اخبار اسلامية
أخر الأخبار

خطبتا صلاة الجمعة في الديوانية بإمامة الشيخ مؤيد الشافعي

أقيمت خطبتا صلاة الجمعة، بجامع الإمام موسى الكاظم (ع)، في قضاء السنية/محافظة الديوانية، بإمامة الشيخ مؤيد الشافعي.

 

وجاء في نص الخطبتين، وتابعتهما “النعيم نيوز”:

الخطبة الأولى/ عنوان الخطبة (فضائل أمير المؤمنين عليه السلام)

في شهر رجب تحتشد المناسبات والذكريات الخالدة، من هذه الذكريات ذكرى ولادة الإمام التاسع من أئمة أهل البيت وهو الإمام محمد الجواد (ع) الذي كانت ولادته في مثل يوم أمس أي في العاشر من شهر رجب.

ومن المعروف أن الإمام الجواد (ع) هو الإمام المعجزة، حيث تسلّم الإمامة وهو لم يبلغ سنّ البلوغ، واستطاع أن يفرض شخصيته الروحية والعلمية على المجتمع الإسلامي، بحيث بهر العلماء بسعة علمه ومعارفه بالرغم من صغر سنه ما دفع المأمون العباسي – وهو الخليفة آنذاك – لشدّة إعجابه به وبعلمه وفضله، إلى أن يزوّجه – بمبادرة منه لا من الإمام الجواد – ابنته “أمّ الفضل”.

ومن مناسبات هذا الشهر أيضاً ذكرى ولادة الامام علي بن أبي طالب (ع) في الثالث عشر من شهر رجب، علي (ع) الذي تعددت خصاله وخصائصه وميزاته فكان شخصية فريدة منذ الولادة وحتى الشهادة. ولد في الكعبة ولم يولد قبله ولا بعده احد، وتربى في حجر رسول الله (ص) ولم يتربى في حجره الشريف احد غيره من الصحابة، وهو أوَّل الناس إسلاماً، وأخو رسول الله (ص واله) دون غيره، وأحبُّ الخلق إلىٰ الله، وصاحب حوض رسول الله (ص وآله) يوم القيامة، والمبلِّغ عن رسول الله (ص واله) بأمرٍ من السماء، وهو صاحب راية رسول الله (ص وآله) في كل المواقع الجهادية والكرَّار غير الفرَّار يوم خيبر، إلى غير ذلك من الخصائص التي ذكرها المؤرخون والصحابة.

ولا يخفى على أهل العلم والفحص انّ فضائل أمير المؤمنين عليه السلام لا تحصى في أي كتاب وباب ولا يقدر عدها أي لسان بل لا تُدرِك درجاته ملائكة السماوات أيضاً، وقد ورد في الأحاديث الكثيرة انّ أهل البيت عليهم السلام هم كلمات الله ولا يمكن إحصاء فضائلهم كما لا تحصى كلمات الله.

اعلموا أنّ الفضائل إما نفسية وإما بدنية، وكان أمير المؤمنين (عليه السلام) أكمل وأفضل من جميع البشر في كلا القسمين بوجوه عديدة سوى رسول صلى الله عليه وآله.

ـ في جهاده عليه السلام:

كان جهاده عليه السلام وعظيم بلائه في الحروب والغزوات أكثر من جميع المسلمين ولم يصل أحد إلى درجته ومرتبته، فقد قَتَل في غزوة بدر الكبرى ـ وهي أول ما امتحن الله تعالى به المؤمنين من المعارك ـ الوليد وشيبة والعاص وحنظلة وطعمة ونوفل وغيرهم من صناديد العرب وشجعان المشركين وفرسانهم، حتى قتل نصف المشركين في تلك المعركة بيده عليه السلام والنصف الآخر بيد المسلمين والملائكة التي نزلت لنصرتهم.

في حسن خلقه وانبساطه عليه السلام:

وهذا المطلب أوضح من الشمس حتى أن أعداءه عابوا عليه كثرة دعابته، وكان عمرو بن العاص يقول إن علياً كان كثير الدعابة والمزاح، وقد أخذ عمرو هذا الكلام من عمر فقد جعلها عمر عيباً على أمير المؤمنين عليه السلام كي لا يسلّم إليه الخلافة.

قال صعصعة بن صوحان وغيره في وصفه عليه السلام: كان فينا كأحدنا لين جانب، وشدة تواضع، وكنا نهابه مهابة الأسير المربوط للسياف الواقف على رأسه.

وقال معاوية لقيس بن سعد: رحم الله أبا حسن فلقد كان هشاً بشاَ ذا فكاهة، قال قيس: نعم كان رسول الله صلى الله عليه وآله يمزح ويبتسم إلى أصحابه وأراك تسر حسواً في ارتغاء وتعيبه بذلك، أما والله لقد كان مع تلك الفكاهة والطلاقة، أهيب من ذي لبدتين قد مسه الطوى، تلك هيبة التقوى وليس كما يهابك طغام أهل الشام.

في علمه عليه السلام:

كان عليه السلام اعلم الناس وأفقههم، وتظهر أعلميته من وجوه:

الأول: أنه كان في غاية الذكاء والفطانة والفراسة وكان دائم الملازمة لرسول الله صلى الله عليه وآله يقتبس علمه من مشكاة النبوة، وهذا برهان جلي على اعلمتيه بعد النبي صلى الله عليه وآله، مضافاً إلى أن النبي صلى الله عليه وآله علمه ـ حين وفاته ـ ألف باب من العلم ينفتح من كل باب ألف باب، وقد ورد في الأخبار الكثيرة المعتبرة المتواترة من طرق الخاصة والعامة ان النبي صلى الله عليه وآله قال: «أنا مدينة العلم وعلي بابها».

الثاني: أن الأصحاب كثير ما اتفق عندهم الخلط في الأحكام وعدم الفهم لها وحصل لهم الاشتباه في الفتوى مراراً، فكانوا يرجعون إليه عليه السلام فيعلمهم ويهديهم إلى الصواب.

ولم يذكر أبداً انه عليه السلام رجع إليهم في مسألة جهلها أو حكم لم يعرفه، بل القضية على العكس تماماً ـ كما قلنا ـ فهذا دليل واضح على أعلميته (عليه السلام) وقصص خطـأ الصحابة في الفتوى ثم الرجوع إلى علي عليه السلام ـ باب علم مدينة النبي صلى الله عليه وآله ـ لا تخفى على أحد سيما المتتبع الخبير.

الثالث: أن المستفاد من الحديث الشريف «أقضاكم علي» هو أعلميته لان القضاء يستلزم العلم ولا ينفك عنه.
ـ في كثرة جوده وسخائه عليه السلام:

وهذا المطلب أشهر من أن يذكر، كان عليه السلام يصوم نهاره ويقوم ليله ويبيت جائعاً ويتصدق بقوته على المساكين، فنزلت سورة هل أتى في حقه ونزلت أيضاً هذه الآية الكريمة في شأنه: «الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُم بِاللَّيلِ وَالنَّهَارِ سِرّاً وَعَلاَنِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ» البقرة: 274.

كان عليه السلام يعمل ويستأجر نفسه ثم يتصدق بأجرته للمساكين والفقراء ويشد هو الحجر على بطنه من شدة الجوع، ويكفينا ما شهد به معاوية ـ ألد أعدائه، والفضل ما شهدت به الأعداء ـ قال: لو كان لعلي بيتان بيت من تبر (ذهب) وبيت من تبن لتصدق بتبره قبل تبنه.

في زهده عليه السلام:

لا يخفى أنه عليه السلام أزهد الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وآله بل هو قبلة الزهاد وسيدهم، ما شبع من طعام قط وكان مأكوله وملبوسه أخشن من كل أحد، وكان يأكل خبز الشعير اليابس ويمهر الجراب مخافة ان يأتي أحد أولاده فيضع الدهن أو الزيت على الخبز وقل ما أضاف اداماً إلى الخبز ولو أراد اداماً الملح أو الخل.

وقد ذُكر يوم استشهاده عليه السلام أنه كان ليلة التاسع عشر في بيت أم كلثوم للإفطار فجاءت بطبق الطعام وفيه قرصان من خبز الشعير وقصعة فيها لبن وملح جريش، فلما نظر إليه بكى بكاءاً عالياً شديداً وقال:
يا بنية أتقدمين لأبيك ادامين في فرد طبق واحد؟ أنا أريد أن اتبع أخي وابن عمي رسول الله صلى الله عليه وآله ما قُدم إليه ادامان في طبق واحد إلى ان قبضه الله تعالى.

يا بنية والله لا آكل شيئاً حتى ترفعي أحد الادامين فرفعتُ اللبن، فتناول عليه السلام قليلاً من الطعام ثم حمد الله وأثنى عليه ثم قام يصلي.

وقال عليه السلام في الكتاب الذي كتبه إلى عثمان بن حنيف: ألا وان أمامكم قد اكتفى من دنياه بطمريه ومن طعامه بقرصيه، وقال: … ولو شئت لاهتديت الطريق إلى مصفى هذا العسل ولباب هذا القمح ونسائج هذا القز ولكن هيهات ان يغلبني هواي ويقودني جشعي إلى تخير الأطعمة، ولعل بالحجاز أو اليمامة من لا طمع له في القرص ولا عهد له بالشبع، أو أبيت مبطاناً حولي بطون غرثى وأكباد حرى.

أأقنع من نفسي بان يقال: هذا أمير المؤمنين ولا أشاركهم في مكاره الدهر أو أكون أسوة لهم في جشوبة العيش، فما خُلقت ليشغلني أكل الطيبات كالبهيمة المربوطة همها علفها… .

فالمتتبع لخطبه وكلماته عليه السلام سيعلم علم اليقين كثرة زهده وعدم اعتنائه لزخارف الدنيا.

روى الشيخ المفيد أنه: لما توجه أمير المؤمنين عليه السلام إلى البصرة نزل الربذة فلقيه بها آخر الحاج، فاجتمعوا ليسمعوا من كلامه وهو في خبائه قال ابن عباس: فأتيته فوجدته يخصف نعلاً فقلت له: نحن إلى ان تصلح أمرنا أحوج منا إلى ما تصنع، فلم يكلمني حتى فرغ من نعله ثم ضمها إلى صاحبتها وقال لي: قومهما.

فقلت: ليس لهما قيمة، قال: على ذاك، قلت كسر درهم، قال: والله لهما أحب إلي من أمركم هذا الا أن أقيم حقاً أو أدفع باطلاً.

ومن كلماته لابن عباس والجدير بها أن تكتب بالذهب هي قوله: أما بعد فان المرء قد يسره درك ما لم يكن ليفوته ويسوؤه فوت ما لم يكن ليدركه، فليكن سرورك بما نلت من آخرتك، وليكن أسفك على ما فاتك منها، وما نلت من دنياك فلا تكثر به فرحاً، وما فاتك منها فلا تأس عليه جزعاً، وليكن همك فيما بعد الموت.

وبالجملة، مطالعة هذه المواعظ تكفينا للزهد في الدنيا وهي خير معين عليه.

في عبادته عليه السلام:

كان عليه السلام أعبد الناس بل هو سيد العابدين ومصباح المتهجدين، كثير الصلاة دائم الصوم، وقد تعلم الأولياء منه عليه السلام إقامة الليل والتهجد وصلاة الليل والنوافل وقد أوقدوا شمعة اليقين في الدين من مشعله الوضّاء.

قد كثرت ثفنات جبينه النوراني من كثرة السجود، وقد بلغ في محافظته على النوافل مبلغاً لم يكن يتركها أبداً، حتى أنه في حرب صفين في ليلة الهرير فرش نطعاً وأخذ يصلي والسهام تتساقط عن يمينه وشماله، لكنه لم يتزلزل ولم يحصل في نفسه شيء منها وبقي يداوم على الصلاة آنذاك حتى أتمها.

ولما أصابه سهم في رجله وأرادوا إخراجه صبروا حتى انشغل عليه السلام بالصلاة ثم أخرجوه حتى لا يحس بالألم لأنه كان إذا صلى ووقف بين يدي خالقة لم يلتفت إلى غيره أبداً، وقد ثبت إنه عليه السلام كان يصلي في كل ليلة ألف ركعة، ولقد كان يغشى عليه بعض الليالي خوفاً من الله وخشية.

وكان علي بن الحسين عليه السلام ـ مع كثرة عبادته وصلاته حتى لقب بذي الثفنات وزين العابدين ـ يقول: من يقدر على عبادة علي بن أبي طالب عليه السلام”.

 

لتصلك آخر الأخبار تابعنا على قناتنا في موقع التلغرام: النعيم نيوز

ولمتابعتنا على موقع فيسبوك يرجى الضغط أيضا على الرابط التالي: النعيم نيوز

كما يمكنك الاشتراك أيضا على قناتنا في منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا على: قناة النعيم الفضائية

ولا تنسى أيضا الاشتراك في قناتنا على موقع الانستغرام: النعيم نيوز

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى