مقالات
أخر الأخبار

توافقي

كتب عبد الأمير المجر: لو أحصينا عدد المفردات المتداولة في الفضاء الشعبي العراقي، بقصدية مغايرة لمعناها، لوقفنا على مذبحة ألفاظ بحق! فبعض العبارات ذات الدلالة الجميلة أقحمت في (قاموس) التندر الشعبي وتشوّه معناها الأصلي.خذ مثلاً كلمة (ورّق) التي باتت تعني، إدفع رشوة! وغيرها الكثير الذي يجمع بين الطرافة وما يخدش الحياء معاً.. وطبيعي إن هذه المفردات تقال بقصد النيل من نظام سياسي أو شخصيات معروفة أو تستدعيها ظاهرة معينة.

 

في السنين الأخيرة تعاظم عدد هذه المفردات والعبارات بشكل لافت. التوافق، كلمة جميلة لفظاً وإيحاءً، لكن يبدو أنها هي الأخرى على أبواب الدخول في هذا (القاموس)، بوصفها احتيالاً على الديمقراطية ووسيلة للإبقاء على الفساد وضياع الدولة، فبعد الانتخابات الأخيرة ترددت هذه المفردة في وسائل الإعلام المختلفة وبشكل مفرط، عندما وجدنا أنفسنا أمام مفترق طرق، فإما أن تشكل الحكومة القادمة من قبل الفائزين بأغلبية المقاعد، أي (حكومة لأغلبية) وهو ما يحصل في العالم الديمقراطي، لنضع البلاد على سكة الديمقراطية لأو نقترب منها في اللأقل، وإما يحصل (توافق) على تشكيلها من جميع الحاصلين على مقاعد وتوزع الحقائب الوزارية بينهم حسب الأوزان، أي (حكومة توافقية) ما يعني أن الانتخابات لم تعد لها ضرورة مستقبلاً! ويعني أيضاً أن مفردة التوافق أو التوافقية أصبحت تستخدم في غير محلها.

فالمقصود هنا حكومة ترضية وتوزيع مغانم بين القوى السياسية مقابل إغضاب الشعب وعدم احترام إرادته، لأن العراقيين لا يعيشون في جزيرة معزولة، ويرون في وسائل الإعلام ما يحصل في العالم كله من ائتلافات بين الأحزاب الأولى الفائزة، أو الأول مع بعض الفائزين الآخرين ليؤمن الأغلبية ومن ثم يحصل توافق بينهم على توزيع الحقائب الوزارية وتمضي الحكومة بهذه الصيغة.

أي التوافق الذي يكرس الديمقراطية وفق مبدأ حكومة ومعارضة، خلافا لما يرونه في بلدهم. هذه الثقافة الغريبة ستجعلنا نسمع في المستقبل القريب، أحد العراقيين يصف آخر بأنه محتال ومراوغ فيقول؛ (هذا واحد توافقي)! وستغدو هذه المفردة الجميلة مرادفة للرقم 56، الذي يقال إن مفوضية الانتخابات استبعدته عند سحب قرعة الأرقام للكيانات المرشحة، لسمعته السيئة بين الناس.

 

 

 

 

لتصلك آخر الأخبار تابعنا على قناتنا على تلغرامالنعيم نيوز

لمتابعتنا على فيسبوك يرجى الضغط على الرابط التاليالنعيم نيوز

كما يمكنك الاشتراك على قناتنا على منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا علىقناة النعيم الفضائية

كما يمكنك أيضا الاشتراك بقناتنا على الانستغرامالنعيم نيوز

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى