اخبار اسلامية

بإمامة الشيخ مؤيد الشافعي..أقيمت صلاة الجمعة في جامع الإمام موسى الكاظم (ع)

أقيمت خطبتا صلاة الجمعة محافظة الديوانية، قضاء السنية في جامع الإمام موسى الكاظم (ع) ليوم ٢٦ / ٥ / ٢٠٢٣م , الموافق ٦ ذو القعدة ١٤٤٤هج , بإمامة فضيلة الشيخ مؤيد الشافعي دام عزه.

وكان عنوان الخطبة الأولى، تابعتها “النعيم نيوز” نسخة منه، ( أبرز سمات شخصية الشهيد السعيد السيد محمد صادق الصدر )
من أهم ما تمتاز به شخصية الشهيد السيد محمد الصدر ثلاث سمات:
السمة الأولى: العمق العلمي:
حيث نشأ في أحضان عائلة علمية عريقة، فأمه بنت المرجع الأعلى في عصره الشيخ محمد رضا آل ياسين، وأبوه وأعمامه من أفاضل العلماء، وقد انصرف للعلم في الحادية عشر من عمره، واستمر في الدرس والتدريس والكتابة والبحث إلى اليوم الأخير من حياته، وحضر أبحاث كبار الفقهاء في الحوزة العلمية، حيث تتلمذ على يد أربعة من فطاحل العلماء في الفقه والأصول، هم السيد محسن الحكيم والسيد أبو القاسم الخوئي والسيد روح الله الخميني والشهيد السيد محمد باقر الصدر، كما خاض تجربة الدراسة الأكاديمية في كلية الفقه في النجف الأشرف، وكان ضمن الدفعة الأولى من خريجيها”.

ومن يقرأ كتبه وأبحاثه يرى دقته العلمية، وقدرته الفكرية العالية، حيث يبحث المسألة التي يتناولها من مختلف الزوايا والأبعاد، ويعرض لكل الفروض والاحتمالات، ويجتهد في معالجة الإشكالات الواردة. مما يكشف عن ذهنية وقادة، وسعة أفق وإطلاع.
ويتجلى ذلك في أبحاثه المختلفة في الفقه والأصول والتاريخ وتفسير القرآن الكريم، وفي دراسة القضايا الخارجية التي ترتبط بالمسائل الفقهية، والتي أطلق عليها مصطلح ما وراء الفقه. وكتب حولها موسوعة رائعة بهذا العنوان في عشرة مجلدات، تضمنت أبحاثا دقيقة في مسائل من علم الفلك والجغرافيا والطب والرياضيات والاقتصاد والاجتماع وغيرها مما يكون مورداً لانطباق أحكام شرعية.

أما موسوعته حول الإمام المهدي، فهي كما وصفها الشهيد السيد محمد باقر الصدر: (موسوعة لم يسبق لها نظير في تاريخ التصنيف الشيعي حول المهدي ع في إحاطتها وشمولها لقضية الإمام المنتظر من كل جوانبها، وفيها من سعة الأفق، وطول النفس العلمي، واستيعاب الكثير من النكات واللفتات ما يعبر عن الجهود الجليلة التي بذلها المؤلف في انجاز هذه الموسوعة الفريدة).
وحين اتجه لتفسير القرآن الكريم، مبتدئاً من السور الأخيرة فإنه يقف عند كل آية، ليعالج كل ما ورد أو يرد حولها من التساؤلات والإشكالات….
إن العمق العلمي هو من مفاخر علماء مدرسة أهل البيت ع الذين يتبوءون مواقعهم في الأمة من خلال قوة العلم والمعرفة، وصفات الورع والتقوى.
السمة الثانية: التفاعل الجماهيري:
خلافاً لما هو سائد من انحصار دائرة انفتاح المرجع الديني على الوسط الحوزوي العلمي، فإن الشهيد الصدر الثاني حين تصدى للمرجعية انفتح على جمهور الشعب، فكان يخاطبهم ويخطب فيهم، ويتبنى آلامهم وآمالهم، ويضع المعالجات الفقهية لمشاكلهم.
وكانت صلاة الجمعة التي أقامها في مسجد الكوفة، منعطفاً كبيراً في العلاقة بين المرجعية والأمة، حيث كانت شعيرة دينية معطلة، فأحياها واستثمرها في تحشيد الجمهور، وبث الوعي والثقافة عبرها في صفوف جميع الطبقات الاجتماعية.
كما التفت إلى أهمية دور العشائر العراقية، والتي ابتعدت عن المرجعية لإعراض المرجعية عنها، وأصبحت تدور في فلك السلطة تحت وطأة الترهيب وإغراء الترغيب، فتوجّه الشهيد الصدر للانفتاح عليهم، واستقبل شيوخهم، وبعث الوكلاء إليهم، وعالج مسألة موضوع الأحكام والأعراف العشائرية، فيما أطلق عليه فقه العشائر.
من ناحية أخرى فقد اعتمد مجموعة كبيرة من الشباب الملتزمين الاكاديميين وكلاء شرعيين لمرجعيته، ولم يحصر تمثيله في العلماء وطلاب العلوم الدينية.

لقد أنجز الشهيد الصدر أروع تجربة مرجعية في الانفتاح على الشعب في العراق، وصنع بذلك تحولاً هاماً في الحالة الدينية.

السمة الثالثة: المبادرة السياسية:
لقد اقتنص اللحظة المناسبة، حيث كان النظام بعد هزيمته وانسحابه المهين من الكويت في موقع ضعف وانكسار، وكان الحصار الدولي يضيّق الخناق على الشعب العراقي، كما أن قمع النظام للانتفاضة الشعبية قد ملأ نفوس المواطنين بالسخط والغضب، ولتنفيس هذه الحالة اتجه النظام الصدامي للتظاهر بالاهتمام بالدين، ورفعه شعاراً في مقابل أمريكا وحلفاءها.
ورأى الشهيد الصدر أن الفرصة سانحة لاستثمار هذا الظرف، والمبادرة لتفعيل ساحة المجتمع، وتجذير القيم والمبادئ الدينية في أوساطه، لكي تستعيد المرجعية دورها القيادي، بعد ما انقطعت عن الجمهور، وتعرضت لأعنف الضربات القاتلة من قبل النظام.
وما كان يمكنه ذلك إلا بتحييد النظام، وعدم استثارته، بل إظهار الوجه الذي يطمنه، وهذا ما أقدم عليه الشهيد الصدر، مع إدراكه لما يعنيه هذا الموقف من إثارة الشكوك حوله واتهام نزاهته في أوساط كثيرة، لكنه وطّن نفسه على تحمّل الاتهامات والاهانات، مضحّياً بسمعته، حيث أتهم بالعمالة للنظام وأنه مرجع السلطة، من أجل إحياء الحالة الدينية، واستعادة دور المرجعية، وإعداد الشعب العراقي لتحمل مسؤوليته تجاه الاستبداد والاستعمار.

وكان النظام يراهن على استغلال مرجعية الصدر، بينما كان الشهيد الصدر يراهن على التقاط اللحظة التاريخية، وتحقيق أهدافه المرسومة في غفلة من النظام و سيطرة الضعف عليه.
وحين اتضح للنظام فشل رهانه، وشعر بخطورة حركة الصدر على المستوى الشعبي، سارع إلى التخطيط لتصفيته واغتياله، لكن الشهيد الصدر كان مطمئناً إلى انجازه العظيم، سعيداً بالثمار التي حققها، منتظراً للقاء الله، مرحباً بالشهادة في سبيله، ليلتحق بركب الشهداء من أسلافه الطاهرين.

 

لتصلك آخر الأخبار تابعنا على قناتنا في موقع التلغرامالنعيم نيوز

ولمتابعتنا على موقع فيسبوك يرجى الضغط أيضا على الرابط التاليالنعيم نيوز

كما يمكنك الاشتراك أيضا على قناتنا في منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا علىقناة النعيم الفضائية

ولا تنسى أيضا الاشتراك في قناتنا على موقع الانستغرامالنعيم نيوز

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى