اخبار اسلامية
أخر الأخبار

‘بإمامة الشيخ مؤيد الشافعي‘.. إقامة صلاة الجمعة في جامع الإمام موسى الكاظم (ع)

أقيمت صلاة الجمعة المباركة، بجامع الإمام موسى الكاظم (ع) في قضاء السنية/محافظة الديوانية، بإمامة الشيخ مؤيد الشافعي.

 

وفيما يلي نص خطبتي صلاة الجمعة، وتابعتهما “النعيم نيوز”:

تحدث الشيخ الشافعي في الخطبة الأولى التي كانت بعنوان (ذكرى ولادةِ الزَّهراءِ (ع) تعزيز لقيمةِ الحجابِ)، قال الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز: { إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرا}[الأحزاب: 33] صدق الله العظيم.

ستمر علينا بعد يومين في العشرين من هذا الشّهر، شهر جمادى الثانية، ذكرى الولادة العطرة للصدّيقة الطاهرة فاطمة الزهراء (ع)، بضعة رسول الله (ص) وروحه التي بين جنبيه.

وهذه الذكرى هي مناسبة لنستعيد من خلالها كل الصفات التي اتصفت بها السيدة الزهراء (ع) وأشارت إليها سيرتها العطرة، ولعل أبرز هذه الصفات، هي التي وصفها بها رسول الله (ص) في آخر أيامه وهو على فراش المرض، لما رأى الحزن بادياً على وجهها لفراقه: (أما ترضين يا فاطمة أن تكوني سيّدة نساء العالمين؟!)، لم يقل رسول الله (ص) ذلك تخفيفاً من وقع حزنها الكبير عليه، ولا تعبيراً عن العاطفة التي كان يكنّها لها، وهو الذي أشار إليه الله سبحانه: { وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى} [النّجم: 3 -4]، بل أراد من خلال ذلك أن يبيّن الموقع الذي بلغته السيدة الزهراء (ع) من نساء العالمين، لا في الزمن الذي عاشته، بل على مدى الزمن، إلى أن يرث الله الأرض وما عليها، والمثال الّذي ينبغي أن تقتدي به كلّ بنت وزوجة وأمّ وإنسانة لتعيش في هذه الحياة.

قيمةُ الحجابِ

ونحن اليوم سنتوقف عند قيمة عبّرت عنها السيدة الزهراء (ع) في حياتها، ودعت إليها وحثّت عليها، وهي الحجاب، وهو يمثّل قيمة لدوره في تعزيز كيان المرأة وحضورها.

ونحن في هذه الأيام أحوج ما نكون إلى استحضار هذه القيمة، وما يدفعنا للحديث عنها، هو التّشكيك الذي بات يطرح حول الحجاب، حتى وصل الأمر بالبعض إلى القول بعدم وجوبه، وأنّه ليس سوى عادة، أو أنّ وجوبه محصور بنساء النبيّ (ص)، وهو ما يجافي الحقيقة، فالحجاب فريضة أوجبها الله على كلّ مسلمة ما إن تبلغ سنّ التّكليف، ودلّ على ذلك القرآن الكريم في أكثر من آية، وسنشير إليها بشكل موجز:

الآية الأولى هي قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللهُ غَفُوراً رَحِيما} [الأحزاب: 59]، فالله سبحانه وتعالى توجَّه بالنِّداء في هذه الآية إلى رسول الله (ص)، ليدعو زوجاته وبناته ونساء المؤمنين بعامّة، إلى أن يدنين من جلابيبهنَّ، وهذا يعني أن يلبسن الجلابيب، والخطاب في ذلك، كما هو واضح في الآية، كان عامّاً وشاملاً لكلّ مسلمة، وشمل نساء النبيّ (ص) وبناته ونساء المؤمنين.

وقد ذكر المفسِّرون آراء عدَّة حول ما يراد من الجلباب، فهناك من قال إنّه الغطاء الذي يغطّي تمام الجسد بما يشمل الرّأس، فيما هناك من ذكر أنَّ المقصود به ما يغطّي تمام البدن، ولا يشمل الرّأس، والجامع بين هذين القولين هو ستر تمام البدن.

وإذا كان البعض يرى أن ليس هناك وضوح تامّ في دلالة الآية على حجاب الرأس، تأتي الآية الثّانية، لتبيّن بما لا يقبل الشّكّ شمول غطاء الرأس بالسّتر الواجب على المرأة، ولا يقف عند جسدها، عندما يقول: {وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ} [النور: 31]، والخمار هو غطاء الرأس، والجيب هو الصَّدر، فهي تدعو إلى أن تغطّي المرأة رأسها وصدرها.

وتأتي الآية الثَّالثة لتوضح أكثر صورة الحجاب، عندما قالت: {وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا} [النّور: 31]، حيث بيَّنت هذه الآية، أنَّ على المرأة أن لا تظهر زينتها عندما تخرج إلى غير محارمها من الرِّجال، فلا يجوز للمرأة أن تلبس المجوهرات، أو أن تضع مساحيق التَّجميل، ما عدا بعض الاستثناءات الّتي حدّدها الشرع الحكيم، وهناك من رأى أنّ المقصود بعدم الزينة، عدم إظهار ما فيه الزينة من جسدها، وأنّ الاستثناء أشار إليه القرآن الكريم بقوله: {إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا}، يُقصَد به الوجه والكفّان، وظاهر القدمين.

حجاب الصوت

ولم تقف الآيات القرآنيّة في الإشارة إلى الحجاب على غطاء الرأس أو الجسد وعدم إبداء الزينة، بل توسّعت للحديث عن حجاب آخر، وهو حجاب الصّوت، فدعتها إلى أن تحجب صوتها، وهو لا يعني، كما قد يتصوَّر البعض، أن لا تظهر صوتها، فللمرأة أن تتحدَّث في مجتمع الرّجال، وأن تخطب أمام النّساء والرّجال، أو تتحدَّث عبر وسائل الإعلام والتّواصل، وتشارك في النّدوات والحوارات، وفي مجالات العمل المختلفة والتّعليم، وهذا ما لا خلاف عليه، بل إنّه مطلوب.

لكنَّ المقصود من ذلك، هو أن لا ترقّق في صوتها، بحيث تبدو فيه ميوعة أو إغراء، ما يدفع من في قلبه مرض إلى الانجذاب إليها، وهذا ما أشار إليه الله سبحانه وتعالى بقوله: {فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ}[الأحزاب: 32].

والإشكاليّة التي تطرحها الآية الكريمة لا تقف على النّساء اللّواتي يخضعن في القول، بل تنطبق على الرّجال الّذين كما وصفهم القرآن، في قلوبهم مرض، إذاً المسؤوليَّة ملقاة على عاتق المرأة أن لا ترقّق في صوتها، وعلى عاتق الرّجل أن لا يدفعه ذلك إلى الوقوع في الحرام.

حجاب البصر

ويبقى حجاب آخر، وهو أيضاً مطلوب من النّساء، كما هو من الرّجال، وهو حجاب البصر، وهذا ما أشار إليه سبحانه وتعالى، حين قال: {قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ * وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ…} [النور: 30– 31].

فريضة لا عادة

إذاً، الحجاب الشرعي الوارد في القرآن الكريم، وبالوضوح الّذي أشرنا إليه، وإليه أشارت العديد من الأحاديث، هو ليس عادةً أو تقليداً اجتماعياً، وقد تمسكت به المسلمات في كل تاريخهن منذ عهد رسول الله (ص)، والمسلمون رغم اختلافاتهم في مذاهبهم وآرائهم، لم يختلفوا في وجوب الحجاب، بل كلّ المسلمين بشتّى مذاهبهم وآرائهم يرونه واجباً وفريضةً لا بد من الالتزام بها.

ومن هنا، فإننا ندعو إلى تثبيت هذه الفريضة في أذهان فتياتنا وتعزيزها لديهنّ، بإبراز أهميّة هذه الفريضة للفتاة، بأنّ الله أراد أن يعزّز من خلال الحجاب أن لا تكون نظرتها إلى نفسها ونظرة المجتمع إليها كأنثى، بل كإنسانة لها دورها وحضورها في كلّ الميادين.

مواجهة التحدّيات

إنَّ حجم التحدّيات في بناء شخصيّات متديّنة ملتزمة بأصول الدّين وتشريعاته، تكبر يوماً بعد يوم، فالعولمة، وانتشار وسائل التواصل المشرع على مصراعيه على المغريات والوسائل الإعلامية التي تزين الانحراف والتشكيك في أصول الدّين وفروعه، كلّ هذا يستدعي وعياً في الأفراد والأسر، ودوراً يقوم به الآباء والأمّهات والمؤسّسات الدينيّة والتربويّة والاجتماعيّة.

ومن هنا، فإننا ندعو فتياتنا إلى الوعي، وأن يثقن بما أمرهنّ به الله، وما دعاهن إليه رسول الله (ص) من أن ما عند الله خير لهنّ في الدنيا والآخرة.. ويكفيهنَّ أن يكنَّ في ذلك على صورة الزّهراء (ع) ومثالاً عنها، وهي الّتي قدَّمت أنموذجاً رائداً لكلّ فتاة وامرأة، فهي لم يُعقْها حجابها عن أن تكون حاضرةً بقوّةٍ في ساحات العلم والعمل والجهاد والتّربية، وأداء دورها الرّساليّ في مواجهة الظّلم، وأخذ المواقف الصّلبة في مواجهة الانحراف، وبلغت في الموقع أعلى المراتب عند الله وعند رسوله (ص) وفي الحياة، حيث ملأ ذكرها الآفاق، وسيبقى يملؤها”.

 

لتصلك آخر الأخبار تابعنا على قناتنا على تلغرامالنعيم نيوز

لمتابعتنا على فيسبوك يرجى الضغط على الرابط التاليالنعيم نيوز

كما يمكنك الاشتراك على قناتنا على منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا علىقناة النعيم الفضائية

كما يمكنك أيضا الاشتراك بقناتنا على الانستغرامالنعيم نيوز

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى