اخبار اسلامية
أخر الأخبار

خطبة صلاة الجمعة في جامع الجوادين (ع) بإمامة السيد محمد البطاط

أقيمت صلاة الجمعة المباركة، بجامع الجوادين (ع) في حي الإسكان مركز محافظة الديوانية، بإمامة السيد محمد البطاط.

 

وتطرق السيد البطاط، في الخطبة الأولى والتي كانت بعنوان: (الاحتفال في رأس السنة الميلادية ترويج للضلال وللفساد)، وتابعتها “النعيم نيوز”، إلى “كلمات الإمام الحسن السبط المجتبى (ع) وقد مرّ في يوم فطر بقومٍ يلعبون ويضحكون، فوقف على رؤوسهم فقال: (إنّ الله جعل شهر رمضان مضماراً لخلقه فيستبقون فيه بطاعته إلى مرضاته فسبق قوم ففازوا وقصّر آخرون فخابوا، فالعجب كل العجب من ضاحك لاعبٍ في اليوم الذي يُثابُ فيه المحسنون ويخسرُ فيه المبطلون، وأيم الله لو كشف الغطاء لعلموا أنّ المحسن مشغولٌ بإحسانه والمسيء مشغولٌ بإساءته)، ثمّ مضى (ع)”.

وأوضح، “علينا أن نستحضر هذه الموعظة في كل لحظات حياتنا، لأنّها كلّها مضمار للتنافس واستباق الخيرات لنيل أفضل الدرجات عند الله تعالى، وها نحن اليوم في نهاية سنة ميلادية ٢٠٢٣م – وفق حساباتهم – وعلى أبواب سنة جديدة ٢٠٢٤م، بإذن الله تعالى”.

وتابع السيد البطاط، “وقد كانت السنة المنقضية مضماراً تسابق فيه الخلق، فالعجب كل العجب مما يشهده العالم من شرقه إلى غربه من احتفالات صاخبة بمناسبة يسمونها رأس السنة الميلادية، وتهدر فيها المليارات من الدولارات، وتُعطّل فيها الأعمال عدة أيام في بعض الدول، وهذه خسائر إضافية”، مضيفاً: “وتعرض الفعاليات المنوّعة كالألعاب النارية والرقص والغناء والحفلات الماجنة، ويشارك فيها المسلمون أيضاً، من دون مراعاة لأخلاقهم وتعاليم دينهم ووصايا أئمتهم”.

وأكمل: “بغضّ النظر عن الأخطاء المتعددة في التاريخ الميلادي، من حيث السنة والشهر واليوم، فإننا نريد أن نتساءل عن معنى هذا الاحتفالات والفرح والسرور، وهل لها واقعية أم لا؟”.

وأردف السيد البطاط، قائلاً: “إذ إننا نجد أن الأحرى بهم أن يحزنوا ويندموا ويتأسفوا لأن سنة مرّت عليهم ونقصت من أعمارهم، مما يعني أنهم اقتربوا من آجالهم من دون أن يستعدوا لها، بل عملوا على عكس ما يراد منهم وضيّعوا هذا الرصيد الذي تُشترى به الجنة ورضا الله تبارك وتعالى، واشتروا به سخط الله تعالى والنيران إلا من شملهُ الله تعالى بلطفه ورعايته الخاصة، فكانت الحياة لمثله زيادة له في كل خير كما في أدعية الإمام السجاد (ع)، ومع ذلك فإنه (ع) يقف بين يدي ربّه ذليلاً متواضعاً ويقول (ويلي كلما كبر سني كثرت معاصيّ! ويلي كلما طال عمري كثرت ذنوبي)”.

وأشار، إلى أن “الإنسان عبارة عن رصيد من السنين والأيام يقدرها الله تبارك وتعالى، فكلما انقضى يوم أو مرّت سنة فانه يعني أنه فقد جزءاً منه حتى ينتهي بالموت، ويصبح بلا قيمة إلا بمقدار ما قدّم لآخرته، مثل رصيد الهواتف المحمولة الذي يساوي عدداً من الدقائق، فكل دقيقة من الاتصال تعني ذهاب جزء منه، قال أمير المؤمنين (ع) (إنما أنت عدد أيام فكل يوم يمضي عليك يمضي ببعضك فخفّض في الطلب وأجمل في المكسب) وفي غرر الحكم لأمير المؤمنين (ع) (العمر أنفاس معدودة) وعنه (ع) (نفس المرء خطاه إلى قبره)”.

ولفت السيد البطاط، إلى أنه “فلابد لنا أن ننظر إلى أهمية الوقت وضرورة إشغاله بما يحقق رضا الله تبارك وتعالى، ويقرّبنا منه، لأنه هو الثمن الوحيد الذي يستحق صرف العمر فيه”.

وبيّن: “وقد اهتمّ الشارع المقدس بالوقت وربط به أغلب فعالياته ليكون الإنسان ملتفتاً إليه ومراقباً له حتى لا يضيع منه، فالصلاة التي هي عمود الدين لها أوقات خمسة محددة يومياً تجب مراعاتها، وفي ذلك قول الإمام الصادق (ع) (امتحنوا شيعتنا في أوقات الصلاة)، أي ليس المطلوب منه المحافظة على أصل الصلاة فقط بل على أوقاتها الخمسة”.

واستدرك، بالقول: “وهكذا بقية الطاعات فالصوم مرتبط بشهر رمضان في عدد أيامه وبالفجر والغروب يومياً، والحج مرتبط بأشهر الحج وأيامه، والخمس والزكاة مرتبطان بالحول، وهناك الشعائر الدينية والمناسبات والأدعية والزيارات المرتبطة بالأوقات، حتى جعل لكل يوم من أيام الأسبوع دعاء وكل يوم من أيام الشهر دعاء بل لكل ساعة من ساعات الليل والنهار دعاء”، مضيفاً: “وكانت بعض الأوقات تعرف ببعض الأوراد المقرّرة لها، كالذي نقل عن بني الحسن (ع) في سجن المنصور العباسي، أنهم كانوا يعرفون أوقات الصلاة بأوراد مرتبة لعلي بن الحسن المثلث حفيد الإمام السبط (ع)”.

ونوه السيد البطاط، إلى أنه “وللقيمة الكبرى للوقت فقد وردت الوصايا باغتنامه واستثماره، كما في وصية النبي (ص) لأبي ذر يا أبا ذر: (اغتنم خمساً قبل خمس، شبابك قبل هرمك وصحتك قبل سقمك وغناك قبل فقرك وفراغك قبل شغلك وحياتك قبل موتك) وفيها (يا أبا ذر نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ)”.

وأكد: “ولأهمية حياة الإنسان وعمره في اكتساب الطاعات، وإنه كلما زاد عمره كثرت فرص الطاعة عنده وتحقيق السعادة قال النبي (ص وآله): (خير الناس من طال عمره وحسن خلقه)، وفي غرر الحكم لأمير المؤمنين (ع) قال (من سعادة المرء أن يطول عمره ويرى في أعدائه ما يسرّه)”.

وختم السيد البطاط، بالقول: “إن الطريق لتحقيق الاستثمار الأمثل للوقت، هو في المبادرة إلى العمل وعدم التسويف والتأجيل، لأن الفرص تمرّ مرّ السحاب، ومن وصية النبي (ص وآله) لأبي ذر (إياك والتسويف بعملك، فإنك بيومك ولست بما بعده، فإن يكن غدٌ لك فكن في الغد كما كنت في اليوم، وإن لم يكن غداً لك لم تندم على ما فرّطت في اليوم)”.

 

لتصلك آخر الأخبار تابعنا على قناتنا في موقع التلغرام: النعيم نيوز

ولمتابعتنا أيضا على موقع فيسبوك يرجى الضغط أيضا على الرابط التالي: النعيم نيوز

كما يمكنك الاشتراك أيضا على قناتنا في منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا على: قناة النعيم الفضائية

ولا تنسى أيضا الاشتراك في قناتنا على موقع الانستغرام: النعيم نيوز

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى