يقول خبراء إنه يوما ما ستصطدم صخرة كبيرة أخرى من الفضاء بالأرض، وحدث ذلك لمليارات من السنين خلت في الماضي وسيستمر في الحدوث لمليارات السنين الآتيات.
حتى الآن كانت البشرية محظوظة، حيث لم يكن علينا أن نواجه مثل هذا التهديد الكارثي، ولكن إذا أردنا البقاء على هذا الكوكب على المدى الطويل، فسيتعين علينا أن نتصالح مع حقيقة الكويكبات الخطرة وأن نجهز أنفسنا لصدمتها.
وتواصل المنظمات في جميع أنحاء العالم مراقبة السماء، مع إنشاء خرائط وكتالوجات لجميع الأجسام القريبة من الأرض التي يحتمل أن تكون خطرة. ومن الواضح أن الصخور الأكبر تشكل تهديدا أكبر، لكنها لحسن الحظ أقل عددا. وعلى الرغم من أن تعداد الأجسام القريبة من الأرض الخطرة لم يكتمل تقريبا، فلدينا خرائط موثوقة لجميع الكويكبات التي يحتمل أن تكون خطرة أكبر من كيلومتر واحد (0.6 ميل).
وهذا مفيد، على أقل تقدير، لأن الكويكبات التي يبلغ حجمها كيلومترا ليس لديها القدرة على القضاء على مدن بأكملها فحسب، بل يمكن أن تسبب ضررا بيئيا كبيرا في جميع أنحاء العالم.
ولتقدير المخاطر التي تشكلها هذه الأجسام القريبة من الأرض، توقع فريق من علماء الفلك مداراتها على مدى الألف سنة القادمة، ويشير تحليلهم إلى أن أيا من هذه الأجسام القريبة من الأرض التي يبلغ حجمها كيلومترا لا تشكل خطرا كبيرا علينا خلال القرن المقبل.
ومع ذلك، نجد صعوبة في التنبؤ بمدارات هذه الأجسام القريبة من الأرض بعد ذلك، وهذا لأنه في الديناميكيات المدارية يمكن أن تؤدي التغييرات الصغيرة إلى تأثيرات كبيرة على نطاقات زمنية هائلة، ويمكن أن يؤدي الاختلاف الطفيف في مقدار الحرارة التي يتلقاها الكويكب من الشمس، أو السحب غير المتوقع من المشتري، إلى إرسال كويكب على مسار ينتهي به الأمر في غضون بضعة آلاف من السنين إلى التقاطع مع الأرض.
ودرس علماء الفلك أقرب لقاء محتمل بين الأجسام القريبة من الأرض والأرض، لقد درسوا بشكل خاص كيف تتغير هذه المسافة الأقرب على مدار مئات وآلاف السنين، وفعلوا ذلك من خلال سلسلة من عمليات المحاكاة التي حددت أكبر عدد ممكن من المسارات المدارية الممكنة نظرا لحالات عدم اليقين في المواقع المدارية الحالية وسرعات الأجسام القريبة من الأرض.
وحدد علماء الفلك أحد الأجسام القريبة من الأرض، الكويكب 7482، على أنه خطير بشكل خاص، وسيقضي هذا الكويكب وقتا طويلا بالقرب من الأرض على مدار الألفية القادمة، وفي حين أن هذا لا يعني بالضرورة أنه سيضرب كوكبنا، إلا أن هذا يعني أن هذه الصخرة تشكل أكبر فرصة للتصادم خلال الألف سنة القادمة.
وسلط الباحثون الضوء أيضا على كويكب آخر، 143651، له مدار فوضوي لدرجة أن من المستحيل التنبؤ بموقعه الدقيق خلال العقود القليلة الماضية، وهكذا في حين أنه قد يشكل أو لا يشكل تهديدا على الإطلاق، بناء على فهمنا الحالي لموقعه وسرعته، لا يمكننا الجزم.
وحدد علماء الفلك إجمالا 28 مرشحا لديها احتمالية غير صفرية لـ “لقاء عميق”، ما يعني أنها ستمر على مسافة أقل من المسافة إلى القمر.
ولن يصطدم أي من هذه الأجسام بالأرض في المائة أو الألف عام القادمة، ولكن إذا أردنا البقاء على قيد الحياة لفترة طويلة، فنحن بالتأكيد بحاجة إلى الاهتمام بها.