تقرير: الشيعة في الأردن يعانون بسبب انتمائهم المذهبي
كشف تقرير أعدّه موقع رصيف 22، اليوم الأربعاء، عن المعاناة التي يتعرّض لها الشيعة في الأردن بسبب انتمائهم المذهبي.
وبحسب التقرير الذي اطلعت عليه “النعيم نيوز”، يروي علي، وهو مستبصر (مصطلح يُطلق على من تحول من المذهب السنّي إلى المذهب الشيعي)، وكاتب أردني، الضغوط التي تعرض لها بعد تشيّعه، فيقول: “هجرتي كانت لأسباب دينية بحتة. ألّفت بعض الكتب وكنت أعلم أنها إذا طُبعت في الأردن سيؤثر الأمر على حياتي وعملي وسأتعرض لمضايقات مجتمعية وأمنية، وبالفعل بعض كتبي التي طُبعت تمت مصادرتها ومُنعت في الأردن، وفي بعض الدول العربية كانت تُشترى وتُحرق، بالرغم من ذلك ما زلت أؤمن بأن الفكر لا يواجَه إلا بالفكر”.
ويضيف: “تعرضت للكثير من المشكلات؛ حينما حاولت تجديد جواز سفري وأنا في سوريا، تم منعي من ذلك إلا أنني دخلت إلى الأردن عن طريق واسطة، وعند دخولي مباشرةً تم استدعائي والتحقيق معي لثلاثة أيام، واستطعت في وقت لاحق الحصول على جواز جديد. مكثت شهراً في الأردن وقررت أن أغادر من دون عودة، لكن تم إيقافي على الحدود حينها. أعلم أنهم لا يريدونني أن أكون خارج الأردن لكيلا أؤثر على الشباب”.
لا يختلف الأمر كثيراً عن قصيّ (اسم مستعار)، مستبصر أيضاً، إذ يقول لرصيف22: “تعرضت لمضايقات من الجهات الأمنية، وتم استجوابي ومناقشتي أكثر من مرة، وأخيراً اضطررت إلى السفر إلى الولايات المتحدة الأمريكية، ومن بعدها إلى المملكة المتحدة، لاستكمال حياتي بشكل طبيعي، وهو ما يفعله الكثير من الشباب الشيعة في الأردن، إذ يفضلون العيش في الخارج بحثاً عن الحرية والأمان والحق في التعبير عن انتمائهم الديني. في الخارج أستطيع أن أمارس طقوسي الدينية بصورة أسهل ومن دون ملاحقات أمنية”.
“أعيش حياتي بازدواجية. لا أحد يتقبل أنني شيعي سوى عائلتي، ولا يمكنني الإعلان عن انتمائي الديني، لذا لا أشعر بالأمان سوى في منزلي، وخارج حدوده أنا شخص آخر لا يمثّلني”؛ يقول المهندس أحمد طه، أحد أبناء الطائفة الشيعية في الأردن في حديثه إلى رصيف22.
أحمد طه، ينتمي إلى عائلة استبصرت في سبعينيات العقد الماضي، وتعتقد بالمذهب الاثني عشري، أبرز المذاهب الشيعية، إذ يؤمنون بالإمامة بعد النبوة. يقول طه: “واجهت في حياتي الجامعية مشكلات تتمثل في تهديدات وملاحقات من زملائي، وفي إحدى المرات تم الاعتداء عليّ وضربي، واضطررت في نهاية الأمر إلى الإعلان عن التخلي عن أفكاري عبر فيسبوك والتراجع عن خطوة إشهار انتقالي إلى المذهب الشيعي خوفاً على عائلتي ومستقبلي”.
ويضيف: “لم أتمكن من الزواج في الأردن. من عاداتنا أن يُسأل عن الزوج، وتالياً كان من السهل معرفة أنني شيعي، وبناءً عليه تم رفضي أكثر من مرة، واضطررت إلى الخروج من الأردن والزواج في الخارج. أما اليوم فأنا أشعر بالخوف وأخشى على أبنائي في المستقبل. خوفي يتجسد في رفض المجتمع لهم، وعدم قبولهم وإقصائهم، كون أهلهم شيعة”.
أما تجربة قصي، فكانت مختلفةً، إذ لم تتقبل عائلته الأمر. يقول: “كنت سنّياً، ومن خلال قراءتي لكتب تاريخية عدة، بدأت تتوسع معرفتي بهذا المذهب، وبعد فترة اتخذت قرار التحول واعتناق المذهب الشيعي وبالتحديد المذهب الاثني عشري، ولم تتقبل عائلتي الموضوع. كانوا وما زالوا يرفضونني وبعض أفراد عائلتي قاموا بمقاطعتي”.
يرى طه، أن اعتقاد البعض بارتباط المذهب الشيعي بإيران فكرة نمطية تضيّق من وجودنا. نحن لا نتخذ من التشيّع سوى الجانب الديني، التنوع لا يشكل خطراً ولا تعنينا السياسة، ولا نسعى إلى أن تزداد أعداد الشيعة في الأردن”. ويضيف: “تعرضت للتهديدات بسبب منشور على فيسبوك، حكيت فيه عن التقارب الديني بين الطوائف من وجهة نظري، وأنا مضطر اليوم إلى البقاء خارج الأردن خوفاً على حياتي وعلى عائلتي”.
أما علي، فيقول: “المجتمع الأردني يرى أننا طائفة أخرى ولسنا بمسلمين، وهناك من يرى أننا نقول في صَلاتنا خان الأمين، أو أن الشيعي يرى الصحابي علي إلهاً، وهذه خرافات لا صحة لها إذ نرى أنه تلميذ من تلاميذ رسول الله، ويقولون إننا أهل تقية، وهو أن يقول الإنسان بلسانه خلاف ما في قلبه، لاتّقاء مكروه قد يقع فيه، وهذا الأمر مبحوث في الفقه الإسلامي السنّي، ويقولون إننا نجمع بين الصلوات، وهذا أمر جائز ما من خلاف ديني عليه”.
ويضيف: “تمنع السلطات الشيعة من ممارسة شعائرهم الدينية، بالرغم من أنه حق مشروع وأساسي في كل التشريعات الإنسانية، نحن نشهد شهادتين ونصوم ونصلّي ونؤمن بالميعاد، ونختلف عن أهل السنّة كاختلاف أهل السنّة عن بعضهم البعض فقهياً، إلا أن الشيعة الإمامية تفردت في موضوع الإمامة ونظرتها الخاصة إلى الصحابة وفق اجتهادات فقهائها”.
“لا يُسمح لنا ببناء المسجد أو ببناء الحسينية وهو المكان الذي نجتمع فيه لغاية التثقيف الديني وإحياء مناسبات أهل البيت، مثل أيام ولادة الأئمة، ووفاة النبي ومولده، وإحياء مناسبات أهل البيت، ولا يُسمح لنا باستئجار قاعة لإحياء أمر ديني.
في إحدى المرات، اجتمع بعضهم في منزل لقراءة دعاء كميل، الذي يُقرأ كل جمعة وهو مضمون توحيدي خالص، فقام شخص بالشكوى عليهم وتم منعهم من هذه الممارسة”.
لتصلك آخر الأخبار تابعنا على قناتنا في موقع التلغرام: النعيم نيوز
ولمتابعتنا على موقع فيسبوك يرجى الضغط أيضا على الرابط التالي: النعيم نيوز
كما يمكنك الاشتراك أيضا على قناتنا في منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا على: قناة النعيم الفضائية
ولا تنسى أيضا الاشتراك في قناتنا على موقع الانستغرام: النعيم نيوز