مقالات
أخر الأخبار

بداياتٌ غير مرئيّة لإيقاف الحرب في أوكرانيا!

كتب رائد عمر: في إشارةٍ عابرة، فإنّها المرّة الأولى أو نحوها لتقوم وتقدّم الصين مبادرةً أو مشروعاً لحلّ أو حلحلة نزاع دولي مسلّح تشارك في تغذيته بعض الدول الكبرى ومعظم دول الاتحاد الأوروبي، وسواها كذلك.

 

يصعب الافتراض الواقعي إذا ما كانت هنالك بعض الفقرات السّرية التي تضمّنتها البنود ال 12 للمبادرة الصينية كمشروعٍ لمحاولة تكتسي ببعض الإبهام لإنهاء الحرب بين موسكو وكييف، وهذا الافتراض يستند أو يتعكّز على الأقل في:

A\: أنَّ عدداً من المفردات والعبارات في مجموع نقاط المبادرة الصينية، بدَت كأنّها فضفاضة ومزدوجة المعنى وقابلة لأكثرِ من تفسيرٍ ليس بعسيرٍ جداً!.

B\: أيضاً فمن الصعوبةِ التصوّر أو التقبّل ”سيكولوجياً على الأقل وسواه” وما يلامس ذلك عن قُربٍ أو كثب، بأنّ هذه المبادرة الصينية لمْ يجرِ عرضها ومناقشة تفاصيلها الدقيقة مسبقاً مع الكرملين، ومنذ وقتٍ ليس بقصير، ويتأتّى ذلك على الأقلّ من خلال العلاقة الاستراتيجية بين موسكو وبكّين أولاً، وثمّ سياستهما المشتركة – المتضادة كلياً مع الأمريكان ومعسكر الغرب.

C\: إلى غاية الآن فبدا ويبدو أنّ عملية ”الإخراج ومعه السيناريو” لهذا المشروع الصيني لمحاولةٍ ما لإيقاف الحرب، فإنّها ناجحة إلى حدٍ ما ولأكثر من سببٍ، ولعلّ أوّلها هو عرضها وتفاصيلها في الصحافة ووسائل الإعلام قبل عرضها على الطرف الأوكراني ”وربما الروسي باحتمالٍ ضعيف”، وهذا ما دفعَ بزيلينسكي برفضها مبدئياً في أول الأمر، ثمّ عاد لاحقاً ليؤكد أهمية بعض بنودها ومدى فائدتها للأوكرانيين، علماً أنّ قرار الموافقة عليها أو رفضها ليس بيد زيلينسكي، وإنّما بيد إدارة بايدن بالكامل والمطلق .!، وإذ الحكومة الألمانية لوحدها قد رحّبت بالخطّة الصينية، فدول حلف الناتو أو الاتحاد الأوروبي قد إرتأت في عدم إظهار قبولها أو نفيها، ولذلك أكثر من دلالةٍ وأبعادٍ آنيّة!.

أمامَ ومن خلال البذخ الأمريكي المسرف في تقديم كمياتٍ هائلة من الأسلحة المتطورة وذخائرها ومستلزماتها، والذي اضطرت دول الاتحاد الأوروبي للإنحناء أمامه! وتعزيزه وتغذيته مالياً وعسكرياً بأحدث الدبابات والدروع والصواريخ، فيمكن القول بشكلٍ أو بآخرٍ أنّ غالبية الرأي العام العالمي وسيّما العربي، فليست على إطّلاعٍ دقيق بأنّ الولايات المتحدة هي المستفيد الأوّل وحتى الوحيد في إدامة وديمومة هذه الحرب بأكثر وأشد من مناصبة العداء التقليدي لموسكو، فجرّاء وإزاء هذه المجريات فإنّ الشركات الأمريكية قد جنت أرباحاً أكثر من طائلة من بيعها الغاز لدول أوروبا وبأسعارٍ مضاعفة لما كانت تستورده من روسيا، بعد مقاطعتها للغاز الروسي!، وأيضاً فإنّ الشركات الأمريكية قد باعت وصدّرت لألمانيا كميّاتٍ من الفحم الأمريكي، كبديل للفحم الروسي، وبأسعارٍ ضِعفَ مضاعفةٍ مّما كانوا يستوردوه قبل اندلاع الحرب وخلالها.

آخرَ تصريحٍ من الخارجية الروسية بهذا الشأن ”الصيني” فبدا وكأنه بمعنىً مزدوج، حيث بجانب الترحيب المبدئي بموقف الأصدقاء الصينيين، لكنّه أشار أنّ المبادرة الصينية تتطلّب إجراء دراسة وتحليلٍ لمحتوياتها!، وكأنّ ال 12 نقطة في خطة السلام الصينية تحتاج إلى مُدَدٍ وربما فصول إلى استيعاب تفاصيلها ومفرداتها، وربما إلى تفكيكها!، والحقّ مع موسكو في عدم التسرّع في إظهار موافقتها عليها مسبقاً .!، لإدراكها أنّ ديمومة اشتعال النار وصبّ الزيت عليها، هي ما تتحكم به واشنطن لحدّ الآن .. وَوِفقَ هذه المجريات الجارية فباتَ من الصعبٍ التنبّؤ بمفاجآتٍ عسكريةٍ ما قد تقلب الموقف من رأسه إلى قدميه، وحتى بالعكس .!

 

لتصلك آخر الأخبار تابعنا على قناتنا في موقع التلغرام: النعيم نيوز

ولمتابعتنا على موقع فيسبوك يرجى الضغط أيضا على الرابط التالي: النعيم نيوز

كما يمكنك الاشتراك أيضا على قناتنا في منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا على: قناة النعيم الفضائية

ولا تنسى أيضا الاشتراك في قناتنا على موقع الانستغرام: النعيم نيوز 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى