اخبار اسلامية
أخر الأخبار

“بإمامة الشيخ عمار العارضي”.. إقامة صلاة الجمعة في جامع جنات النعيم بكربلاء المقدسة

أقيمت صلاة الجمعة العبادية بإمامة فضيلة الشيخ عمار العارضي (دام عزه) في جامع جنات النعيم بكربلاء المقدسة.

 

وافتتح خطبته المباركة الكلام ببركات زيارة الامام الحسين عليه السلام في الاربعين.
وقال الشيخ إنه “ورد عن الإمام الصادق (عليه السلام) – في مناجاته بعد صلاته -: يا من خصنا بالكرامة، ووعدنا الشفاعة… إغفر لي ولإخواني وزوار قبر أبي الحسين بن علي صلوات الله عليهما… اللهم إن أعداءنا عابوا عليهم خروجهم فلم ينههم ذلك عن النهوض والشخوص إلينا خلافا عليهم، فارحم تلك الوجوه التي غيرتها الشمس، وارحم تلك الخدود التي تقلب على قبر أبي عبد الله (عليه السلام)، وارحم تلك الأعين التي جرت دموعها رحمة لنا، وارحم تلك القلوب التي جزعت واحترقت لنا، وارحم تلك الصرخة التي كانت لنا، اللهم إني أستودعك تلك الأنفس وتلك الأبدان حتى ترويهم من الحوض يوم العطش”.

وتابع: “انتهت بحمد الله تعالى الزيارة الولائية الكبرى بسلام … انتهت الفعالية يوم 20 صفر ، لكن بركاتها وآثارها لن تنتهي بهذا اليوم وبهذه المناسبة فقط … ولعل اهم البركات التي يمكن ملاحظتها لهذه الزيارة المباركة , مايلي :

1) قد يكون من السهل الوصول الى مدينة الحسين عليه السلام في كربلاء المقدسة ، لكن الوصول الى الحسين عليه السلام وان تكون معه في معسكره وجبهته ليس سهلا ابدا … فهو يحتاج للتضحية العالية والمجاهدة الكبيرة … ( فمعكم معكم لامع عدوكم )
2) تذكير المؤمنين بعالمية القضية الحسينية وانها سبيل لنجاة كل الشعوب وكل الاديان .
3) ان زيارة الاربعين تمثل افضل نموذج للتمهيد لامامنا وقائدنا المهدي ارواحنا فداه فها نحن نشاهد العراق كله اصبح مسكنا ومطعما وارضا مباركة تسع العالم .
4) إنها اصبحت تمثل انموذجا حيا لاحقية مدرسة اهل البيت عليهم السلام ، ومذهبهم ومنهجهم (مثل اهل بيتي فيكم كسفينة نوح من ركبها نجى ومن تخلف عنها غرق وهوى ) ، وقد شاهدت الشعوب عبر التاريخ المناهج الاخرى التي تدعي انها هي الحق المطلق ، ورات بأمَ عينها كيف فعلت بالاخرين كالمنهج اليهودي ، والمنهج المسيحي ، والمنهج اللاديني الانحلالي ، … .
5) ان هذا التجمع البشري الكبير والمتنوع من اشكال الناس والوانهم ومختلف الاديان ومذاهبهم …. اصبح اكبر وسيلة اعلامية ليطلع العالم كله .
6) اما على المستوى الفردي فان في الزيارة المواساة لاهل البيت عليهم السلام والتذكير بتضحيتهم لاجلنا وتبيان عظمتهم في نفوسنا .
7) اصبحت محطة تكفير للعصاة والمذنبين ووسيلة روحية عظيمة للرجوع الى الله تعالى عبر الحسين عليه السلام …
8) ان هذه المناسبة مثلت اكبر معهد واعظم مدرسة عملية لتربية وتدريب ابنائنا وشبابنا وبناتنا تكفل بها سيد الشهداء ع بدلا عنا …
9) ان هذه المناسبة تذكر الطغاة والظالمين وسراق قوت الناس والحكام والسياسيين الفاسدين المدعين للاصلاح زورا …..
10) ان هذه الزيارة المباركة تدافع عن الاسلام الاصيل ضد كل شكل من اشكال ( الاسلام المجامل ) ( الاسلام المتقاعس ) ( والاسلام المتخاذل ) ( والاسلام التطبيعي الامريكي والبريطاني … )
11) ان هذه الزيارة تذكير بان الحسين (عليه السلام) مكمل ووارث منهج الانبياء ومشروعهم ( السلام عليك ياوارث آدم ، نوح ، ابراهيم ، موسى ، عيسى ، محمد … صلوات الله عليهم)
12) من دروس هذه الزيارة العظمى هو ارتباط هذه القضية الكبرى بالله مباشرة ( السلام عليك ياثار الله )”.

وتطرق بخطبته الى موضوع بالغ الأهمية، وهو الانتخابات الواعية وسيلة للتغيير والاصلاح الحسيني، حيث أوضح أنه “لم يبق الا القليل على الانتخابات النيابة وهي على مافيها من سلبيات سواء في القانون الانتخابي او امكانية استخدام المال والنفوذ السياسي للحصول على اكبر عدد من المقاعد ، او صلاحية النظام الديمقراطي لاختيار الافضل،
الا انه افضل سبيل متيسر حاليا لاختيار ممثلين عن الشعب وتشريع القوانين الهامة والمؤثرة والوقوف بوجه التعديلات الضارة بقوت الشعب او دينهم او اخلاقهم. وقد لاحظنا انه بسبب سوء الاداء ترى كثير من الناس في عزوف او تيه وبعضهم باع صوته ومبادئه ودينه، واما الاغلب فلايعرفون ماذا يختارون ولاكيف يختارون”.

وأضاف: “من نعم الله علينا وعلى الواعين من شيعة العراق وجود مرجعية إسلامية نائبة للامام المهدي عج ، وتحمل مسؤولية النيابة الكبرى في زمن الغيبة ، وتعمل على ارشاد الناس الواعين وقيادتهم وقد صدر من سماحة السيد السيستاني دام ظله بيانا يحمل مضامين مهمة بهذا الصدد ، كما ان سماحة المرجع اليعقوبي دام ظله الذي اسس لاكبر مشروع مرجعي اسلامي في تاريخ العراق الحديث اذ اسس سماحته جملة من المشاريع التي تحامي بها عن دين الله تعالى وترشد الناس الى هدي رسول الله والائمة الطاهرين صلوات الله عليهم اجمعين، وتعمل بواجبها بالتمهيد لدولة امامنا المهدي عجل الله فرجه”.

ولفت إلى أن “منها مشاريع علمية تخص الحوزات العلمية الرجالية والنسائية للكبار وللشباب وللاطفال، ومنها انسانية وتشمل ١٠ الاف الاسر الفقيرة، ومنها ثقافية وتشمل العشرات من المبادرات والفعاليات، ومنها ارشادية وتبليغية، ومنها اعلامية وتشمل الفضائيات والاذاعات الاسلامية الواعية، ومن أهم تلك الاذرع التي يكمل بعضها بعضا الذراع السياسي الذي مع مافيه من اتهامات و عقبات وتعقيدات الا انه يمس حياة المجتمع الشيعي من كل الجوانب ، وقد كتب سماحة المرجع اليعقوبي دام ظله في مقدمة رسالته العملية انه يجب على الفقيه الجامع للشرائط ان يدافع عن جميع حقوق ابناء الطائفة الحقة ومنها الحقوق السياسية”.

بدورها، أوضحت المرجعية الرشيدة في عدد من خطاباتها وكلماتها هذه الحقيقة وذكرت نماذج من حياة المعصومين (عليهم السلام) لأجل تحذير الأمة من التقاعس والتخاذل عن أداء مسؤولياتها في نصرة القيادة الحقة في الإصلاح”.

وقد ذكرت المرجعية الرشيدة ككلمة سماحة المرجع اليعقوبي بعض هذه النتائج الوخيمة في خطاب له حيث أوضح أن “تخاذل الأمة وتقاعسها واستسلامها للشكوك والظنون جعل أمير المؤمنين يتمنى الموت ويرى ضرب رأسه بالسيف فوزاً، ودفع تخاذل الأمة الإمام الحسن (عليه السلام) إلى اتخاذ ذلك الموقف الذي لم يستطع تحمله الكثير من أصحابه المقربين”.

وأوضح سماحته في خطاب آخر “بعض النتائج الأخرى التي ترتبت على تقاعس الأمة وعدم نصرتها القيادة الحقة حيث قال: “ولو أطاعت الأمة ربّها وما أنزله على رسوله الكريم (صلى الله عليه وآله وسلم) في ما بلَّغ في اليوم الاول (يوم الغدير) لما احتاجت إلى اليوم الثاني وهو يوم القيام الفاطمي الذي دفعت فيه الزهراء (عليها السلام) حياتها ثمناً له وهي في عمر الزهور حيث لم تتجاوز ثمانية عشر ربيعاً”.

ولو استُمعت نصيحة الزهراء (عليها السلام) في قيامها المبارك وأعادت الأمة الحق إلى نصابه ودفعته إلى أهله وأذعنت لحق أمير المؤمنين (عليه السلام)، لما حصل الانحراف والانحدار بالأمة حتى تطلَّب تقويمُ المسار سفكَ دم سبط رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وسيد شباب أهل الجنة وسبي عقائل النبوة من بلدٍ إلى بلدٍ يتصفح وجوههن الأعداء”.
نلاحظ كيف أن الأمة دفعا ثمنا كبيرا نتيجة لتخاذلها وتقاعسها وأكيد كل مؤمن غيور ذو قلب سليم لا يريد أن يكون كهؤلاء المتقاعسين المتخاذلين الذين تسببوا بهذه النتائج الوخيمة.

وهكذا هم الفقهاء والعلماء الابرار نواب الإمام (عليه السلام) في زمن الغيبة الكبرى إذا وجدوا أنصارا تحركوا وأما إذا تخاذلت وتقاعست الأمة عن أداء مسؤولياتها فإن القيادة سيكون موقفها كموقف المعصومين (عليهم السلام) لهذا قالتها المرجعية الرشيدة بكل صراحة للمؤمنين حينما لاحت في الأفق حالة من التقاعس والتخاذل في صفوف المؤمنين: إذا لم تنصرونا على اصلاح الفساد فستسقط عنا الحجة في التصدي.

وقد تكلم سماحته بنفس هذا الكلام مع وفد من أساتذة جامعة كربلاء وكانت كلماته كلها ألم وحسرة ومما جاء فيها:
هذه السلبيات من مظالم ومفاسد إنما هي نتيجة الانسحاب والانزواء وترك ساحة العمل … لو تواجد المخلصون المحروقة قلوبهم على البلد بقوة لما فرض الآخر كلمته علينا بهذا الشكل.

وتساءل سماحته: “لماذا ندفع الاخوة دفعا للمشاركة في العملية السياسية، وقال مستغربا: إن “الذين عاشوا المحنة في الداخل غاية مطلبه وطموحه ان يتم توظيفه ويحصل راتب … هذا طموح ضعيف ليكون طموحه أكبر من هذا ليكن طموحه ان يقود الامة ويتواجد في مواقع المسؤولية ويساهم في بناء العراق، أما أن يكون جل همه أنه قد حصل على وظيفة فجلس وسكت ولا يبالي من قيام الآخرين بسرقة اموال الشعب ورسم مستقبل العراق كما يريدون!”.

وذكر سماحته كيف أن أجدادنا ضيعوا الفرصة بعد ثورة العشرين رغم أنها قامت بجهودهم وجهادهم وتضحياتهم ولكن سلموا الحكم إلى الآخرين وجعلوا رسم مستقبل البلاد بأيديهم فدفعنا أثمانا باهضة من قتل وسجن وتشريد نتيجة ضياع هذه الفرصة، محذرا من “تكرار ضياع الفرصة وترك رسم مستقبل العراق بيد أصحاب الأجندات الخارجية الذين ليس لهم هم إلا مصالحهم”.

فلنتأمل لما قاله سماحة المرجع اليعقوبي : من كلمات (إذا لم تنصرونا على اصلاح الفساد فستسقط عنا الحجة في التصدي) … وهذا التحذير من قبل القيادة الدينية قائم سواء في وقتنا الحاضر أو في المستقبل فمتى ما وصل تخاذل الأمة وتقاعسها إلى نقطة محددة ستسقط فيها حجة التصدي عن القيادة الدينية.

وهنا اشير الى جملة من النقاط الهامة :
هل الانتخاب له حكم شرعي اولا ؟ وهل المقاطعة أمر سنسأل عنه ام لا؟
اقول جازما انه فعل ككل التكاليف الاخرى ….
وفي كل التكاليف الاخرى التي لايمكنني الجزم ببراءة الذمة فيها الا مع الفقيه الجامع للشرائط الذي كما ورد ان اصاب فله اجران وان اخطأ فله اجر واحد … وقد ورد عن مولى الموحدين عليه السلام واصفا فئة من الضالين عن هداهم ومشروعهم ( ان الحسنة معهم لاتقبل والسيئة معنا لاتضر)

كما ينبغي الالتفات الى خطورة المقاطعة:

أ‌- استفادة الاحزاب والتيارات الفاسدة
ب‌- وزيادة مقاعد السنة والاكراد في الاماكن المختلطة على حساب الشيعة
ج- واستفادة الدول المعادية للعراق.

ومن هنا ايها المؤمنون فانه يلزوم نصرة مشروع المرجعية النائبة للامام المهدي عجل الله فرجه. في مشروعها السياسي والاجتماعي والاقتصادي والجهادي ووو….
جاء رجل للامام علي عليه السلام وقال له اني لم انصر معاوية فقال مامضمونه : انك لم تنصر الباطل لكنك خذلت الحق.

ان انتخاب الممثلين السياسيين للمرجعية النائبة انما هو انتخاب لمشروع المرجو منه التمهيد للدولة الكريمة .
ان انتخاب ابناء المرجعية انما هو من باب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر حيال اعظم المظالم والمفاسد التي يعيشها المسلمون في العراق وفي كل الاتجاهات .
ان انتخاب ابناء المرجعية انما هو انتخاب لثلة اهم واجباتها حماية دين الناس والدفاع عنه ، وحماية حقوق الناس من السراق والفاسدين الكبار وتسجيل صولات ومواقف لله فيها رضا .. كما شاهدناها من بعض ابنائنا سددهم الله .
كما اننا لاننتخب اشخاصا ولانزكي افرادا … وانما ننتخب مشروعا رساليا فمن عمل منهم فيه صالحا فلنفسه ومن اساء فعليها.

تقصير المؤمن في نصرة الله تعالى يعرضه لسنة الاستبدال … (وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ)
كما ان النصرة مراتب ودرجات … فاغتنم اعلى الدرجات .فمن المؤمنين من لايؤثر الا بنفسه ومنهم من يؤثر باسرته ومنهم بعشيرته … المطلوب النصرة باعلى درجاتها …

ايها الاعزة من جاءه اخاه في حاجة ولم يبذل وسعه فقد خان الله ورسوله …. اخوك دينك فاحتط لدينك … الاسلام محتاج لجميع ابناءه …

كما ينبغي التذكير للمؤمنين بانه لاتستوحشوا طريق الحق لقلة سالكيه … ان ابراهيم كان امة … الفائز من فاز برضوان الله وصاحب الزمان عج … والا فما فائدة المقاعد التي تكون وبالا على صاحبها في الدنيا والآخرة. والشواهد على ذلك ما اكثرها.
ان اتباع الخط الالهي لايعتبرون الحكومة هدفا … بل وسيلة لابد منها ، وهي عندهم كما عبر مولى الموحدين عليه السلام ( انما امارتكم عندي كشسع نعل قنبر او كعراق خنزير في يد مجذوم الا ان اقيم حقا او ادحظ باطلا ) وقد شبه سماحة المرجع اليعقوبي دام ظله الدخول للعملية السياسية باكل الميتة اضطرارا … الا ان يقيم حقا او يدحظ باطلا.

لتصلك آخر الأخبار تابعنا على قناتنا على تلغرامالنعيم نيوز

كما يمكنك الاشتراك على قناتنا على منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا علىقناة النعيم الفضائية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى