشيدة في النجف الاشرف ومن خلال هذا الخطاب ، تؤكد دعمها ومساندتها للشعب الفلسطيني وحقوقه ، في الحصول على دولة مستقلة كريمة يتحصل فيها على مظاهر الكرامة الانسانية والاستقلال والحرية. بعيداً عن أنياب العدو الصهيوني المتغطرس.

وتبين المرجعية كذلك على ان الانحياز الغربي للطغيان والجبروت الصهيوني ضد المدنيين الابرياء في غزة أثبت ازدواجية الحضارة الغربية وفضح أكذوبتها بالتحضر والإنسانية. وأظهر دجل قادتها وزيف دعاواهم الباطلة بتقديس الكرامة الانسانية والحرية وحقوق المرأة والطفل التي يتخذها ذريعة. للتدخل في مصير الشعوب والعدوان على البلدان المناهضة للهيمنة والاستعباد الغربي .

وأوضحت المرجعية الرشيدة في النجف الاشرف رفضها وادانتها لمشاريع التطبيع العربية الصهيونية المتواطئة . والتي تحاول الالتفاف على حقوق الشعب الفلسطيني. و انهاء وجوده. وذلك من خلال أنجاز المشاريع الشيطانية الإستكبارية بتهجير الفلسطينيين الى البلدان المجاورة وتهديم المسجد الاقصى تمهيدا لإعلان مشروع (إسرائيل الكبرى) .

لتصلك آخر الأخبار تابعنا على قناتنا في موقع التلغرام: النعيم نيوز

ولمتابعتنا على موقع فيسبوك يرجى الضغط أيضا على الرابط التاليالنعيم نيوز

كما يمكنك الاشتراك أيضا على قناتنا في منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا علىقناة النعيم الفضائية

ولا تنسى أيضا الاشتراك في قناتنا على موقع الانستغرامالنعيم نيوز

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى