اخبار اسلامية
أخر الأخبار

خطيب جمعة الرحمن: الشعب الفلسطيني يتعرض إلى إبادة جماعية

أقيمت صلاة الجمعة المباركة، في جامع الرحمن/المنصور/بغداد، بإمامة الشيخ جعفر الربيعي.

 

وفيما يلي نص خطبتي صلاة الجمعة، وتابعتهما “النعيم نيوز”:

الخطبة الأولى
بسم الله الرحمن الرحيم قال تعالى (وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ (105) سورة الأنبياء.

المقدمة:
تعتبر المنظومة القيمية أهم المنظومات في صناعة الإنسان الفرد والمجتمع الإنساني، وعلى أساسها يقاس رقي الإنسان وتقدمه.

والهدف المشترك الذي تسعى جميع الشرائع والكتب السماوية إلى تأصيله والمحافظة عليه على يد أنبيائها عليهم السلام وجهودهم وجهادهم من أجل صناعة المنظومة القيمية التي تريدها السماء.

في آخر الزمان وقبل ظهور المهدي عليه السلام تشير كثير من النصوص إلى مظاهر الفسق والضلال والفجور، والانحراف الأخلاقي والسياسي والاجتماعي.

وتحطيم القيم الضرورية في ضمان مسيرة الوجود البشري، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: «ليأتينّ على الناس زمان يُظرَّف فيه الفاجر، ويُقرّب فيه الماجِن ويُضعَّف فيه المُنصِف»، فقيل له: متى ذلک يا أمير المؤمنين؟

قال: «إذا اتُّخذت الأمانة مغنماً، والزكاة مغرماً، والعبادة استطالة، والصلة منّا».

عن أبي عبد الله (عليه السلام): كيف إذا بقيتم بلا امام هدى ولا علم، يتبرأ بعضكم من بعض، فعند ذلك تميزون وتمحصون وتغربلون….).

الانحراف الأممي:
النصوص الكثيرة تؤكد طابعاً انحرافياً أممياً، هذا الانحراف يطال الأسس والبنى التي يرتكز عليها عالم الفرد والجماعة وللتأكيد على هذا النحو من الخرق العظيم لقيم الشريعة إشارة بعض النصوص إلى: موت الحق، انطماس اعلام الدين، شمول الجور للبلاد، الوقوف بوجه نفوذ أحكام القرآن الكريم بل الأحداث فيه وتوجيهه على الأهواء.

وهذه نتيجة طبيعية للابتعاد عن الشرع الإسلامي الحنيف والتمسك بحكم الجاهلية وسطوة حكومة الغاب على المجتمعات الإنسانية.

أسباب الانحراف:

1-تغيب الدستور الإلهي عن مسرح الحياة الاجتماعية وجعله وسيلة للبركة والتغني به مع غيابه بشكل واضح في مقام التعامل مع النفس والآخرين، قال النبي (صلى الله عليه وآله): (سياتي زمان على أمتي لا يبقى من القرآن إلا رسمه ومن الإسلام إلا اسمه، يسمون به وهم أبعد الناس).

2-تعطيل المساجد ودور العبادة التي هي أماكن التعبئة الروحية وغياب دورها الإصلاحي في هداية الناس. ورد عن النبي (صلى الله عليه وآله): (سيأتي على أمتي زمان مساجدهم عامرة وهي خراب من الهدى).

3- تضيع دور الفقهاء الذين يمثلون مقام الحجية على الخلق في زمن الغيبة الغيبة لما لهم من دور كبير, تفسير الإمام العسكري: بالإسناد عن أبي محمد عليه السلام قال: قال علي بن محمد عليهما السلام: لولا من يبقى بعد غيبة قائمنا عليه السلام من العلماء الداعين إليه، والدالين عليه والذابين عن دينه بحجج الله، والمنقذين لضعفاء عباد الله من شباك إبليس ومردته ومن فخاخ النواصب لما بقي أحد إلا ارتد عن دين الله ولكنهم الذين يمسكون أزمة قلوب ضعفاء الشيعة، كما يمسك صاحب السفينة سكانها أولئك هم الأفضلون عند الله عز وجل.

من أسباب الانقلاب الأخلاقي الابتعاد عن العلماء ومقاطعة مجالستهم وتضيع وصايهم, قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «سيأتي زمان على اُمّتي يفرّون من العلماء كما تفرّ الغَنَم من الذئب ، فإذا كان كذلک ابتلاهم الله تعالى بثلاثة أشياء: الأوّل: برفع البركة من أموالهم، والثاني: يسلّط عليهم سلطاناً جائراً، والثالث: يخرجون من الدنيا بلا إيمان».

موقف الموالي في زمن الغيبة الكبرى:

1-الثبات على الدين القويم، وعدم اتباع الدعوات الباطلة المزخرفة. وذلك لأنّ الظهور لا يكون قبل خروج السفياني والصيحة في السماء، فقد ورد في أخبار كثيرة: “اسكن ما سكنت السماء من النداء، والأرض من الخسف بالجيش.

وورد في “البحار” عن “غيبة الطوسي” أنّ الإمام الرضا عليه السلام قال: “ينادون في رجب ثلاثة أصوات من السماء، صوتٌ منها: ألا لعنة الله على القوم الظالمين، والصوت الثاني: أزفت الأزفة يا معشر المؤمنين، والصوت الثالث: يرون بدناً بارزاً نحو عين الشمس، هذا أمير المؤمنين قد كرّ في هلاك الظالمين.

2- العزلة: عن عموم الناس.
فقد ورد في “كمال الدين” عن الإمام الباقر عليه السلام أنّه قال: “يأتي على الناس زمان يغيب عنهم إمامهم، فيا طوبى للثابتين على أمرنا في ذلك الزمان، إنّ أدنى ما يكون لهم من الثواب أن يُناديهم الباري جلّ جلاله فيقول: عبادي وإِمائي، آمنتم بسرّي وصدّقتم بغيبي، فأبشروا بحُسن الثواب منّي، فأنتم عبادي وإِمائي حقّاً، منكم أتقبّل، وعنكم أعفو، ولكم أغفر، وبكم أسقي عبادي الغيث وأدفع عنهم البلاء، ولولاكم لأنزلت عليهم عذابي، قال جابر: فقلت: يا ابن رسول الله فما أفضل ما يستعمله المؤمن في ذلك الزمان؟ قال: حفظ اللسان ولزوم البيت.

العزلة الإيجابية بالابتعاد عن مساوئ الاخلاق التي قد يعتبر المجتمع بسبب تبدل منظومة القيم إلى قيم إيجابية، والتخلق بمحاسن الأخلاق.

عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال (إني لأكره للرجل أن يموت وقد بقيت خلة من خلال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لم يأت بها).

وجعل الإمام (عليه السلام) سنن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وسيرته ميزاناً يعرف بها الإنسان درجة صلاحه، فقد روى الشيخ الصدوق بسنده عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: (إنّ الله خصّ رسوله (صلى الله عليه وآله وسلم) بمكارم الأخلاق فامتحنوا أنفسكم، فإن كانت فيكم فاحمدوا وارغبوا إليه في الزيادة منها).

3- المحافظة على الأخلاق والالتزام.

إن عصر الغيبة الكبرى عصر مليء بالمفاسد والمغريات، وفضلاً عن كل هذا، إننا لم نر الإمام المعصوم عليه السلام بأم العين، ونعتقد به ونؤمن بوجوده، وأنه سيظهر في يوم لا نعلمه، وعلينا لكي نكون من المرضي عنهم عنده عجل الله تعالى فرجه الشريف أن نلتزم بكل أحكام الدين والصفات التي وصف الله تعالى بها المؤمنين، فالمثابرة على الطاعات والالتزام الكلي بالأحكام الإلهية هو من أهم الوظائف.

وأي عبارة أهم من الكلمة الواردة في الرواية عن الإمام الصادق عليه السلام: “إنَّ لنا دولةً يجيء الله بها إذا شاء. ثم قال عليه السلام: من سرَّه أن يكون من أصحاب القائم عجل الله تعالى فرجه الشريف فلينتظر وليعمل بالورع ومحاسن الأخلاق، وهو منتظر، فإن مات وقام القائم بعده كان له من الأجر مثل أجر من أدركه، فجدّوا وانتظروا هنيئاً لكم أيتها العصابة المرحومة”1، فهنيئاً لمن كان موضعاً لرحمة الله تعالى.

4- التوبة إلى الله تعالى.

والتوبة إلى الله تعالى من الذنوب التي نبتلى بها على ارتباط وثيق بطول غيبته عليه السلام عنا، فقد ورد في التوقيع المبارك عنه عجل الله تعالى فرجه الشريف: “فما يحبسنا عنهم إلا ما يتصل بنا مما نكرهه، ولا نؤثره منهم، والله المستعان، وهو حسبنا ونعم الوكيل وصلواته على سيدنا البشير النذير، محمد وآله الطاهرين وسلم”.

والمراد من التوبة هنا التوبة الحقيقة لا مجرد اللقلقة باللسان بذكر استغفر الله، التوبة بالقول والعمل، وقد بيّنت الرواية عن أمير المؤمنين عليه السلام شرائطها:” إنَّ الاستغفار درجة العليين وهو اسم واقع على ستة معان:
أولها الندم على ما مضى والثاني العزم على ترك العود إليه أبدا والثالث أن تؤدي إلى المخلوقين حقوقهم حتى تلقى الله سبحانه أملس ليس عليك تبعة الرابع أن تعمد إلى كل فريضة عليك ضيعتها فتؤدي حقها الخامس أن تعمد إلى اللحم الذي تنبّت على السحت فتذيبه بالأحزان حتى يلصق الجلد باللحم وينشأ بينهما لحمٌ جديد السادس أن تذيق الجسم ألم الطاعة كما أذقته حلاوة المعصية”.

وقد أشار صاحب وظيفة الأنام إلى مسألةٍ غايةٍ في الأهمية، وهي الالتفات إلى وساوس الشيطان الذي يتربص بالتائب إلى الله، حيث يقول:” فانتبه إلى نفسك، ولا تقل: وعلى فرض أنّي أتوب ولكن الناس لا يتوبون فيستمر الإمام عليه السلام في غيبته فذنوب الجميع تؤدي إلى غيبته وتأخّر ظهوره! فأقول: إن كان جميع الخلق سبباً لتأخير ظهوره عليه السلام فالتفت إلى نفسك فلا تكون شريكاً معهم في ذلك، فأخشى أن يصبح حالك تدريجاً كحال هارون الرشيد في حبسه للإمام موسى الكاظم عليه السلام، وحبس المأمون للرضا عليه السلام في “سرخس”، أو حبس المتوكّل للإمام علي النقي عليه السلام في “سامراء”!”.

الخطبة الثانية

بسم الله الرحمن الرحيم قال تعالى: (قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ (12) قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَنْ تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ (13) قَالَ أَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (14) قَالَ إِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ (15) قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ (16) ثُمَّ لَآَتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ (17) قَالَ اخْرُجْ مِنْهَا مَذْءُومًا مَدْحُورًا لَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكُمْ أَجْمَعِينَ (18).

المقدمة:
إن الصراع بين الخير والشر صراع بدا أواره وانطلقت الشرارة الأولى منه عندما تكبر إبليس (عليه اللعنة) ورفض السجود لآدم (عليه السلام)، هنا كانت البداية عندما تغطرس وتكبر، عندما رأى الشيطان نفسه شيئاً بدأ النزاع بين المنهج الإلهي والمنهج الشيطاني أو المنهج الاستكباري، منهج يريد إخراج الناس من الظلمات إلى النور، ومنهج يريد إشاعة الفحشاء والمنكر، ولكل من المنهجين فكر خاص وإيدلوجية معينة في الدعوة إلى مشروعه وفي منهاج ذلك المشروع وفي آلياته المختلفة واستمر هذا الصراع بل سوف يستمر إلى يوم يبعثون.

خصائص المنهج الإلهي:
سأبين بعض خصائص هذا الدستور الذي يهدي للتي هي أقوم، منطلقا من الرؤية القرآنية الناصعة وأحاديث المعصومين (عليهم السلام).

1- إن هذا النهج الإلهي هو دعوة للحياة الحقيقية , للحياة الإنسانية لا للحياة الشهوات التي يصل الإنسان فيها الى تسافل كبير وصفه القرآن , قال تعالى (أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا)  , بل دعوة للحكومة العقل على جميع قوى النفس حتى يكون هو المهيمن عليها , قال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ ) , إنّ دعوة الإِسلام هي دعوة للعيش والحياة، الحياة المعنوية، الحياة المادية، الحياة الثقافية، الحياة الاقتصادية، الحياة السياسية، الحياة الأخلاقية والاجتماعية، وأخيراً الحياة والعيش بالمعنى الصحيح على جميع الأصعدة، وهذه أقصر وأجمع عبارة عن الإِسلام ورسالته الخالدة، إذا سأل أحد عن أهداف الإِسلام، وما يمكن أن يقدمه، فنقول جملة قصيرة: إنّ هدفه هو الحياة على جميع الأصعدة، هذا ما يقدمه لنا الإسلام.

2-إن مفردات المنهج تضمن السعادة للبشرية جمعاء، فبدون الوحي وإفاضته لا يمكن أن تصل البشرية إلى بر الأمان والاطمئنان، قال تعالى (وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2) إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ (3).

3-إن الدستور الإسلامي هو دستور لتحقيق السلام العالمي والابتعاد عن العنف بكل اشكاله، قال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ)، وجعل اول شعار للمنتمي للمدرسة السماء، عن سليمان بن خالد، عن أبي جعفر عليه السلام قال: (قال رسول اللهّ صلى الله عليه وآلة: ألا اُنبئكم بالمؤمن؟ المؤمن من ائتمنه الناس على أنفسهم وأموالهم. ألا اُنبئكم بالمسلم؟ المسلم من سلم الناس من يده، والمهاجر من هجر السيئات، وترك ما حرم الله، والمؤمن حرام على المؤمن أن يظلمه، أو يخذله، أو يغتابه).

عن النبي (صلى الله عليه وآلة): ألا اُنبّئكم لِمَ سمّي المؤمن مؤمناً؟ لإيمانه الناس على أنفسهم وأموالهم، ألا اُنبّئكم مَنِ المسلم؟ من سلم الناس من يده ولسانه.

4-في مشروع الأنبياء نجد الاطمئنان والسكينة في حين أن البشرية البعيدة عن تعاليم الدين تعاني من الأزمات النفسية والانهيارات العصبية وفقدان الهدف في الحياة، قال تعالى (الَّذِينَ آَمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ)، القرآن الكريم يبيّن القلوب)! أقصر الطرق من خلال جملة قصيرة ولكنّها كبيرة المعنى حيث يقول: (ألا بذكر الله تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ).

5-دعوة إلى التوازن في الاستجابة إلى الغرائز الفطرية المتأصلة في الوجود الإنساني، وفتح قنوات شرعية للتلبية تلك الرغبات وعدم الانفتاح المطلق على حاجاتها، وكذلك عدم قتل تلك الرغبات بعنوان الزهد وغيرها.

من أبرز خصائص المشروع الشيطاني:
من مميزات المشروع الاستكباري الدعوة للعنف والقتل والابادة, قال تعالى (وَإِذْ نَجَّيْنَاكُم مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوَءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءكُمْ وَفِي ذَلِكُم بَلاءٌ مِّن رَّبِّكُمْ عَظِيمٌ ), فالنفس لا تملك اي حصانة في هذا النهج وتقتل على الظنة ولأتفه الأسباب, ولعل إطلالة واحدة على الحضارة الغربية لا سيما أمريكا وما تمارسه من التدمير والحرب وهمجية القتل تنبع اليوم من صلب الحضارة ومن ينابيع الحضارة الغربية الأمريكية المفتونة بقوتها تحديدا, فالغرب الأمريكي يدق طبول الحرب ويجيش الجيوش ويرسل أدوات القتل ويوظف في ذلك أحدث معطيات الحضارة فتكا بالإنسان وقتلا في الإنسانية.

الكيان الصهيوني الغاصب:
ومن مصاديق دعم الإرهاب الدي تقوم به امبراطورية الشر أمريكا هو دعم ومساندة الكيان الصهيوني الإرهابي, وقتل وإبادة الشعب الفلسطيني المسلم.

إن قضية فلسطين لا تزال أهم مسألة مشتركة بين الأمة الإسلامية وأكثرها تدفّقاً بالحياة. لقد خطط النظام الرأسمالي الظالم السفّاك أن يحرم شعباً من موطن أبائه وأجداده، ليقيم مكانه كياناً إرهابياً وأناساً غرباء من شذّاذ الأفاق.

أي منطق أكثر سُخفاً وهزالاً من المنطق الواهي لتأسيس الكيان الصهيوني؟ الأوروبيون- بناء على ما يدّعون- قد ظلموا اليهود في سنوات الحرب العالمية الثانية، وعلى هذا يجب الانتقام لليهود بتشريد شعب في غرب آسيا وارتكاب مجازر رهيبة في ذلك البلد…!

هذا هو منطق الدول الغربية الذي يستندون إليه في دعمهم الجنوني الباذخ للكيان الصهيوني، وهم بذلك قد شطبوا خط البطلان على ادعاءاتهم الكاذبة بأجمعها بشأن الديموقراطية وحقوق الإنسان. وهذه هي قصة سبعين سنة من المأساة المضحكة المبكية، ولا تزال مستمرة، ويُضاف إليها بين آونة وأخرى فصلاً جديداً.

الصهاينة قد حوّلوا فلسطين المغتصبة منذ البداية إلى قاعدة للإرهاب. إسرائيل، ليست دولة، بل معسكراً إرهابياً ضد الشعب الفلسطيني والشعوب المسلمة الأخرى، وإن مكافحة هذا الكيان السفّاك، هي كفاح ضد الظلم ونضال ضد الإرهاب، وهذه مسؤولية عامّة.

يقول السيد فضل الله (قده): (اسرائيل تمثل الخطيئة الغربية الاكثر وحشية في التاريخ الحديث).

يقول سماحة الشيخ اليعقوبي: (لازالت القضية الفلسطينية الهم الأكبر في ضمائر وعقول المسلمين الصادقين، وستبقى ما بقيت الحياة، رغم المآسي والويلات التي يعاني منها المسلمون في بلدانهم، والتي هي جزء من المؤامرة الكبرى لدعم الكيان الصهيوني الغاصب، وتثبيت جذوره في المنطقة، وها هي صفقة القرن تلوح في الأفق لتسجّل أكبر إذلال وتركيع في مسيرة هذه القضية المصيرية في حياة المسلمين.

فوجود إسرائيل في نظر علماء المسلمين كافة وجود غاصب لا شرعية له، إنما بُني على الغصب والقتل والتعذيب والترويع والاعتقال والتشريد والتجويع وهتك الحرمات واستباحة المقدسات، ولازال بهذه الوحشية والظلم
ومما يؤسف له، أنَّ كلَّ ذلك يجري بمرأى ومسمع من العالم أجمع، دون أن ينبري أحد للتصدي لهذا الظلم والاعتداء، الّا بعض ممّن آمن بالله تعالى وعرف تكليفه الشرعي تجاه اخيه المسلم، وبلاد المسلمين عامه، فكان للنجف الاشرف وحوزتها المباركة وعلماؤها الكرام دورا مبرَّزا في الردع والدفاع عن هذه القضية وأهلها بعد أن وعت المؤامرة الكبرى منذ بدايتها فأصدرت الفتاوى وعقدت الاجتماعات وحضرت المؤتمرات وأرسلت المساعدات وغير ذلك على كل المستويات.

شعوراً منها بدورها الرائد في مساندة المسلمين، بل عموم البشرية والإنسانية في بقاع الأرض، لأنها تمثل خط نبي الإنسانية (صلى الله عليه واله) الذي وصفه الله تعالى في محكم كتابه: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ).

واليوم النجف الأشرف وخط التشيع في جميع أنحاء العالم في الجمهورية الإسلامية وفي لبنان المقاومة يقف إلى جنب الشعب الفلسطيني الأبي المظلوم ويسانده في ثورته على الكيان الغاصب.

لقد تفاجأ العالم بما قام به المقاومون الفلسطينيون, وأوقعوا بالكيان الصهيوني ضربات موجعة لم تحصل مند عشرات السنين وهدا الفصل لن تنساه أجيال الكيان الغاصب.

وهدا الفعل الشجاع أثار الحماس في نفوس كل الأحرار, وعجل من اقتراب النصر النهائي الموعود وزوال الكيان المغتصب اللقيط, ونقول له كما قالت السيدة زينب: ( فكد كيدك، واسع سعيك، وناصب جهدك، فو الله لا تمحو ذكرنا، ولا تميت وحينا، ولا يرحض عنك عارها، وهل رأيك الا فند وأيامك الا عدد، وجمعك إلا بدد، يوم ينادى المنادي ألا لعنة الله على الظالمين).

النهائي:
اليوم يتعرض الشعب الفلسطيني في قطاع غزة إلى إبادة جماعية لا سيما وهو يحرم من الدواء والغداء وغيرها من أبسط مقومات الحياة, فالعالم جميعاً مدعو للوقوف بوجه الإرهاب والتطرف الدي تقوده إسرائيل المارقة بكيانها اللقيط وكل محور الشر الداعم لها وعلى رأسهم أمريكا الإرهاب والتطرف”.

 

لتصلك آخر الأخبار تابعنا على قناتنا في موقع التلغرام: النعيم نيوز

ولمتابعتنا على موقع فيسبوك يرجى الضغط أيضا على الرابط التاليالنعيم نيوز

كما يمكنك الاشتراك أيضا على قناتنا في منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا علىقناة النعيم الفضائية

ولا تنسى أيضا الاشتراك في قناتنا على موقع الانستغرامالنعيم نيوز

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى