خطبة الجمعة بإمامة السيد محمود الشوكي تحت عنوان ‘في رحاب الإمام علي (ع) الشخص والشخصية‘
أقيمت خطبة صلاة الجمعة، بجامع الجوادين (ع) في حي الإسكان، بإمامة السيد محمود الشوكي، تحت عنوان (في رحاب الإمام علي “ع” الشخص والشخصية).
وقال السيد الشوكي، في الخطبة الأولى، وتابعتها “النعيم نيوز”، “نحن نعيش أحزان ذكرى الليالي العلوية، ذكرى استشهاد الإمام علي (ع)، نحاول أن نتكلم بكلمات في رحاب علي بن أبي طالب الشخص والشخصية، الشخص بما يحمله من صفات. والشخصية بما قدمته من عطاء، وذلك لأجل بناء الإنسان وتشكيل شخصيته وفق مبادئ الثقافة الإسلامية الأصيلة. التي تقتضي ربط أبناء هذه الأمة بأئمتها وقادتها”.
وأضاف، “واليوم حيث تتوجه القلوب، وتتوجه المشاعر باتجاه أمير المؤمنين (ع)، نقف على جانبين:
الجانب الأول: علي الشخص في بعض مظاهر الرحمة الخُلُقية ــ بضم الخاء واللام ــ عنده (ع): إنَّ حدود شخصية الإنسان ترسمها الأخلاق، ومكانته ترتبط بتلك المثل والمبادئ والقيم التي يحملها. ويلتزم بها مع نفسه ومع الآخرين وحسب الموازين الدينية. فالأخلاق هي أساس الدين، روي عن النبي (ص وآله) أنَّه قال: (الخلق وعاء الدين)”.
وتابع السيد الشوكي، “فالدين مثل الماء الرقراق الصافي الذي إذا أردت أن تصبه في شيء، فهذا الشيء هو الأخلاق، والأخلاق تعني الإلتزام بالمفردات الأخلاقية. كالوفاء بالعهد والوعد والكرم والشجاعة والرحمة والصفح والعفو وغيرها من المكرمات والفضائل التي تمثل ديباجة الشخصية الإيمانية الملتزمة بالدين قولاً وفعلاً، نظريةً وتطبيقاً. شعاراً وشعوراً، تنظيراً وممارسةً”.
وبيّن، أن “التأريخ ينقل لنا مظاهر الرحمة الخلقية لرائد الخلق الإلهي الرفيع، والمجسد الفعلي بعد رسول الله (ص وآله) لأخلاق الإسلام، ومنها:
أ- خلق الحياء: في معركة الخندق يتجلى هذا الخُلق الرفيع عند القائد الغيور، فبعد رجوعه من قتل عَمرو بن ود العامري. قال له عمر بن الخطاب: (هلاّ سلبته درعه فما لأحد درع مثلها؟ فقال: إنّي استحييت أن أكشف سوأة ابن عمي).
ب- خلق الصفح: في معركة صفين التي استمرت لـ ١٨ شهراً، كان (ع) من تجليات صفحه وعفوه عن الجيش الآخر. أنَّه لا يجهز على الجرحى، ولا على من أدبر بصفين لمكان معاوية.
وبعد انتهاء المعركة التي خلَّفت أسرى في المعسكرين، ففي معسكر معاوية، قد قَتل معاويةُ الأسرى بعد استشارة عمرو بن العاص، وأما في معسكر الحق والأخلاق قد أمر أمير المؤمنين (ع) بإطلاق سراحهم. فجاؤوا إلى معاوية وامتدحوا معاملة الإمام (ع) لهم.
وكانت فتواه (سلام الله عليه) في صفين: (يا مالك، فإذا أصبتَ أسير أهل القبلة، فلا تقتله فإن أسير أهل القبلة لا يُفادى ولا يُقتل).
وروي عنه (ع): (إِذَا قَدَرْتَ عَلَى عَدُوِّكَ فَاجْعَلِ الْعَفْوَ عَنْهُ شُكْراً لِلْقُدْرَةِ عَلَيْهِ).
ورأيتك النفس الكبيرة لم تكن حتى على من قاتلوك حقوداً”.
وأردف السيد الشوكي، قائلاً: “الجانب الثاني: علي الشخصية: والتي نطل عليها من خلال بعض الإجابات عن السؤال التالي: لماذا نُحيي ذكرى أمير المؤمنين؟
ويمكن الجواب على هذا السؤال بعدة نقاط:
أولاً: إنَّ هذا الإحياء والاستذكار ليس أمراً عاطفياً مجرداً عن الفكر والمحتوى، وإنما يُعبِّر هذا التواصل مع شخصية علي بن أبي طالب عن أيدولوجية ذات مقاصد وأهداف. توصلنا إلى محتوى وفكر وعطاء هذا الرجل العظيم، وننفتح من خلالها نظرياً وعملياً على أخلاقه وعبادته وورعه وزهده، ونطلع على أسس دولته وأبعاد سياسته وتأريخه ومختلف جوانب شخصيته وعطائه.
هذا هو الاستذكار الذي سنَّهُ القرآن الكريم لتذكر الأولياء، قال تعالى: ﴿وَاذْكُرْ عِبَادَنَا إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ أُولِي الْأَيْدِي وَالْأَبْصَارِ (45) إِنَّا أَخْلَصْنَاهُمْ بِخَالِصَةٍ ذِكْرَى الدَّارِ (46) وَإِنَّهُمْ عِنْدَنَا لَمِنَ الْمُصْطَفَيْنَ الْأَخْيَارِ﴾ سورة ص: 45-46-47.
ويكفينا تقديم رسول الله (ص وآله) لعلي (ع) لنا كي نتواصل مع أبعاد هذه الكاريزما الإلهية الفريدة في كمالاتها وصفاتها.
ثانيًا: هذا الإحياء ينبثق من مشاعر متوجهة للإمام علي (ع)، نقصد منها توثيق علاقة أبناء الأمة بقادتها، فكلما وقفنا لاستذكار سيرة أهل البيت (ع) وإحياء مناسباتهم، وتواصلنا في هذا الأمر، وثبُتنا على هذه الشعائر المباركة بأي طريقة كانت. وفي أي ظرف كان، كان هذا مما يُعمِّق العلاقة مع مبدأ إمامة أهل البيت (ع)، مع أصل مهم من أصول الدين، في زمن تُضرب فيه العقائد، وتُزلزل فيه القناعة بالأصول والثوابت”.
وأكمل، بالقول: “فهذا التواصل الواعي في ذكر أهل البيت (ع) يوثِّق العلاقة بين المؤمنين وبين أصل الإمامة، ولهذا التوثيق آثاره الدنيوية والأخروية ومنها الثبات على المبدأ الحق والانفتاح عليه”.
لتصلك آخر الأخبار تابعنا على قناتنا في موقع التلغرام: النعيم نيوز
ولمتابعتنا على موقع فيسبوك يرجى الضغط أيضا على الرابط التالي: النعيم نيوز
كما يمكنك الاشتراك أيضا على قناتنا في منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا على: قناة النعيم الفضائية
ولا تنسى أيضا الاشتراك في قناتنا على موقع الانستغرام: النعيم نيوز