اخبار اسلامية

خطبة صلاة الجمعة في جامع الجوادين (ع) بإمامة السيد حيدر العرداوي

أقيمت صلاة الجمعة المباركة، بجامع الجوادين (ع) في حي الإسكان مركز محافظة الديوانية، بإمامة السيد حيدر العرداوي.

 

وقال السيد العرداوي، في الخطبة الأولى، وتابعتها “النعيم نيوز”، إن “رجالات الحوزة العلمية هم الطريق المعبّد إلى الله تعالى، فهم الذين حملوا على عاتقهم مهمة توعية الأمة وإفهامها بدورها تجاه دينها، وكيفية التعامل في كل جوانب الحياة تحت ضوء الشريعة الإسلامية”.

وذكر، أنه “ومن رجال الحوزة العلمية الذين قدموا أرواحهم على منحر الحرية من أجل الشعار الذي رفعه سيد الشهداء الإمام الحسين عليه السلام (هيهات منا الذلة)، السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر (قدس سره) ونجليه والذي نعيش ذكراهم هذه الأيام”.

وأكد السيد العرداوي، “لقد حاول الشهيد السيد محمد الصدر كسر حاجز الخوف بين الأمة والسلطة الجبروتية الحاكمة، وذلك من خلال تصديه لإقامة صلاة الجمعة في مسجد الكوفة وتعميم إقامتها بمختلف مدن العراق، وهو مشهد لم يشهده تاريخ العراق السياسي منذ حقبة طويلة”، مضيفاً “حيث جعل شهيدنا الصدر من صلاة الجمعة منبراً إعلامياً لتوعية أبناء الأمة، متحدياً أكبر طاغوت عرفته البشرية في العصر الحديث المقبور صدام وأعوانه المرتزقة”.

وأشار، إلى أن “السلطة البعثية الحاكمة في العراق، كانت تخشى التجمعات الدينية حيث كانت تستخدم كل إمكانياتها وقوتها لتفريق أي تجمع ديني من شأنه أن يهدد كيان السلطة البعثية في العراق، خصوصاً وأن لديهم معلومات مؤكدة عن دور الحوزة العلمية في التوعية والتأثير واستقطاب الأمة وإحداث الواقع التغيري متى أرادت ذلك”.

وبيّن السيد العرداوي، أن “الشهيد الصدر الثاني استطاع بحكمته وحنكته أن يكسر حاجز الخوف بين الأمة والسلطة المتفرعنة عندما وقف في مسجد الكوفة مرتدياً الكفن ومنادياً هلموا إلى الصلاة وانصروا دينكم، فكان لهذا التجمع العبادي السياسي دوراً كبيراً ومهماً في مسار المواجهة التي كان تخوضها الحوزة العلمية مع أعداء الإسلام”.

وأردف، قائلاً: “لقد أعطت صلاة الجمعة رسالة إلى السلطة البعثية الكافرة والتي تسلطت على رقاب الأمة بقوة السلاح والإرهاب، بأن معظم شرائح الشعب العراقي هي شرائح رافضة لسياستها القمعية”، مؤكداً أن “الشهيد الصدر جعل من صلاة الجمعة المتنفس الوحيد لإطلاق صوت الحق وكسر طوق السكوت، من خلال نقد تصرفات السلطة التي تخص شؤون الحياة اليومية”.

ولفت السيد العرداوي، إلى أنه “كما حاول الشهيد السيد محمد الصدر أن يجعل من صلاة الجمعة نداءً تعبوياً للجماهير، وتشكيل نواة لجيش فكري يتسلح بالعقائد الحقة، من أجل مواجهة الاستكبار العالمي واستقبال المصلح الإلهي الموعود”.

وأضاف، أنه “لذا شعر النظام البعثي المقبور أن هذا الأمر سوف يشكل خطراً مباشراً على سلطته، فسارع إلى تدبير عملية اغتيال لشهيدنا الصدر مع ولديه، متصوراً أن الأمور ستنتهي بذلك”، مردفاً بالقول: “لكن الغليان الجماهيري بدأ يزداد يوماً بعد يوماً، وتحولت تلك الجماهير إلى مجاميع استشهادية، إلى أن سقط النظام البعثي في مزبلة التاريخ”.

ونوه السيد العرداوي، إلى أنه “اليوم أصبح لزاماً على الكتاب والمثقفين وأصحاب الفكر الحر أن لا ينسوا تضحيات أولئك الأبطال من رجال الحوزة العلمية، وأن يوثقوا هذه المواقف لأن هناك من يسعى إلى إخفاء جرائم النظام البائد وسرقة المواقف الوطنية، خصوصاً إذا كانت هذه المواقف من الحوزة العلمية المباركة وأهلنا في الوسط والجنوب”، لافتاً إلى أنه “بل يجب أن نجعل من هؤلاء الأبطال قدوة لنا في السير نحو الإصلاح رافضين كل الشعارات الزائفة التي تحارب الحوزة العلمية ورجالها”.

وتابع، قائلاً: “وللوقوف أكثر على الطريقة التي استطاع بها السيد الشهيد الصدر (قدس سره الشريف) حيث اقتنص اللحظة المناسبة، حيث كان النظام بعد هزيمته وانسحابه المهين من الكويت في موقع ضعف وانكسار، وكان الحصار الدولي يضيّق الخناق على الشعب العراقي، كما أن قمع النظام للانتفاضة الشعبية قد ملأ نفوس المواطنين بالسخط والغضب، ولتنفيس هذه الحالة اتجه النظام الصدامي للتظاهر بالاهتمام بالدين، ورفعه شعاراً في مقابل أمريكا وحلفاءها”.

وأكمل السيد العرداوي، قائلاً: “ورأى الشهيد الصدر أن الفرصة سانحة لاستثمار هذا الظرف، والمبادرة لتفعيل ساحة المجتمع، وتجذير القيم والمبادئ الدينية في أوساطه، لكي تستعيد المرجعية دورها القيادي، بعد ما انقطعت عن الجمهور، وتعرضت لأعنف الضربات القاتلة من قبل النظام”.

واختتم، بالقول: “وما كان يمكنه ذلك إلا بتحييد النظام، وعدم استثارته، بل إظهار الوجه الذي يطمنه، وهذا ما أقدم عليه الشهيد الصدر، مع إدراكه لما يعنيه هذا الموقف من إثارة الشكوك حوله واتهام نزاهته في أوساط كثيرة، لكنه وطّن نفسه على تحمّل الاتهامات والاهانات، مضحّياً بسمعته”، مضيفاً “حيث اتهم بالعمالة للنظام وأنه مرجع السلطة، من أجل إحياء الحالة الدينية، واستعادة دور المرجعية، وإعداد الشعب العراقي لتحمل مسؤوليته تجاه الاستبداد والاستعمار، وكان النظام يراهن على استغلال مرجعية الصدر، بينما كان الشهيد الصدر يراهن على التقاط اللحظة التاريخية، وتحقيق أهدافه المرسومة في غفلة من النظام و سيطرة الضعف عليه”.

 

 

لتصلك آخر الأخبار تابعنا على قناتنا في موقع التلغرامالنعيم نيوز

ولمتابعتنا على موقع فيسبوك يرجى الضغط أيضا على الرابط التاليالنعيم نيوز

كما يمكنك الاشتراك أيضا على قناتنا في منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا علىقناة النعيم الفضائية

ولا تنسى أيضا الاشتراك في قناتنا على موقع الانستغرامالنعيم نيوز

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى