اخبار اسلامية
أخر الأخبار

خطبتا صلاة الجمعة في قضاء السنية بإمامة الشيخ مؤيد الشافعي

أقيمت خطبتا صلاة الجمعة بمحافظة الديوانية/قضاء السنية، في جامع الإمام موسى الكاظم (ع)، بإمامة الشيخ مؤيد الشافعي.

 

وذكر مراسل “النعيم نيوز”. أن “الخطبة الأولى كانت حول “ذكرى ولادة النبي (ص) وحفيده الإمام الصادق (ع)”

في السابع عشر من ربيع الأول كانت ولادة رسول الله (ص) سنة 570م، عام الفيل قبل البعثة النبوية الشريفة بـ40 سنة، وكذلك في مثل ذلك اليوم سنة 83هـ كانت ولادة الإمام جعفر بن محمد الصادق(ع).

كم هو ملفت توقيت القدر من الله سبحانه للولادتين في نفس اليوم من شهر ربيع الأول، بمولد رسول الله(ص) استبشر أهل السماء والأرض بمجيء الرحمة الإلهية، وكانت ولادة خاتم الأنبياء الذي أخرج الناس من ظلمات الشرك إلى نور الإيمان، فبيّن للناس الحلال من الحرام، وأمرهم بما يُسعدهم في الدنيا والآخرة.

وبعد رحيله(ص) بسبعين عام – وقد كان كثير من سُننه(ص) قد حُرّف وبُدّل – وفي يوم ولادته الشريفة(ص) يولد حفيده الإمام جعفر الصادق(ع) الذي أعاد الحياة لسُنن وشريعة جدّه المصطفى(ص)، إذ كان كلّ همّه(ع) [كيف يحفظ شريعة رسول الله(ص)؟ ويزيل عنها التشويه والتحريف الذي سبّبه المتربّصون شراً برسالة الإسلام من يهودٍ مُندسّين ومنافقين أظهروا الإسلام وأبطنوا الكفر وتحكّموا في رقاب المسلمين، يدفعون الرشوة لمن يكذب عن لسان النبي(ص)، حتى امتلأت الكتب بالإسرائيليات والروايات المدسوسة والعقائد المُضلّلة].

عبد الله بن عبد المطلب والد النبي(ص) توفي ومحمد(ص) جنين في بطن أمه آمنة بنت وهب، التي تقول أنّها ما وجدت منه شقة حين وضعته، ولحظة ولادته(ص) خرج نور أضاء له إيوان كسرى، لمّا سمع جدّه عبد المطلب بولادته فرح كثيراً، وكأنّما كان ينتظر هذا المولود المبارك، دخل على آمنة وقام يدعو الله ويشكره على ما أعطاه، ومما قاله – كما في السيرة -:

الْحَمْدُ لِلّهِ الّذِي أَعْطَانِي* هَذَا الْغُلَامَ الطّيّبَ الْأَرْدَانِ

قَدْ سَادَ فِي الْمَهْدِ عَلَى الْغِلْمَانِ * أُعِيذُهُ بِالْبَيْتِ ذِي الْأَرْكَانِ

حَتّى يَكُونَ بُلْغَةَ الْفِتْيَانِ * حَتّى أَرَاهُ بَالِغَ الْبُنْيَانِ

أُعِيذُهُ مِنْ كُلّ ذِي شَنَآنِ * مِنْ حَاسِدٍ مُضْطَرِبِ الْعِنَانِ

وأعطاه لحليمة السعدية لترضعه، وليعيش معها في البادية، وقد شعرت هي وعشيرتها ببركة هذا المولود، إذ بمجرّد أن حلّ بينهم حلّت البركة وتغيّرت الأحوال، ولم تكن حليمة السعدية راغبة في ذلك لأنه يتيم، وقد رجع نساء قومها كل واحدة بطفلٍ لترضعه، قالت لزوجها ليس بمكة غلام يسترضع إلاّ هذا الغلام، فلو أخذناه فإنّي أكره أن أرجع بغير شيء . فقال لها: خذيه عسى الله أن يجعل لنا فيه خيراً كثيراً . فأخذته ووضعته في حجرها فدرّ ثدياها حتى رُوي ورُوي أخوه ابن حليمة والذي كان لا ينام من الجوع، بقي عندها محمد سنتين، وجاءت به إلى أمه زائرة وأخبرتها ما رأت من البركة والخير الذي أصاب أهلها، ثم رجعت به إلى البادية وبقي إلى أن أكمل خمس سنوات وعادت به إلى أمه التي توفيت بعد ذلك بسنة.

فكان عمر النبي(ص) حينها ست سنوات، لينفرد بحضانته جدّه عبد المطلب الذي كان يفضّله على أولاده وعلى أحفاده، وعندما دنت الوفاة من عبد المطلب والنبي ابن ثمان سنوات عهد به إلى أبي طالب وأوصاه فيه خيراً، فكانت عناية أبي طالب به أشد من عناية عبد المطلب؛ لأنهما كانا يدركان بأنّ شأناً عظيماً سيكون لهذا الطفل، فكان أبو طالب لا يفارقه حتى عندما خرج بتجارة له إلى بلاد الشام، اصطحبه معه وكانت في تلك السفرة حكاية الراهب الذي لاحظ الغيمة التي كانت تضلّل محمداً(ص) حيثما حل، وطلب من عمّه أبي طالب أن ينام محمدٌ معه تلك الليلة.

وأخبر الراهب أبا طالب بأنّ لهذا الطفل شأناً وأوصى أبا طالب بالحرص عليه، ولم يكن أبو طالب بحاجة لمن يوصيه بابن أخيه، فكان شديد الاهتمام به والحفاظ عليه إلى أن زوّجه من خديجة بنت خويلد التي عمل النبي(ص) في تجارتها، فاخلصت له وأحبّته، وعندما كان رسول الله(ص) يتعبّد في غار حراء كانت تأتيه بالطعام غير آبهة بمشقة الصعود إلى الغار.

وكانت هي والإمام علي أوّل المصدّقين له والمؤمنين بدينه، وأول من صلى خلف رسول الله(ص) في الكعبة، إذ كان علي(ع) يُصلّي على يمين رسول الله(ص) وخديجة خلفه إلى أن أمر أبو طالب ابنه جعفر بالصلاة عن شمال رسول الله(ص) قائلاً له: صل جناح ابن عمّك . أبو طالب كان مؤمناً برسول الله(ص) – وإن لم يُصرّح بذلك أمام الملأ؛ ليُبقي على زعامته في قريش فيتمكّن من الاستمرار بحماية رسول الله(ص) – الذي قال له يوماً ليشدّ من عزيمته: اصدع بما تؤمر، فوالله لا أسلمك لهم أبداً . بعد أن كان رسول الله(ص) قال لعمّه: والله يا عم لو أعطوني الشمس في يميني والقمر في يساري على أن اترك هذا الأمر؛ ما تركته أو أهلك دونه . وثبت معه في الحصار الذي فرضته قريش واستمر النبي(ص) في دعوته متحملاً الأذى والظلم وهو القائل(ص): ما أوذي نبي بمثل ما أوذيت .

حتى استطاع إيصال رسالة ربّه إلى الناس وأرسى دعائم دولة الإسلام التي استطاعت التغلّب على دولتي الروم وفارس، لأن أهل الجزيرة العربية قبل دولة الإسلام لم تكن لهم دولة ولا حضارة، إذ كان يحيط بها ثلاث دول [ الأحباش والفرس والروم] ولم يُعرف لهم شأن، يكفي أن عصرهم عُرف بالعصر الجاهلي الذي كانت البنت تُدفن فيه حيّة لأنها لا تغزو، أو خوفَ العار، وبالإسلام صاروا قوةً عظمى، فعندما أطاع المسلمون رسول الله(ص) وأخذوا بتعاليمه صاروا دولة قويّة يخافها الأعداء.

وكان النبي(ص) يؤكّد على المسلمين الالتزام بأوامره والمحافظة على وحدتهم، لكنّهم ضاعوا ووقعوا فيما كان يحذّرهم منه رسول الله(ص)، فصاروا كالأيتام على مآدب اللئام، وكادت أن تضيع سنة رسول الله(ص) لولا عِدْل القرآن الذي أمرنا النبي(ص) بالتمسك بهم مع القرآن.

ولو أنّ المسلمين من حين رحيل النبي(ص) نفّذوا وصيته ولم يحيدوا عن علي(ع) لما وصلوا إلى ما وصلوا إليه من الضعف والتشرذم، لكنّها سنّة الحياة تجعل أهل الدنيا يخالفون ما يعتقدون، لأن الدنيا أغرتهم، وكما وصف أمير المؤمنين(ع) في خطبته الشقشقية قائلاً عنهم: كَأَنَّهُمْ لَمْ يَسْمَعُوا اللَّهَ سُبْحَانَهُ يَقُولُ تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُها لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلا فَساداً وَالْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ بَلَى وَاللَّهِ لَقَدْسَمِعُوهَا وَوَعَوْهَا وَلكِنَّهُمْ حَلِيَتِ الدُّنْيَا فِي أَعْيُنِهِمْ وَرَاقَهُمْ زِبْرِجُهَا.

لقد تصرّف الإمام علي(ع) بما هو في مصلحةً الإسلام، وكذلك أبناؤه المعصومون من بعده، إمامٌ تلو إمامٍ يعمل على حفظ الدين بالاسلوب الذي يمليه عليه واجبه الشرعي الذي هو أدرى به، فكان صلح الإمام الحسن(ع) وشهادة الإمام الحسين(ع)، التي فضحت زيف إسلام بني أمية، الذين خسروا الملك تحت شعار [يالثارات الحسين]، لكن بنو العباس لم يكونوا أقل سوءاً من بني أميّة، فلقد حجبوا الأئمة(ع) عن الناس وعملوا على قتلهم وتشريدهم إلى أن وقع أمر الله بالغيبة للإمام الثاني عشر(عج).

لكن مع بداية نهاية دولة بني أمية التي ضعُفت وقيام دولة بني العباس التي كانت في بدايتها، انشغل الحكام عن أئمة أهل البيت(ع)، استطاع الإمام الصادق(ع) أن يؤسّس جامعة إسلامية ردّت الكثير من الشبهات وأبطلت الكثير من الضلالات وتمكّنت من نشر العلوم والمعارف، إذ استطاع الإمام الصادق(ع) أن يُربّي علماء في كل العلوم الفقهية والعقائدية والكيميائية وغيرها، إذ أحصى البعض أكثر من أربعة آلاف عالم من مختلف بلاد المسلمين تخرّجوا من مدرسته(ع)، ومنهم أئمة المذاهب، ومشهور قول أبي حنيفة: لولا السنتان لهلك النعمان . يعني السنتين اللتين تلقّى فيهما العلم عند الإمام الصادق(ع).

لقد تمكّن رسول الله (ص) من خلال أخلاقه الحسنة ودعوته بالحكمة والموعظة الحسنة أن يملك قلوب الناس ويوحّدهم وانتشر دينه بالكلمة الطيبة ولم يكن بالسيف إلاّ للدفاع عن المسلمين وردّ كيد المنافقين ودفع خطر الأعداء.

يقول برناردشو: إنّ العالم أحوج ما يكون إلى رجلٍ في تفكير محمد، وإنّ رجال الدين في القرون الوسطى، ونتيجةً للجهل أو التعصّب، قد رسموا لدين محمدٍ صورةً قاتمةً، لقد كانوا يعتبرونه عدوًّا للمسيحية، لكنّني اطّلعت على أمر هذا الرّجل، فوجدته أعجوبةً خارقةً، وتوصّلت إلى أنّه لم يكن عدوًّا للمسيحيّة، بل يجب أنْ يسمّى منقذ البشرية، وفي رأيي أنّه لو تولّى أمر العالم اليوم، لوفّق في حلّ مشكلاتنا بما يؤمن السلام والسعادة التي يرنو البشر إليها.

قال المهاتما غاندي: أردت أن أعرف صفات الرجل الذي يملك بدون منازع قلوب ملايين البشر ، لقد أصبحت مقتنعا كل الاقتناع أن السيف لم يكن الوسيلة التي من خلالها اكتسب الإسلام مكانته ، بل كان ذلك من خلال بساطة الرسول مع دقته وصدقه في الوعود ، وتفانيه وإخلاصه لأصدقائه وأتباعه ، وشجاعته مع ثقته المطلقة في ربه وفى رسالته. هذه الصفات هي التي مهدت الطريق، وتخطت المصاعب وليس السيف. بعد انتهائي من قراءة الجزء الثاني من حياة الرسول وجدت نفسي أسِفاً لعدم وجود المزيد للتعرف أكثر على حياته العظيمة.

لو أنّ المسلمين تخلّقوا بأخلاق نبيّهم وعملوا بشريعته وكان لهم برسول الله أسوة حسنة لما تفرقوا ولا تنازعوا لكنّهم اتبعوا الشهوات وارتكبوا الجرائم وسار الكثيرون منهم بما خطّه لهم أعداء الله، ليعطوا صورة مشوّهة للإسلام، حتى لا تتوجّه الشعوب الأوروبية وغيرها وتعتنق دين الإسلام، فكان التكفيريون ومن قبلهم الوهابيون صنيعة المخابرات البريطانية يومها، وهؤلاء أحفادهم ينفذون مخططات أعداء الإسلام.

من هنا كانت وصايا حفيد رسول الله(ص) بالاقتداء بالنبي(ص) وبآل البيت(ع)؛ لنكون باعمالنا وسيرتنا دعاة لهذا الدين ولأهل البيت(ع)، منها قوله(ع): كونوا دعاةً لنا بغير ألسنتكم .

ومما جاء عن الإمام الصادق(ع) أنه قال: أفضل الملوك من اعطي ثلاث خصال الرأفة و الجود والعدل، وعليهم أن لا يفرطوا في ثلاث: في حفظ الثغور وتفقد المظالم واختيار الصالحين لأعمالهم . وقال(ع) للمفضّل بن عمر: أوصيك بست خصال تبلغهن شيعتي . قلت وما هنَّ يا سيدي؟ قال(ع): أداء الأمانة إلى من ائتمنك ، و أن ترضى لأخيك ما ترضى لنفسك ، و اعلم أن للأمور أواخر فاحذر العواقب، و أن للأمور بغتات فكن على حذر وإياك و مرتقى جبل سهل إذا كان المنحدر وعراً، ولا تعدنَّ أخاك وعداً ليس في يدك وفاؤه . وقال(ع): اتقوا الظلم فإنّ دعوة المظلوم تصعد إلى السماء . ومن لم يهتم بأمور المسلمين فليس بمسلم . وكان رسول الله(ص) يقول: من أصبح ولم يهتم بأمور المسلمين فليس منهم . ومن سمع منادياً ينادي ياللمسلمين ولم يجبه فليس بمسلم . وقال(ع) لبعض أصحابه: لا تشاور الأحمق، ولا تستعن بكاذب، ولا تثق بمودة الملوك، فإنّ الكذاب يقرّب لك البعيد ويبعّد لك القريب، والأحمق يجهد لك نفسك ولا يبلغ ما تريد، والملك أوثق ما كنت به يخذلك، وأوصل ما كنت له يقطعك، ولا يستغنِ أهل كل بلد عن ثلاثة: فقيه عالم ورع، وأمير خير مُطاع، وطبيب بعير ثقة، فإن عُدموا ذلك كانوا همجاً رُعاعاً . وقال(ع): خف الله كأنك تراه، وإن كنت لا تراه فإنّه يراك، وإن كنت ترى أنه لا يراك؛ فقد كفرت، وإن كنت تعلم أنه يراك ثم برزت بالمعصية فقد جعلته من أهون الناظرين إليك . وكان يقول(ع): والله ذئبان ضاريان في غنم غاب عنها رعاتها بأشد فتكاً فيها من حب الجاه والمال في دين المسلم . وقال له المنصور يوماً: لما لا تغشانا كما يغشانا الناس ؟ فقال(ع) له: من أراد الآخرة لا يصحبك، ومن أراد الدنيا لا ينصحك.

في ذكرى ميلاد الحبيب المصطفى(ص) وميلاد حفيده مجدّد شريعته الإمام الصادق(ع)، علينا أن ندرس حياتهما ونتخذهما أسوة وقدوة حتى نستطيع التغلّب على حب الدنيا الذي يُحبّب لنا المعاصي ويسبّب لنا الضعف والتفرّق، ويطل علينا ذكرى المولد النبوي والمسلمون ضيّعوا شريعة رسول الله(ص)”.

 

 

 

لتصلك آخر الأخبار تابعنا على قناتنا على تلغرامالنعيم نيوز

كما يمكنك الاشتراك على قناتنا على منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا علىقناة النعيم الفضائية

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى