أقيمت صلاة عيد الأضحى المبارك في مسجد وحسينية الإمام الحسن المجتبى ( ع ) في خانقين منطقة علي مراد بإمامة سماحة الشيخ حسين المندلاوي ” دام توفيقه ” وبحضور جمع مبارك من المؤمنين.
وقال الشيخ حسين المندلاوي في خطبتي صلاة عيد الأضحى بعنوان ( الاحتكام إلى القرآن الكريم ودوره في حماية الدين والمذهب ) وتابعتهما “النعيم نيوز”.
قال تعالى: (وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا) (الفرقان:30)
واوضح الشيخ حسين المندلاوي ان “الآية تقع ضمن سلسلة من الآيات التي تعرض صوراً من حالات الندم والأسف التي تنتاب الظالمين يوم القيامة بحيث يعضّ أحدهم على كلتا يديه وليس على اصبع واحدة جزاء تفريطهم وتمردهم على ما أمرهم الله تعالى به نتيجة لاتباعهم اهواءهم وعصبيتهم وقرناء سوء غشوّهم (وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلا * يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلانًا خَلِيلا * لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلإِنسَانِ خَذُولا) (الفرقان:27-29).”
وأكد الشيخ حسين المندلاوي ان “ما يزيد الظالمين ندماً وحسرة ورعباً من مصيرهم ان الرسول الذي بعثه الله تعالى رحمة بهم سيكون حجة عليهم وسيكون خصمهم وهو الذي يرفع الشكوى ضدّهم فتقول الآية التالية : (وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا) لأن القرآن هو الأصل في السبيل الموصل الى الله تبارك وتعالى فالإعراض عنه إعراض عن الرسول (ص) وأهل بيته الطاهرين ، فقد ورد في الرواية الشريفة عن جابر عن رسول الله (ص) قال: (يجئ يوم القيامة ثلاثة يشكون إلى الله عز وجل: المصحف، والمسجد، والعترة. يقول المصحف: يا رب حرقوني ومزقوني، ويقول المسجد: يا رب عطلوني وضيعوني، وتقول العترة: يا رب قتلونا وطردونا وشردونا فأجثوا للركبتين للخصومة، فيقول الله جل جلاله لي: أنا أولى بذلك).
وفي ذات الصدد أوضح أن “هناك مراتب عديدة تصلح لان تكون مصاديق لهجر القرآن الكريم أولها هم من صمّوا آذانهم عن سماعه خشية ان يدخل قلوبهم فأغلقوها دونه تعصباً وعناداً واستكبروا عن الايمان به قال تعالى: (وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَارًا) (نوح:7) ، وثانيها حال المنافقين الذين أسلموا للقرآن ظاهراً لكنهم خالفوه في واقعهم وحياتهم العملية كحال بنو أمية وبنو العباس الذين يؤمنون بالقرآن وما فيه وفيه قول الله تعالى (قُل لّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى) (الشورى:23) الا إنهم امعنوا في قتل أهل البيت (ع) وسجنهم واضطهادهم وأمثال ذلك.
وبين أنه “من الصور الأخرى للهجران ما عليه حال أغلب المجتمعات الإسلامية اليوم التي تستمد أفكارها وثقافتها وأنظمتها وقوانينها وسلوكها من مصادر غير ربانية، فضلا عن الاعراض عن تعاليم القرآن الكريم التي تمثل دستوراً للحياة ومنهجاً للسعادة والكمال، ومن مراتب الهجران الاهتمام بمخارج حروف القرآن وتلحين الصوت فيه ومعرفة قواعد قراءاته وأنواعها من دون التدبر بمعانيه والاستفادة من مضامينه ولطائفه وهؤلاء قال فيهم الامام (ع) (حفظوا حروفه وضيّعوا حدوده).”
وتابع الشيخ حسين المندلاوي الخطبة “من المهم جدا ان تقترب الحوزات العلمية ومعاهد العلوم من كنف القرآن الكريم لتحظى بوصل الله سبحانه وتعالى عبر هذا السبيل الأعظم الموصل إلى الله تعالى فقد ورد عن رسول الله (ص) قوله :(فإذا التبست عليكم الفتن كقطع الليل المظلم فعليكم بالقرآن فإنه شافع مشفع وماحل مصدق ومن جعله أمامه قاده إلى الجنة ومن جعله خلفه ساقه إلى النار وهو الدليل يدل على خير سبيل وهو كتاب فيه تفصيل وبيان وتحصيل)، مستغربا مما يراه البعض من منقصة بعالم الفقه والأصول في حال تصديه لتفسير القرآن الكريم وشرح معانيه والاستفادة من لطائفه ودقائقه حتى اصبح طالب العلم ينهي دراسته دون أن يحظى بدرس في القرآن الكريم، وفي ذات السياق لم ينفِ سماحته التقدم الحاصل في ميدان المعاهد والدراسات القرآنية المتخصصة التي تسعى لزيادة الارتباط بالقرآن وتعزيز الفهم القرآني ونشر ثقافة التلاوة والتدبر لكن ذلك كله يبقى دون ما تقتضيه المسؤولية العظيمة تجاه القرآن الكريم .
وأكد إن ” أهمية الرجوع إلى أهل البيت (ع) في فهم مرادات القرآن الكريم فأنهم الثقل الآخر وهما متلازمان لا يفترقان بنص الحديث المشهور المتواتر لدى الفريقين (إني تارك فيكم أمرين إن أخذتم بهما لن تضلوا: كتاب الله عز وجل وأهل بيتي عترتي، أيها الناس اسمعوا وقد بلغت، إنكم ستردون علي الحوض فأسألكم عما فعلتم في الثقلين والثقلان: كتاب الله جل ذكره وأهل بيتي، فلا تسبقوهم فتهلكوا، ولا تعلموهم فإنهم أعلم منكم).
وختم الشيخ حسين المندلاوي الخطبة بالقول بضرورة تفعيل دور القرآن الكريم في حياة الأمة على الصعيد الفردي والاجتماعي، وحث الشباب على تلاوة القرآن والتدبر فيه بصورة يومية فقد ورد عن الامام الصادق (ع) قوله: (من قرأ القرآن وهو شاب مؤمن اختلط القرآن بلحمه ودمه، وجعله الله عز وجل مع السفرة الكرام البررة).
لتصلك آخر الأخبار تابعنا على قناتنا على تلغرام: النعيم نيوز
لمتابعتنا على فيسبوك يرجى الضغط على الرابط التالي: النعيم نيوز
كما يمكنك الاشتراك على قناتنا على منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا على: قناة النعيم الفضائية
كما يمكنك أيضا الاشتراك بقناتنا على الانستغرام: النعيم نيوز