مقالات
أخر الأخبار

برقيات إلى النائب القادم

كتب أ.د عامر حسن فياض: هل الانتخابات حق أم واجب؟

 

وهل الحملات الانتخابية وعود أم تعهدات؟

وهل النائب عضو مجلس محلي جهوي أم اتحادي؟

وهل برنامجه وردي للتخدير أم واقعي للتحقيق؟

وهل عمله جمع طلبات للتعيين أم تقنين سياسات لتوفير فرص العمل؟

وهل مهمته تبليط شارع منطقته الانتخابية أم مراقبة الحكومة عند تنفيذها مشاريع إعمار العراق ومحاسبتها عن التأخير والمماطلة في تنفيذ ما تعهدت به عند منحها الثقة؟.

تصدع رأس العراقي من برامج الوعود الانتخابية. وأن زوال الصداع سيتم ببرنامج تعهدات انتخابية لأن الأولى كثر الكلام عنها وفاق العمل على تحقيق وعد واحد منها. لا سيما أن منسوب وعي المواطن ارتفع وعاد يميز ما بين التعهد المعطاء والوعد غير.

كما أصبح مدركاً لخرافة شعارات العزم على الانتصار والوعد بالتقدم والتطور ومصدقاً بمن يتعهد بالمساهمة في إيقاف التدهور. وعلامات التدهور ليست بالقليلة وتحتاج إلى سياسات وبرامج تعالج العوز في التشريعات الدستورية الكفيلة بتثبيت أسس الدولة وتثبيت أسيجة حمايتها، وسد العجز الخدمي وتجاوز العقم الإنتاجي وإيقاف العبث بالمال العام. ومحاسبة العابثين به وبالأمن العام وتقويم الإعوجاج المعرفي والعوق المؤسساتي ومغادرة عشق الماضي العتيق وإزالة كراهية المستقبل. وتلك هي أولويات مهام النائب القادم ولب وظائفه.

وليعلم النائب القادم أن اختياره الترشيح للانتخابات وحرصه على تعبئة الجهود، رفعاً لمنسوب المشاركة في الانتخابات لأجل خيار مستقبلي للعراق ككل ومن دون ترشيحه وحرصه على تكثيف زخم المشاركة. فإن مستقبل العراق سيكون بين خيارين لا ثالث لهما، إما المستقبل الفوضوي أو المستقبل التسلطي لفرد لو لقلة مسلحة. حيث المستقبل دموي قمعي عند شيوع الفوضى أو مستقبل قمعي دموي عند شيوع التسلط، ومن هنا جاء خيار المشاركة ليفضل على خيار المقاطعة السلبية العادمة للانتخابات ترشيحاً وتصويتاً. زمن يقدم على خيار المشاركة سيكون الأحرص على مستقبل لا فوضوي ولا تسلطي للعراق.

نعم إن مخرجات الانتخابات لن تكون الحلول السحرية لكل المشكلات والإشكاليات المترتبة عن الحاضر السياسي السيئ والإرث السياسي الأسوأ معاً، بيد أن الخشية كل الخشية من مستقبل يصنعه ذاك الإرث وهذا الحاضر، أو يكون امتداداً لهما. ولا خشية ولا خوف من مستقبل تنشده ينتقد الحاضر ولا يتوق للماضي وينتقد الماضي ولا يرضى بالحاضر بديلاً عنه. لأن العراق يستحق مستقبلاً أفضل من الماضي والحاضر معاً.

تلك بعض الأسئلة طرحناها على النواب القادمين وهي حبلى بأجوبتها وتنتظر التوليد على أيديهم. من دون أوجاع إضافية ومن دون نزف الآلام من جسد شعب يستحق حياة أفضل.

 

 

 

لتصلك آخر الأخبار تابعنا على قناتنا على تلغرامالنعيم نيوز

كما يمكنك الاشتراك على قناتنا على منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا علىقناة النعيم الفضائية

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى