أقيمت صلاة الجمعة بإمامة الشيخ حاكم النائلي في جامع الجوادين (ع) في حي الإسكان مركز محافظة الديوانية.
وتطرق الشيخ النائلي في الخطبة الاولى لصلاة الجمعة تابعتها”النعيم نيوز”، مستشهداً بالآية الكريمة قال تعالى (أَحَسِبَ النّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنّا وَهُمْ لاَ يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنّا الّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنّ اللّهُ الّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنّ الْكَاذِبِينَ) العنكبوت.
والبلاء بمعنى الاختبار والامتحان يرافق المؤمنين في كل مراحل حياتهم، وقال الإمام الكاظم (ع): ((المؤمن مثل كفتي الميزان، كلّما زيد في إيمانه زيد في بلائه)) تختلف غايات البلاء وإن توحّدت مظاهره، فالبلاء الواحد قد يكون اختباراً لأفراد وجماعات معينة، ويكون عذاباً لآخرين. وتأديباً لهم. قال سبحانه وتعالى: (وَاتّقُوا فِتْنَةً لاَتُصِيبَنّ الّذِينَ ظَلَمُوا مِنكُمْ خَاصّةً . من ألوان البلاء:
أولاً ــ بلاء المؤمنين: يتعرض المؤمنون للبلاء لامتحان إيمانهم وصبرهم وشكرهم واستمراريتهم على المنهج الربّاني، وللحصول على الأجر والثواب من أجل التوجيه والتقويم لتصقل نفوسهم وتمحّص. ويكون البلاء بالشدة والرخاء، ولا يقتصر على الشدة فقط.
وتتعدد مظاهر الابتلاء بالشدّة من فرد إلى آخر، ومن مجتمع إلى مجتمع آخر حسب درجات الإيمان وحسب الطاقات الكامنة في النفوس.
1 ـ الخوف والجوع ونقص الأموال والأنفس والثمرات: قال سبحانه وتعالى: (وَلَنَبْلُوَنّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالّثمَرَاتِ وَبَشّرِ الصّابِرِينَ
فالابتلاء بالشدة في هذه المظاهر يحرك القوة الكامنة في الإنسان لكي يلتجئ إلى الله ويركن إليه لتتعمق العلاقة بينه وبين خالقه
2 ـ الابتلاء بالكفار: يبتلي الله تعالى المؤمنين بالكفّار وبما يملكون من قوة، من مالٍ وسلاحِ ورجال ومن وسائل السيطرة، فيجد المؤمنون أن للكفار دولة قوية وأنّ لهم أتباعاً وأنصاراً وهم وحدهم، ويزداد الابتلاء عندما يتباطأ النصر وتضيق الحلقة على المؤمنين.
3 ـ ضيق المعيشة: الفقر وضيق المعيشة من أوجه الابتلاء والامتحان للمؤمنين لاختبار صبرهم واختبار إيمانهم بقضاء الله وقدره: (وَأَمّا إِذَا مَا ابْتَلاَهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبّي أَهَانَنِ . والابتلاء بضيق المعيشة يتناسب طردياً مع درجة الإيمان، قال الإمام الصادق (عليه السلام): (( كلّما ازداد العبد إيماناً ازداد ضيقاً في معيشته)) .
والمؤمن الذي يواجه ضيقاً في معيشته يتجه بكل جوارحه إلى الله، وإنّ قلة الرزق امتحان عسير لمعرفة درجة ارتباطه بالله ورضاه بما قسم الله له من الرزق.
4 ـ ابتلاء التأديب: عندما يبتعد المؤمن عن المنهج الربّاني في الحياة، ولا يجعل سلوكه مطابقاً لما يؤمن به، فإن الله سبحانه يبتليه بعذاب تأديبي ليردعه عن المعاصي، ولكي يعود للاستقامة ويتوب إلى الله، وهو بلاء لا تطول مدته، ويتوقف على التوبة والإنابة، ومن مظاهره:
أ ـ نقص الثمرات وحبس البركات: قال الإمام علي (عليه السلام)، ((إن الله يبتلي عباده عند الأعمال السيئة بنقص الثمرات وحبس البركات وإغلاق خزائن الخيرات، ليتوب تائب، ويُقلعَ مُقلِعٌ، ويتذكر متذكر، ويزدجر مزدجر) .
ومن الأمور التي تدفع البلاء:
1 ـ الاستغفار: لأن الانحراف والتمرد سبب للبلاء والعذاب، فإذا تاب الإنسان واستغفر فإنه يتّقي البلاء: (وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُعَذّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللّهُ مُعَذّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ
2 ـ الدعاء: إن الله سبحانه يستجيب لعبده إن دعاه، فيرفع البلاء عنه، قال الإمام علي (ع): (( ادفعوا أنواع البلاء بالدعاء، عليكم به قبل نزول البلاء) .
ولذا جاء في دعائه (ع): ((اللهم اغفر لي الذنوب التي تنزل البلاء)).
3 ـ الصدقة: الصدقة وإن كانت لدفع البلاء، إلاّ أنها بنفسها مظهر من مظاهر التراحم في مجتمع المسلمين، والتراحم بنفسه يزيل البلاء ويدفعه.
قال الإمام الباقر (ع): ((إن الصدقة لتدفع سبعين بليّة من بلايا الدنيا)) .
4 ـ الالتزام بالتعاليم الإلهية: وهو الذي يضمن بقاء البلاء امتحاناً واختباراً إلهياً تكون نتيجته فوزاً للمؤمن، وليس نقمة منه.
لتصلك آخر الأخبار تابعنا على قناتنا على تلغرام: النعيم نيوز
لمتابعتنا على فيسبوك يرجى الضغط على الرابط التالي: النعيم نيوز
كما يمكنك الاشتراك على قناتنا على منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا على: قناة النعيم الفضائية
كما يمكنك أيضا الاشتراك بقناتنا على الانستغرام: النعيم نيوز