أقيمت صلاة الجمعة، في جامع الجوادين (عليهما السلام)، في حي الإسكان مركز محافظة الديوانية، بإمامة السيد حيدر العرداوي.
وقال العرداوي في الخطبة الأولى، وتابعتها “النعيم نيوز”. “نحن على أبواب ذكرى استشهاد الإمام الحسن العسكري عليه السلام. أحببت أن يكون حديثي في هذه الخطبة المباركة في وصية من وصاياه لشيعته وللإمام صلوات الله عليه وصايا متعددة انتخبت منها هذه الوصية هذه الوصية لها خصوصية وهي أنها صدرت من آخر إمام معصوم عاش الحضور بين شيعته والإمام العسكري عليه السلام يعلم أن شيعته سوف يتعرضون لوضع ومرحلة جديدة وصعبة وهي مرحلة غياب الامام المعصوم”.
وأضاف، “يمكن أن نقسم هذه الوصية المباركة الى مستويات عدة: المستوى الأول: الحث على الالتزام والتقيد والانضباط بتعاليم الشريعة. يقول الإمام (اوصيكم بتقوى الله) هذه الكلمة دائما نسمعها فهناك قلوب حية إذا سمعتها ازدادت تقوى وهناك قلوب قاسية صارت عندها هذه العبارة مالوفة حيث أصبحت هذه الكلمة مع الأسف لقسوة بعض قلوبنا كانها شيء روتيني يقال في منبر الجمعة وغيرها وينتهي لكن ايها الاحبة التقوى في القران هي سر التمايز حيث بقول تعالى (إن اكرمكم عند الله أتقاكم) وكل شيء يرجع إليها (أي التقوى) إذا دققنا في معناها.
وتابع، “وبعد ذلك يقول الإمام (والورع في دينكم) لأن الورع في زمن الغيبة الامام عليه السلام له خصوصية باعتبار أن الارتباط بالإمام لا يكون مباشرا وإنما بوسائط تتمثل بالسفراء وهذا ما حدث في زمن الغيبة الصغرى أو الارتباط بالمراجع باعتبار أنهم نواب للإمام الحجة المنتظر عجل الله فرجه. نقرب الفكرة اكثر فعندما تزور من المراجع انت تعيش رهبة من هيبته كيف وانت نزور امام حي يعيش بيننا وهو الواعظ وهو الناصح فمسالة طبيعية ان الشيعة الذين عاشوا حضور الائمة صلوات الله عليهم غير الشيعة الذين زمن الغيبة لهذا محتاج كل شيعي في زمن الغيبة ان يبالغ في الاجتهاد والورع لان المغريات والضغوطات المادية خالية من احاطة الامام بشيعته بشكل مباشر ولهذا جاء التاكيد من الامام صلوات الله عليه على الورع في دينكم وعلينا ان نتورع عن اي شيء يتعارض مع ديننا وجعل الالتزام والخوف من الله هو الضابطة والمعيار في كل تعاملاتنا وسلوكنا ..
وبعد ذلك قال الامام العسكري عليه السلام ( والاجتهاد لله ) يعني على الانسان ان يبدا يومه وكل همه مرضات الله تعالى وجعل الرقيب عليه في كل شيء ..
وأردف، “ويقول الامام ( وصدق الحديث ) الكذب عندنا مستساغ جدا بل انه من خمسة كلمات قد يكون اثنان منها صدق والباقي كذب مع الاسف في الشريعة الاسلامية الكذب من اعظم المحرمات جده وهزله وفي الروايات ( لايذوق المؤمن طعم الايمان حتى يترك الكذب جده وهزله ) اي ان الموضوع له بعد في اكتمال ايمان الانسان.. ومن ثم يقول الامام ( واداء الامانة الى من ائتمنكم من بر وفاجر ) وهذا موضوع مهم جدا لاننا نعتقد في انفسنا اننا امناء ونمتلك الامانة لكن مع الاسف لو اردنا ان نطبق هذه الامانة على الميدان نشاهد نتائج عكسية فمثلا انت في دائرتك مؤتمن هل تلتزم بالدوام الرسمي ان يكن هناك بصمة ان يكون رئيسك في الدائرة على راسك ..؟؟ هل انت مؤتمن على المال العام ..؟؟ هل انت لاتاخذ رشوة ..؟؟ هذه كلها استفهامات مهمة على كل من يدعي الانتساب لاهل البيت عليهم السلام يراعيها ويطبقها ..”
وتابع في حديثه، “ويقول الامام ( وطول السجود ) واحدة من اهم التوصيات في زمن الغيبة لان تقدم الكلام ان الشيعة في زمن الحضور غير الشيعة في زمن الغيبة وأن أكثر ما يكره الشيطان من الانسان هو طول السجود والسجود لله لان الشيطان الرجيم امر بان يسجد لله ولم يسجد وهو يكره من بني ادم أن يقوموا بفعل هو لم يقم به لله تعالى. كذلك أن اقرب ما يكون الانسان لله هو السجود وهذا ما أكد عليه ووصى به الكثير من العرفاء وفقهم الله حيث اوصوا بطول السجود وبالخصوص مع الذكر اليونسي وكذلك نذكر الموقف من الصحابي الذي طلب من النبي صلى الله عليه واله ان يكون معه في الجنة فقال عليك بكثرة السجود ..”
وقال، “(وحسن الجوار) الجار ثم الجار وعلى قول الامام الحسن عليه السلام كان يقول ان امي فاطمة الزهراء صلوات الله عليها كانت تقول الجار قبل الدار.وهذا يؤكد حرصها على الإحسان إلى جيرانها، وهذا ما أشار إليه عليّ (ع): ” اللهَ اللهَ فِي جِيرَانِكُمْ، فَإِنَّهُمْ وَصِيَّةُ نَبِيِّكُمْ “، ” ما زال رسول الله (ص) يوصينا بهم حتّى ظننَّا أنّه سيورِّثهم. وبعد ذلك يقول الامام عليه السلام ( فبهذا جاء محمد صلى الله عليه وآله) وهنا انتهى المستوى الاول من الحث على الالتزام والتقيد والانضباط بتعاليم الشريعة وفي هذا المحور بين الامام العسكري عليه السلام ان الشيعي الحقيقي هو الذي يطبق احكام الشريعة ويلتزم بها لان ان يكون التزامه شكلي عاطفي.
وأشار إلى، “المستوى الثاني : هو الاندماج مع الامة والناس والتعايش معهم. حيث يقول الامام العسكري عليه السلام (صلوا في عشائرهم واشهدوا جنائزهم وعودوا مرضاهم وأدّوا حقوقهم ، فإنّ الرجل منكم إذا ورع في دينه ، وصدق في حديثه ، وأدّى الأمانة ، وحسَّن خلقه مع الناس قيل : هذا شيعي)، يبين الامام ان تصلوا مع المخالفين وان تحضروا جنائزهم وتعودوا مرضاهم وقد يسال سائل ان هذا نوع من النفاق ..!! لاابدا… اولا على المكلف ان ينظر هذا تكليف شرعي صادر من المعصوم.
وتابع، “ثانيا إن هذا من الورع كما يقول الامام عليه السلام وليس نفاق .. ويبين الامام عليه السلام اننا اذا حضرنا جنائزهم وعدنا مرضاهم وادينا حقوقهم فاننا نقلل ان صح التعبير من الاحتقان والاتهام المتبادل والذي يؤدي في بعض الاحيان الى سفك الدماء وازهاق النفوس .. فيقول الامام عليه السلام (فيسرني ذلك) اي يفرحني ذلك اذا مدحوكم بمكارم الاخلاق لانكم تنسبون لنا فمدحكم مدحنا وذمكم ذمنا .. ثم يقول الامام عليه السلام (اتّقوا الله وكونوا زيناً ولا تكونوا شيناً ) وهنا نقطة مهمة وهي من تقوى الله أن لانسيء لاهل البيت صلوات الله عليهم. (جُرّوا إلينا كلّ مودّة ، وادفعوا عنّا كلّ قبيح) وان تكون كل افعالنا هي مورد عكس صورة جيدة وحسنة لاهل البيت وان لانقوم بسلوكيات تكون انعكساتها سلبية على التشييع وعلى اهل البيت عليهم السلام كظاهرة كلب رقية وكلب الحسين عليه السلام وغيرها من الامور التي لم ترد عن اهل البيت عليهم السلام ولايقبلون بها .. (فإنّه ما قيل فينا من حُسْن فنحن أهله وما قيل فينا من سوء فما نحن كذلك).
وأوضح، “أي أن يكون ذكر أهل البيت عليهم السلام بدون مغالات أو يكون باسلوب يساء فهم السامع لما يتكلم به بعض الخطباء أما أن يبالغ في كلام لايستسيغه حتى بعض الشيعة فكيف بالمخالفين أو يحاول يستخدم طرق واساليب تجعل من المجالس الحسينية عرضة للتهجم والاستهزاء وهناك رواية ترتبط بالمقام احب ان اذكرها لكم: (رحم الله من استجر- اي جر- مودة الناس اليه والينا ) فالامام صلوات الله عليه يترحم على شيعي جر لاهل البيت عليهم السلام مودة الناس حيث ان مودتهم هي عبادة كما نص القران على ذلك .. أيها الأحبة لنكون زين لأهل البيت لاشين عليهم وفقنا الله وأياكم لطاعته ومرضاته”.
لتصلك آخر الأخبار تابعنا على قناتنا في موقع التلغرام: النعيم نيوز
ولمتابعتنا على موقع فيسبوك يرجى الضغط أيضا على الرابط التالي: النعيم نيوز
كما يمكنك الاشتراك أيضا على قناتنا في منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا على: قناة النعيم الفضائية
ولا تنسى أيضا الاشتراك في قناتنا على موقع الانستغرام: النعيم نيوز
