‘بعد زلزال تركيا وسوريا‘.. تساؤلات حول جاهزية المجمعات السكنية في العراق
بعد مرور أكثر من 20 يوماً على زلزال “القرن” الذي ضرب تركيا وسوريا وخلّف آلاف الضحايا والإصابات، وأدى إلى انهيار عدد كبير من المنازل والمباني، لا تزال آثاره مستمرة على شكل هزات ارتدادية تتعرض لها الدول المحيطة بالبلدين.
تعرض العديد من المحافظات العراقية إلى هذه الهزات الارتدادية، حرك المخاوف حول قدرة المجمعات السكنية في البلاد على مواجهة أي زلزال في حال حدوثه، ومدى جاهزيتها لمثل هكذا كارثة طبيعية.
تعليق رسمي
خلال السنوات القليلة الماضية، انتشرت المجمعات السكنية ذات “البناء العمودي” في عموم المحافظات، وبدأ المواطنون يعتادون على هذا النوع من السكن، على اعتبار أنّ النظام السكني، كان مقتصراً على البناء الأفقي بشكل كبير.
وأعلن المتحدث الرسمي باسم وزارة التخطيط، عبد الزهرة الهنداوي، عن “وجود أكثر من 119 مشروعاً ضمن الخطط التنموية للوزارة، بالإضافة إلى 15 مدينة سكنية عمودية جديدة منتشرة في أغلب محافظات بغداد وكربلاء والنجف والأنبار وكركوك وواسط والبصرة، في خطوة تستهدف معالجة أزمة السكن التي تحتاج إلى 3 ملايين وحدة سكنية”.
وتعتبر الهيئة الوطنية للاستثمار، أبرز جهة حكومية تعمل على تعزيز واستقطاب وجذب رؤوس الأموال والشركات الاستثمارية للعراق لتلك التي تزيد كلفتها الاستثمارية على 250 مليون دولار، حيث تعد الهيئة إحدى الجهات المشرفة على المخططات التفصيلية والنهائية للمشاريع السكنية العمودية.
وفيما يخص دور الهيئة في بناء تلك المجمعات، صرحت المتحدث باسم الهيئة الوطنية للاستثمار التابعة لرئاسة مجلس الوزراء، حنان جاسم، خلال حديثها لـ”ألترا عراق”، أنّ “الهيئة هي إحدى الجهات المشرفة على المخططات التفصيلية والنهائية، للمشاريع السكنية العمودية”.
وأضافت، أن “الهيئة الرسمية تقوم بإحالة هذه المخططات بعد تقديمها من قبل الجهة المنفذة لأي مجمع سكني أفقي إلى مكتب استشاري حكومي، يقوم بالتدقيق والرقابة عن مدى توفر شروط الأمان والسلامة اللازمة بتلك المجمعات، وبضمنها مقاييس الزلازل وغيرها”.
وأشارت جاسم، إلى أنّ “الهيئة لا تمنح الموافقات لأي مشاريع تفتقر إلى تلك الشروط والمعايير، والتي من ضمنها (مقاييس مواجهة أخطار الزلازل)”.
وفي سياق متصل، بيّن مدير المركز الإعلامي بوزارة الإسكان، أحمد آوات، أنّ “وزارته غير مسؤولة عن أي مجمع سكني في العاصمة بغداد، وإنما اختصاصها يقع فقط في المحافظات الأخرى”.
ولفت، في تصريح لوكالات محلية، إلى أنّ “المجمعات التي تقع ضمن مسؤوليات وزارة الإسكان والإعمار لا تتجاوز ارتفاعها الثلاثة طوابق، مما يجعلها لا تتأثر بالزلازل في حال حدوثه”، مضيفاً أن “المجمعات السكنية في بغداد بلغت ما بين الـ 20 إلى 25 طابقاً”.
وأشار آوات، إلى أن “خطط الوزارة للسنوات الماضية لم يضع فيها معيار الزلازل هندسياً، كون العراق لا يقع على خط الزلازل العالمي”، منوهاً إلى أنّ “دائرة المباني التابعة للوزارة بدأت تضع في حساباتها الآن إضافة المعايير العالمية الخاصة بالزلازل، عند بناء المجمعات السكنية ذات الأبراج الطويلة”.
الدعم الاستشاري
وحول دور الدفاع المدني، وضعت مديرية الدفاع المدني، خطة متكاملة للتعامل مع الزلازل في حال وقوعها، كما كشف منسق الإعلام في المديرية، نؤاس صباح، عن اتخاذ مديريته خطوات سريعة، بعد دخول البلاد على الخط الزلزالي، من حيث نشر الوعي الوقائي لدى المواطنين حول كيفية التعامل مع الزلازل، خاصة أن العراق حديث عهد بالزلازل، وكان نادراً ما يُسجل هزّات باستثناء الخفيفة منها.
وأوضح في حديثه لموقع “الجزيرة نت”، أن “مسؤوليات مديريته في هذا الجانب، تتمحور في الدعم الاستشاري حسب قانون الدفاع المدني المعمول به في البلاد”.
أما مدير إعلام الدفاع المدني، العميد جودت عبد الرحمن، فقد قال: إنّ “العراق يقع خارج الخط الزلزالي عدا الشريط الحدودي مع إيران التي يشهد هزات ارتدادية خفيفة بين الحين والآخر”، مؤكداً أنّ “الديوانية وديالى ومحافظتي واسط وميسان، هم من يشعرون بهذه الهزات البسيطة”.
وبالنسبة للأبنية التي قد تصمد أمام الزلازل في حال حدوثها، أوضح، أنّ “مجمع بسماية السكني الموجود ضمن العاصمة بغداد مجهز ومبني لمواجهة أي زلازل قد تحدث، وفقاً لما ذكرته الشركة المسؤولة عن تنفيذه”.
رأي علمي
قالت نائبة نقيب الجيولوجيين في العراق، مديحة محمد النعيمي: “ليست جميع المنشآت والمباني العراقية مصمّمة على أسس الصيانة المحمية من المخاطر الزلزالية”.
وفي حديثها لموقع “الجزيرة نت”، لفتت النعيمي، إلى “ضرورة استشارة الخبير الجيولوجي عند اختيار مواقع بناء المباني والأبراج العمودية لدراسة طبيعة ومواصفات الطبقات الصخرية التي سيُقام عليها البناء من جهة وتفاصيل التصاميم الهندسية من جهة أخرى”.
ويقع العراق على الصفيحة العربية القريبة من الصفيحة الإيرانية وتركيا، وهي تتأثر بالهزات الأرضية كما الحال في مدن السليمانية ومندلي وخانقين ومناطق أخرى، وهي الأكثر تعرضاً للهزات من غيرها من المدن.
تجدر الإشارة إلى أن أكثر الزلازل عنفاً التي أثرت على العراق هو (زلزال الحدود العراقية الإيرانية)، وهو زلزال عنيف ضرب إيران بالقرب من المنطقة الحدودية بين العراق وإيران مساء الأحد 12 تشرين الثاني عام 2017، بقوة وصلت إلى 7,3 درجة على مقياس ريختر في مدينة حلبجة العراقية، و7,6 درجة على مقياس ريختر في مدينة كرمنشاه الإيرانية حيث كانت مركز الزلزال.
ووقع في منطقة الحدود الإيرانية العراقية بحوالي 32.2 كيلومتر جنوب شرق مدينة حلبجة في تمام الساعة 21:18 بالتوقيت المحلي، ولقد استشعرت الهزة الأرضية على عموم العراق ووصل التأثير إلى الكويت والإمارات العربية المتحدة، وتجاوزت حصيلة ضحايا الزلزال في 14 تشرين الثاني عام 2017، الأربعمائة وفاة وسبعة آلاف وأربعمائة مصاب في كلاً من إيران والعراق.
لتصلك آخر الأخبار تابعنا على قناتنا في موقع التلغرام: النعيم نيوز
ولمتابعتنا على موقع فيسبوك يرجى الضغط أيضا على الرابط التالي: النعيم نيوز
كما يمكنك الاشتراك أيضا على قناتنا في منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا على: قناة النعيم الفضائية
ولا تنسى أيضا الاشتراك في قناتنا على موقع الانستغرام: النعيم نيوز