كتب علاء هادي الحطاب:الانتخابات بمفهومها العام الوسيلة الديمقراطية الوحيدة. والتي يطلب فيها رأي أبناء الشعب وصوتهم وموافقتهم في سبيل الوصول إلى السلطة. إذ أن الوسائل الأخرى ( الوراثة – الانقلاب – الحكم نيابة عن الإلهة) وغيرها. كلها لا يؤخذ فيها رأي الشعب.
لذا يسعى المرشحون للانتخابات إلى إقناع الشعب من خلال طرح مجموعة من البرامج التفصيلية التي يبينون فيها برنامجهم الانتخابي، الذي يسعون لتحقيقه في حال منحهم هذا الشعب موافقته. وهذا الأمر يمثل الدعاية الانتخابية والتي ستمثل عقداً أخلاقياً بين الناخب والمرشح يلتزم فيه الطرفان.
الأول بمنح صوته والثاني بتطبيق برنامجه لخدمة الأول، وهذه العملية باختصار هي “الدعاية الانتخابية”. فلم يرد في كل قواميس السياسة وتجارب الانتخابات الديمقراطية للأمم التي تسعى لبناء بلدها أن يكون “تبليط شارع. أو نصب محولة كهرباء، أو بطانية، أو تنظيف محلة”، أو غيرها من الأمور الواجب تنفيذها على السلطة التنفيذية، أن تمثل مشاريع انتخابية. من أجل الفوز وإقناع الجمهور ببرنامج المرشح.
هكذا نوع من الدعايات الانتخابية باتت لا تشبع من جوع ولا تؤمن من خوف. بل ولم تعد تنطلي على جمهور واسع من الشعب. لا سيما مع تعدد التجارب الانتخابية في البلاد وبيان كذب هذه الممارسات.
وهنا المسؤولية تقع على طرفي المعادلة وهما الناخب والمنتخب، فعلى الأول “الناخب” أن يرتقي بوعيه السياسي وينتخب على أساس ما يطرحه المرشح من برامج واقعية. تخدم ذلك المواطن مستقبلاً.
وعلى الثاني “المرشح أن لا يستمر في خداع بسطاء القوم من خلال قضاء حوائجهم الخدماتية التي هي واجب السلطة التنفيذية تقديمها من دون منة أو تصفيق وتطبيل. لأن الشعب بات مدركاً أكثر من السابق فيما يريده من المرشح وارتقى بوعيه إلى مستوى لا بأس به. لكن بالمقابل لا يزال المرشح يمارس ذات الدعاية الانتخابية المكشوفة بكذبها وضحكها على ذقون البسطاء.
وهنا لا يمكن أن تنتج لنا الانتخابات مشاريع وأفكاراً وخططاً وإرادة لبناء دولة يخدم فيها المواطن وتتحقق له آماله وطموحاته بتوفير الخدمات التي يحتاجها. لأن السلطة التنفيذية ما بعد الانتخابات ستكون نتاج السلطة التشريعية التي ننتخبها.
لذا نأمل أن نجد برامج انتخابية واعية تسهم في بناء بلد لا تبليط ولا حركات بهلوانية.
لتصلك آخر الأخبار تابعنا على قناتنا على تلغرام: النعيم نيوز
كما يمكنك الاشتراك على قناتنا على منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا على: قناة النعيم الفضائية