مقالات
أخر الأخبار

بغداد أجمل

كتب د. عبد الخالق حسن: منذ أكثر من شهر، أطلقت أمانة بغداد، وبتوجيه من رئيس الوزراء السيد محمد السوداني، حملةً شاملةً أسمتها حملة (بغداد أجمل)، وابتدأ نشاط هذه الحملة من الشارع الذي يمثل رئة بغداد ومتنفسها، شارع أبي نواس.

 

معالم الحملة بدت واضحةً من جهة مصداقيتها وانشغالها بتطوير بغداد من جميع النواحي، بعد أن عاثت يد الإهمال والتخريب بملامح وجه العاصمة طوال سنوات، سواء من خلال التقصير في إدامة جمال بغداد، أو من خلال التلكؤ وتنفيذ المشاريع بطريقة ترقيعية، تسببت بهدر المال وضياع الجهود.

إن الالتفات لبغداد، والاهتمام بتحسين مستوى الخدمات فيها، هما مسؤولية شرعية وأخلاقية، قبل أن تكون مسؤولية تنفيذية. فبغداد التي ما زالت تعيش في ضمير كل العالم تستحق استنفار كل الجهود من أجل إزالة التشوهات عن شوارعها ومحلاتها. وهي اليوم، ولله الحمد، قد استعادت بريقها المفقود، وصارت محط اهتمام الكثير من زائريها، سواء من العراق أو من خارجه.

فبغداد اليوم تشهد توافداً مستمراً لكبار الشخصيات السياسية الدولية، فضلاً عن مجيء السواح لها من كل حدب وصوب. حتى صار منظراً مألوفاً أن تجد تجمعات لسواح أجانب أو عرب، وهم يتجولون في أزقة بغداد وشوارعها ومطاعمها، ويتنفسون تاريخها وشواهدها التي صنعت الكثير وقدمته للإنسانية.

كذلك، فإن تشطير الحملة إلى حملات متعددة تستهدف كل واحدة منها منطقة محددة، كما هو الحال مع حملة تطوير مدينة الكاظمية، يجعل الجهود تتركز لإنجاز ما هو موكل للفرق التي تعمل على تطوير المناطق. ومهم أيضاً ما أطلقه السيد رئيس الوزراء من مهام (الفريق الحكومي للخدمات)، الذي سيأخذ على عاتقه الاستجابة لمطالب المواطنين لرفع مستوى الخدمات، فضلاً عن اشراكهم في عمليات التقييم لإداء مسؤولي الدوائر التي تقدم خدماتها لهم. ما يعني أن كل مسؤول سيجد نفسه محاطاً بعشرات، بل مئات الرقباء الذين سيدعمون بقاءه إن أحسن، أو سيدفعون لتغييره إن أخفق.

لكن كلُّ هذا لن يجعل بغداد تظهر بالمظهر الذي يليق بها، من دون تعاون أهالي بغداد، ومحافظتهم على المرافق الخدمية والمتنزهات، بل وحتى الشوارع التي يسكنون فيها. إذ إن المسؤولية تبدأ منهم، كونهم هم المستفيد الأول والأخير من أن تكون حياتهم اليومية تتحرك في بيئة نظيفة ومحترمة.

لذلك، فإن النجاح لن يكتب لهذه الحملة إن لم تتضافر جهود المواطنين للحفاظ على مكتسبات هذه الحملة الشجاعة، التي تأخرت كثيراً عن موعدها.

 

 

لتصلك آخر الأخبار تابعنا على قناتنا في موقع التلغرام: النعيم نيوز

ولمتابعتنا على موقع فيسبوك يرجى الضغط أيضا على الرابط التالي: النعيم نيوز

كما يمكنك الاشتراك أيضا على قناتنا في منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا على: قناة النعيم الفضائية

ولا تنسى أيضا الاشتراك في قناتنا على موقع الانستغرام: النعيم نيوز

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى