اخبار اسلامية
أخر الأخبار

‘بإمامة الشيخ مؤيد الشافعي‘.. خطبتا صلاة الجمعة في الديوانية

أقيمت صلاة الجمعة، بمحافظة الديوانية قضاء السنية جامع الامام موسى الكاظم ع  بإمامة الشيخ مؤيد الشافعي.

 

وتناول الشيخ الشافعي، في الخطبة الأولى في صلاة الجمعة، وتابعتها “النعيم نيوز”،موضوع :مظاهر العفة والحياء في سلوك الزهراء ع

عنوان الخطبة:  (مظاهر العفة والحياء في سلوك الزهراء ع).

نعزي صاحب العصر والزمان وعموم المسلمين والموالين في ذكرى شهادة سيدة نساء العالمين السيدة فاطمة الزهراء بضعة رسول الله وزوجة امير المؤمنين وام الحسن والحسين التي تصادف على الرواية الثانية في الثالث عشر من شهر جمادى الاولى، ونسأله تعالى ان يجعلنا من السائرين على نهجها.

لا شك ان شخصية سيدة نساء العالمين السيدة فاطمة الزهراء(ع) هي شخصية زاخرة بالصفات والمواهب والكفاءات والفضائل والمكارم الرفيعة والعظيمة ، وهي من أهم نماذج العفيفات التي قدمها الإسلام كقدوة، حيث ضربت (عليها السلام) أروع الأمثلة في ما يجب أن تكون عليه المرأة المسلمة من حصانة وعفّة وحياء مع أدائها لدورها في داخل المنزل وخارجه على أتم وجه ، فهي النموذج الأمثل الذي قدّمه الإسلام للمرأة ، وجدير بالمرأة المسلمة والمؤمنة أن تقتدي بها في كل ما جسدته من قيم وأخلاق وصفات لا سيما في قيمتي العفّة والحجاب، حيث إن الزهراء(ع) كانت مثالا رفيعا في سترها وحجابها وعفافها، وهناك مظاهر كثيرة لعفة وحياء واحتشام وحجاب الزهراء(ع):

1- فهي لم تكن تظهر على الرجال او تُسمع صوتها للرجال غير المحارم منذ ان كانت في بيت ابيها ، وقد أوصت النساء بذلك، فقد روي عنها (عليها السلام) أنّها قالت : « خير للمرأة أن لا ترى رجلاً ولا يراها رجل». ولذلك هي لم تكن لتختلط بالرجال او لترى الرجال الا عند الضرورة او عندما كانت تخرج لتؤدي دورها الرسالي.

2-وجاء في وصف خمار رأسها اي غطاء الرأس وحجاب الرأس أنّه كان يصل إلى نصف يدها ، فقد روي عن الإمام الباقر (عليه السلام) أنه قال : « فاطمة سيدة نساء أهل الجنة ، وما كان خمارها إلاّ هكذا » وأومأ بيده إلى وسط عضده اي وسط ما بين الكتف والمرفق.

3-ومن عظيم عفتها وحيائها (عليها السلام) أنّها كانت تتحرج من رؤية الرجل الأعمى فضلا عن البصير ، فقد روي عن أمير المؤمنين عليه السلام انه قال : « إنّ فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) استأذن عليها أعمى فحجبته ، يعني توارت عنه، فقال لها النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) : لِمَ حجبتيه وهو لا يراك ، فقالت : يارسول الله إن لم يكن يراني فأنا أراه ، وهو يشمّ الريح . فقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) : أشهد أنك بضعة مني » .
وفي هذا اشارة واضحة الى ان على المرأة ان تغض بصرها عن اي رجل اجنبي ، كما فيه اشارة الى ان العطر الذي تضعه المرأة له اثره في نفس الرجال وان لم يكن الرجل يرى .‏

عندما نقارن هذا السلوك العفيف مع مايفعلنه النساء اليوم، نرى ان النساء لم تكتفي بعدم غض ‏البصر وانما اضافت الى العين ما يجملها من انواع الكحل والرسمات حول الحواجب وحول العين والعدسات ‏الملونة اللاصقة واما العطر فاصبحن يتنافسن على الماركات العالمية وبدون اي ‏تورع عن ما يحمله هذا السلوك من اثارة الشهوة المحرمة لدى الرجال.‏

والتزام الزهراء (ع ) بالحجاب لم يمنعها من أداء دورها الاجتماعي والرسالي والدفاع عن عقائد الإسلام وسُنّة النبي (صلى الله عليه وآله) والمطالبة باسترجاع حقّها المسلوب ، فعفة المرأة لا تعني الانكفاء والانطواء والجلوس في داخل البيوت، ولا تعني الجمود والإحجام عن تحمل المسؤولية وممارسة الدور الاجتماعي، بل العفة تعني حفاظ المرأة على رزانتها ورصانتها وجدية شخصيتها أمام الآخرين، فإذا استلزم الأمر أن تخرج المرأة إلى ساحة المجتمع لتمارس دورا مفيدا فلا تتردد في ذلك، وإذا كانت هناك مصلحة في التخاطب مع الرجال فلا مانع طالما انها تحافظ على حجابها وحيائها، وقد رأينا الزهراء(ع) في قمة الحجاب والعفة عندما جاءت الى مسجد ابيها مطالبة بحقها ومدافعة عن حق زوجها امير المؤمنين، فقد وصفها الرواة حينما جاءت إلى مسجد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بقولهم : لمّا بلغ فاطمة عليها السلام إجماع أبي بكر على منعها فدك ، لاثت خمارها على رأسها ، واشتملت بجلبابها ، وأقبلت في لُمّة من حفدتها ونساء قومها ، تطأ ذيولها. وهذه الرواية تصف لنا حجاب الزهراء (عليها السلام )

فمن اوصاف حجابها انها كان تطأ عليه ‏عندما تمشي وهذه دلالة على طول عباءتها وحجابها ، واليوم حجاب بعض الفتيات والنساء لا يشبه حجاب الزهراء ، فهل مثلا لبس البنطلون او الملابس القصيرة والضيقة التي ‏ترتديها بعض النساء في الجامعات وفي الاسواق هل فيه شبه من ملابس سيدة نساء العالمين ‏صلوات الله عليها!؟
4- ومن مظاهر العفة والحشمة والستر والحجاب التي سجلتها الزهراء (عليها السلام) سُنّة يقتدى بها إلى اليوم ، هي أنّها اوصت عند وفاتها اسماء بنت عميس بان يجعل لها تابوت مستور كي ‏يحجبها عن اعين الناس ، حيث قالت لاَسماء بنت عميس : ألا تجعلي لي شيئاً يسترني ، فإنّي استقبح ما يصنع بالنساء ، يطرح على المرأة الثوب فيصفها » ،

فقالت أسماء : إني رأيت شيئاً يصنع بالحبشة ، فصنعت لها هيئة النعش ، فقالت عليها السلام : « اصنعي لي مثله ، استريني سترك الله من النار .فكان نعشها أول نعش أُحدث في الإسلام ، واتخذ بعد ذلك سُنّة.
انّ العفة والطهارة هي أبرز وأهم زينة للنساء، وان سلوك فاطمة وعفافها وحيائها يشكل أكبر درس للنساء في مجتمعنا اللواتي يجب عليهن الحفاظ على الحياء والستر والحجاب في كل الظروف والأحوال. و هو الدرس الذي يجب ان نعلمه ونربي ابنائنا وبناتنا عليه ولا نسمح بشيوع الميوعة والانحلال في مجتمعنا.
واهم العوامل التي ننمي من خلالها حالة العفة والحياء في مجتمعنا وبين ابنائنا وبناتنا: الزواج: لان الزواج وسيلة لتهذيب وإشباع الشهوة، واجتناب الاختلاط غير الضروري بين الشباب والفتيات ، وغضُّ البصر من الرجال والنساء عما حرم الله، واجتناب كل ما يثير الشهوة: مثل اجتناب مشاهدة المحطات التلفزيونية او مواقع الانترنت الّتي تبثّ البرامج والافلام غير المحتشمة والمُخحِلَّة أخلاقيّاً، والتفريق في المضاجع أثناء المبيت بين الذكور والإناث فلا ينبغي ان ينام الاطفال في نفس الغرفة التي ينام فيها الزوجان مثلا او ينام الذكور في نفس الغرفة التي ينام فيها الاناث، التقيُّد بالالتزام بالحجاب والستر الشرعيّ وعدم اظهار الزينة مثل مساحيق التجميل وطلاء الأظافر، ومكياج، وحلي ، واساور وغير ذلك .
اليوم هناك انجرار وانقياد كامل وراء صيحات ‏الموضة وما ينتجه الاعداء لفتياتنا ونسائنا على صعيد اللباس، واصبح اعداء ‏الدين والقيم والاخلاق هم من يفكرون ويقررون نيابة عن الجميع ما تلبسه فتياتنا ونسائنا ونرى الكثير ينساقون وراء ذلك من خلال الانقياد الاعمى لصيحات الموضة وارتداء كل ما ينزل ‏الى الاسواق من ملابس والتقليد الاعمى في التصرفات والسلوكيات السيئة متناسين هل ان هذا ‏هو يرضي الله او ينسجم مع تعاليم واحكام ديننا ام يتعارض معها ، وكأنه اصبح اخر هم فتياتنا ونسائنا ما هو رأي ‏الاسلام في ذلك.‏
اليوم اجيالنا تتعرض لحرب ناعمة ولهجمة شرسة تطال جميع ‏مفاصل الحياة بغية افسادهم وابعادهم عن قيم واخلاق واحكام الدين، وقد تغلغلت تلك الهجمة الى داخل البيوت وصار الشغل الشاغل لأغلب النساء ‏وبمختلف الفئات العمرية كيف يمكنها ان تتجمل وتتباهى بلبس اخر صيحات الموضة ‏والتجمل بالحجاب، لا الستر بالحجاب، من خلال الموديلات الجديدة للحجاب والنزول بها الى ‏الشوارع وتلاحقها نظرات القاصي والداني بلا خجل ولا حياء, وضرب كل الاعراف والتقاليد ‏وضرب كل الضوابط والقيم وما جاء به الدين بدعوى التحضر والتمدن ومجاراة المجتمع والجو العام في المجتمع وما شاكل.‏
اليوم بسبب الابتعاد عن الله عز وجل وعن احكام وتشريعات الدين الكفيلة ببناء مجتمع انساني فاضل نشاهد كل هذا الانصياع لعادات الاخرين والتخبط الاعمى الذي نلاحظه في المجتمع ؟ ‌‏
لعل البعض يقول كيف لنا ان نطبق ما قد طبقته الزهراء فقد كانت انسانة معصومة ونحن لسنا معصومين وليس لنا قابلية لتحمل ما يتحمله ‏المعصوم؟! الجواب: هل نحن نعبد الله كالمعصوم هل صلاتنا كصلاة ‏المعصوم هل صيامنا كصيام المعصوم ؟ قد لا نصل الى ما وصل اليه المعصوم لكن باستطاعتنا ان نجعل منهم قدوة لنا في افعالنا، ‏فاذا استطعنا ان نقتدي بسلوكهم وافعالهم ولو بالنزر اليسير فهذا يعتبر انجازا باتجاه الطريق ‏الصحيح لبناء مجتمع فاضل وكل بحسب قابلياته.‏
بالنسبة للزهراء (صلوات الله عليها) هي قدوة لنا و لكل انسان مؤمن ومؤمنة، قدوة في عبادتها وعفتها وحيائها ‏وعلمها وفصاحتها وشجاعتها وادارتها للمواقف الصعبة، وقدوة للنساء خاصة في حجابها ‏وادارتها لحياتها الاسرية ، والجميع بإمكانه ان يجسد في سلوكه ما جسدته في سلوكها على كل هذه الصعد فقد كانت سيدة نساء العالمين نموذج المرأة الكاملة وهي خير قدوة ومثال للمرأة ‏المؤمنة المسلمة.

 

لتصلك آخر الأخبار تابعنا على قناتنا في موقع التلغرام: النعيم نيوز

و لمتابعتنا على موقع فيسبوك يرجى الضغط أيضا على الرابط التالي: النعيم نيوز

كما يمكنك الاشتراك أيضا على قناتنا في منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا على: قناة النعيم الفضائية

و لا تنسى أيضا الاشتراك في قناتنا على موقع الانستغرام: النعيم نيوز 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى