
استهجن خطيب جمعة البصرة المركزية، الشيخ فائز المياحي، التعدي على مقام المرجعية الدينية، وتشويه سمعتها ومشروعها الرسالي.
وقال الشيخ المياحي، خلال خطبة صلاة الجمعة، وتابعتها “النعيم نيوز”: “لقد جعل الشرع المقدس مقام الحُجيّة والولاية للعلماء، فالرد على العالم يُعد كبيرة من الكبائر، وعليه فلينظر البعض إلى أفعالهم وأقوالهم المشينة ضد العلماء، فنحن بإزاء فضاء مفتوح والكلمة مسؤولية”.
وأردف، بالقول: “قد يتذرع البعض بالاختلاف، في حين هو طبيعي ووارد، إذ ينبغي حصره بالأروقة العلمية ووفقاً للسياقات الصحيحة شرعياً وعقلائياً، وهنا نشير إلى قول سماحة المرجع الديني الشيخ محمد اليعقوبي (دام ظله): فإنّ تعدد المرجعيات الدينية وتنوع اتجاهاتها في العمل وفهم المسؤوليات المناطة بهم يوفّر لعموم الشيعة حاضنة لقناعاتهم وميولهم، وبذلك يتم احتواء جميع الشيعة)”.
وأكمل الشيخ المياحي: “إن الشيعة وهم أتباع المرجعيات الدينية لهم ثقافات متعددة، وميول متنوعة، وقناعات مختلفة في التعاطي مع شؤون الحياة، وهؤلاء المقلّدون يعيشون في بيئات متباينة، فبعضهم يرى أهمية حفظ الأوضاع الخاصة للشيعة، وبعضهم يعتقد بضرورة العمل الاجتماعي والحركي والسعي لإقناع الناس بالإسلام، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وبعضهم يرى ضرورة المشاركة في الحياة السياسية، بمقدار ما تُتاح له الفرصة وفق ظروف بلده، وهكذا فيراعي ذلك في اختيار مرجع تقليده الذي نسلّم أنه ضمن دائرة محتملي الأعلمية وجامع لشروط التصدي”.
وأشار، إلى “ضرورة تعدد المرجعيات”، مضيفاً أنه “لا يمكن اختصار المذهب بشخص ما، فمتى صار هذا ومتى كان!!”.
وحذر الشيخ المياحي، “من الخوض بالشبهات وإشاعة الفتن”، مشيراً بقوله “وليس هناك شبهة أخطر من القتل على المستوى الفقهي والقانوني، يحتاطون بالدماء، والفتنة أشد من القتل فاتقوا الله في دينكم ولا تكونوا في مرمى الشيطان والنفس الأمارة بالسوء”.
وأضاف، قائلاً: “يا أتباع جعفر الصادق (ع)، اتقوا الله في أنفسكم وفي علماؤكم وأصلحوا ذات بينكم وقولوا للناس حُسناً، فإنّ المتخفي خلف الصفحات الوهمية الممولة لا يخفى عن الله تعالى”.
ووجه الشيخ المياحي، “شكره لاتباع المرجعية الحركية الرشيدة وأتباع المرجعيات الأخرى”، مردفاً بالقول: “وأقدم شكري لأبناء المرجعية، لوعيهم وتدينهم، فقد سيطروا على مشاعرهم حفاظاً على المصلحة العامة فالتفتوا لما يحاك من مؤامرات خارجية، ولم ينشغلوا بالتسقيط والتشويه، كما في ذات الوقت أدعوهم لإيصال رؤى المرجعية ومشاريعها وأفكارها، لأوسع نطاق في المجتمع”.
وتابع: “كما وأشكر عدد كبير من أتباع المرجعيات الأخرى، الذين لم ينخرطوا في هذا التسفيه والتسقيط والتشكيك فجزاهم الله خيراً”.
وعلى صعيد ذي صلة، وتزامناً مع الذكرى الأليمة لشهادة إمام المذهب جعفر بن محمد الصادق (ع)، لفت الشيخ المياحي، إلى “الدور الكبير الذي اضطلع به الإمام، وفي شتى المجالات حتى العلوم الطبيعية والفلك والطب والكيمياء”، منوهاً إلى أن “الدور الأهم هو رعاية العلماء والفقهاء، فهم حصون الإسلام وحفظة الدين”.
وذكر، أنه “كان من مهامه (ع) تربية الرواة والفقهاء، حتى قيل أن أربعة آلاف راوي يقول حدثني جعفر بن محمد الصادق، فكان (ع) يربي الفقيه ويعده ويجعله في واجهة المسؤولية”، لافتاً إلى “جملة من الإشارات بهذا الصدد
قوله (ع) لهشام (يا هشام مثلك فليناظر)، وقوله لا بآبان بن تغلب (يآبان اجلس في مجلس المدينة وأفتي الناس فأني أُحب أن يرى في شيعتي مثلك)، وفي كلمة أخرى له (ع) عن هشام (ناصرنا بقلبه ويده ولسانه)”.
وختم الشيخ المياحي، بالقول: “ومع كل هذا المدح فقد تعرض هشام بن الحكم لجملة من التشويه والتنابز، فيسأل الإمام الرضا (ع) عنه فقال (ع): (رحمه الله كان عبداً ناصحاً، وأوذي من قبل أصحابه حسداً منهم له)”.
لتصلك آخر الأخبار تابعنا على قناتنا على تلغرام: النعيم نيوز
لمتابعتنا على فيسبوك يرجى الضغط على الرابط التالي: النعيم نيوز
كما يمكنك الاشتراك على قناتنا على منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا على: قناة النعيم الفضائية
كما يمكنك أيضا الاشتراك بقناتنا على الانستغرام: النعيم نيوز